الأحد، 3 مايو 2015

الفصل الرابع من تاريخ الإخوان المسلمين1


الفصل الرابع من تاريخ الإخوان المسلمين


ونأتي الى الفصل الرابع من تاريخ الإخوان،وهي رئاسة الرئيس أنور السادات والتي شكلت منعطفاً خطيراً في مسيرتهم ،وبالخصوص بعد معركة إكتوبر1973 والتي على أثرها  ترسخت مكانة السادات ، وأراد أن يمحي من ذاكرة الوطن الفترة الوطنية الزاهرة ،بكل منجزاتها وأهدافها مستغلاً نقاط الضعف في المشروع العربي، ثم المتاجرة بدماء الشهداء الأبرار ، وهبت معه كل القوى المتضررة ،من هذا المشروع العملاق لكي يقضوا عليه وينهبوا خيرات مصر المحروسة كل حسب ما يراه مناسباً له
وسأحاول توضيح المعطيات التي رافقت هذه المرحلة الهامة 
وتأثيرها على مسيرة الإخوان



الجمهورية الثانية*تفسير المصطلح في مدونتي الفصل الثاني والثالث من تاريخ الإخوان
أنور السادات 1918 -1981
1970 –1981
 الإخوان وعصر السادات

وشاءت العناية الإلهية أن يودع عبد الناصر الحياة ويستلم أنور السادات منصب رئيس الجمهورية،ولو إستعرضنا تاريخ الأمة في الولاية

تاريخ الأمة في الولاية

لإستطعنا أن نحدد ، إن هذا هو منوالها تسطع ثم يأتي من يطفئ أنوارها  و يسئ أليها ويخرب منجزاتها، وحان أن تبدأ صفحة جديدة من مسيرة الإخوان وجائتهم بما لا يحلمون به
أراد
الرئيس أنور السادات أن يتقرب الى المملكة العربية السعودية، عارفاً بإنها الطريق الى أمريكا وفي نفس الوقت وجدتها أمريكا فرصة أن تمحو إسم عبد الناصر والقضاء على مشروع الدولة الوطنية الغير دينية وإستخدمهم الرئيس السادات لنفس الغرض  وأن يبدأ تاريخ جديد للمنطقة بخلق حالة من السلام بين إسرائيل والعرب وفي إيديهم الآن 
الحلقة المفقودة المستعصية

ترى؟ ما هي الحلقة المفقودة التي أتعبهم وأقض مضجعهم  حتى عثروا عليها وأصبحت في قبضة أيديهم  ؟



مصر قلعة العروبة هي

الحلقة المفقودة في مخططات أمريكا

ماذا عملوا للعثور على الحلقة المفقودة

مُنَظْري المرحلة

كمال أدهم

 كان مُنَظْر العلاقات الجديدة مسؤول المخابرات السعودية كمال أدهم صهر الملك فيصل والملك فيصل متزوج من أخته عفت ومن المفارقات إنه في ذلك الوقت كان السادات شاهدا على عقد القران
وكانت الفرصةالكبرى يوم دخل كمال أدهم الى مصر للتنسيق مع السادات لإحكام البدأ للتغيير المنشود وهم غير مصدقين كيف جادت عليهم الأقدار  بالسيطرة على قلب العروبة وعروقها النابضة مصر

السادات يبدأ بأول اللعبة

المسرح تهيأ بعد حرب إكتوبر

وهنا بدأ السادات بأول اللعبة وهم 

الإخوان المسلمون أعداء عبد الناصر وأشد الحاقدين عليه (ولولاه لإستلموا الحكم من 1952 )فأطلقهم السادات من السجون وأعطاهم السلاح وبدؤا بجامعة القاهرة بالمطاوي والسكاكين والمسدسات مستهدفين اليساريين والناصريين بسابقة غريبة ومريبة ،وفي جانب آخر فتح لهم الشركات والمصالح التجارية وسهل عودة الإخوان من المملكة العربية السعودية بأموالهم  من المملكة ، سواء كمنح وعطايا أو إستثمارات هائلة في الشركات والمقاولات
وسيتم تفصيل هذا الموضوع عند الحديث عن الجماعة الإسلامية ودورها في قتل السادات

ويذكرمحمد حسنين هيكل في كتابه خريف الغضب

(كانت قوى اليمين الديني تتلقى المساعدة والتشجيع من خارج مصر قبل أن يلتفت إليها السادات ففي سنة 1971 عقد الملك فيصل مع شيخ الأزهر إتفاقا لمحاربة الشيوعية وذهب الى أبعد من ذلك حين حاول أن يرتب مصالحة بين السادات ومجموعة من الإخوان وعقد الإجتماع في إستراحة الرئاسة في جاناكليس في إطار من السرية المطلقة


الإخوان يدخلون مصر بضمان الملك فيصل

سعيد رمضان زوج إبنة البنا الشاب المترف يرجع الى مصر

 ودخل الإخوان الى مصر بضمان الملك فيصل وكان من بينهم سعيد رمضان ، زوج إبنة البنا ، الشاب الأنيق ، المترف ،الذي سيطر على حسن البنا وأصبحت مقدرات الإخوان بين يديه وعاش في السعودية ثم قصد الى جنيف حيث رأس منظمة إسلامية ترعاها المملكة، وخلال المناقشات ذكر لهم السادات إنه يواجه مشاكل من نفس العناصر التي قاسوا منها وشاركهم أهدافهم في مقاومة الشيوعية والإلحاد وإن عبد الناصر ،قدخلف له تركة ثقيلة، ولكن الإخوان لم يثقوا به ويعتبرونه جرءا من 23 يوليو)
ولم يدرفي خلدهم بإن صديق عبد الناصر طيلة هذه السنين،سينقلب عليه وعلى سياساته بهذا الشكل

المُنظر الثاني الذي ينتضر دوراً طال إنتضاره عثمان أحمد عثمان

وتصدر عثمان أحمد عثمان المقاول النشيط ،المشهد وكان 

من الأبواق التي هاجمت عبد الناصر ومنجزاته


وهنا ظهر على المسرح ،مُنَظْر ثاني للمشهدمن داخل مصر، 

وهوعثمان أحمد عثمان ويعتبر من أغنى الناس في مصروفي قمة 

التطبيق الإشتراكي كان يحصد المقاولات ويحصل كثير من  الأعمال 

وإشترك في اولويات العمل بالسد العالي

 وإن إدعى بعدها بإنه أنشأ السد العالي،  وكان هذا مثار للعجب أن يبني عثمان أحمد عثمان السد العالي (تناسى بإن الإتحاد السوفيتي من قام ببناء السد بسواعد ودماء وتضحية المصريين)     ة 
 من المعروف إن أولويات إنشاء المشروع العملاق  واضحا ومحددا ، وكانت 

تعليمات عبد الناصر أن تشترك كل شركات المقاولات المصرية في 

عملية البناء الأولية،ولا تحتكر أي شركة العمل وحدها ،لإن هذا

 المشروع هو مشروع الوطن وليس حكراً على أحد، ولكن هذا

 لا يكفي ،المكسب الحلال لا يكفي يريدون إحتكار 
قوت الناس، وتهديم منجزاتهم ووجدفيه الإخوان قوة كبيرة ووثيقة الصلة 

بالسادات وبدا أمامهم بإنه مفوضاً من السادات بالتعامل معهم 

للخلاص من الناصريين واليساريين والشيوعيين وراح عثمان 
أحمد عثمان يقدم المساعدات الماليةالى الإخوان 

بالإضافة الى 

الأموال تتدفق من الخارج

وكانت هناك أموال كثيرة تجيئ من الخارج وكان بعضها يذهب الى الإخوان والتي أبدت إستعدادها لتأييد سياسات النظام وبدأ شباب الجامعات الدينية يسيطرون على الجامعات وعلى إتحادات الطلبة وفرضوا نظامهم وإعتراضهم على كل شئ إبتداءا من جلوس المدرجات الى عدم الإختلاط ويمنعون دخول الموسيقى في الإحتفالات وحتى الطعام إسلامي أو غير إسلامي
ولم يعد هناك من يجسرعلى معارضتهم وتجاوزوا كل الحدود وأخذوا يظهرون وفي أيديهم السكاكين والمطاوي ثم أخذوا يمدون نشاطهم خارج الجامعة وفي عام1980 وجهت الجماعات الدينية دعوة للصلاة وتجمع ما يقرب من أربعمائة ألف مصلي أمام القصر الجمهوري بعابدين

المجتمع المصري يدخل في دوامة جمع الأموال

وأستغل الدين من مدعي التدين فأخذوا يبنون العمارات 

ويجهزون الطابق الأرضي كمسجد حتى لا يدفعوا الضرائب 


المقررة على البناء

 ودخل المجتمع كله في دوامة لجمع الأموال وبدا إن بحرا لججا قد لف الكل من النظام الى الشباب الواعي الى الشباب المغرر بهم الى الإصولية الإسلامية والمعتدلة

وجاء  دورالمرشد الثالث عمر التلمساني خليفة للمرشد الثاني حسن الهضيبي 

المرشد الثالث عمر التلمساني -  1904-1986 (لمس جروحهم)

1973 – 1986  في عصري السادات ومبارك

السادات بطل الحرب والسلام

 وصف الرئيس السادات

 نفسه ومعه المريدين ،وجوقة من ا لمهللين، بإنه بطل 

الحرب والسلام و الرئيس المؤمن وبادر كل من له غرض 

بالتصفيق والتهليل ،وقوبل 

هذا التعريف من قبل الإسلام السياسي بداية بالترحيب و التطبيل وبعدها إنقلب السحر 

على الساحر فموضوع الرئيس المؤمن كان موضع جدل حاد في المجتمع المصري

الشباب البرئ يتسائل

وفي صفوف الشباب البرئ الذي لا يعرف ماذا تدبر قيادات الإخوان ،كان التساؤل؟ كيف يكون مؤمناً ويشرب الخمر وزوجته بغير حجاب ، تقابل المسؤولين وتوجه أمور الدولة وتسافر عائلته للتسوق في باريس وأوروبا ومن يدفع تكاليف كل هذا؟ 
، ويجتهد المصورون بإلتقاط الصور فبيجن  يراقص جيهان السادات  وكذلك السادات،يراقص زوجة بيجن،ودارت حفلات الرقص وتبادل الأنخاب بالنصر الذي دفع به شعب مصر الثمن غالياً
 وتسائل من يملك الوعي منهم ،كيف فرطنا بمن تمسك طيلة حياته بالقيم والمبادئ ؟،  وما هي البنود السرية في معاهدة كامب ديفيد ،؟ وكيف إن السادات لم يردعلى بيجن عندما قال بكل وقاحة إن اليهودهم الذيم بنوا الأهرام  وكيف تم الصلح مع إسرائيل وهل 

يعرف المصريون بإن سيناء أصبحت رهينة بيد أخس عدو؟؟

(بيجن وهو يتكلم عن بناء الأهرام، والسادات يضحك ،سعيداً أو كمداً ،على اليوتيوب 

لمن يريد مشاهدتها)

وفي هذه الأجواء ،ما هو وضع المرشد الذي رافق الرئيس أنور 

السادات في مسيرته

ولاية التلمساني، الذي هيأه الله ليلمس جروح الإخوان

التأسيس الثاني للجماعة

بعد 1973 حين خروج الإخوان من السجون ،كان المرشد التلمساني يلم أشتات

الإخوان،وأسمائهم بورقة كانت عند الإخواني مصطفى مشهور ،

وهنا المعنى واضحاً ،إنه عند ولاية التلمساني لجماعة الإخوان ، لم يكن للإخوان  إلا 

بقايا تنظيم يلملم أطرافه الممزقة بعدالتفكك الذي عانوا منه في حقبة الستينات


(من المعروف بإن عبد الناصر أسس لمشروع وطني 


متميزللوطن كله وبهذا فوت الفرصة على مدعي التدين من أن يؤثروا أويضحكوا على عقول الناس )

فكانت 

فترة التلمساني بمثابة إعادة البناء ويعتبره الإخوان التأسيس الثاني للجماعة، ويذكر 

التلمساني إن جماعة الإخوان هي دعوة قبل أن يكونوا جماعة إنهم دعوة الله وليس 

دعوة حسن البنا إنهم دعوة الإسلام كما جاء به النبي محمدص بشموله

وسأترك عبد المنعم ابو الفتوح الإخواني الشهير والذي إنشق عن الإخوان لإختلافه 

معهم بعد ثورة 25 ينايرلعدم موافقة مكتب الإرشاد لترشحه لرئاسة الجمهورية 


(ومما يدعوللعجب إن فوج من اليساريين والتقدميين ومدعي التدين الوسطي ،بذلوا جهوداً كبيرة لإنتخابه وتبارى كل منهم لإظهار حسناته وتقدميته  ونضاله،ومن المؤكد إنه كان يضحك في سره
على ما يرى ويسمع

  

عبد المنعم أبو الفتوح يشرح ويسهب في الشرح



في بداية السبعينات لم تكن هناك تنظيمات اسلامية يمكن أن ننظم اليها كان هناك بعض 

الجمعيات الدعوية والخيرية محدودة التأثير مثل الجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة 
إضافة الى تنظيمات سرية لم يكن لها من العلانية اوالرؤية ما يجعلها محط إهتمام في 

مستقبل العلاقة معها على الرغم من محاولات بعضها الإتصال بنا مثل بقايا جماعة 

المسلمين أتباع شكري مصطفى الذين أعتبرهم من بقايا تنظيم1965 

ومن الجدير

 بالذكرإن عبد المنعم أبو الفتوح هو مؤسس الجماعة الأسلامية

 قبل أن تدمج الجماعة 


مع جماعة الإخوان المسلمين  كما يذكر في كتابه عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على 

تاريخ حركة الطلاب  الإسلامية 1970-1984

ونلاحظ إذا صح كلام أبو الفتوح يعتبرهو من ضخ الدماءفي جثة الإخوان الميته ولم 

أشلاءها والتي لم يبقى منها الا من ورقة يحملها مصطفى مشهورمعه مدون فيها 

أسماء من يعرفهم من الإخوان

يذكر سليمان الحكيم في كتابه الإخوان وعبد الناصرعن المرشد 

الثالث عمر التلمساني ما يلي:-

المرشد الذي ضحك على الداخلية

عمر التلمساني او العميل المزدوج كما اطلق عليه فؤاد علام حيث كشف انه ضحك علي 
الاخوان والداخليه معا حيث اوهمهم  انه صديق لهم وقدم عربون صداقته ابلاغه عن

 اسماء أعضاء التنظيم السري للاخوان في المحافظات وقدم وثيقه للامن عن نشاط

 التنظيم الدولي للاخوان لكنه في المقابل استطاع ان يخترق النقابات المهنيه والاحزاب


 والمؤسسات الاقتصاديه واجهزه الدولة

ومحاوله السيطره عليها ووضع جدول زمني لنجاح خطته التي اعتقد إن الدوله 

الاسلاميه لن تقوم إلا على صوت القنابل وطرقعه الرصاص

عمر التلمساني والتنظيم السري

السيارة الجيب الشهيرة

 أنضم التلمساني للتنظيم السري عند تكوينه في الثلاثينيات من القرن الماضي وظهر 

اسمه في قضيه السياره الجيب التي ضبطت بوسط القاهره بالقرب

من ميدان سليمان باشا عام1948محمله بالاسلحه والقنابل اليدويه والمتفجرات 

واجهزه تفجير يدويه تمهيداللقيام بسلسله هجمات ارهابيه وتم 

القبض عليه وبحوزته 

اوراق التنظيم السري وخرائط للعمليات التخريبيه المكلف بها 

اثناء التحقيق في تلك 

القضية

التلمساني يحدد موقف الإخوان في عصر السادات

شهر العسل في بدايته

عندما أفرج السادات عن الإخوان  ذهبت الى قصر عابدين لتسجيل شكري للرئيس السادات (وكان شهر العسل في بدايته )

 السادات والتقرب من الإخوان

بالإضافة لكل ما عمله الرئيس السادات للإخوان أراد أن لايفوت طريقة للتقرب منهم 

وذلك 
بلقاء المرشد عمرالتلمساني ودعوته الى ندواته التي تعرض على التلفزيون وكان شهر 
العسل على وشك أن ينتهي ولم يبقى مشتركاً بين الفريقين إلا العداء لعبد الناصر 

وتصفية مشروعه ، وتجنيد الأقلام من الطرفين لتصفية منجزاته والتمهيد لبيعها 

،وكانت هذه الفترة التي تعاون فيها السادات مع الإخوان من أشد فترات التاريخ

 المصري، غموضاَ وإلتباساً وحيرة ،حقق فيها الإخوان والسادات حلم إسرائيل بهدم 

مشروع عبد الناصر والتشكيك بمنجزاته

و أعطي الضوء الأخضر لبداية عصر الفساد والتهليب والسرقة 


وتجريف الشركات والمؤسسات والشروع ببيعها والتي بناها 


الشعب المصري بالدم والدموع

نامت نواطير مصر عن ثعالبها وقد بشمن فلم تفنى 

العناقيد(المتنبي)

وظهرفي الكواليس وعلى الشاشة كل من يهمه الأمر وصفق له المغيبين والمخدوعين والإنتهازيين ورعى السماسرة في خير الوطن كل يغرف على هواه إستنادا لقول السادات المشهور من لم يغتني في عهدي فلن يغتني أبدا ولكنه لم يكن يعرف، بأن من إغتنى بعهده زاد غنى في عهد من خلفه ،ووصلت ثرواتهم الى أرقام فلكية لاتخطرببال أحد ، وسار السادات في طريقه وقدظن بإن الإخوان في جيبه ،وفي أحدى 
اللقاءات وأمام عدسات التلفزيون

  قال السادات للمرشد يا عمر  إنني صبرت عليكم كثيراً وأستطيع أن أغلق مجلتكم الدعوة لإنها بدون ترخيص ولكم نشاط سري ورد المرشد

لو إن غيرك وجه لي هذه التهم لشكوته إليك ، اما وانت صاحبها فإني أشكوك الى أحكم 
الحاكمين ورد السادات وقد ألبس صوته خشوعا وقد أحس الممثل فيه بإن المرشد قد 

خطف منه الإضواء لا ياعمر لا تشكوني الى الله ولماذا تخاف يا سيادة الرئيس أن 


أشكوك الى الله وهوأعدل العادلين

وفشلت المسرحية ولم تكن في صالح السادات

كما وإن الإخوان لم يقتنعوا بها لأنها في رأيهم قد أعطت السادات شرعية الحاكم

وبعد هذه المواجهة دعى السادات المرشد الى لقاء خاص وعرض عليه عضوية مجلس الشورى فأعتذر

وذكر بأن السادات قال له أكتب في مجلة الدعوة ما تريد ولن أنسى ذلك له لإنه أتاح 

للإخوان حرية الكتابة والتحرك ونشر الدعوة ويدعو له بطول البقاء

وفي لقاء مع إسماعيل الشطي بمجلة المجتمع يواجه المرشد ويسأله ،يؤخذ عليك 

مخاطبة السادات بصورة غير مقبولة كقولك أتمنى بقاؤك لإقصى مده ومن المعلوم إن 

بقاؤه فيه البعد عن الإسلام فما هو ردك؟

فرد المرشد بإنه عارض السادات في الصلح مع إسرائيل 

وإستقبال الشاه


ملاحظة لا أستطيع ردها


موضوع تبريرإستضافة الرئيس السادات لشاه إيران خضع 


 لحملة


من التضليل


جندت الأقلام المأجورة لإقناع العقول بإن الشاه أرسل ناقلات 


النفط الى مصر أثناء حرب إكتوبر وهذه كذبة وفرية بائسة لإنه 

من المعروف إن الألة العسكرية الإسرائيليةفي كل حروبها مع 


مصر كانت تشتغل ينفط شاه إيران وأعتقد بإن  هذا لا يحتاج الى تعليق 

يذكر اللواءفؤاد علام في كتابه أنا و الإخوان  ما يلي

التلمساني يقود الجماعة وينسق مع الأمن

عمر التلمساني دخل جماعه الاخوان المسلمين بالصدفه عمل محامي في بدايه حياته بشبين القناطر وكان من رواد الصالات الليليه والسهرات الحمراء احترف الرقص الاجنبي قضي 17 عام في السجن حيث تم اعتقاله في تنظيم 1954 وحكم عليه ب25 سنه مع الشغل ولكنه خرج في عهد السادات ،

المرشد يمد جسور الصداقة مع وزير الداخلية النبوي إسماعيل

المرشد يمد جسور الود مع وزير الداخليه النبوي اسماعيل حيث كان يقود الجماعه بالتنسيق مع الامن واستطاع ان يخدع الاجهزه الامنيه وينفذ خطته التي اقرتها الهيئه السياسيه للاخوان بموسم حج1975حيث اعدخطه جديده لتحرك الاخوان ظهرت بعدها مشروعاتهم وشركات توظيف الاموال واختراق النقابات والاحزاب السياسيه كالوفد وائتلاف تم بين حزب العمل وبينهم فضلا عن تطويره للتنظيم الدولي بل وضع خطه لأختراق الجيش بحيث يكون هناك قوه تمكنه من السيطره علي الحكم وهو ما يتم الأن فضلا عن تقويه التنظيم السري للوصول بالبلد لعصيان مدني  ر

 التلمساني كان احد دعاه الفتنه الطائفيه التي حدثت بين 
المسلمين 

و الاقباط فيما يعرف بأحداث الزاويه الحمراء في عهدالرئيس 

السادات ومن التلمساني الي مصطفي مشهورالمرشدالخامس


للاخوان و يمثل الحبل السري الذي يضخ عصاره العنف لجسد

 الاخوان والمنهج ثابت لا يتغير


ويذكر حسين أشرف في كتابه مع( الإخوان حوار له ضفاف )والذي أصدرته دار 

الهلال، توصيفاً لتحالفات الإخوان مع السادات

(من أكثر مواقف الإخوان إنتهازية، موقفهم من السادات ،حيث تغاضوا كثيراً عن 

توجهاته المختلف عليها والتي تفترض أن تتناقض مع توجهات الإخوان خاصة في 

القضية الوطنية وذلك بأن يسمح لهم بالدعوة في المساجد والصحافة والإعلام وأن 

يغرفوا الثروات من بركات الإنفتاح الإقتصادي فضلاً عن إستفادتهم النفعية من خدمة 

النخب الخليجية وكان الثمن المطلوب أن يلعنوا اليسار والناصريين ،خدمة لنظم تفتح

 الأبواب أمام النفوذ الأمريكي والصهيوني

ويصف أحمد بهاء الدين في كتابه( حوارات مع السادات) 

سياسة 


الإنفتاح الذي أغرقت 


البلاد بالنفعيين والسماسرة بإنه إنفتاح السداح مداح الذي جاء

 كفرصة ذهبية للإثراءالغير مشروع وبداية الإحتكار


فكيف يؤيد من يحمل لواء الدين سياسات الإحتكار

دخول الداعية متولي شعراوي الى الحياة السياسية في عهد السادات

الشيخ الشعراوي وعلاقته بالإخوان

مما تجدر الإشارة إليه رجوع الداعية الشيخ متولي شعراوي الى مصر في عهد الرئيس السادات و دخوله للحياة السياسية المصرية وإسناد وزارة الأوقاف إليه، ورغم خروجه من تنظيم الإخوان مبكراً أيام حسن البنا ولكنه بقي مخلصاً لهم ،وهو من كتب أول منشور لجماعة الإخوان المسلمين بعد إنتقالها من الإسماعيلية الى القاهرة 


الصحفي سعيد أبو العينين في كتابه الشعراوي الذي لا نعرف

من المعروف إن الشيخ الشعراوي هو من كتب أول منشور لجماعة الإخوان المسلمين بعد انتقالها من الاسماعيلية إلى
القاهرة،وكان صديقاً شخصيا لحسن البنا وكان يلقاه يومياً، ولكنه عندما اكتشف حقيقتهم مبكراً تركها هو وابنه إلى غير
 رجعة،(كما يذكر )ففي حوار الشيخ الشعراوي مع الصحفي سعيد أبو العينين في كتابه"الشعراوي الذي لا نعرف" الطبعة الرابعة لسنة
 1995 سأله الصحافي:لماذا افترق الشيخ الشعراوي عن الجماعة والإخوان؟وما السبب؟

موقف الشيخ الشعراوي:


في عام 1937 خرج الوفد من الحكم وكنت وفدياً وفي 1938 أردنا الإحتفال بذكرى سعد باشا
لكنهم منعونا.. فذهبت إلى النادي السعدي واحتفلنا هناك بهذه الذكرى. كنت اعتبر الاحتفال بذكرى سعد باشا هو احتفال بذكرى وطنية
ووقفت في الاحتفال وألقيت قصيدة امتدحت فيها سعد باشا وكذلك النحاس باشا. وعلم الشيخ حسن البنا بخبر القصيدة التي ألقيتها في الإحتفال فغضب من ذلك
وحدث بعد ذلك أن جلسنا في ليلة نتحدث..وكنا مجموعة من الإخوان وكان البنا حاضراً وتطرق الحديث عن الزعماء السياسين ولا حظت تحاملهم على النحاس ويهادنون صدقي باشا الذي يكرهه غالبية الشعب المصري
وهنا إنبرى أحد الحاضرين يقول عن النحاس باشا هو عدونا الحقيقي لإنه زعيم الأغلبية
فهذه الأغلبية هي التي تضايقنا ، أما غيره من الزعماء والأحزاب فنحن نبصق عليهم جميعا
فتنطفئ وتنتهي! وأضاف الشيخ -كان هذا الكلام جديداً ومفاجئاّ لي ،ولم أكن أتوقعه ،وعرفت ليلتها النوايا
وأن المسألة ليست دعوة دينيةةفكان قراري الإبتعاد عن الإخوان منذ 1938

سمع الشيخ الشعراوي في جلسة مع المؤسس حسن البنا أنهم ضد أي زعيم أغلبية لأنه ينافسهم في الحكم،وأنهم "يبصقون"أي والله قالوا"يبصقون"على أي زعيم آخر فينطفئ حزبه *
*لعلنا الآن نفهم سبب حقدهم الدفين على جمال عد الناصر ومحاولة قتله في ميدان المنشية بالإسكندرية ثم مؤامرة سيد قطب وذلك للتخلص من زعامته الجارفة، الجماعة 
منذ مؤسسها وإلى الآن نجد أن منهجهم واحد لايتغير

تساؤل لابد منه

فليسمح لي ، سماحة الشيخ ،وأعظم مفسري القرآن الكريم ،وأكثرهم جاذبية للتوجه بسؤال؟

إذا كان الداعية الشيخ الموقر الشعراوي يعرف كل هذا عنهم فلماذا سكت عن أعمالهم ولم يتكلم عنها وهو المتحدث ليل نهار في التلفزيون وكيف طاوعه إيمانه وتدينه أن يفرح عندما إنتصرت إسرائيل على مصر في 1967وهو يرى الشهداء من أبناء وطنه ،يتساقطون في تلك الكارثة ،هل لم يستطع حبه للإخوان  مقاومة الشماتة في عبد الناصر وهو الذي يعرف الإخوان جيدا ،

هل الوطن هوجمال عبد الناصر

وهل الوطن هو جمال عبد الناصر حتى يفرح بهزيمته ومن المفارقات العجيبة (صدفة )ومع شديد الأسف أن يتفق الداعية الإسلامي الكبير مع الرئيس الأمريكي جونسون الذي كتب في مذكراته عن حرب 67 هذا أعظم إنجازسمعناه

وتمضي الأيام بكل ملابساتها وهواجسها وتؤيلاتها

وهنا لايصح إلا الصحيح

الشيخ الشعراوي في ضريح عبد الناصر

           ومن ثم لتمر السنين ,ويتبدل الحال الى حال وفي يوم صحت مصر على الشيخ الشعراوي وهو في ضريح عبد الناصر يقرأ الفاتحة على روحه وعندما سأل لماذا ذهبت الى الضريح وغيرت رأيك في عبد الناصر ،رد رأيت  في المنام خريجي الأزهر مهنس وطبيب يعاتبوني كيف تهاجمون على من أتاح لنا هذا التعليم فتوجهت الى ضريحه لإقرأ الفاتحة على روحه، ومن المعروف إن دراسة العلوم قد أدخلها عبد الناصر الى 
جامعة الأزهر بعد أن كانت مقتصرة على الدروس الدينية*

(شريط زيارة الشيخ الشعراوي لضريح عبد الناصر على اليوتيوب لمن يريد أن يراه)


لماذا أدخل عبد الناصر العلوم الى الأزهر؟؟

*وإدخال العلوم للإزهر له جانب غُفل عنه عمداً ، لمزيد من البلبلة والتشويش ،حول عبد الناصر ودوره والتوضيح اللازم المختصر حفاظاً على السياق ،هو عندما وصلت تقارير من أفريقيا الى عبد الناصرعن ثقافة المبشرين المسيحين ،ومبلغ تأثيرهم بثقافتهم على المجتمع هناك،رأى عبد الناصر أن يتسلح رجل الدين المسلم بالعلم لمزيداً من الإستنارة والتأثير،ويأتي من يفتي بهذا الموضوع بدون دراسة ولا تمحيص ،كل على هواه ومصلحته
*الموضوع بتفصيله لاحقاً

أركان الدولة الدينية

وقبل أن ندخل في تفصيل حركات الإسلام السياسي لا بد من ذكر إن أركان الدولة الدينية قد بدأت تؤسس هياكلها في مصر وكان الرئيس السادات قد بذر بذورها ورعاها ومدها بالتأييد والمساندة وقد تدرج في هذا التأييد لتغلق صفحة التنوير الثانية التي بدأت من النصف الأول من القرن العشرين

موت الإجتهاد


وكما تذكر الكاتبة زليخة أبو ريشة 

(ظلت القوى الكارهة للإبداع من ظهورالشيخ علي عبد الرازق والشيخ محمود شلتوت وطه حسين ولطفي السيد  والعقاد وسواهم من النصف الأول من القرن العشرين ويزيدليشمل الستينات ورغم المقاومة العنيفة لما طرحوه من إستنارة أعطى معنى لعصر النهضة وعنون الإنسلاخ عن الدولة العثمانيةوعن عصور الإنحطاط الطويلة التي توقف فيها العقل العربي عن المساهمة في خلق الفضاء 

المعرفي 

وتضيف الكاتبة إذا نظرنا في تجربة الستينات فسنرى إننا قد نشأنا ونهلنا العلم دون أن يكون سيف الحلال والحرام مصلتاً فوق رؤوس الناس ذلك ان التطلع لقيم العلم والتقدم هي التي كانت تقودنا في مسلكنا وتفكيرنا الحر ونحن ما فيه الآن هو (موت الإجتهاد وموت القدرة على الخلق والإبداع)

مشروع الدولة المدنية وإفولها وبداية السعي للدولة الدينية
وإذا أردناأن نصنف وجود التطلعات السياسية التي صاحبت ما ذكرنا أعلاه سنجد إن الدولة التي تمثل مشروعاً إحترمه حتى الأعداء بدأ السادات بنصفيته بالتدريج وحوصرت مصر بعيداً عن أشقائها

الشقيقة الكبرى في مهب الريح

التخطيط لتحويل مصر من دولة رائدة الى دولة هامشية 

لا تأثير لها

 وأصبحت الشقيقة الكبرى ، أمينة العروبة ومعقلها ،في مهب رياح عاتية تحاول عزلها عن عروبتها ،  وبدأ التخطيط لتحويلها من دولة رائده تضم عمقها العربي الى دولة محصورة في حدودها وكذلك أهدافها وبدا المشروع العربي الناصري الذي هو أملاً لكل العرب في يد أعداء الأمة ،وجندت الأقلام المأجورة لتشوه كل المنجزات ولتسئ الى كل القيم النبيلة التي وقف

الوطن العربي في وجه مخطط التشويه المتعمد لها

مدافعاً عنها ومتمسكاُ بهاوكان عصياعلى الإنخراط في هوجة التخوين والتهريج ، وبذل السادات والغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة بتعزيز من الدعاية الغربية والدعاية المصرية والعربية المأجورة بغيةإضعافها في مهدها وهي مصر وكان سلاح السادات في هذا ناجحاً ومثمراً ولقد لمس الجرح الذي ينزف من دماء الشهداء وخاطب عوائلهم لماذا يموت أبناؤكم  وتترمل نساؤكم غافلاً إنها معركة وجود وحولها الى معركة أشخاص وأدخل في روع جموع الشعب بإن الصلح مع إسرائيل سيأتي بالخير الوفير ،وسار في تطبيق الإتفاق الأمريكي الإسرائيلي بخطى سريعة
ونستطيع الرجوع

الى محمدحسنين هيكل في كتابه السلام المستحيل 

والديمقراطية الغائبة لتفسير خطةأمريكافي ذلك


في خريف 1975 قادتني ضروف عملي الصحفي الى واشنطون من تلك الزيارات التي أحرص عليها للتعرف الى مواقع التأثير الدولي وكنت على موعد مع واحد من أكبر صناع القرار السياسي الأمريكي وقتها ومضت أربع سنوات على هذا الحديث وجدت وقائع وأحداث غيرت المنطقة ورأيتني أعود الى وقائع هذا الحديث الذي شرحت فيه وجهة نظري فيما يجري وكان محدثي يتطلع الي بصبر الى أن جاء دوره ليتكلم قال:-

إنني أختلف معك في كثير مما سمعته منك وتصوراتك عما تقبله الشعوب العربية او لاتقبله وعن الرأي العام وعن حدودالإختيار في السياسة العربية وأستطيع أن أشرح الموقف كما يلي:-

هناك ظاهرة ملفتة للنظر فبعد أن رحل جمال عبد الناصر تبعثرت جماهيره التي تلتف حوله ولإن التيار الناصري يمتد أبعد من سلطة حكم عبد الناصر فإن وسيلة عبد الناصر للإحتفاظ بقوة هذا التيار هي أن يلتزم إلتزاماً كاملاً بأهدافه التي شدت اليه هذه الجماهير
كان هذا الوضع بالغ الخطورة وكان يقيد حركتنا –حركة الولايات المتحدة في المنطقة- إذا تحدثنا مع عبد الناصر كان يكفيه أن يشير الى جماهيره وإلتزامه معهاوإذا تحدثنا مع غير عبد الناصر في العواصم العربية كان الشعور بالخوف والشلل من عبد 
الناصر وجماهيره أول ما يواجهنا بقطع الطريق على اي حديث

الإسطورة الفذة تزول وأمريكا تستعد

بعد رحيل عبد الناصر أصبح الوضع مقبولاً في المنطقة زالت منه الإسطورة وأصبحنا أمام مجموعة دول في العالم العربي تمسك بإمورها حكومات مسيطرة بغير إعتراض مؤثر داخل أوطانها دول عادية ، طبيعية،اصبح التعامل معها سهلاً ،إختفت فيها الحركة التاريخية لإن عناصر القوة غير المنظورة ليس سهلاً
في مثل هذه التصورات والخطط الإمريكية ، جاء السادات بكل ثقله والإخوان المسلمين بكل تطلعاتهم ليجدوا لهم دوراً بعد إختفاء الإسطورة فتحالفوا بكل قوتهم لتحطيمها وكان أن
 باشر في تفكيك الشركات الوطنية والمصانع العملاقة التي زودت مصر بإحتياجاتها في كل حروبها وحسمت النصر في 6 إكتوبر ولولا هذه الترسانة الجبارة من الإنتاج التصنيعي والبشري الذي إكتسب خبرة السنين لما إستطاعت مصر المضي قدماً في تحرير أراضيها

السادات يستعين بروكفلر لتقييم الإقتصاد المصري بعد عبد الناصر
فلنرى بماذا أشار من يعتبر من عتاة الرأسمالية!؟

وفي تقرير روكفلر الذي إستعان به السادات لتقييم الإقتصاد المصري ذكر بإن البنية الإقتصادية المصرية متينة ولها إيجابياتها التي 
ساعدتها على الصمود

تفكيك عناصر قوة الإقتصاد المصري

مثال
تشتييت الخبرة المذهلة التي شيدت السد العالي
،
وهنا بدأ التفكيك وتشتيت العناصر التي ساهمت في بنائها،*
*فمثلا كان المفروض المحافظة على الخبرة البشرية المذهلة من مهندسين وعمال ،الذين أقاموا بدمهم مشروع السد العالي ولإصبحت مصر مرجعاً في إقامة السدود ،وتقديم هذه الخبرة لمشروع النهضة الإثيوبي لكان الوضع قد تغير !!وهذا مثل واحد من عشرات الأمثلة التي سنوردها في سياقها

ومثل آخر يدعو الى الفخر

الفريق البطل سعد الدين الشاذلي

ويذكر الفريق سعد الدين الشاذلي في كتابه مذكرات حرب إكتوبر ما يلي( عندما عينت قائداً لمنطقة البحر الأحمر في يناير1970 قمت بدراسة بقايا ومخلفات ماتركه العدو الإسائيلي ووجدت عربة صغيرة بأربع عجلات ولها ذراع طويلة للجر وكان واضحاً إن طاقم الهاون الإسرائيلي قدنقل طلقات الهاون في هذه العربة الى مربض النيران
فأخذت العربة معي وتشاورت مع رئيس الشؤون الفنية وعرضت عليه تصنيع مثل هذه العربة لتخفيف احمال المقاتلين
النتيجة تم تصنيع 2240 عربة  حملت في الحرب بذخائر وألغام خففت العبأ عن المقاتل المصري شكراً للعدو الإسرائيلي صاحب الفكرة وشكراً لرجالنا الذين قاموا بتصنيع هذه العربة)*

تعليق
*وشكراً  ووفاءاً لمن أقام صرح التصنيع في مصر
في مثل هذه الأجواء كان التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة الأمريكية والإخوان المسلمون ،وأستنفرت كل قوى الإسلام السياسي والجهادي الى أن إنتهى شهر العسل بينهم وبين السادات

 وفيما يلي تفصيل التراجيديا التي وصلت الى قمتها بإغتيال 
من بعثهم أحياءا من السجون والمنافي


الحركات الإسلامية في عهد السادات


 وعاد التيار الدينى السياسى للسيطرة على أجهزة الدولة فى التعليم والثقافة والإعلام مع عصر الثورة النفطية، ثم خلافهم مع الرئيس السادات، وقتلهم له، واستمرار سيطرتهم فى عصر مبارك الذى تنازل لهم عن دور الدولة في واجبها الأساسي وهي ضمان العيش الكريم لمواطنيها وأشاع في عصره ظاهرة الصدقات والتبرعات بشكل يدعوللإسى وكرس نفوذ رجال الأعمال وباع الوطن لهم(وسنعود الى هذا في حينه)

حركة صالح سرية1974
1936 -1975
تستند الى أفكار سيد قطب وسمي بجمال عبد الناصر الإخوان

و صالح عبد الله سرية أردني من أصل فلسطيني ولد في حيفا وأكمل دراسته الابتدائية بها وبعد نكبة عام 1948م هاجر مع أسرته إلى العراق وأكمل دراسته الثانوية هناك ودخل كلية الشريعة بجامعة بغدادأسس مجموعة فلسطينية بالعراق سماها "جبهة التحرير الفلسطينيةوبعد حدوث خلاف بين رئيس وزراء العراق عبد الكريم قاسم ، 
والإخوان لجأ الى العمل السري قام بعدة عمليات ضد اليهود
.
 ثم تقرب من عبد السلام عارف*رئيس العراق حينذاك ومن المعروف إتجاه عبد السلام عارف السلفي(مدونتي الفصل الثالث من تاريخ الإخوان)

 ثم أتهم في محاولة لإغتيال أحمد حسن البكر فرالى سوريا فالأردن وكان قدأرتبط بحزب التحرير الإسلامي من قبل الشيخ تقي الدين النبهاني ،ثم جاء الى مصر عام 1971 وحصل على الدكتوراه في التربية وعمل في منظمة يونسكو

صالح سرية والحاجةزينب الغزالي

وحال وصوله الى القاهرة إتجه مباشرة الى منزل الحاجة زينب الغزالي وكان قدتعرف عليها خلال طليقها الشيخ حافظ التيجاني ونزل ضيفا عندها (وعائلته زوجته وتسعة من الأبناء) ولعبت زينب الغزالي دوراً في تعريفه بالهضيبي وقيادات حركة الجهاد الإسلامي المصري ويقال وإن زينب الغزالي كانت مؤمنة ومرتبطة بصالح سرية بصورة وثيقة

وسنحاول أن نعرف من هي زينب الغزالي

زينب الغزالي رابعة العدوية

الإخوان وولعهم برابعة العدوية


سنتنقل الآن إلى شهادة سيد قطب نفسه عن شخصية إخوانية مشهورة هى الحاجة / زينب الغزالى حيث أتهمها سيد قطب صراحة وبنص كلماته في محاضر التحقيق معه في قضية تنظيم 1965 أنها عميلة للمخابرات المركزية الأميركية، حيث يقول سيد قطب ،أن القيادى الإخوانى ،الأستاذ منير الدلة، قد قام بتحذيره منها بقوله (أن شباب متهورين من الإخوان يقومون بتنظيم،بمعرفة المخابرات الإمريكية  وهم دسيسة على الإخوان ،وذلك عن طريق الحاجة زينب الغزالى، وأن المخابرات المصرية قد كشفتهم وكشفت صلاتهم بالمخابرات الأميركية)

وهنا إلتقت الأهداف بين مصطفى أمين والحاجة زينب الغزالي

مصطفى أمين يصوغ لزينب الغزالي كتابها أيام في حياتي

تحليل لمقولة زينب الغزالي صبراً صبراً

الحاجة زينب الغزالى التى صاغ لها الكاتب الصحفى الراحل مصطفى أمين كتابها الشهير ( أيام من حياتى)

وقبل أن ندخل في تفاصيل الكتاب من الضروري إلقاء نظرة على 

بعض من سيرة حياة مصطفى أمين الذي كانت شهرته ترن في أفق الصحافة والسياسة المصرية ومالك الصحف الشهيرة من أخبار اليوم الى الإخباروالتي يغلب عليها الطابع الإمريكي في إخراج الصحف ، والذي لعب مع تؤامه علي أمين دورمشهودا في الحياة السياسية المصرية في العهد الملكي وأرادوا أن تتم مسيرتهم مع ثورة يوليو ولكن الضروف لم تسمح بهذا،أرادوا إكمال دورهم ليس فقط من التقرب من عبد الناصرولكن المزايدة في الولاء بشكل ملفت ولم ينفع كل هذا وإنتهت عملية المراقبة

 بالقبض على مصطفى أمين بتهمة التخابر لدولة أجنبية في عام 1965                                                 
 وذلك في حديقة منزله بالإسكندرية متلبسا مع ضابط المخابرات الأميركية بروس تايلور أوديل، وحوكم وأدين بالتجسس على مصر لصالح الولايات المتحدة الأميركية وحكمت عليه المحكمة بالأشغال الشاقة المؤبدة ،

الرئيس السادات يفرج عن مصطفى أمين إفراجاً صحياً

 في عام 1974 أصدر الرئيس السادات قرارا جمهوريا بالعفو الصحى*عن مصطفى أمين ،ليستخدمه في حملته لتشويه جمال عبد الناصر وعهده،وكان خروجه بناءا على توصية كيسنجر، وقد لعب مصطفى أمين دوره باقتداروإستطاع ،تزييف وعى أجيال بأكاذيبه، وكتب العديد من الكتب في إطار الحملة المسعورة لتشويه عبد الناصر وعهده، من أشهر ما كتب مصطفى أمين مذكرات اعتماد خورشيد، مذكرات برلنتى عبد الحميد، ، وكتاب (أيام من حياتى) لزينب الغزالى الذى صاغ فيه فيلم رعب رخيص عن العذاب الذي تعرضت له زينب الغزالى في السجن

وكيف إنها كانت تشاهد الرجال علي الأرض مضرجين في الدماء،وكانت تقول لهم صبرا صبرا علي الظلم والظالمين وتلك أكذوبة لا يصدقها سوى الحمقى لأنه من المعروف للجميع ان النساء لا يتواجدون مع الرجال في سجن واحد بل لهم سجن 
منفرد
إثبات براءة مصطفى أمين

*من أبسط حقوق أي شخص لإثبات برائته، وإعادة الإعتبار له، أن يطلب إعادة محاكمته أما الإفراج الصحي عنه هو تأكيد للتهمة وليس نفيها(السادات بالإفراج الصحي عن مصطفى أمين أكد ولم 
يبرئ)

مصطفى أمين وخروجه من السجن بالإفراج الصحي


وعند خروج مصطفى أمين من السجن بدأت حملة تصفيةالحسابات  مع عبد الناصر ونظامه ولم يدخر الأخوين أمين  لفظاً ولا معنى ،ولا إكذوبة وتلفيق ، لم يسيئوا فيها الى عبد الناصر وتربت على أيديهم أجيال من الشباب المخدوع ،وذلك عرفاناً لما قدمه الرئيس السادات لهما ولكن دارت الدنيا بعدها وأنقلبوا على الرئيس 
السادات بنفس الطريقة ونفس الإسلوب 
كما إنقلبوا على الملك فاروق بعد أن كان الفدائي الأول والمؤمن الأول أصبح الفاجر والمتهتك والذي لا يرعى ذمة 
وكل ما نشر وكتب عن الملك فاروق والسادات وعبد الناصر بأقلام الأخوين أمين موجودة وموثقة لمن يريد الإطلاع عليها
-كما وسأضع كتاب هيكل بين الصحافة والسياسة ليكون المرجع بوثائقه لهذه القضية


ملاحظة لا بد منها



الكتابة الأمينة والمحترمة 

لاأتفق في بعض ما يطرحه  أستاذنا الكبير هيكل من أراء تخص الوطن العربي عامة والعراق خاصةً ولكن في هذا الموضوع بالذات 
-لا بد  أن أشير بإن إطلاعي ودراستي لهذا الكتاب ومراجعه تعلمت منه إسلوب الكتابة الراقية المتميزة ،وتوثيق الإحداث بشكل يدعو للتقدير


*وحتى لا نظلم الرئيس السادات بهذا الموقف لا بد لنا أن نحدد بإن السادات لم يكن يريد إطلاق سراح مصطفى أمين ولكن ضغط الإميركان أجبره على ذلك

.تاريخ الإخوان مع رابعة العدوية

التهم المضحكة والبائسة التي أطلقتها زينب الغزالي على عبد الناصر

وفي نفس الكتاب شبهت زينب الغزالي نفسها برابعة العدوية،(الظاهرإن الإخوان لهم تاريخ حافل مع رابعة) وقالت أنها شاهدت بعينيها الرئيس عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر ملتذان بما يشاهدانه من تعذيب لها ولمعتقلى جماعة الإخوان المسلمين وتلك فرية حقيرة لم يسبقها لها أحد،لإن الكل يعرف كراهية عبد الناصر للقتل وسفك الدماء ،و هل كان الرئيس عبد الناصر يترك مهامه لكى يشاهد عمليات التعذيب التى تحدث لها هذا إذا وافقنا جدلا على حديثها عن التعذيب ،ولكن من المؤكد أن الرئيس جمال عبد الناصر، لم تطأ قدميه أرض السجن الحربى طيلة حياته،وهذا التأكيد بشهادة مسئولين نافذين في عهده ما زالوا أحياء يرزقون، ويعلمون عما يتكلمون

.الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يزور زينب الغزالي

ومن المصادفات القدرية عند قيادات الإخوان الفاشلة إشاعة إن الرسول الكريم كذلك زارإعتصام رابعة ومعه جبريل وذلك لخداع البسطاء الذي خدروهم بالأوهام،
وها هي

زينب الغزالى تذكر  أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يزورها في المنام ويعدها بالانتقام من الظالمين وهو مالم يحدث للصحابة والصديقين وحدث للسيدة/ زينب الغزالى

واللافت للنظر في الأمر أن يجتمع مصطفى أمين* المدان بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الأميركية والذى لم يعد أمر قضيته ، محل شك بعد أن تم الكشف عن وثائق المخابرات الأميركية منذ إنشائها وحتى نهاية عهد الرئيس الأميركى جورج دبليو بوش في كتاب (ميراث من الدماء ... تاريخ وكالة المخابرات المركزية الأميركية) للصحفي الأميركى تيم وينر، 
والذى أحتوى على تفاصيل ووثائق قضية مصطفى أمين 


*جميع وثائق قضية مصطفى أمين كانت محفوظة في هيئة الأمن القومي المصري وبعضها معروضاً في متحف الهيئة

وفي حينها عرضت كافة الوثائق على صحفي مصرالكبار،ومنهم أحمدبهاء الدين وفتحي غانم ،ومن الإذاعة سميرة الكيلاني 

وحسن فؤاد  وعرضت كذلك على صحفي أخبار اليوم 
- وقام وزير الخارجية محمود رياض بإستدعاء السفير الأمريكي في القاهرة وإبلاغه بإن تايلور أوديل شخصاً غير مرغوب به وتبين بإن السفير قد طلب من أوديل فور علمه بما جرى بأن يركب أول طائرة ويغادر مصر

الإخوان وتنظيم الفنية العسكرية

أدرك صالح سرية بعد لقائه ببعض قادة الإخوان وعلى رأسهم المرشد العام  بإنهم غير راغبين أو قادرين على المواجهة مع نظام السادات ،وذلك بإتفاقهم مع أمن الدولة من تقديم شباب الإخوان المخدوعين ضحية للكبار منهم ومكتب الإرشاد بالذات ،وبالإضافة لنزعة الزعامة التي في تكوينه ، فعمل على تأسيس تنظيم مستقل يهدف للخروج على السادات. إلا أن هناك مفاجأة فجرها طلال الأنصاري في مذكراته، يرددها قادة الفنية العسكرية، وهو أن تنظيم الفنية العسكرية وحركته كانت في الأساس ضمن تحرك كبير من الإخوان المسلمين لمحاولة تقويض نظام السادات ولكن بطريقة مختلفة، فلو نجح الشباب المنظم الذي تلقاه صالح سرية من الإخوان عن طريق زينب الغزالي وصنع انقلابا ً ناجحاً تبناه الإخوان وسيطروا بذلك على الحكم، ولو فشلت المحاولة أنكرها الإخوان وقالوا أنها محاولة فاشلة من شباب متحمس غير مسئول ويتحملون نتيجة فعلهم وحدهم.


إقتحام مستودع الفنية العسكرية

في يوم 18 ابريل 1973 ، إقتحم 100 من أعضاء منظمة التحرير الإسلامي مستودع الفنية العسكرية في القاهرة وأستولو على أسلحة وسيارات بقيادة صالح سرية وكانت نيتهم قتل الرئيس السادات وكبار المسؤولين الذين كانوا معه في مبنى الإتحاد الإشتراكي، والإستيلاء على مبنى الإذاعة والتلفزيون وإعلان ولادة جمهورية مصر الإسلامية ، وأعترض الأمن طريقهم وكانت الحصيلة 11 قتيل و27 جريح وتم إعتقال 95 عضواً من أعضاء منظمة التحرير الإسلامي وقدموا للمحاكمة وفشلت المحاولة وتم إعدام صالح سرية وكارم الأناضولي وخفف الحكم على طلال النصاري


مجموعة الفنية العسكرية


يذكر صالح سرية في أثناء محاكمته

القضية التي أنا متهم فيها الآن ، ليست قضية الفنية العسكرية ولا قضية صالح سرية ولكنها في حقيقة الأمر هي نفس قضية حسن البنا، هي بعينها نفس قضية يوسف طلعت وإبراهيم الطيب وفرغلي وعبد القادر عودة  هي نفسها قضية سيد قطب وغيرهم من شهداء المسلمين

جمعت حركة الفنية العسكرية قادة المجموعات الشبابية الجهادية في ذلك الوقت فمنهم من كان اتجاهه سلفياً مثل إسماعيل الطنطاوي ومنهم من يرفض فكرة الانقلاب العسكري ويدعو إلى حرب عصابات طويلة الأجل مثل يحيى هاشم وهو وكيل نيابة بدأ نشاطه السياسي عام 1968م بقيادة مظاهرة من مسجد الحسين بالقاهرة بسبب هزيمة يونيو عام 1967م
إيمن الظواهري ورأيه بصالح سرية
يذكر أيمن الظواهري في كتابه فرسان تحت راية النبي
عن صالح سرية ما يلي
ان صالح سرية كان محدثاً جذاباً ومثقفاً على درجة عالية من الاطلاع والمعرفة، وكان حاصلاً على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة عين شمس كما كان متطلعاً في علي العلوم الشرعية
وأنه التقاه مرة واحدة أثناء أحد المعسكرات الإسلامية في كلية الطب حين دعاه أحد المشاركين في المعسكر إلى إلقاء كلمة في الشباب.
(وبمجرد استماعي لكلمة هذا الزائر أدركت أن لكلامه وقعاً آخر وأنه يحمل معاني اوسع في وجوب نصرة الاسلاموقررت أن أسعى للقاء هذا الزائر، ولكن كل محاولاتي للقائه لم تفلح)
كما يقول عنه طلال الأنصاري المتهم الثالث في قضية الفنية العسكرية والذي خفف السادات حكم الإعدام عنه إلي المؤبد يقول في مذكراته (صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الاسلامية المعاصرة)
كان صالح سرية شخصية كاريزمية لا يملك من يقابله فكاكاً من أن ينبهر به ، خلقه ، شخصيته ، علمه  قدرته الفائقة على الاقناع بأبسط الطرق وأيسرها ، وقدرته على صياغة أعقد القضايا وعرضها في كلمات بسيطة وموجزة.    
في أبريل 1974 فوجئنا بأول عمل إسلامي مسلح في جيلنا،و  

نحن والفنية العسكرية
ذكر عبد المنعم أبو الفتوح حول الفنية العسكرية ما يلي
هو محاولة بعض الشباب الإسلامي الهجوم المسلح على الكلية الفنية العسكرية والإستيلاء على أسلحتها والقبض على الرئيس السادات وإعلان أول إنقلاب إسلامي
وكان محكوما على المحاولة بالفشل وفي ذلك الوقت كان العنف من ناحيتنا مقبول والإختلاف كان على توقيته وكانت أفكارنا في ذلك الوقت مزيجا غريبا من السلفية والجهادية وبعض من الإخوان المسلمين
ونضرنا لهذه العملية على إنها تجربة حقيقية لإقامة الدولة واعتبرت تجربة ساذجة لن تجدي نفعا
 جماعة التكفير والهجرة

شكري مصطفى 1942 –1978 (المهدي المنتضر)

الشر الذي لحق بالإخوان

الشر الذي لحق بالإخوان تنظيم شكري مصطفى الذي خرج من عباءة سيد قطب ،ولد في أسيوط وتخرج من كلية الزراعة ولقبه ابوسعد وكان على ثقة كاملة بإنه المهدي المنتظر ولهذا لا يستطيع احد قتله ويعتبر المؤسس الثالث للإخوان ويحدد بأن الإسلام من اليمن ومنه سينطلق الى المعمورة وأوصى جماعته أن يهاجروا الى اليمن، وقال لرئيس المحكمة التي حاكمته

 أؤمن إنني سأخرج من محكمتكم هذه منتصراً وسيرسل الله عليكم ريحاً صرصراً تنجيني من كفركم وسجنكم وسأطلق على عينك اليسرى التي يكمن فيها الشيطان 

رصاصة ترديك قتيلاً ،وسأعيد الإسلام مرة أخرى


تعليق


عندما يلتبس العقل البشري ويفقد إنسانيته يدخل في مأزق صعب


 الفكاك منه


 ثروت الخرباوي في كتابه سرالمعبد عن شكري مصطفى مايلي

وظهركزعيم لهذا التنظيم الإخواني المنشق شكري مصطفى

داخل عنابر سجن طرة عام 1966 جلس الشاب الغريب الغامض ابيض الوجه غائر العينين مفروق الشعر يستمع الى الشيخ الأزهري علي إسماعيل وهو يشرح سوراً من القرآن الكريم(والإخوان طوال مسيرتهم يشقون الجيوب ويلطمون الخدود من سجنهم الإنفرادي) وبعدها إنكب على دراسة فقه المعصية إستهوته أفكار الخوارج وقد قرأ الآيات من تفسير الخوارج تدل على من إرتكب المعصية الذي لا يتوب يخلد في النار وأخذ يسترسل في القراءة الى أن وصل الى قوله تعالى(ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) والفكرة في طريقها للإستواء في ذهن الشاب الغامض إذن المعصية تؤدي الى الخلود في النار وليس الكفر وحده ويقرأ أيضاً 

تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار) وهنا يريد
 شكري مصطفى أن يحدد بإن المعصية خلود في النار وليس الكفر فقط)

وهنا سُربت اليه في السجن تفسيرات سيد قطب إقتطعها بعضهم من كتاب في ظلال القرآن وكتب أخرى متفرقة وأنتقل بعدها الى تفسير سيد قطب ( إن الحكم إلا لله) ويدخل في إطار المجتمع الجاهلي الكافر المجتمعات الحالية التي لا تعبد الله فعلاً ولا تدين بالعبودية لله وحده ، وحدث أصحابه هنا المعنى واضح كلمات سيد قطب لاتحتاج الى تفسير ويلتهم صاحبنا تعاليم سيد قطب ويصل الى ذروة تكفير المجتمع لا يوجد إسلام ويجب أن نعيد الإسلام ويذكر ثروت الخرباوي( نام شكري مصطفى ولكن مصر في يوم ما لن تعرف طريقاً للنوم)
لم يكن شكري مصطفى صاحب كاريزما وليس ،محبوباً ، قاسياً ،متزمتاً ولكن وجد من يطيعه طاعة عمياء
وضعت جماعة التكفير والهجرة الشيخ الذهبي وزير الأوقاف في قائمة الخارجين عن الملة بسبب تصريح له ، إعتبروه ينافي مبادئهم وحكموا عليه بالموت

إختطاف الوزير محمد الذهبي

وفي يوم 3 يوليو 1977 خطفت مجموعة التكفير والهجرة الوزير محمد الذهبي وطالبو مقابل الإفراج عنه الإفراج عن ستون واحداً من جماعة التكفير والهجرة من السجن ، وبعد أربعة أيام من الإختطاف ألقيت جثة الشيخ الذهبي وأعتبروه خارجاً عن الملة ،وكان هذا مثار غضب وسخط من المصريين ثم فشلت المحاولة وتم إلقاء القبض على عدد كبير من أعضاء الجماعة*

مجتمع الجاهلية ويشبه مجتمع مكة قبل الإسلام

الهجرة وكيف تلاعبوا بها

أظهرت التحقيقات مع من قتلوا الشيخ الذهبي بإنهم قد إعتبروا أنفسهم في مجتمع وصفوه بالجاهلية وهو يشبه مجتمع مكة قبل الإسلام وأرادوا قطع علاقتهم بكل ما يمت الى هذا المجتمع الذي يعيشون فيه وفي مرحلة الإستضعاف يجب عليهم الإنسحاب من المجتمع الجاهلي الى المساجد او حتى الصحاري والجبال ليقيموا هناك مجتمعاتهم الإسلامية ،تتقوى
ثم تعود لتهدم المجتمع الذي إعتزلوه ، وأعتبروا الشيخ الذهبي مرتداً حين أصدرفتوى كوزيرللإوقاف  تدينهم ،بسبب إحساسه بخطورة هذا الفكر المتطرف وعظم مخالفته للعقيدة الإسلامية وجعله ذلك خائناً في نظرهم


إعدام شكري مصطفى

تم ادانة الجماعة باغتيال الذهبي وزير الأوقاف آنذاك عام 1977م في محاكمة 

عسكرية وانتهت بحكم الاعدام شنقاً لخمسة من المتهمين وكان منهم شكري مصطفى 

ويذكر بإنه قد طلب منه تقديم إلتماس للرئيس السادات حتى يخفف الحكم فرفض ذلك، 

ويذكرإن الذهبي إنتقد في إحدى المناسبات فكر جماعة شكري مصطفى بسبب 

 إحساسه بخطورة هذا الفكر وعظم مخالفته للعقيدة الإسلامية


وحكم على الذهبي بالقتل لخروجه عن الملة

.
*الملة جاءت من يملي بإعتبارإنها تملى من قبل الرسول (ص)  أي منسوبة 

للرسول(ص) - لسان العرب

ويقول ثروت الخرباوي في كتابه سر المعبد

(بإنني إحتفظت بأخطر ما كتبه شخص عن "جماعة المسلمين" شكري مصطفى وهي

 ما ذكره الأستاذ أحمد أبو غالي حفيد الشيخ طنطاوي جوهري بعد خروجه من السجن


 في غضون عام 1973

كنا رفقة نجلس في مجلس واحد ولكن شكري هذا كان شحيحا في الجلوس معنا وكنت اشعر بشخصيته وعورة ولم أسترح له وفي يوم قال لي الأخ عبد الفتاح ضرغام إن هذا الفتى بحر من العلم وجلست معه وإستمعت إليه وبينت له إن الأحاديث النبوية التي يستند عليها هي موضوعة او ضعيفة وأخذ يحدثني عن المهدي المنتظر
وأجهدني وهو يحاول إقناعي فقال إن كل القرون التي تلت القرن الأول هي كافرة ومن وقت قبول التحكيم وأخذ يشرح تفسير سيد قطب في آيات الحاكمية

أخذ الإخوان يكتبون خطابات الإعتذار لجمال عبد الناصر وتأخر شكري مصطفى ولكنه أجمع أمره وقرر أن يكتب الإعتذار بعد أن أخذ بنصيحة مصطفى مشهور الذي قال له: إنها لله*

هذا المعنى الجليل القدري الذي مسخه الإخوان وتم تفسيره على هواهم


وتحدث شكري مصطفى في جلسة أخرى حديثا طويلا ذاكراً إن طريق الإسلام طويل 

ويجب أن يكون ظليلاًحتى يقينا عواصف الكفر ذاكراً بإنا سنخرج من السجن وهنا يجب 


أن ننشر دعوة الإسلام وإن جماعة الإخوان هي مقصدنا وسوف يهئ لنا مصطفى 


مشهور ذلك لإنه هناك من الجماعة من يرفضنا

·         اعتبار أن الهجرة من دار الكفر (أي دولة لا تحكم بالشريعةهي واجب شرعي حتمي، ولذلك سعت جماعتهم لإيجاد مكان للهجرة فيه واعتزال المجتمع.
·         لا يحكمون لإي مسلم بكفر أو إسلام حتى يتبين كفره من إيمانه، وهذا التبين يكون عبر عرض فكر الجماعة عليه فإن وافق انضم إليهم وصار مسلما حسب رأيهم وإن رفض حكموا بكفره.
·         الحكم بكفر من يحتكم للقانون الوضعي أيا كان دافعه وأيا كان نوع القانون الوضعي الذي يحكم به أو يتحاكم إليه، ولا يعتبرون في ذلك أى استثناء كحالات الإكراه أو الاضطرار أو الجهل أو الخطأ ونحو ذلك بل يتمسكون بالتكفير في ذلك كله، ولا يفصلون في ذلك بين القانون الوضعي المخالف للشريعة أو الموافق لها، فهم لم يطرحوا ذلك الفرق أصلا

سمات الجماعة

ومن أبرز ما اتسمت به "جماعة التكفير والهجرةكما قال شكرى مصطفى من واقع أقواله  أمام هيئة محكمة أمن الدولة العسكرية العليا (القضية رقم لسنة 1977) والتي نشرت في الصحف يوم 21/10/1979: إن كل المجتمعات القائمة مجتمعات جاهلية وكافرة قطعاًوبيان ذالك أنهم تركوا التحاكم لشرع الله واستبدلوه بقوانين وضعية ولقد قال الله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون بيد أن الأفراد أنفسهم لا نستطيع الحكم عليهم بالكفر لعدم التبين من ذلك لذا فهم فقط جاهليون ينتمون لمجتمع جاهلى يجب التوقف في الحكم عليهم حتى يتبين إسلامهم من كفرهم.
إننا نرفض ما يأخذون من أقوال الأئمة والإجماع وسائر ما تسميه الأصنام الأخرى كالقياسوبيان ذلك أن المسلم ملتزم فقط بما ذكر في القرآن الكريم والسنة المطهرة سواء أكان أمراً أو نهياً وما يزيد عن ذلك عن طريق الإجماع أو القياس أو المصالح المرسلة. فهو بدعة في دين اللهإن الالتزام بجماعة المسلمين ركن أساس كى يكون المسلم مسلماً، ونرفض ما ابتدعوه من تقاليد، وما رخصوا لأنفسهم فيه، وقد أسلموا أمرهم إلى الطاغوت وهوالحكم بغير ما أنزل الله، والذين اعتبروا كل من ينطق بالشهادتين مسلماً.
إن الإسلام ليس بالتلفظ بالشهادتين *ولكنه إقرار وعمل ومن هنا كان المسلم الذي يفارق جماعة المسلمين كافراًالإسلام الحق هو الذي تتبناه "جماعة المسلمينوهو ما كان عليه الرسول وصحابته وعهد الخلافة الراشدة فقط – وبعد هذا لم يكن ثمة إسلام صحيح على وجه الأرض حتى الآنحياة الأسرة داخل الجماعة مترابطه ببعضها بحكم عدم الاختلاط بالعالم الخارجي، ولقد إنتشر هذا التوجه في مصر والجزائر

*يذكر العلامة السيد علي الأمين في كتابه السنة والشيعة أمة واحدةكان النبي الكريم يقبل إسلام الشخص بجملة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد إن محمداً رسول الله

بعد فشل شكري واعدامه وضعف جماعته اتخذت الجماعة منهجاً مختلفاً في التغيير يرتكز على فكرة انتظار ظهور المهدي المنتظر والانضمام إليهومن ثم فهم يمارسون الدعوة إلى أفكارهم دون تسلح أو سعي لأي عمل سياسي أو عسكري من أي نوع ويقتصر عملهم داخل الجماعة على العمل التربوي والاجتماعي بالإضافة للعمل التعليمي لأنهم باتوا يحرمون دخول المدارس والجامعات
جماعة الجهاد
نشأت أول مجموعة جهادية في مصر حوالي 1964 متبنية أفكار سيد قطب وأشتد وكبر في بداية السبعينات وكان من أعضاء التنظيم الذي دخله في بداية السبعينات أيمن الظواهري
وأعتقد مؤسسو التنظيم أن تنظيم الضباط الأحرار كان تابعا للإخوان المسلمين ثم خانهم لإن الإخوان لم يحسنوا تربية و تثقيف الضباط على فكر الجماعة, كما أن الجماعة –حسب رأيهم- أخطأت لأنها لم تسخدم القوة وتحديدا الإنقلاب العسكرى في مواجهة عبدالناصر. (عاش الإخوان حياتهم وقد تملكهم الحقد والحسد على عبد الناصر ولم يبرد غليلهم وحقدهم  وعلى إمتداد مسيرتهم الإرهابية،وأوقف عبد الناصر، تأويلاتهم ومزاعمهم ، ومن كان يتعاطف معهم بمشروعه الوطني العملاق وإلتفاف الوطن العربي من 
أقصاه الى أقصاه حول أهدافه )

تبني المنهج السلفي

ولقد تبنى التنظيم للمنهج السلفى في مجالى الإعتقاد والدراسات الشرعية و لمنهج التغيير السياسى والإجتماعى والإقتصادى بالقوة المسلحة. 
ولقد إختار التنظيم مبدئيا أسلوب الإنقلاب العسكرى لتحقيق هذا التغيير, وتبنى نهج الإعتماد في إختراق الجيش على أشخاص تم تربيتهم مسبقا في التنظيم ثم دفعهم للإلتحاق بالكليات العسكرية. 
كان التنظيم يعتمد مناهج لتعليم الدراسات الشرعية، تقوم على أساس المنهج السلفى, كما ألزم الأعضاء بحضور دروس الشيخ محمد خليل هراس بمسجد "قولة" بعابدين و هو المقر العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر, كما تضمنت المناهج الدراسية بجماعة الجهاد الأولى هذه كتابي "فى ظلال القرآن" و"معالم في الطريق" لسيد قطب.

هدفهم بإختراق الجيش

أما في مجال التدريبات العسكرية فإن هذه الجماعة لم تكن تتبنى سوى التدريبات البدنية الشاقة بجانب التدرب على الألعاب القتالية كالمصارعة و الكاراتيه, لأنهم كانوا يتبنون فكرة التغيير عبر التغلغل في الجيش و إستخدامه للقيام بإنقلاب عسكرى, وذلك عبر توجيه الأعضاء من طلبة الثانوى لدخول الكليات العسكرية وكذا توجيه الأعضاء من طلبة الجامعات للتحويل للكليات العسكرية.
ومن المعروف تعدد تنظيمات الجهاد وإنقسامها الى فرق متعددة وتعدد زعاماتها لتعقدها وإشتباكها
وتناقضاتها ونخص بالذكر الجماعة الإسلامية وما إنتهوا إليه من تخطيطهم لعملية إغتيال السادات

إيمن الظواهري
من هو أيمن الظواهري

ولا حاجة لتفصيل حياته ومنبته العائلي لإنها معروفة ونذكر 
حادثة هامة أثرت على نفسيته(كما كتبت في مصادر)

 إيمن الظواهري تعرض لإزمة نفسية حادة ،إذ ذكرإنه أفشى أسماء التنظيم للإمن مما عرضه لعذاب الضمير ومما دفعه الى التطرف في مواقفه وإنضمامه بعدها للقاعدة(تفسير يحتاج الى تدقيق)

الجماعة الإسلامية

في أجواء الحرية الذي أتاحها الرئيس أنور السادات للإسلام السياسي خرج من السراديب المظلمة ،هجوماً كاسحاً كل من إتخذ الدين شعاراً للوصول الى السلطة التي كانوا يتحرقون شوقاً إليها وأستخدموا الأبرياء من المتدينين الذين خدعوا بهم وبشعاراتهم ومظلومياتهم ومن الملاحظ إن المخدوعين كانوا أشكالاً وأجناساً فمنهم المتدين الفطري والمتدين الإيدولجي والفقراء والمحتاجين الذين تخلت عنهم دولتهم وغرقت في الفساد وسلمتهم تسليم مفتاح للإخوان وغيرهم ،ومن الملفت للنظر إن الإخوان إستخدموا هذه الجموع بإجتهاد يشهد لهم وبمجرد أن يظهر اي من الإخوة بلحيته ومسبحته يلتف حوله من يظن فيهم أملاً ولم يكتف الإخوان بهؤلاء فقط ولكن إستطاعوا أن يحيدوا القوى اليسارية والناصرية والمستقلين إن لم يكون معظمهم يبكي على مظلومية الإخوان وعن أجواء الإنفلات الذي لم يعرف أوله من آخره
ذكرعبد المنعم أبو الفتوح في كتابه عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر 1970 -1984مايلي
(لقد تميز عصر السادات* بالحرية بما لم تشهده مصر منذ قيام الثورة وكانت الحرية حقيقية حرية عمل وليست حرية كلام كما هيذكرو الحال في عهد مبارك الذي أطلق حرية الرأي وقيد العمل السياسي
لم نكن نسمع في عهد السادات إن أحدا قد أعتقل منا أو من الإخوان أو حتى تم إستدعاؤه أمنياً ولم يمنعنا من توزيع كتاب أو مطبوعات من أي نوع ولم نرى ضابط أمن دولة يدخل الجامعة ويعترض على أي من أعمالنا بإستثناء ما حدث مع التنظيم الشيوعي وحركة الفنية العسكرية)
*إذا كان عبد المنعم أبو الفتوح لم يعرف في حينها سبب هذه الحرية التي أغدقها السادات عليهم وأعتقد بعد مرور كل هذه السنين ومختلف التجارب والأحداث قد كشفت هذا الإلتباس ووضحت السبب بما لا يقبل الشك بأن السادات قد إستخدمهم للتقرب الى السعودية والأوضح هذه تعليمات امريكا وأوامرها بأن أحسن من يخرب قلعة العروبة مصر والقضاء على منجزات عبد الناصروالعودة الى التخلف والفساد هم الإسلام السياسي وفي نفس الوقت يكونون أداة التمهيد للصلح مع إسرائيل ،أما التشدق بالحرية التي كانت في عهد السادات فهي من السذاجة المضحكة أو تبريراً وحجة للتحالف مع السادات ،وأقنعت في حينها كثير من الناس ،ولقد إنكشف المستور وإنتهى وقت الضحك على عقول الناس

ويوضح أبو الفتوح

نشأة الجماعة الإسلامية


ويصف ناجح إبراهيم عضوشورى الجماعة الإسلامية مسيرة الجماعة بهذه الكلمات

الشرعية أو الدماء هذا هوهدف الإسلام السياسي فلم نحقق الشرعية ولكن سفكنا الدماء


برز مصطلح الجماعة الإسلاميةلأول مرة عام 1973 وكنت وقتها رئيس إتحاد طلاب كلية الطب ، وكان إختياره عفويا ومن دون قصدوكنا نكتب بإسم الجمعية الدينيةوقررنا تغيير الإسم وكنا متأثرين بأبي الأعلى المودودي الذي كان يعرف ب أميرالجماعة الإسلامية بباكستان ثم سرى هذا الإسم في بقية كليات الجامعة بعد ذلك
أثناء عملنا في الجامعة قررنا خوض إنتخابات اتحاد الطلبة،ورأى إخواني إنني أصلح 
لرئاسة الإتحاد،في الوقت الذي كان الأخ سناء أبوزيد أميراً للجماعة، 

الجماعة الإسلامية أقوى أجيال الحركة الطلابية


وللتاريخ أقول إن الجماعة الإسلامية التي ولدت في أحضان الجامعات المصرية يعز أن نجد لها مثيلاًفي تاريخ العمل الإسلامي والطلابي وخاصة في مصر
لم نتعرف إلاالى الله للعمل من أجله وعلاقتنا كانت صافية خالصة لوجهه من دون اي نوازع شخصية وكنا نتسارع الى إنكار الذات ولم تكن الأمارة أو الرئاسة تشغل بالنا
وكان جيل السبعينات الأقوى والأكثر نضجاً وتأثيراً وساعد ذلك أجواء الحرية والإنطلاق التي عاشها في زمن الرئيس السادات
لقد كنا نعيش لحظة البراءة والفطرة التي لم تخالطها صراعات وخلافات للتي وقعت للإجيال من قبلنا ولا
زالت تلك سمة تميز الجيل الأول من الجماعة أيام وحدتها

فكر الجماعة الإسلامية
ويضيف ابو الفتوح كما يلي

يمكنني القول إن أفكار الجماعة الإسلامية كانت أقرب الى منهج وتفكير إخوان 1965 فقد كانت لديهم منهجية الإنقلاب والثورة وكان لديهم رغبة في الإنقلاب على جمال عبد الناصر إنتقاما منه لما فعله بالبلاد(روووعة )
لقد عانينا مع قيادات الجماعة المعتدلة بسبب ما نراه تساهلاً منهم في إموردينية ومما كان يلطف الأجواء هو القيادات الإصولية من رجال التنظيم الخاص
وقد تأثرنا بالتيار السلفي في مرحلة مبكرة من تكويننا الإسلامي وأظن أن السلفية الوهابية اقحمت على المشروع الإسلامي في مصر إقحاماً ..في هذا الوقت كانت الكتب الإسلامية تأتينا من السعوديةبالمئات بل بالآلاف وكانت كلها هدايا لا تكلفنا شيئاً كانت تهدى ولا تباع وكنا نوزعها على الطلاب دون أن نعلم ما فيها من مشكلات فكرية 
ومنهجية وكثيراً ما أعدنا طبعها في سلسلة صوت الحق التي كنا نصدرها

عبد المنعم أبو الفتوح يوضح كيف إنتشرت الوهابية في مصر


كما مهد لإنتشار الوهابية بيننا رحلات العمرة التي كنا ننضمها من خلال إتحاد الطلاب طوال فصل الصيف

وكانت أول عمرة إعتمرت فيها عام 1974 وكلفتني خمسة وعشرين جنيهاً


وكانت زيارتي للسعودية بإعتباري ممثلاً للجماعة الإسلامية ،وهناك إستقبلنا من قبل علماء السعودية الذين يرون بإننا إمتداداً لهم في مصر
وتتم رحلات العمرة في أفواج وصل عددها الإجمالي خمسة عشر ألف طالب وطالبة فكانت إحدى روافد نقل الفكر الوهابي المتشدد وكان بعض الطلاب يبقى متخلفاً عن القدوم حتى موعد الحج فيعود من الرحلة حاجا أو معتمراً وشيخاً سلفياً وهابياً

إستعمال العنف
وجوب إستخدام العنف
كنا نؤمن بجواز إستخدام العنف بل وجوبه في بعض الأحيان من أجل نشر دعوتنا وإقامة فكرتنا وكان العنف مبررا بل شرعيا وكان الخلاف بيننا عن توقيت إستخدامه وكنا نضيق بمبدأ الخلاف وهو ما غرس داخلنا بذور الإرهاب الفكري لكل من يختلف معنا لقد كان ضيق الأفق وعدم قبول الإختلاف يجعلنا نمارس إرهابا فكريا ليس بخصوص خصومنا بل بحق أساتذتنا ومشايخناالذي علمونا حتى لو كانوا بوزن أستاذنا محمد أبو زهرة رحمه الله الذي خشي أن يفصح ببعض إجتهاداته ومات دون أن يجهر بها وأكتفى أن أسر بها للمقربين فقط*
*بمعنى لم يدعوا أحدا قريباً أو بعيدا لم يسلم من آذاهم

الإنضمام الى جماعة الإخوان المسلمين

يتسائل عبد المنعم أبو الفتوح


في عام 1974 بدأخروج قيادات الإخوان المسلمين  من السجون وكان السؤال يتردد بيننا هل سيلحق الإخوان بنا أم سنلحق بهم أم سيبقى كل منا مستقلاً عن الآخرمن دون علاقة تنظيمية بيننا وإذا قبلنا الإرتباط بهم سندخل في جماعتهم أو سيدخلون معنا، ونكون قادة الحركة الجديدة بإعتبارنا القادة الحقيقين في ميدان العمل فيما هم أصحاب 
تاريخ فقط(يا سيدي ما فيش فرق كلكم شبه بعض)


الإتصال  بالقيادي الإخواني كمال الدين السنانيري

إلتقينا به في محل لبيع الأحذية ملكاًلإحد الإخوان وكان حريصاً على سرية اللقاء،فأختار أن يكون بعيداُ عن بيته وبيتي وكان يظن إنه مراقب من الأمن ولم يكن مر على خروجه من السجن الكثير ،ولم يريد أن يكشف العلاقة بين الإخوان ومسؤول الحركة الطلابية ويخشى أي ربط بيننا وهذا من شأنه أن يعجل بضرب الحركة الإسلامية مجددا
كان يتفجرحماساً رغم سنواته العشرين الذي قضاها في السجون وخرج وهومشغولاً بالإسلام وكان لكلامه وقع السحر وكان بالنسبة لي قدوة عثرت عليها بعدما كدت أفتقدها وكان حضوره في وعيي كحضور الذين كنا نقرأعنهم في السيرة النبوية الذين 
عذبوا وأوذوا وصبروا على البلاء في سبيل تبليغ دعوة الله(نعم صح عادي)

السنانيري تلميذ حسن البنا

والسنانيري كان نموذجاً فريداً من الدعاة، تتلمذعلى يد الإمام الشهيد، وحين وقع الصدام بين الإخوة والثورة كان في مقدمة من طالتهم حملة الإعتقالات والمحاكمات الظالمة وظل مسجوناً لمدة عشرين عاماًقضاها صابراً محتسباً وخرج في 1974

ويكمل ابو الفتوح

قصة زواج كمال السنانيري في السجن

السنانيري يتزوج أمينة قطب شقيقة سيد قطب

كان السنانيري رجل كثير العبادة لايأكل إلا من أكل السجن زاهداًعن قناعة ورغبة وكانت قصة زواجه في السجن إسطورة ، فقد كان سجيناً مع خيرة رجالات الإخوان وفيهم الشهيد سيد قطب الذي كان يقاسمه نفس الزنزانة،وفي أثناء زيارة عائلية للسجن رأته الإستاذة أمينة قطب شقية سيد قطب وهي تزورشقيقها،وعلمت بقصة طلاقه من زوجته ، فطلبته من شقيقها للزواج ،وكانت أمينة قطب أديبة وشاعرة مرهفة الحس مثل كل آل قطب وكانت أختها حميدة ، ممن حكم عليهم بالسجن في قضية 1965 وقد شعر السنانيري بالشفقة عليها من أن تتزوج به وهو سجين وقوبل طلبها بترحيب من شقيقها الشهيد وعقد قرانهما داخل أسوار السجن وتأجل الزفاف لحين خروج السنانيري من السجن(واو يتزجون داخل السجن مثل الأفلام وأين كان نظام عبد الناصر الظالم ،من كل هذا ،(هؤلاء البشر لم 

يتقوا الله ولكنهم يتكلمون بإسمه)

وكان خروجه في 1974 وبنى بها كما يذكرأبو الفتوح وقد جاوز عمره الخامسة والخمسين ،ولم يمكث معها إلالسنوات قليلة حتى إستشهد في عام1981 في السجن تحت سياط التعذيب (الحمد لله مش عبد الناصرأهو عصر السادات)
كان السنانيري رمزاً للدعاة والمجاهدين، الذي يجب أن نتخذهم قدوة وكانوا الذي جعلونا نحب هؤلاء الناس حباً عظيماً ،

منفذي عملية إغتيال السادات


خالد الإسلامبولي
  
 الإسلامبولى ولد في محافظة المنيا.عام 1957 كان ملازم أول في الجيش المصري ، وهو المنفذ الأساسي لعملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالاشتراك مع عبود الزمر ومحمد عبد السلام فرج، وقد قام بذلك لأسباب عدد بعضها هو فيما بعد أثناء التحقيقات والمحاكمات، منها إهانة السادات للعلماء في آخر خطبه ورميهم في السجن كالكلاب (واصفا الشيخ المحلاوي )كما ردد في خطبتة الشهيرة والحكم بغير ما أنزل الله وزيارة السادات لإسرائيل وإبرامه معاهدة السلام حيث تقول الجماعات الإسلامية إنها خيانة للقضية الفلسطينية والأرض المصرية المحتلة وقد تم الحكم بإعدام خالد الإسلامبولي وتم تنفيذ الحكم في 1982


يذكر محمد حسنين هيكل في كتابه خريف الغضب

يتذكر خالد الإسلامبولي بطريقة غير محددة إن همساً جرى في اوساط العنقود الذي ينتمي إليه بأن الجماعة الإسلامية قد حكمت على الرئيس السادات بالموت لخروجه عن حدود الإسلام وقد سُئل مفتي الجماعة عمر عبد الرحمن هل يحل دم حاكم لا يحكم طبقاً لما أنزل الله؟ وكان  الرد نعم يحل دم مثل الحاكم لإنه يكون قد خرج الى دائرة الكفر؟

إنتماء خالد العائلي

ينتمي خالد الى عائلة متدينة والجو العام للإسرة محافظاً ، وإسم خالد هو نفسه إسم أحد أبناء جمال عبد الناصر وقد شاع إختيار الإسم للإبناء بعد بروز دور جمال عبد الناصر في الثورة المصرية ومن المفارقات إن أول مدرسة دخلها خالد هي مدرسة تبشيرية في ملوي (مدرسة نوتردام )ثم قضى الثانوية العامة في (مدرسة العروبة )التي كانت مملوكة لإحدى البعثات التبشيرية الأمريكيةوكان حلم خالد أن يصبح طيارا وعندما لم نجح في إمتحان القبول دخل مدرسة المدفعية وتخرج في 1978

الإتصالات التي دارت بين الجماعات الدينية

وأثناء الحديث الذي داربين عبد السلام فرج وهو عضو بارز في الجماعات الدينية، والمقدم عبود الزمر وهو الضابط الكبير الذي عرف خالد بوجوده في عنقوده وإن لم يعرف إسمه حتى سبتمبر1981 وكان الإغتيال مقدمة للإستيلاء على السلطةبعد الخلاص من أنور السادات،وكان الزمر ينحدر من أسرة تعيش في قرية قريبة من إستراحة القناطر التي كان السادات يقيم فيها كثيراً ولهذا فإن الزمر عرض إقتراح أن يحاول إغتيال السادات في إستراحة القناطرثم صرف النظر عنها لشدة الحراسة وطرحت فكرة دخول طائرة الى دائرة العرض السنوي في 6 إكتوبر ثم تنقض على المنصة وأستبعدت الفكرة ولكنها ظلت تراود خالد فالسادات مع أركان حكمه سيكونوا كلهم موجودين ، وهكذا ألقت المقادير أمام خالد بكل شئ القرار والفرصة والجو العام الملائم وقد كتب في دفتر مذكراته(إن الغنيمة الكبرى لأي مؤمن وخلاصه هو أن يقتل أو يقتل في سبيل الله )وقد تحقق كل شئ لإستلامه الأمر بالإشتراك بالعرض العسكري بديلا لضابط أصيب بمرض مفاجئ، وقد أعتبر خالد هذه الأحداث بإنها ترتيب من الله


عبد السلام فرج

في السابعة والعشرين من عمره كان قد تخرج مهندساً كهربائياً وتصفه جماعة الجهاد كما يلي

محمد عبد السلام فرج مفكر ثوري مصري ومنظر جهادي مرموق. و هو الأمير الحقيقى لتنظيم الجهاد وهو الشخص الذي وضع أول سطر في شهادة مقتل السادات قبل اغتياله بعدة أعوام وذلك بمؤلفه الصغير الحجم الكبير المعنى والذى حمل عنوان «الفريضة الغائبة ». الذي اعتبر الكثيرون أنه كان ترخيصاً بقتل السادات إذ كان يدعو إلى الجهاد على أساس أنه الفريضة الغائبة وأنه ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا
تخرج فى كلية الهندسة، جامعة القاهرة وعمل في الجامعة نفسها. ميله الديني كان واضحاً منذ طفولته، قرأ كتابات سيد قطب وأبي الأعلى المودودى. تأثر فرج أيضاً بقراءة محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية، ركز فكره على إسقاط عن طريق الانقلاب، مع علمه بأن أغلب الزعماء الأصوليين المهمين كسيد قطب وحسن البنا وصالح سرية وشكري مصطفى وآخرين إما اغتيلوا أو حكم عليهم بالإعدام

لقاء كرم زهدي مع محمد عبد السلام فرج

 في عام 1979م التقى كرم زهدي ـ عضو مجلس شورى الجماعة ـ بالمهندس محمد عبد السلام فرج العضو في أحد فصائل تنظيم الجهاد وعضو مجلس شورى الجماعة فيما بعد وصاحب كتاب الفريضة الغائبة الذي عرض على كرم زهدي فكر الجهاد ،وأن الحاكم قد كفر ، وخرج عن الملة ، فوجب الخروج عليه وخلعه وتغيير النظام وأن لتنظيمه تشكيلاته المتفرعة، ثم عرض عليه فكرة اشتراكهم مع التنظيم للتخطيط لإقامة الدولة الإسلامية.
 عرض كرم زهدي الفكرة على مجلس شورى الجماعة في صعيد مصر الذي يرأسه الدكتور ناجح إبراهيم فوافق المجلس على أن يكون هناك مجلس شورى عام ومجلس شورى القاهرة، وعلى أن يتولى إمارة الجماعة أحد العلماء العاملين الذين لهم مواقفهم الصلبة ضد الطاغوت  (الدكتور / عمر عبد الرحمن). وقد تم إقرار تشكيل الجناح العسكري وجهاز الدعوة والبحث العلمي والتجنيد وتطبيق القوانين الإسلامية وكذلك جهاز الدعم اللازم للحركة  في مجالاته المتعددة. ومن هذه اللحظة انفصلت الجماعة عن توجهات التيار السلفي في الدعوة بشكل عام تحت مسمى الجماعة الإسلامية

 واختير الشيخ الدكتور/عمر عبد الرحمن أميراً للجماعة.

خالد الإسلامبولي وعبد السلام فرج

توجه خالد يوم 25 سبتمبر لمقابلة عبد السلام فرج المسؤول الرئيسي لعنقوده ،ليخبره بالأمر الذي صدر له للإشتراك بالعرض العسكري والفكرة التي راقت  له بإغتيال السادات ومحمد عبد السلام فرج هو الشخصية المفتاح لكل الترتيبات العملية لتنفيذ العملية فهو قائد العنقود الذي ينتمي إليه خالد ،وأكثر من ذلك فهو صاحب فكر في تنظيم الجهاد، وإن نفوذه يمتد خارج عنقوده، وتظهر دراسة أفكار عبد السلام فرج ،إن التأثير الأكبر عليه هو أبو الأعلى المودودي ،وقد آمن بوجود مرحلتين الإستضعاف وثم الجهاد وهم الآن في مطلع الجهاد والحركة وليس في وضع الكمون *

*من الملاحظ عن جماعة الإسلام السياسي بأنهم يسبغون الألقاب على الذي يستحق والذي لا يستحق وكل من بشر بالعنف والقتل ودعى إليه هوالقائد والبطل ،والذي لا يتوافق معهم فهو الخائن ورغم تحفظي على سياسات الرئيس السادات ولكني لا أرى كيف أجازوا قتله وفتحوا مجرى من الدم لم يبرد لحد اليوم

كتب عبد السلام فرج كتاباً  سماه الفريضة الغائبة ،وأصبح الكتاب هو الدستور للحركات الجهادية

كان تيار الجهاد في مصر قبل كتاب محمد عبدالسلام فرج يعتمد في تأصيل أفكاره على الكلام الشفهى الذى يتناقله أعضاء الجهاد بعضهم من بعض مع الإستعانة بأجزاء من كتب فقه و تفسير القرآن و غيرها, مثل فتوى ابن تيمية عن التتار و مثل تفسير ابن كثير لأية "أفحكم الجاهلية يبغون" و كلامه في كتابه البداية و النهاية عن التتار و حكمهم, و كذا تفسير سيد قطب لأيات الحكم و السياسة مثل تفسيره لقوله تعالى "إن الحكم إلا لله".
و كان أعضاء الجهاد يقومون من حين لأخر بتصوير أو طباعة كميات من هذه الأجزاء التى يحتاجونها من كتب ابن تيمية وابن كثير و سيد قطب و غيرهم للاستدلال على أفكارهم ثم يقومون بتوزيعها إلى أن جاء
 محمد عبد السلام  فرج فجمع كل أفكار الجهاد الشفهية وضم إليها كل أقوال العلماء التى يستدل بها
الجهاديون و صاغها صياغة متكاملة نسبيا بمقاييس الفكر الجهادى في ذلك الوقت

و رغم إعدام محمد عبدالسلام فرج 1982 في قضية اغتيال السادات فإن كتابه ظل مؤثرا على تيار الجهاد حتى اليوم فهو منتشر على المواقع الجهادية على شبكة الإنترنت,


كما جرى طبعه عدة طبعات ورقية منذ اعدام محمد عبدالسلام و حتى اليوم, و كانت أول طبعة تمت بواسطة محمد عبدالسلام نفسه في صيف1980م قبيل إغتيال السادات مما جعل الكتاب الركيزة الفكرية الأساسية لإغتيال السادات و بالتالى اعتبر دليلا هاما ضد محمد عبدالسلام في قضية اغتيال السادات أفضى للحكم باعدام مؤلف الفريضة الغائبة
يقول مقدم إحدى طبعاته (طبعة 1995م) أنه رغم تصحيحه للأخطاء المطبعية التى تضمنتها الطبعات السابقة إلا أنه لم يزد فيه شيئا لأن "الكلمات التي يخطها أصحابها بدمائهم بعد أن سطرها مدادهم أنفذ وأبلغ من أي تعديل أو زيادات .. ففيها الروح التي لا تدب إلا في كلمات مات أصحابها في سبيلها .. وقد سطرها الأخ محمد عبد السلام فرج .. لتكون نبراساً على طريق الحق لكل مسلم يعمل من أجل إعلاء كلمة الله بالجهاد.


كتاب الفريضة الغائبة

و كتاب الفريضة الغائبة يبدأ بمقدمة يذكر فيها مؤلفه أن علماء الإسلام فى العصر الحديث تجاهلوا الجهاد في سبيل الله رغم علمهم أنه الطريق الوحيد لإعادة و رفع صرح الإسلام لأن طواغيت الأرض لن تزول إلا بقوة السيف حسب رأيه، و يسوق حديثين نبويين ليدلل بهما على رأيه أحدهما قول النبى صلى الله عليه و أله وسلم " بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم".
و الثانى قوله صلى الله عليه و أله وسلم و هو يخاطب طواغيت مكة وهو بها "استمعوا يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح،
 يا سبحان الله يتقولوا حتى على الرسول الكريم (ص)
لإننانعرف
إن النبي الكريم قد أطلق أهله وعشيرته قائلا إذهبوا فأنتم الطلقاءولم يحاسبهم فكيف هذا مع ذاك
.
ثم ينتقل المؤلف لمسألة أخرى و هى ما استعار لها عنوان أحد كتب سيد قطب "المستقبل لهذا الدين" و يورد تحت هذا العنوان أحاديثا نبوية تشير لعودة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة بعد فساد و هوان يصيب الأمة الإسلامية, و يرى محمد عبدالسلام أن هذه الأحاديث المبشرة لابد أن تبث الأمل في قلوب المسلمين و تدفعهم للعمل من أجل إعادة حكم دولة الخلافة الإسلامية من جديد فضلا عن أن العمل من أجل عودة هذه الدولة هو واجب شرعى حسب رأى محمد عبد السلام, و هنا يرد على من أسماهم باليائسين الذين يستدلون بأحاديث على استمرار سوء أحوال الأمة الإسلامية فيشرح هذه الأحاديث بما يؤيد رأيه الجهادى.


بعد ذلك ينتقل لإثبات فرضية إقامة الدولة الإسلامية و يستدل عليها بأدلة كثيرة منها قوله تعالى "و أن احكم بينهم بما أنزل الله" و قوله تعالى "و من لم يحكم يما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" كما يستدل على هذه المسألة بأيات و أحاديث عديدة
ثم ينتقل لتوصيف ما أسماه بالدار التى نعيش فيها, و مصطلح الدار ليس من اختراع محمد عبدالسلام لكنه مصطلح فقهى ،لكنه استعار المصطلح بكل أصالته و تعريف العلماء الثقاة له خاصة توصيف الإمام أبى حنيفة للحالة التى تتحول بها دار الإسلام لدار كفر بمعنى وهدف يختلف  عن تكفير* حكام العالم الإسلامى الحاليين ووصف نظم حكمهم بالكافرة التى ينطبق 

عليها حسب رأيه معايير دار الكفر التى حددها علماء الإسلام.

*أعتقد إن تكفير حكام العالم الإسلامي هو إبتعاد عن الحقيقة ،و عن إمكانية التوصيف الحقيقي لهؤلاء الحكام الذي ممكن أن نصل إليه بنتيجة تخدم وطننا العربي وعالمنا الإسلامي

ثم ينطلق من هذه النقطة لنقطة أخرى مرتبطة بها و هى حكم الحاكم الذى يحكم بغير ما أنزل الله, فيرجح كفر من حكم بغير ما أنزل الله ويدلل بذلك من الأيات و الأحاديث و أقوال العلماء التى يرى أنها تؤيد رأيه ثم يختم بكلمة لإبن تيمية (الفتاوى: 28/524) تقول: "ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام أو اتباع شريعة غيرشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب كما قال تعالى "إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا".

ثم يورد رأيه في حكام العالم الإسلامى المعاصرين بأنهم مرتدين تربوا على موائد الإستعمار و لا يحملون من الإسلام سوى الأسماء حسب رأيه, و يتوسع في هذه النقطة بذكر كلام العلماء الذى يرى أنه يؤيد رأيه خاصة فتوى ابن تيمية وابن كثير بشأن التتار و يقارن بين كل صفة يذكرها ابن تيمية و ابن كثير للتتار وبين صفات حكام اليوم و يخلص لأنها متطابقة حسب رأيه.
ثم يذكر فروعا لهذه المسألة منها حرمة معاونة حكام اليوم, و منها أن أموالهم تصير غنيمة للمسلمين عند النصر عليهم, و منها وجوب قتالهم, و منها أن قتالهم ليس قتال بغاة أنما قتال كفار, و منها أن من انضم لمعسكرهم من المسلمين فهو تجرى عليه نفس أحكام التتار, ثم ينتقل لحكم من خرج معهم مكرها فيذكر رأى
 ابن تيمية المشهور بأنه يقتل مثلهم و يبعث على نيته و هى المسألة المشهورة في الفقه السياسى الإسلامى بمسألة  التترس * و هذا الكلام هو الأساس الذى تجرى عمليات التفجير التى يقوم بها الجهاديون في مختلف مدن العالم المكتظة بالسكان حتى اليوم.

*التترس هوأن يحتمي العدو بالمسلمين حتى لا يقتل
، في حالة الضرورة :ويذكر إنه بعض من فقهاء الإسلام السياسي، أجاز  قتل المسلمين إذا تترس بهم العدو دفعا 

للضرر العام عن المسلمين 

بعد ذلك ينتقل المؤلف لأحد أهم فصول الكتاب تحت عنوان "أراء و أهواء" فيورد فيها طرق الإصلاح التى تتبناها التيارات الإسلامية غير الجهادية و يرد على كل منها على حدة، فيذكر أراء القائلين بالإصلاح عبر الجمعيات الخيرية الرسمية, و القائلين بأن الحل هو كثرة الذكر والدعاء و القيام بالعبادات و تربية المجتمع على هذا ثم رأى القائلين بالتغلغل في المناصب و التخصصات الهامة في الدولة عبر الإنتخابات و غيرها ثم رأى القائلين بالتوسع في الدعوة الإسلامية و تكوين قاعدة عريضة من الإسلاميين ثم رأى القائلين بالهجرة للصحراء أو الجبال و تكوين مجتمع مسلم منعزل, ثم رأى القائلين بأن الإصلاح الإسلامى يتم عبر الإنشغال بطلب العلم, و هو في ذلك كله يذكر الأراء حسبما يقولها أصحابها بأدلتهم ثم يرد عليها محمد عبدالسلام مرجحا رأيه الخاص بدليله.
ثم يبين أن أمة الإسلام بخلاف الأمم السابقة لابد أن تغير أحوالها بممارسة القتال لا أن تنتظر أن ينزل الله العذاب بأعدائها عبر الزلازل و الخسف و غيرها من السنن الكونية مستدلا بقوله تعالى
 قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين
ثم يذكر وجوب الخروج على الحكام

ثم يرد على من يقولون بأولوية تحرير القدس و محاربة الصهاينة فيرجح وجوب قتال العدو القريب لأن حكام العالم الإسلامى في رأيه هم سبب وجود الإستعمار الصهيونى وغيره في بلاد المسلمين.

ثم يرد على من قال أن الجهاد في الإسلام هو للدفاع فقط
.
ثم يذكر أن جيوش المسلمين كانت على مر العصور قليلة العدد و العدة لكنها كانت تنتصر بقوة الإيمان.
ثم يرد على من يعطلون الجهاد بدعوى أننا في مجتمع مكى, و يرجح أن القتال الآن فرض عين على كل مسلم و مسلمة, و يذكر أن هناك مراتب للقتال و ليس مراحل.

كما يرد بعد ذلك على من يقولون بعدم إقامة الدولة الإسلامية خشية سقوطها بعد إقامتها بيومين, و يرد على من يقولون بعدم وجود قيادة إسلامية يتوحد خلفها المجاهدون.
ثم يعرض لعدد من مسائل فقه الجهاد كالبيعة على الموت و التحريض على القتال و الدعوة قبل القتال و تبييت الكفار و أساليب القتال و عدم قتل النساء و الأطفال و الرهبان وغيرها من المسائل العادية الموجودة في كتب الفقه و لم يختلف فيها محمد عبدالسلام عن الأقوال السائدة لدى الفقهاء.
ثم يختتم الكتاب بالكلام عن وجوب إخلاص النية لله تعالى في الجهاد مشيرا إلى تساقط غير المخلصين و ضعاف العزائم أثناء طريق الجهاد مستدلا بكلام العديد من العلماء كالشافعى و غيره لكنه يختم بكلام طويل في هذا الصدد لسيد قطب من كتابه في ظلال القرأن.

وتبلورت كل هذه الآراء ونضجت

ورأى عبد السلام فرج إن الفرصة سانحة لقتل السادات بتجاوز مصر لمرحلة الإستضعاف ولقد أحدث كتاب الفريضة الغائبة مشكلة داخل عناقيد الجهاد التي يتصل فيه عنقود فرج لإعتراض المقدم الزمر على طبع الكتاب وإنه في مثل هذه الضروف سيلفت الأنظار وكان رأيه أعدام النسخ المطبوعة وإنه يجب عدم الإفصاح عن الخطط حتى التمكن من الإستيلاء على السلطة ولقد وقعت واحدة من هذه النسخ بيد خالد الإسلامبولي وحين قابل عبد السلام فرج فاتحه بمقتل السادات ووافقه على الفور وكانت الواقعة وأول مرة قام الشعب المصري بقتل الفرعون وحكم على خالد الأسلامبولي وعبد السلام فرج بالإعدام


إغتيال السادات في أكتوبر 1981
وجاء دور السادات الذي أخرجهم من السجون وفتح لهم الشركات ويسر لهم المشاريع،وبث الحياة بتنظيماتهم وهيكلة بنيانها من جديد، بأقوى مما كانت


نجحت عملية إغتيال السادات ووقفت أمريكا تتفرج على 

المشهد المأسوي الذي صنعته ،وتم قتل السادات فقط ،و فشلت 


العمليات الأخرى التى كان مقررا لها أن تتم بالمواكبة معها 


بإسقاط النطام كله  , وتساقط أعضاء و قادة التنظيم المسلح ، 


الواحد تلو الأخر و كان سهلا على الأمن أن يجهز على التنظيم 


في أسابيع محدودة بمجرد أن أمسك بطرف أول خيط بسبب


 الضعف


الشديد في الإجراءات الأمنية لدى التنظيم


موقف الجماعات الإسلامية بعد نجاح عملية قتل الرئيس السادات



و لم يكن قادة الجماعة الإسلامية  بالصعيد على علم بالهزائم التى يلقاها حلفاؤهم من قادة الجهاد فى القاهرة و سائر محافظات مصر خارج الصعيد بسبب إنقطاع الإتصال بين حلقة وصلهم (أسامة حافظ) و بين قادة الجهاد بمصر, و من ثم أصاب صقورهم (كرم زهدى و على الشريف) نوبة من الحماس الشديد إثر سماعهم بخبر نجاح عملية إغتيال السادات من وسائل الإعلام, و مارس كرم زهدى وعلى الشريف إرهابا فكريا و كلاميا على بقية أعضاء مجلس الشورى لإرغامهم على الموافقة على القيام بأحداث أسيوط المشهورة في فجر أول أيام عيد الأضحى حيث هاجموا مديرية أمن أسيوط و مراكز الشرطة و فرق الأمن (الأمن الداخلى) وإنهارت منظومة الشرطة مما دعى لتدخل قوات المظلات و الكوماندوز التابعين للجيش و تخليص المدينة من سيطرة الجماعة الإسلامية و القبض على قادة و أعضاء الجماعة الإسلامية خلال ثلاثة أيام من الصدام 

المسلح ولم يعلم عبود الزمر وقادة الجهاد بأمر أحداث إلا من إذاعة مونت كارلو


الإجتماع في السجن

و هكذا إجتمع جميع قادة الجهاد و الجماعة الإسلامية مرة أخرى لكن كان مقر الإجتماع هذه المرة في السجن و كان معهم معظم أعضاء الجماعتين ودخلوا في دوامة التحقيقات والمحاكمات وجدوا أنفسهم بدون السلطة التي كانوا يحلمون بها وسفكوا الدماء من أجلها 

إنتهاء عصرالرئيس السادات بخطة محكمة لتدمير وطننا العربي وعالمنا الإسلامي

الوطن العربي والعالم الإسلامي لعبة بيد راعية الشر  

وهنا لانستطيع أن نترك رئاسة الرئيس السادات  وإنجازه الأخير في مسيرته ،قبل أن نتطرق الى الخطة الجهنمية التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبحت منبعاً ومصباً للمجاهديين الذي أغرقوا مصر والجزائر بموجة الإرهاب والتطرف ووقفت الولايات المتحده محركة الشر تتفرج على الدماء التي أهدرت تحت ستار الجهادالإسلامي والإسلام منه براء

وكانت الآية  26في القرآن الكريم من (سورة نوح )قد جرى 

ترتيبها وتفسيرها، بحيث 


تبيح لهم قتل الأطفال والنساء بل وذبحهم،


بسم الله الرحمن الرحيم


وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ



 تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (صدق الله العظيم)



وسوف أحاول أن أحدد تفصيلات ما جرى كما جاء في كتاب هيكل (من نيويورك الى 

كابول) والذي إستند  فيه بهذا الفصل بالذات الى ثلاثة مصادر1-كتاب طالبان للصحفي 


الباكستاني "احمدرشيد" وأعيد طبعه ثلاث مرات2- كتاب الحروب الغير مقدسة 


للصحفي الأمريكي المخضرم "جون كولي"و3- كتاب "غسيل الواقع"


وقد ألفه إثنان من نجوم التحقيق بالعمق الأول هو"الكسندركوكبيرن"والثاني "جيفري 

سان كلير"


إنتقام الولايات المتحدة من الإتحاد السوفييتي بإستخدام 


المجاهدين وحكومات الغفلة


أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تشدد الحصار على الإتحاد السوفييتي وتسبب له الإرباك وترد له الصاع صاعين ،وفي مستقر الضمير الأمريكي هزيمتها الشنيعة في فيتنام التي كان للإتحاد السوفيتي الدور المعروف فيها
العناصر التي إستخدمتها أمريكا لإنجاز الخطة
وهنا إستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة عناصر لإنجاز هذه الخطة وأولها

 مصر

  السعودية

 و باكستان

ولكل عنصر من هذه العناصر مدخله ونقاط ضعفه التي تعرفها أمريكا جيدا

 فبدأت من اللاعب  الأول الرئيس السادات

برجنسكي يباشر الخطة

 إذ طار" زبجنيو برجنسكي" مستشار الرئيس الأمريكي جيمي كارترلشؤون الأمن القومي ومهندس الخطة الى مصر يوم 3 يناير 1980 عارضاً على السادات دعوة الولايات المتحدة مصر للمشاركة في الجهاد الإسلامي وتحرير أفغانستان من إحتلال الإتحاد السوفييتي لإنه لايصح ترك شعارات الإسلام العظيمة يحتكرها الخميني والإسلام الشيعي، ثم موقفه أمام العالم العربي، الذي يتهم السادات بالتفريط بفلسطين وكما سيهيئ له العالم الإسلامي الذ ي هو أوسع من العالم العربي، كما إنهم سيشترون منه السلاح السوفييتي الذي لا لزوم له الآن ،كما إن مصر هي موطن جماعة الإخوان المسلمين التي تفرعت منها جماعات إسلامية عاملة في باكستان وأفغانستان ،و مصر هي موطن الأزهر وكسياسي فهو يحتفظ بعلاقات طيبة مع زعماء الإخوان المسلمين 
وسوف يعمل الجهاد على جمع هذه العناصر لنصرة الإسلام

وسوف لن تتكلف مصر مادياً بل بالعكس سيشترى منها السلاح السوفييتي فهنا يجتمع الجهاد مع المنفعة وسيتم إنشاء صندوق مالي مقره جنيف لتمويل العملية تشترك فيه أمريكا والسعودية ، ومشاركة مصر في الجهاد الإسلامي سيساعد الرئيس كارتر للرد 
على دعاية بيجن بإن مصر ليست صديقة للإمريكان إلا بقدر موقفها من إسرائيل

اللاعب الثاني المملكة العربية السعودية

وخرج بريجنسكي من مصر الى السعودية موطن الدين والمال حاملاً تكليفاً من السادات، بالإضافة الى تكليف كارتر ،بإن السادات جاهز للعمل معهم (اليوم قبل الغد)في عمل جهادي ضد الإلحاد
وفي 5 يناير 1980 كان برجينسكي في السعودية وأبدى الأمير فهد ولي العهد رضاه عندما سمع بأن السادات تعهد بوضع ثقل مصر بكامله وراء السعودية في ساحة الجهاد ولم يكن الأمير فهد يريد أن تدفع السعودية المال فقط بل أن تكون إدارة الجهاد في المملكة وهذا ما يفضله أمراء الجهاد الأفغان ومن غرائب ما حدث أن زعماء القبائل والمليشيات الذي إعتمدوا قادة للجهاد إقترح أحد خبراء وكالة المخابرات المركزية  الأمركية ،بأن يفتح باب الكعبة ويدخل الرجل الى قدس الأقداس فيؤدي الصلاة أمام كل جدار من جدران الكعبة وقدوقع ترسيمه أميراً للجهاد ضد الإلحاد(رواية عميد الصحفيين الباكستانيين)ودخول مصر يعطي زخماً كبيرا لتشجيع الدول الإسلامية لتدخل للجهاد

اللاعب الثالث باكستان

أما باكستان فسوف تكون الممون اللوجستي للعمليات وستكون مطاراتها وتجهيزاتها 

ورجالها  مستعدة للتدفق للجهاد

إنطلاق حملة الجهاد في أفغانستان

كارتر رئيس الشركة القابضة يعلن إنطلاق الحملة


الكارثة الثانية ،التي رتبها الفلاح الماكر،كارتر للرئيس السادات ،بعد الكارثة  الأولى 


بإتفاق كامب ديفيد المشؤوم   هو توريطه بحرب أفغانستان




وأعلن إنطلاق الحملة من رئيس الشركة القابضة،عبر القارات ،الذي يتزعم العالم ،

 الفلاح الطيب الذي يرتدي مسوح السلام والحرية، وهو يضمر الشر لنا والخير 


لإسرائيل*، رئيس أمريكا جيمي كارتر الذي أساء الى السادات إساءة بالغةوأدخله في 


متاهة كامب ديفيد وزين له القبول بالتنازلات لإسرائيل ليساعده هذا على إعادة إنتخابه 


لمدة ثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية


 وهنا غضب وزير خارجية مصر محمد إبراهيم كامل (غضبة 

الحر الذي لايقبل الضيم) 


و الذي كان مع السادات (لماذا نضحي بأوطاننا لنعيد إنتخاب 


كارترمرة أخرى فليذهب 


الى الجحيم )

لم يعاد إنتخاب كارتر وقتل السادات

ومضى السادات في الشوط الى النهاية ومن المفارقات العجيبة  في دنيا السياسة بأنه رغم كل ذلك لم يعاد إنتخاب كارتر،وقتل السادات ، وإستعد كارترقبل أن يغادر رئاسته المشؤومة ليدخل السادات ، في كارثةأخرى وبأخطرالمهام التي جلبت الخراب لبلاده والأمة كلها وبالأخص مصر والجزائروهي الجهاد في أفغانستان

*رأيت كارتر يصول ويجول في المحروسة بعد ثورة 25

 ينايروالإعلام يهلل له فتيقنت بإننا لا نعرف تاريخنا وليس لنا 


مقياس يحدد إتجاهاتنا وتقيمنا للإشخاص والأدوار


الرئيس السادات يعلن مناصرة الجهاد

وكما يذكر هيكل

وفي يناير 1980 كان الممثل الكامن في أعماق السادات قد سيطر


 على مواقفه وخرج يعلن وقد أغمض عينينه خشوعاً بإنه


 سيناصر الجهادوأعطى  إذناً بإستعمال مطار قنا العسكري قاعدة للتخزين والتشوين وكانت طائرات الشحن الأمريكية تهبط في هذا المطار كل مساء ويجري تحميلها بالإسلحة والذخائر،لتطير الى المطارات العسكرية الباكستانية وأفرغت كل المخازن المصرية من السلاح معضها موجود والبعض جرى تصنيعه في مصنع بحلوان و أنتج الرشاشات سوفيتية التصميم وكانت الحركة تتدفق بين المطارين


راعية الجهاد تبيع الى صندوق الجهاد ويبيعها المجاهدين الى إيران


باعت أمريكا الى صندوق المجاهدين 900 صاروخ وراجت إشاعات بأن هذه الصواريخ قد عرضت على إيران لشرائها وسارعت أمريكا تشتري من رجال الجهاد ما وصل الى أيديهم منها


وأعلن السادات بما يمكن إعتباره قرارا رسمياً بدخول الحرب لتحرير أفغانستان وهذا أبسط واجب نقدمه لإخواننا في الإسلام

إسرائيل تأخذ حصتها من الجهاد


ومن الغريب في واجب نؤديه الى إخواننا في الإسلام بأن إسرائيل إستعدت لكي تؤدي  الواجب تجاه إخواننا في الإسلام وعرضت إستعدادها لبيع كمية من السلاح السوفيتي كانت بحوزتها وقبضت الثمن من الصندوق المشترك لدعم الجهاد الإسلامي



ريجان رئيس للولايات  المتحدة الأمريكية

ولم تدفع أمريكا حصتها من الصندوق في آخررئاسة كارتر ودفعتها السعودية وأكثرمن حصتهاوجاء
الممثل ريجان ليلعب أخطر أدواره ليس على الشاشة الفضية ولكن على شاشة الوطن العربي المنكوب

ممثل الأدوار الثانوية يحتل المركز الأول في العالم

ريجان رئيساً لإمريكا


 بعدأن فاز ريجان على كارتر ووقع في غرام العملية وإمتزج في ذهنه كممثل من الدرجة الثانية خيال الأولوية مع رئاسة أكبر دولة في العالم ، بإنه يؤدي دوراً في الإستوديو ،وكان الكومبارس هم الشباب البرئ الذي زج في هذا المستنقع ،وأما المطبليين فهم السادات والسعودية وباكستان وخلفهم

 مئات المنتفعين وقد تدفق المتطوعون ورتبت إقامتهم في السعودية لتمكنهم من السفر الى بيشاور

المجاهدون يتدفقون وهم لا يعلمون بأنهم أداة أمريكا للإقتصاص من الإتحاد السوفيتي

الشيخ عمر عبد الرحمن يعلن الجهاد في أفغانستان

الشيخ عمر عبد الرحمن يحصل على الجرين كارت لجهاده في أفغانستان

وبين سنة 1984 الى 1987 قام المتطوعون من الشباب المصري والسعودي والجزائري والسوري والسوداني والفلسطيني ، بعمليات الهجوم وترتيب الكمائن وبث الألغام ضد القوات السوفيتية ، ولكن جزءاً من هذه العمليات لم يكن جهاداً خالصاً وعند نجاح هذه العمليات فكر المجاهدون لمصيرهم عند إنتهاء القتال وتسائلوا عن مستقبلهم وعند تأخر الرد توقفوا عن الجهاد حتى حضر إليهم مندوب رسمي من المخابرات المركزية الأمريكية ، وأعلن أمامهم بإسم حكومته إن هناك 2000 موافقة على منح الجنسية الأمريكية بكل إمتيازاتها لأكفأ العناصر في تأدية مهام الجهاد،وسوف يسلمهم كدفعة أولى بطاقات الجرين جارد للأكثر كفاءة من المجاهدين ومن المفارقات إن واحداً ممن حصلوا عليها كان الشيخ عمر عبد الرحمن مفتي جماعات الجهاد المصرية،الذي علا صوته في بيشاوريحرض على الجهاد وهذا الشيخ الضرير مسجون الآن في أمريكا الى الأبد*

*عند إنتخاب الدكتورمرسي رئيسا للجمهورية ومن منصة التحريروجه كلامه الى عائلة الشيخ الضريروكانوا متواجدين مع جموع الإخوان ، وبشرهم بإن يوم الفرج عن عمر عبد الرحمن سيكون قريباًفردت أمريكا بإن هذا الإفراج غير ممكن لإنه خاضع للقوانين الأمريكية


تكلفة الحرب الباهظة وماذا عملت أمريكا لتتخلص من أعبائها ونحن نقدم أبنائنا قرباناً لراعية الإرهاب في العالم



ريجان يتاجر بالمخدرات


وشعر ريجان بأن التكلفة لهذه الحرب باهظة وجاءت له النصيحة لتوفير المال اللازم من رئيس المخابرات الفرنسية ذائع الصيت الكونت "ألكسندر دي ميرانش "بأن لايتم حرق المخدرات التي تصادرها هيئة مكافحة الإدمان والأفضل أن يتم بيعها ،ومتساءلاً لماذا تحرقونها ولاتبيعونها في الأسواق العالمية ومن عائدها يدفع نصيب أمريكا من الصندوق أو تحاولوا دسها لجنود الإتحاد السوفيتي لتردوا لهم ما عملوا معكم في فيتنام


الرئيس الفنان ريجان ممثل الأدوار الثانوية يدخل في لعبة 


المخدرات


فرحب الرئيس الفنان بهذه الفكرة العظيمة والذي نعرفه بإن رهافة إحساس الفنان لا تتفق وهذا الإنحطاط الرخيص
 بأن يضحوا بشعوب العالم وأمنها، لكي تنتصر الولايات المتحدة ،التي خدعت العالم بإنها زعيمة العالم الحر ،وقد نكس تمثال الحرية رأسه خجلا،وتسائل اين الآباء المؤسسون ليروا من يحكم الولايات المتحدة الأمريكية ؟


 وهكذا إجتمع حماة حقوق الإنسان ليقرروا مصير مئات الشباب المغرر به وليهدموا ما تبقى من آدمية الشعوب العربية والإسلامية


المجاهدين يستعدون بالفتاوي لترويج المخدرات


ولم تكن المخدرات بعيده عن جماعة المجاهدين وإستعدوا بفتاوي حتى يزداد إنتاجها وأصبحت زراعة الخشخاش وتقطيرالأفيون الشغل الشاغل لزعماء الجهاد ومن ليس له أرضا ولا زرعاًأمسك بمدخل طريق يأخذ رسوماً على المرور
وتدفقت الأموال وحققت لإصحابها في السعودية ولبنان والأردن والمغرب ومصر ثروات هائلة وسارع رجال أعمال الى اوروبا الشرقية لشراء سلاح وتوريده الى المجاهدين، وأستشعر مجتمع القاهرة بأن ممثل أمريكا في الصرف على العملية وبيده كل شئ هو موازي لمنصب المعتمد الأمريكي 

وتكلف الجهاد  مبالغ خرافية إذ يقدر


 أحمد رشيد التكلفة أكثر من 45 مليار دولار


المجاهدين العرب ضد الإلحاد

خمسة آلاف الى سبعة آلاف مصري يجاهدون في أفغانستان


وعلى طول سنوات الجهاد ضد الإلحاد وصل عدد المتطوعين العرب الى بضع عشرات من الآلاف منهم من خمسة ألاف الى سبعة آلاف مصري رمتهم مقاديرهم الى جبال أفغانستان ورجعوا مع شحنات  العنف والأرهاب وأذاقوا بلادهم صنوف الويل والعذاب ، وهذا هو عين ما أرادته أمريكا

أمريكا تشد الرحال وتترك المجاهدين لقدرهم

راعية الإرهاب تتخلى عن المجاهدين


 وفي نفس اليوم الذي خرج فيه الجيش السوفيتي من أفغانستان      ،شدت أمريكا الرحال وتركت مقراتها فارغة  فهي غير مستعدة لتحمل ضريبة التعمير الذي كان وهماً روجته لتخدع الشعوب المنكوبة وتركت الخراب والدمار لإهله يتصرفون فيه

وخلى المسرح من السادات بقتله وكارتربفوز ريجان للرئاسة

وبقت السعودية وباكستان لإكمال المشوارفأنشأت السعودية المدارس الشرعية التي أصبحت مكاناً ،لمن  تريدأن تسرب إليه ،غير المرغوب بهم ، وجاء دور طالبان ،لتُستكمل حلقة الخراب ،التي عمت الأمة كلها

المدارس الشرعية

تعرضت الأمة العربية على إمتداد تاريخها لويلات وصراعات وتحالفات بشكل مكشوف أو مستتردفعت فيه الثمن غالياً وسلم الغرب من بريطانيا وفرنسا الراية لإمريكاوأصبحوا تابعين وخدماً لهاوذلك ، لترسيخ مصالحها وأهدافها وفق مخططات مدروسة خسرت فيها الأمة ثرواتها وشبابها وجاء الدور الذي لعبت فيه أمريكا دور اللاعب الرئيسي ومعها حكام العرب في أفغانستان

وكما أسلفنا إنسحبت أمريكا فوراً من أفغانستان وتركت الخراب والدمار لإهله يتصرفون 

فيه ولم تستطع السعودية وباكستان الإنسحاب لإن التوغل في أفغانستان كان عميقاً
جيش من  الطلاب مستعدين للجهاد في سبيل الإسلام ومعرفتهم بالدين هي ما تلقوه في المدارس الشرعية التى إلتحقوا بها في قرى باكستان وفي معسكرات اللاجئين وفي مدارس قندهار الموصولة بالمقاطعة الغربية لباكستان وعاصمتها بيشاور وكانت أفغانستان في حاجة الى الخلاص وكانت طالبان،مستعدة تحت قيادة
التعاون بين باكستان والسعودية

 وهنا عهد في كلا البلدين ، الى مسؤول يتولى التوجيه السياسي ،وهما الجنرال حميد غول
 رئيس المخابرات العسكرية الباكستانيةوالأمير تركي بن فيصل رئيس المخابرات السعودية

ونشطت كل منهما وحسب غايته ومصالحه ،على إنشاء المدارس الشرعية ،وهي أقرب الى الكتاتيب يدخلها الصبيان من سن الخامسة الى سن الخامسة عشر وفيها يتعلمون القرآن وهم لايعرفون لغته ،وهنا تجيئهم التفسيرات كل حسب هواه ، ويعبئون بحمية الجهاد وكان أصل هذه المدارس قد نشأ بعد 
تقسيم الهند وعقب موجات الهجرة الإسلامية نحو باكستان

وكان لدخول السعودية شريكاً في المدارس الشرعية قد ساعد على وصول عددها الى 28 الف مدرسة  جلبت المنفعة للسعودية إذ كانت مجالاً لخروج عناصر متشددة من السعودية وإرسالهم الى هناك ليمارسوا تشددهم كما يريدون ولكن بعيداً عن المملكة

أما الجيش الباكستاني فرأى في المدارس فرصة ليتحول شباب المدارس الى مجاهدين في كشمير ضد الهند

وهنا ظهرت على الساحة

حركة طالبان
مدرس شرعي سابق هو الملا عمر، ومع الملا عمرجمع من رفاقه وكلهم متشددين ومجاهدين ومتطهرين
وأخذت طالبان تتقدم في أفغانستان ولإن أجواء طالبان بشتونية فإن دخولها قندهار جرى سهلاًوبعد إنحلال جماعات الجهاد السابقة ،أنفتحت أمامها ولايات (الهازارا) 
وولايات الشمال (الأوزبك والطاجيك)

  
الملا عمر

المجاهد ذي التحصيل الدراسي البسيط 


ولد الملا محمد عمر في مدينة ترنكوت عاصمة ولاية أورزغان عام 1954، وقد مات والده وهو صغير وكان عليه إعالة أسرته.وكان ضخم الجسم ذو لحية كثيفة وكان شيخ القرية قبل الانضمام إلى المجاهدين وقتال الاحتلال السوفياتي، ولايزال وقتها طالبا لم يكمل دراسته، فقدراته العلمية متواضعة وقدراته في مخاطبة الجماهير ضعيفة، ولذلك ليس له خطب جماهيرية ولا مقابلات صحفية وليست لديه خبرة سابقة في المجال السياسي والتنظيمي.


وقد أمضى محمد عمر فترة الجهاد ضد القوات الروسية قائداً لمجموعة مسلحة في جبهة القائد ملا نيك محمد التابعة للجمعية الإسلامية (يتزعمها برهان الدين رباني) بولاية قندهار، وجرح في الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي من عام 1989-1992 وفقد عينه اليمنى، وانتقل من منظمة إلى منظمة حتى استقر آخر الأمر قبل ظهور حركة طالبان في "حركة الانقلاب الإسلامي" التي يتزعمها مولوي محمد نبي.
وبعد دخول المجاهدين إلى كابل أراد الملا عمر أن يكمل دراسته في مدرسة ،بمنطقة سنج سار بمديرية ميوند بولاية قندهار،ولم تسمح الضروف بهذا ، ومن هناك بدأ التفكير في محاربة الفساد والقضاء على المنكرات في تلك المنطقة، فجمع طلاب المدارس الدينية والحلقات لهذا الغرض في صيف عام 1994 وبدؤوا العمل بمساعدة بعض التجار والقادة الميدانيين.
واختارته حركة طالبان أميراً لها في أغسطس/آب 1994، وبعد وصول طالبان إلى مشارف كابل عقد اجتماعاً عاماً للعلماء شارك فيه حوالي 1500 شخص واستمر من 31/3 وحتى 3/4/1996


الملا يصبح أميراً للمؤمنين


وانتخب بالإجماع أميراً لحركة طالبان رسمياً ولقب بـ أمير المؤمنين ومنذ ذلك اليوم تعتبره الحركة أميراً شرعياً لها، له في نظر أتباعها

.  جميع حقوق الخليفة، فلا يجوز مخالفة أمره، وهذا ما أعطاه صبغة دينية، وقد حجبوه عن أنظار عامة الناس ليحافظوا على هيبته بين العامة وليخفوا جوانب ضعفه، لذلك فهو لم يكن يشارك في الاجتماعات العامة.
الملا الحاكم الحقيقي لإفغانستان
القرارات تصدر بتوقيعه
كان الملا عمرالحاكم الحقيقي لأفغانستان حيث صدرت جميع القرارات المهمة بتوقيعه، وكان يدير أمور حركة طالبان وأمور الحكومة في كابل والولايات عن طريق الهاتف واللاسلكي من قندهار، وكان يقول إنه سينتقل إلى كابل بعد إتمام طالبان سيطرتهم على شمال أفغانستان. ولا يعرف منذ هزيمة طالبان وسيطرة تحالف الشمال على أفغانستان مكان اختباء الملا عمر وإن كان يعتقد وجوده في منطقة القبائل الباكستانية

التحالف بين أمريكا وطالبان

إستخدمت أمريكا حركة طالبان، للقضاء على الإتحاد السوفيتي، وأستقبل الرئيس الأمريكي ريجان، وفداً من حركة طالبان في البيت الأبيض، ورحب بهم بإعتبارهم ثواراً،وعند تحقيق أمريكا لمصلحتها بإستخدامهم وكافة الأطراف التي ذكرناها،تركتهم مع من تركت ليتقاتلوا فيما بينهم، وبعد أحداث 11 سبتمبر،أعتبرت أمريكا طالبان حركة إرهابية*
*مهما عمل وخطط الإميركان لتحطيم أوطاننا وإتخاذنا لعبة لتحقيق مصالحها ولكننا لانتعظ ولا نتعلم الدرس ونسير مغمضي العين بمجرد إشارة منها  

*وكمثال على إمراء الجهاد يكتب أحمد رشيد(عميد الصحفيين في باكستان) في كتابه طالبان ما يلي:-

القتل هرساً

وصل الى لقاء مع الجنرال عبد الرشيد دوستم في عاصمته مزار شريف في 1993 ولفت نظره إن حائط الجدران ملطخ بالدم ولا حظ وجود بقايا عظام ،دعته الى سؤال مرافقه وكان الرد (إن جندياً أتهم بالعصيان وحكم عليه الجنرال دوستم بالإعدام هَرساًوكان أحمد رشيد قد سمع عن الإعدام شنقاً ورمياً بالرصاص ولكنه لم يسمع بالإعدام هرساً وجاءه الشرح

وضعناه أمام دبابة تمر فوقه جيئة وذهاباً حتى نتأكد أن لحمه قد هُرس

وكان الجنرال دوستم موالياً للشيوعية وحليفاً للإتحاد السوفيتي ،وسنداً لحكومة نجيب الله وظل كذلك في الثمانينات ،وفجأة إنقلب على الحلفاء ووصل الى صدام بالدبابات خسر فيه دوستم وخرج من أفغانستان،ثم عاد إليها حليفاً للإمريكان ووصل مقاتليه البالغ عددهم 40000 مقاتل الى قندهار وهو بطل مذابح رهيبة ومن أكبر تجار المخدرات وهو نموذج لقادة حولتهم القوى وحروبها الى تجار في الأرواح والسلاح والأفيون وكان هؤلاء هم ابطال الكابوس الذي عاشته أفغانستان ما بين 1979 وحتى 1992

طالبان والدولة

من المعروف إن طلاب المدارس الشرعية لا يعرفون وطناً ينتمون إليه فمعظمهم من معسكرات لا جئين
ترسخت هويتهم فيما تلقوه من شيوخ مدارسهم وفي غيبة الإنتماء والهوية فإن فكرة الوطن أصبحت بلا حدود ،وكذلك لم يختلطوا بالجنس الآخر فقد عاشوا بلا أم ولا زوجة ولا أخت ولا صديقة فالمرأة جارية محجوبة لسيدها بالإضافة بإن الثواب يكون في الأخرة فتشكلت روؤيتهم بموجب ذلك

كانت المملكة العربية السعودية تواصل مساعداتها المالية لكن العبأ راح يزيد وأسعار البترول تتراجع وكان على طالبان أن تبحث عن موارد تكون بديلاً إذا إقتضى الأمر ،وأمام الإحتياج الى المال

 أصدر أمير المؤمنين فتوى من أغرب ما صدر عن المجتهدين في التاريخ قديماً وحديثاً


أفيون الكفار وحشيش المؤمنين

زراعة الأفيون وتجارته مباحة شرعاً وتقع زراعته وصناعته بهدف التصدير ،وينزل ضرره على غير المؤمنين وأما زراعة الحشيش وتجارته فهي محرمة شرعا  لإنه يستهلك محليا ولذلك ينزل ضرره على المؤمنين

ويستمر ظهور المجاهدين بالتوالي


وهنا جاء دور بن لادن لتصدر مسرح العمليات

أسامة بن لادن

وكما هو معروف فأسامة بن لادن شاب من اسرة سعودية عملت في مجال المقاولات وحققت ثراءا لا حدود له وكان قد إتصل بعمليات المجاهدين الأولى في أفغانستان ،وأصبح مكتبه هناك لتمويل النشاط الجهادي ضد الإلحاد ،وكان صديقاً مقرباً للإميرتركي بن فيصل رئيس المخابرات السعودية ، فأندمج مع أجواء الجهادفأصبح ممولاً وفاعلاً وقبل أن تبدأ مرحلة طالبان سافر الى أماكن عديدة من الصومال الى السودان واليمن
وبعدها رأى إن إمارة المؤمنين في أفغانستان هو أنسب ملاذ لديه للتخلص من المطاردة *وأصبح مرافقا للملا  عمرمفتياً وممولاً وقدم لها مايزيد على مائة مليون دولار فأصبحت أفغانستان منطقة جذب لجماعات إسلامية إصولية مطاردة في أوطانها ومنها جماعة

 الجهاد المصرية


و هنا إجتمع بن لادن مع جماعة الجهاد المصرية في الإمارة التي تظن إنها حاربت الإلحاد بقيادة الولايات المتحدة وتخطيطها وهم في الحقيقة قد أزاحوا الإتحاد السوفييتي من طريقها وأنتقموا لها هزيمتها في فيتنام ولم ينفعوا الإسلام في شئ بل بالعكس ذاق الأبرياء من جهادهم مر العذاب

 ومن ثم إنقلبت طالبان لتحارب الكفر وأصبحت حرباً على العالم الإسلامي كله وغالبية أهله لا يعترفون بتفسير طالبان لروحه وشريعته ونصوصه**

أسد الإسلام

*سمي أسامة بن لادن أسد الإسلام حينما عاد الى بلاده بعد تحرير أفغانستان ،ومن ثم صرح بإنه لايجوز تمكين الأمريكان من البلاد بل يجب إخراجهم منها فلم يوافقوه وأنقلبوا عليه فخرج كالمطرود من السعودية الى السودان لإنه يحكم بشريعة الإسلام وجاء الى السودان وهو يملك أكثر من بنوكها

** لم يرى الإسلام نظاماً ابشع من طالبان من إحتقار للروح الإنسانيةوالحط من شأن المرأة  وتفصيل الفتاوي ، وإعتماد القتل والتعذيب ، ليس لمخالفيهم فقط، ولكن لمن يخطئ ،أو حتى يسهو من جماعتهم

ماذا عمل أمراء الجهاد في بلادهم وفي بلاد العرب والمسلمين

بعد الإنسحاب السوفيتي من أفغانستان في 1988* و المجازر الرهيبة التي حدثت بالإساءة الى الإنسان العربي والمسلم وتشويه معاني الدين وتسخير المخدرات في الجهاد وسيطرة طالبان دخل العالم كله في دوامة الإرهاب وكان الضحية التي قدمت قرباناً للولايات المتحدة هي شعوبنا المنكوبة

*الإحتلال السوفيتي لإفغانستان 

بدأ في 1979 


وبدء إنطلاق الحملة ضد الإلحاد كما ذكرنا في 1980


وكان الإنسحاب السوفييتي في 1988



وسقوط الحكم الشيوعي بقيادة نجيب الله كان في 1992 


وأخيراً طالبان


لتدور الدنيا بعد تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر 2001 وأخذت الولايات المتحدة وهي في قمةإنكسارها منذ موقعة بيرل هاربور تبحث عن الضحية لتستعيد هيبتها التي تبخرت مع انفجارات البرجين وبدأت حربها ضد طالبان في أفغانستان فإذا حلفاء الأمس قد أصبحوا ألد الأعداء ثم كانت الكارثة 


إحتلال العراق لرد هيبة راعية الحريات المزعومة


وإستغلت كره العراقيين لصدام حسين وحلم الخلاص من جبروته لإحتلال بلادهم وتحطيمها وبث الفرقة الطائفية في صفوف أهلها  وسار العراقيين مغمضي العين ، ينفذون مخططها ولا تزال الفتنة مشتعلة ليومنا هذا ودولة الغدر تتفرج علينا كل هذا لرد هيبتها بعد تفجير البرجين وسيبقى عار سجن أبو غريب وصمة في جبينها يلاحقها ويسخر من رعايتها للحريات المزعومة،وبثها للفرقة الطائفية التي لم يعرف العراق بشاعتها ،على مدى تاريخه ،وإستغلت المتطرفين شيعة وسنة، ومعهم أصحاب المصالح والمغيبين، فتقاتل السنة والشيعة ،وأسيلت الدماء البريئة، ولو تمعنا قليلاً لنرى الحقيقة جلية وواضحة ، فالذي يجري ليس إقتتالاً طائفياً ،ولكنه سياسي بإمتياز،تراق فيه دماء الأبرياء  وصراع على السلطةوالأموال،وتحويلها الى بنوك أمريكا والغرب وهذا ما تريده أمريكا تماماً


المرشد الثالث عمر التلمساني يدخل السجن


وقبل أن ننهي حكم الرئيس السادات ولا بد أن نشير الى إعتقالات سبتمبر التي ضمت 


أكثر من الف وخمسمائة شخصية تمثل رموز المجتمع المصري وكان المرشد الثالث 


عمر التلمساني واحداً منهم


كما وننهي الفصل الرابع من تاريخ الإخوان بإنتهاء حكم الرئيس 


السادات بمقتله 


وإستمرار الجمهورية الثانية، ومسيرة الإخوان، بحكم الرئيس 


حسني مبارك ،الموظف 


الملتزم الذي أصبح رئيساً للشقيقة الكبرى، وهو مع شديد 


الأسف، لايدرك قيمتها


ودورها وتفصيل ذلك في حينها





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق