الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الفصل الخامس تكملة الخلافة العباسية هارون الرشيد

الفصل الخامس 
الخليفة الخامس هارون الرشيدAron
170 -193 هج -763 م -809 م
ولد هارون الرشيد في مدينة الري وتوفي في مدينة طوس- خراسان(مشهد اليوم)
إمطري حيثما شءت فغيثك لي ولمملكتي(من الأقوال المشهورة التي تنسب الى هارون 
الرشيد وهو يخاطب الغيوم في السماء 
وهو أكثر الخلفاء العباسيين ذكرا في المصادر الأجنبية كالحوليات الألمانيةبإسم (ارون) وكذلك علاقته مع الإمبراطور شارلمان، أما في المصادر العربية فهوالخليفة الورع المتدين التي تسيل عبراته عند سماع الموعظة والمجاهد الذي أمضى معظم حكمه بجهاد وحج فسنة يحج وسنة يغزو وقد نقل عن أبي خلكان إن الرشيد حج لتسعة مرات ويصلي مائة ركعة في اليوم
وتصوره مصادر ثانية بإنه الخليفة الحذر الذي يبث جواسيسه بينمه الناس ليعرف إمورهم وأحوالهم ويطوف متنكراويعتبر عصره من العصور الذهبية في الإسلام

العلاقة مع الدولة البزنطية

وكانت العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية يغلب عليهاالصراع والحروب ولكن جرت مراسلات ومجاملات ومصالحات ومنها المصالحة مع الإمبراطورة ايرين ولكن خليفتها نقفور أخل بالإتفاق وأرسل الى الرشيد رسالة شديدة اللهجة أدت الى حرب ضروس بينهما فقد تحرك فورا جيش بقيادة القاسم بن هارون الرشيد ووالي الشام في جيش لمحاربة الروم ثم تبعه جيشا بقيادة الرشيد نفسه وفرضت على نقفور معاهدة قاسية وسقطت مدينة هرقلة بيد العرب
وهذا ما دار بينهما

بين هارون ونقفور
في سنة سبع وثمانين ومائة جاء للرشيد كتاب من ملك الروم نقفور بنقض الهدنة التي كانت عقدت بين المسلمين وبين الملكة ريني ملكة الروم وصورة الكتاب [من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيذق فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقاً بحمل أضعافه إليها، وذلك لضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها وإلا فالسيف بيننا وبينك] فلما قرأ الرشيد الكتاب استشاط غضبا حتى ما تمكن أحد أن ينظر إلى وجهه فضلاً أن يخاطبه وتفرق جلساؤه من الخوف واستعجم الرأي على الوزير فدعا الرشيد بدواة وكتب على ظهر كتابه بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه ثم سار ليومه فلم يزل حتى نزل مدينة هرقل وكانت غزوة مشهورة وفتحا مبينا فطلب نقفور الموادعة والتزم بخراج يحمله كل سنة
علاقة الرشيد بشارلمان
تطورت العلاقة بين هارون الرشيد وشارلمان الملك الفرنسي حفيد شارل مارتل الذي منحه الرشيد الوصاية على المقدسات المسيحية في الشرق الإسلامي التابع للدولة العباسية ومنحه لقب حامي قبر المسيح في القدس  ومن الجدير بالذكر إن شارلمان إنتصر على العرب في معركة (بواتييه) بلاط الشهداء ولكن شارلمان تلقى هزيمة كبيرة على يد العرب الأمويين في المنطقة إياها (جبال البرنس)
وجرت بين الرشيد وشارلمان مراسلات وتبودلت الهدايا ويقال بأن الرشيد قد أهداه فيلاً ويبدو في نظرالفرنجة حيواناً إسطورياً
كما وأهدى الرشيد الى شارلمان ساعة دقيقة الصنع لدرجة إن حاشينه نصحوه بالتخلص منها لإنها نوعاً من السحر
.
نكبة البرامكة
من هم البرامكة

البرامكة أسرة فارسية زرادشتية مجوسية ترجع اصولهم الى جدهم الاول برمك المجوسي الذي كان من سدنة بيت النار ودهاقينه ولا يذكر له اسلام، وتسميتهم باللغة الفارسية «برمكيان»، وكانت للبرامكة حظوة كبيرة ومكانة عالية في الدولة العباسية فقد كان يحيى بن خالد البرمكي مسؤولاً عن تربية الرشيد، اما زوجته فقد ارضعت الخليفة هارون الرشيد، وقد قام يحيى البرمكي على امر وزارة الرشيد، وقد فوضه الرشيد بكل الأمور، اما الفضل بن يحيى بن خالد فقد كان اخو الرشيد في الرضاعة ووكله على تربية ابنه الامين بن هارون الرشيد واخذ البيعة للأمين بولايه العهد، وكانت حجتهم في ذلك ان الامين هاشمي الابوين، وان ذلك لم يجتمع لغيره من خلفاء بني العباس، وكان يؤجج تلك الرغبة كرههم لآل برمك الفرس الزرادشتين الذين استأثروا بالرشيد ونالوا حظوة كبيرة ومكانة عالية لديه، وهكذا اصبح الامين ولياً للعهد وولاه الرشيد على بلاد الشام والعراق، وجعل ولايته تحت ادارة مربيه الفضل بن يحيى البرمكي.
اصبح الامين شاباً يافعاً وظهر نفوذ امه زبيدة التي باتت تنقم على البرامكة الفرس المجوس ما صاروا اليه من النفوذ والسلطان في بلاط الرشيد، وتسعى الى استقطاب العنصر العربي في مواجهة تصاعد النفوذ الفارسي ممثلاً في البرامكة، وتفاقم الصراع الذي اتخذ صورة قومية داخل البلاط العباسي بين العرب والفرس الزرادشتيين عندئذ بدأ البرامكة يعيدون النظر في مسألة ولاية العهد فاستخدموا نفوذهم واستغلوا قربهم من الرشيد ومنزلتهم عنده في ايجاد منافس للامين وامه زبيدة، فوجدوا بغيتهم في شخص المأمون الأخ الاكبر لاسيما وان امه فارسية واستطاع البرامكة بخبثهم ودناءتهم ان يقنعوا الرشيد بعقد البيعة لولده المأمون على ان تكون ولاية العهد له من بعد أخيه الامين
.
قد قال ابن خلدون في مقدمته ج 1 "وإنما نكب البرامكة ما كان من استبدادهم على الدولة، واحتجابهم أموال الجباية، حتى كان الرشيد يطلب اليسير من المال فلا يصل إليه، فغلبوه على أمره، وشاركوه في سلطانه، ولم يكن له معهم تصرف في أمور ملكه
شخصية هارون الرشيد كما دونها إبن خلدون
شخصيةَ هارون الرشيد لم تكن في واقعها الفعلي بهذه الصورة المشوَّهة التي عرَضها المغرِضون وذوو الأهواء، وقد ردَّ ابن خلدون في قوة على الذين اتهموا هارون الرشيد بالسُّكر والتهتُّك، وتساءل مستنكرًا: وأين هذا من حال الرشيدِ وقيامِه بما يجب لمنصب الخلافة من الدِّين والعدالة، وما كان عليه من صحابةِ العلماء والأولياء، وما كان عليه من العبادةِ والمحافظة على أوقات الصلوات، وشهودِ صلاة الصبح في وقتها

ويقول الدكتور عبدالجبار الجومرد في كتابه "هارون الرشيد"
إن الرشيد لم يكن غافلا عن أعمال البرامكة التي توجب محاسبتهم ولكنه أغمض عينيه فترة غير قصيرة وفاءا لخدماتهم وحرصاً على صفاء الجو بينه وبينهم وأملاً أن يعودوا الى رشدهم
ولكن أمر البرامكة تفاقم، وسلطانهم ظهر على سلطانه، والنعرة الفارسية والشعوبية تكالبت على قوميته، واستبد "يحيى بن خالد" بكل أمور الدولة، وتدخل "جعفر بن يحيى" في خاصة شؤونه، حتى أوقع بين وَلِيَّيْ عهده الأمين والمأمون، وغرس الحقد بينهما بما يهدد مستقبل الخلافة إذا تنازعا عليها، ومنع المال عن الرشيد بحجة المحافظة على أموال المسلمين، التي راح هو وجماعته يرتعون فيها بغير حساب، وبلغ الأمر إلى أن بات جعفر يحاسب الرشيد على تصرفاته، ولا يأبه إلى اعتراضاته، وقد كان الرشيد يعاني ضيقًا شديدًا من هذه التصرفات، ولكنه كان قوي الاحتمال، عظيم الصبر، واسع الحيلة، ومن أمهر الناس في التظاهر بالرضا وهو في أشد سورة غضبه إذا اقتضى الأمر ذلك، وكان ينفس عما في صدره بهمسات يهمس بها في آذان بعض خاصته، ولكن نبأ هذه الهمسات وصل إلى البرامكة، وتيقنوا منها أن الرجل ضاق ذرعًا بأعمالهم، وأنه قد تغير في السر عليهم، فبدل أن يعدلوا أمورهم ويسلكوا سبيل الإنصاف، عولوا على اتخاذ الحيطة لأنفسهم بما يحول دون تمكنه منهم، ويجعله - دائمًا - في قبضة أيديهم، فقام الفضل بن يحيى الذي عين سنة 178هــ واليًا على الجانب الشرقي للدولة باتخاذ "خراسان" مقرًّا لولايته، وكوَّن بها جيشًا عظيمًا من العجم، قوامه خمسمائة ألف جندي دون أخذ رأي الرشيد وسماه "العباسية"، وجعل ولاء هذا الجيش للبرامكة وحدهم، ولما علم الرشيد بذلك الحدث الخطير، استقدم الفضل إلى بغداد من غير أن يعزله، فحضر إليها ومعه فرقة من هذا الجيش عددها عشرون ألف جندي مسلح من الأعاجم، وقد ثارت الهواجس في نفس الرشيد من تكوين هذا الجيش، ولكنه استطاع أن يحبسهواجسه عن البرامكة وعن الناس، وراح يترقب أخبار هذه الفرقة الأعجمية التي سماها البرامكة بفرقة "الكرمينية"، والتي كان عليها أن تعود إلى موطنها بعد أن أدت واجبها في حراسة موكب الفضل بن يحيى من خطر الطريق، فوجد البرامكة يُنْزِلون هذه الفرقة في معسكر الرصافة؛ لتكون تحت إمرتهم في قلب بغداد، وبعد فترة قصيرة من إقامتها أخذوا عددًا من جنودها وأسكنوهم رحبة من رحاب قصر الخلد؛ ليكونوا حرسًا لشخص الرشيد وأسرته، وبذلك
يضعون مصير الرشيد والخلافة العباسية في قبضة أيديهم!

ذلك هو السبب المباشر لنكبتهم، فقد رأى الرشيد أنه أصبح أمام انقلاب مسلح وشيك الوقوع يطيح به وبدولته وبقوميته، وقد روى الجهشياري ص 211 قول جعفر البرمكي لأحد أخِصَّاء الرشيد على إثر عتاب وجهه إليه: ووالله لئن كلفنا الرشيد بما لا نحب، ليكونَنَّ وبالاً عليه سريعًا


لقد كان الخليفة الرشيد في قمة الإيمان والرجولة حين قرر في نفسه تحطيم هذا الانقلاب، كما كان بارع الذكاء في تدبير الخطة التي مزق بها جيش العباسية في خراسان، وإضعاف شوكة البرامكة فيها، دون إحداث ضجة تستفز الخصوم، وتُحدِث المشاكل، إلى أن جاءت الساعة الفاصلة في أمرهم

وروعي الكتمان في ذلك فأمر رجاله بالقبض عليهم وأستخدم عنصر المفاجأة حتى يلحق بهم بالضربة القاضية وفي ليلة السبت أول صفر 187 هج تم القبض عليهم وأعطى الأمان لمن آواهم ونصرهم وأخذ أموالهم وضياعهم وقتل جعفر على الجسر وسجن يحيي ويذكر إن يحيى قابل كل هذا بصمود وجلد  
والحديث عن الرشيد لا ينتهي ولايكفيه هذا البحث البسيط


ملاحظة

لم أدرج ما قيل عن علاقة العباسة بجعفر البرمكي وزواجه السري منها لإن ما قرئته لا يشير  الى هذه العلاقة سوى أقاويل فالعباسة إنسانة سيئة الحظ مع الرجال وقد نكبت عدة مرات بأزواجهاولم أطالع مصدرا موثوقا أدرج هذه العلاقة موثقة وقيل بأن البرامكة ومؤيديهم أشاعوا ذلك للنيل من مكانة الرشيد وفي نفس الوقت نفي ما قيل عن هذا الموضوع من الطرف الآخر

الوفاة في خراسان
سافر الرشيد الى خراسان لقمع الإضطرابات والتمرد التي قامت بقيادة الأموي رافع  بن الليث ولكنه كان في حالة صحية صعبة ولكنه أخفى مرضه ولم يلبث أن توفي في مشهد التي كانت تعرف بإسم طوس في خراسان عام 809 م وهكذا فقد أنشأ الرشيد دولة غنية وقوية ومزدهرة لم يكن لها مثيل في قوتها وثرائها وهيبتها
وسنحاول التعرف على


اللغة والشعر والنثر في عهد الخلافة العباسيةوأثرت أن 

أضعها مع عهد الخليفة هارون الرشيد لإهميتها


و يذكر طه حسين في كتابه (في الأدب الجاهلي )*إن الأدباء في العصر العباسي مثل الجاحظ ويعتبر أديباً مثقفاً وسائر الأدباء في بغداد والكوفة والبصرة كانوا أبان العصر العباسي يتقنون قديمهم من حديث وفقه ورواية ولغة و ادب وجديدهم ويتصفون في كثير من فنونه ويحسنون فلسفة اليونان وسياسة الفرس وحكمة الهند ولوعاش الجاحظ في هذا العصر لحاول إتقان الفلسفة الألمانية 
والفرنسية كما حاول في حياته إتقان فلسفة اليونان 
كتاب في الأدب الجاهلي كان إسمه في الشعر الجاهلي وغيره طه حسين الى في الأدب العربي وحذف من فقراته نظراً للهجمة التي 
 تعرض لها من شيوخ الأزهر 


يحتارالباحث من أين يبدأ وكيف ينتهي من بزوغ الرموز الأدبية والشعرية والثقافية في عهد الخلافة العباسية وإستمر ظهورها وقتا طويلاً  وحتى في زمن إفولها وسأحاول أن أدرج أهمهم
اللغة العربية وأفذاذها
الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري عربي من الأزد100 -175 هج-718-786 م
مؤسس علم العروض ومعلم سيبويه وواضع اول معجم للغة العربية وهومعجم (العين)
وشرح في علم العروض
  أوزان الشعر في خمسة عشر بحرًا ثم أضاف إليها الأخفش بحرًا واحدًا فظهر بذلك . وإن أبرز ما يميز الشعر العباسي تنوّع المواضيع التي طرحها، والتي شملت جميع أطياف المجتمع ومواضيعه، بل إن هذه المواضيع يمكن أن تشكل مرجعًا في دراسة الأحوال الاجتماعية والسياسية خلال مراحل الدولة العباسية المختلفة؛ فمن مدح الخلفاء خلال عهود القوة والذين قاموا بتقديم الدعم المالي للشعراء، إلى التذمر من ضنك العيش وفقر الحال واستشراء الفساد خلال عهود الضعف، كان الشعر دومًا أبرز الميادين التي تعكس حياة المجتمع، نظرًا لكونه العماد الرئيس للثقافة في العصر العباسي
ولقدشكل الفراهيدي حركات الإعراب شبه القياسيةفوضع واوا صغيرة فوق الحرف على إنها ضمة وألفاً صغيرة للتدليل على الفتحة وياء صغيرة للكسرة ووضع الية التدوين بتكرار الحرف مرتين والهمزة وهمزة الوصل كما نعرفها اليوم
علم العروض
وهو الذي أسس علم العروض اي علم أوزان الشعر كما أسلفنا
(في مدونتي عن ولادةبنت المستكفي والشاعر إبن زيدون ولمحاولة إبن زيدون أن يسترضي ولادة كتبت ما يلي متمثلة إبن زيدون
سيرسل لها قلب القصيد،سيغرف من بحوره ،وعروضه، فهل يسعفه وينجده -عين -القصيد وبحوره،أم -معجم الكتاب -وزهر تفاحه- أيهما أمضى سلاحاً العين أم الكتاب*(العين للخليل الفراهيدي والكتاب لسيبويه وإسم سيبيويه بالعربية زهر التفاح)(الفراهيدي 100-175 هجرية –سيبويه140 -180 هجريةوسيبويه هو تلميذ الفراهيدي)(خيال الكاتب)
سيبويه

 

-148- 180 هـ / 765م - 796م عمرو بن عثمان يُكنى أبو بشر، الملقب 
ولد في شيراز بإيران وقدم الى العراق(البصرة)وهو غلام نشأ فيا وتعلم وأشتهر هناك

سيبويه والكتاب
لم يكن النحو قبل سيبويه علماً ذا أبواب وإنما كان رسائل متفرقة ومتناثرة ثم جمعتها قاعدة إستطاع سيبويه أن يجمع القواعد النحوية ويرتبها ويعقد لها أبواباً وعناوين وكل مسألة ونظائرها وأعتبر كتابه أول كتاب في النحو وهو ما أطلق عليه (معجزة النحو) الذي لم يستطع غيره أن يأتي بمثله، وإن إحتوى على ما تعلمه من أستاذه الخليل الفراهيدي فتارة يصرح بإسمه وتارة يذكر سألته(اي سأل الخليل)
وإذا أردنا أن نستكمل شرح أركان اللغة العربية الذين تفردوا بعلمهم ليكتمل لنا المشهد فنرجع الى مؤسسها الأول
أبو الأسود الدؤلي
ولد أبو الأسود الدؤلي في القرن السابع الميلادي في الجزيرة العربية وأسلم قبل وفاة الرسول ثم دخل المدينة قبل أن يهاجر الى البصرة في خلافة عمر بن الخطاب وكان من مرافقي الإمام علي إبن أبي طالب وإليه ينسب تأسيس علم النحو  بوضع حركات الإعراب ووضعت النقاط على الحروف لتميزها وتم ذلك على يد تلميذي الدؤلي يحيى بن يعمر العدواني ونصر بن عاصم الليثي البصريين وحدث هذا في خلافة عبد الملك بن مروان
ومن النحويين العراقيين الكسائي- وسعد الرابية-والفراء- وثعلب- وأبي جعفر الرؤاسي – أبو عمرو علاء البصري –يونس بن حبيب – الأخفش الأكبر- قطرب -المبرد عبد الرحمن بن هرمز تلميذ الدؤلي الذي رحل الى المدينة ثم مصر وعلي الجمل الذي غادر الى المدينة



الشعر
جاء ذكر العراق قبل الإسلام* وأشهر من ذكره زهير إبن أبي سلمى(فتغلل لك ما لا تغل لإهلها قرى بالعراق من قفيز ودرهم ) وهذه إشارة الى كثرة الخير والغلال في العراق وإشتهار قراه بالغنى
*شعراء قبل الإسلام كتب عنها وحللها بكل معانيها ولهجاتها عميد الأدب العربي طه حسين معتبرا بإنها بعد الإسلام وليس قبله
الشعر ديوان العرب وقدسكن العرب العراق من عهود قبل الإسلام وكان في العراق مراكز شعرية قديمة فكانت الحيرة الدولة العراقيةالعربية مركزاثقافيا نبغ فيه الشعراء ثم جاءت الحضارة الإسلامية وقد إزدهر الشعر في العراق في العصر العباسي:
وكما يذكر طه حسين في كتابه في الأدب الجاهلي *إن الأدباء في العصر العباسي مثل الجاحظ ويعتبر أديباً مثقفاً وسائر الأدباء في بغداد والكوفة والبصرة كانوا أبان العصر العباسي يتقنون قديمهم من حديث وفقه ورواية ولغة و ادب وجديدهم ويتصفون في كثير من فنونه ويحسنون فلسفة اليونان وسياسة الفرس وحكمة الهند ولوعاش الجاحض في هذا العصر لحاول إتقان الفلسفة الألمانية 
والفرنسية 
كتاب في الأدب الجاهلي كان إسمه في الشعر الجاهلي وغيره طه حسين الى في الأدب العربي وحذف من فقراته نظراً للهجمة التي 
 تعرض لها من شيوخ الأزهر 


فأشتهرأبو العتاهية-أبوتمام –ابو العلاء المعري- أبن الرومي-البحتري-المتنبي-الشريف الرضي –علي ابن ابي الجهم- عباس بن الأحنف- ابو نؤاس-الموصلي-زرياب
وأخترت قريض ابونؤاس لطرافته وصراحته

قريض أبو نؤاس إبن هانيء( ولقد أطلق أمير الشعراء أحمد شوقي على مقر إقامته في القاهرة كرمة إبن هانيء تيمنا بأبي نؤاس)
145 -199 هجرية
762 -813 ميلادية
الحسن بن الهانئ عربي الأب فارسي الأم،وكان شديد الحساسية من ناحية أمه ويغطي على ذكراها، لإنها كانت تدير دارا للدعارة ، فكان يهرب من البيت وتدرجت حياته بكل أحداثها الى أن وصل الى دار الخلافة


دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي هي الداء
من كف ذات حر من زنى ذكر
لها محبان لوطي وزناء
ولا تبك من تفرق الخلطاء  بين المدام وبين الماء شحنا
محاورة
مالذي بيدك يا أبو نواس ؟ زجاجة لبن يا أمير المؤمنين ، وهل اللبن أحمر؟ لا ، لونه أبيض، ولكنه إحمر خجلاً منك يا أمير المؤمنين ، فضحك الخليفة من بداهته وعفا عنه
ترك أبو تمام الصلاة فمكث شهرين لحفظ شعر أبو نواس ، فسأل لماذا تركت الصلاة ، أنهما اللات والعزى وعبدتهما من دون الله فكيف أقيم الصلاة
ويصف العباس بن الأحنف شعر أبو نواس بأنه أرق من الوهم ، وأنفذ من الفهم وأمضى من السهم
وأثرت نكبة البرامكة على أبو نواس فأستغرق في الشراب والمجون وحب الغلمان وله فيها قصائد شهيرة
لو إن مرقشاً حي تعلق قلبه ذكرا
وأيقن إن حب المرد يلقي سهله وعرا
ومرقش هذا هو من عشاق العرب الذي ماتوا بسبب العشق
وكان أبو نواس لا يحب طريقة قدامى الشعراء قائلاً
دع الرسم الذي دثر  يقاسي الريح والمطر
صفة الطلول بلاغة القدم  فأجعل صفاتك لإبن الكرم
وكان رد الفعل لإباحية ابو نواس براءة ،عذرية عباس بن الأحنف
أيا نظرة أودت بقلبي وغادر سهمها قلبي جريحا
فليت أميرتي جادت بأخرى فكانت بعض ما ينكى الجروح
فإماأن يكون بها شفائي وإما أن أموت لإأستريح

 وعلي بن الجهم واقفاً على جسر الرصافة ينتظر المها
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن سلوت ولكن زدن جمراً على جمر
النثر
نبغ العديد من الأدباء في العراق وكان هؤلاء الأدباء كما المثقفين في العالم القديم كانو علماء في النحو وشعراء فالعالم كان موسوعياً، وأهمهم
عبد الله بن المقفع- الأصمعي- الجاحظ- ابو فرج الأصفهاني- التوحيدي- محمد الحريري وغيرهم وكل واحد منهم يحتاج الى كتاب ولا يوفيه حقه
الغناء والموسيقى
حفلت مجالس بغداد بالغناء والموسيقى فكان الضيوف يستمعون الى عزف الجواري على الألات الموسيقية المختلفة من عود وقانون ومزمار
وأشهر المغنين الذين إشتهروا في بغداد المطرب مخارق المغني الذي عاصر خمسة خلفاء أولهم الرشيد وقد حكي عنه -إن ظباء مرت وهو يغني فجاءت إعجاباً بغنائه وغنى في قارب فبكى تأثرا كل من سمعه ومن المغنين المشهورين إبراهيم إن المهدي وهو(إبن خليفة وأخ خليفة وعم خليفة)
ونأتي على
 زرياب
 الذي اعجب به هارون الرشيد أيما إعجاب وأصبح مطربه المفضل مما أثار غيرة معلمه المطرب والموسيقي المعروف الموصلي    فهاجر الى الأندلس ،خوفا من نتائج هذه الغيرة
وقد أضاف زرياب الى العود الوتر الخامس
وقد تفنن زرياب في كل أوجه الحياة من ترتيب المائدة وهو الذي وضع أوقات الطعام الثلاث وأقتدى بها العالم كله الى الأزياء وأوقاتها
ولقد وصفت زرياب في مدونتي كالأتي
وقد تزينت بغداد بفنون زرياب
فالأبيض
يشع عصرا في قوام مياس وهو ثوب العروس يغمره اللؤلؤ بهجة ونورا
والأسود
لون السهرة وهو نجوى الليل وأنفاس الكبرياء

ويلف بحنية محتضنا العراق فهل هناك أجمل من العراق؟(من مدونتي)

والكلام عن زرياب والموصلي أستاذه لا تكفيه مئات الصفحات ولكن لا بد أن نذكر المطربة والشاعرة دنانير
المطربة والشاعرة دنانير
توفيت 825 ولدت في الكوفة وكانت جارية جعفر البرمكي ويقال إن الرشيد أحبهاوشغف بها وكان يقيم عندها حتى شكته زبيدة الى عمومته فعاتبوه على ذلك ولما وقعت نكبة البرامكة بقيت مخلصة لجعفر ولم ترضى أن تبقى في قصر الرشيد
وكانت دنانير معنية رائعة وشاعرة ذات ثقافة عالية وراوية للشعر تتلمذت على يد إبراهيم الموصلي
 وسنأتي ع ذكر العلم والطب والعلماء والا جتهادات الدينينة كالمعتزلة وإخوان الصفا وغيرهم في فصلنا القادم وهو الفصل السادس مع الخليفة السابع وهو المأمون







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق