الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

الفصل الثامن من تاريخ العراق ودخول المغول الى بغداد




الفصل الثامن

دخول المغول بغداد

دلائل الإنهيارالتي أدت الى الغزو المغولي

ثم تدور العاصمة المدورة مع عنت العقول التافهة ،والميول المريضة ،ويتحكم الغلمان اللقطاء بالخلفاء وأصبح للخلفاء غلمان يتحكمون في مصائر العباد وعم الفساد والميوعة والمجون والخلاعة ، فأرتدى الرجال زي النساء ، ولبسوا خلاخيل الجواري وقلدوا الراقصات وتمايلوا مجوناً وعبوا الخمر ألوانا
والخصيان يدورون مع الحريم لحبك المؤامرات، وتحكم الجواري في عاصمة الرشيد ،فمن فارسي وتركي وبويهي ، أصبحت بغداد ملكاً للموالي ،وأمهاتهم من وراء الستار ،يخططون ويدبرون وقد إنفصلوا عن تربة الأرض التي أكرمتهم ورفعت من قيمتهم وأعطتهم مكانة لا يحلمون بها، ، بلكنة شوهاءقلبت حروف العربية ومعانيها،وسادت هذه اللهجة المشوهة في عموم البلاد، فها هم   يعيثون بزهورها ويعكرون روافدها ويخربون طلع نخيلها ويجففون موارد الخير فيها
فكيف لا يدخل المغول بغداد وقد أصبحت مرتعاً للميوعة والمجون وحكمهاالجواري و الغلمان وأشباه الرجال
عذرا أرض السواد فقد تركنا بلادنا للغرباءفكيف نكفر عما جنت أيدين

المغول يدخلون بغداد

656 هج-1258
شموخ العراق داسته سنابك المغول وأغرقت مجلداته وكتبه التي لونت مياه أنهاره من نقاء الحليب معقوداً بهيل الشاي الى سواد مدلهم ، مر ،أحال الحياة الى جحيماً كسر قلوب العراقيين وحطم مجدهم
شموخ العراق أحالته الجثث التي غرقت في دجلة الذي سممه الغرباء  ،الى مرتع للإمراض والأوبئة فتك الجدري والطاعون بعروق حياتهم وتركهم أشلاء
كيف جاء الجراد بالخراب
هجمت جحافل المغول ،وفي يد علماء الدين مسابح الإسلام ، وفتاوي الأدعياء، ودعاء المنابر ، لكنهم لم يسمعوا آذان المنائر ،صموا آذانهم عن تغريد بلال ،ولم تخشع قلوبهم لجلال النداء، أساؤوا الى دينهم وحطموا تراثهم ،وتراخي الخليفة وفساد الحاشية ،وخيانة العلقمي وبطانته ، وتسلط المماليك الذين لا تربطهم بالأرض صلة وأصالة، وشرعوا بالناس سفكاً وقتلاً وذبحاً
إصطبغ دجلة بالإحمر القاني، إختلط بالنجيع الطاهر،فأصبح مراً وسماً زعافاً مزيجاً من دماءالندى والغيث مع الدماء المعتقة بالورع ،وشربه الغزاة مترعاً حتى الثمالة ،وداسوا روح الغرين ،وشوهوا خصبه وقلعوا جذوره وأماتوا  حياته
وهل من مزيد
 إستباحوا المحرمات ،فتداعت درر المكتبات وتناثرت لألئ المجلدات وإمتد مجراها مع روافدها وانهارها وتحفز أملا  من حمايتهم غرقاً ، عجز فبكى الغرين ألما ،
 ولكن هيهات ، فأكداس الكتب أغرقت الأمواج ،وأخذت معها طمى الأنهار ،ويا لهفي كيف أسود لبن دجلة وسال حبر العقول ليصبغ شهد الفرات و أرض السواد بالسواد ولكنه ليس كأرض سواد المطر حين يجنى خراجه وفراً وخصباً ويتعتق أخضره زهواً وكبريائا
تعكر ماء دجلة الخير،وصدمت طيور الماء تدور باحثة عن طعامها ،الذي إسود لونه وتاه مع إسوداد وتعفن الدماء،تحطمت الزوارق ، وتمزقت شباك الخير تحتضن أسماكها تود الفرار بها ولكن هيهات،  وعطشت بساتينها وذبلت ورودها وجف عقول أبنائها ،تحجرت الدموع في القلوب قبل العيون ولم تبقي الهمجية أرضا ولا ماءا ولا داراً،فأنكفؤا عسى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، غافلين بأن الله العلي القدير لايقضي أمراً ،لمن فرطوا في بلادهم وأعراضهم وممتلكاتهم ولا ينجد الفساد والمجون والعبث بمصائر الناس وتعذيبهم
فهل يستطيع العقل البشري أن يحمل كل هذا الموروث ويتخطى كل هذا الألم
عذرا أرض العطاء لم يستطع أولي الأمر أن يصونوا ترابك
ولم يستطع أبنائك ان يسمو الى ذراك

نبذة عن المغول

يعود تاريخ المغول الذين تسميهم بعض المصادر العربية (التتار) الى حوالي بداية القرن الثاني قبل الميلاد حيث تجمعت في غربي الصين وشمالها قبائل يدوية رحل من أصل تركي ومغولي ،دأبت على القيام بغارات متكررة بهدف السلب والنهب وما أن ظهر جنكيز خان حتى وحد هذه القبائل تحت زعامته وسيطر على منغوليا ،سنة 603هج- 1206 م ثم غزا شمال الصين وضم إليه مناطق في آسيا الجنوبية والوسطى والصغرى مؤسسا بذلك إمبراطورية واسعة وتابع حكام المغول من بعده غزواتهم المدمرة التي نشرت الرعب والدمار والموت في المناطق التي كانوا يحتلونها
وتعتبر إمبراطورية المغول ثاني أضخم إمبراطورية في العالم بعد الإمبراطورية البريطانية وأعظم رعب مر على تاريخ أوراسيا وهي نتاج توحيد قبائل المغول والترك فيما يسمى حاليا(منغوليا)وكانت فاتحة الغزوات في عهد جنكيز خان الذي أعلن حاكما لها في 1206 وأستمرت الغزوات ووصلت الى أعلى مدى في1405 م
وذلك من حوض الدانوب حتى بحر اليابان ومن فيليكي نوفغورود بالقرب من الحدود الروسيةالفنلندية حتى كمبوديا حيث حكمت شعوب تعدادها 100 مليون نسمةومساحة من الأرض مقدارها 33مليون كممربع اي(12 مليون وسبعمائة وواحد وأربعين الف ميل)اي 22 % من اليابسة ع الكرة الأرضيةولهذا عرفت بإسم
الأمبراطورية المغولية العالمية
بدأت بدايات التمزق بين عامي 1260 و1264 ما بين القبائلحيث إنقسمت الى أربع أقسام كل منها يسعى الى مصلحته ولكن الإمبراطورية
 ككل بقيت متماسكةوقويةوبنهاية القرن الرابع عشر كانت معظم الإمبراطورية قد تفككت وتحللت وبقيت أسرة يوان الشمالية مستمرة
بالحكم حتى القرن السابع عشر

المناطق التي نجت من الغزو المغولي

هناك خمس مناطق بالعالم نجت من الغزو المغولي وهي الهند الصينية جنوب آسيا اليابان واوروبا الغربية والمنطقة العربية وأهم مدينتين كانا على مقربة من التدميرهما فيينا والقدس التي نجت بسبب موت الخان ا
لعظيم مما أدى الى سحب معظم الجيوش المرابطة الى العاصمة قراقورم

المنطقة العربية

ويذكر إن بركة خان وهومسلم تحالف مع المماليك في صد المغول عن الشام بعد أن ثار على إبن عمه هولاكو بسبب تدمير بغداد وطلب أن يحاسب هولاكوعلى قتله الخليفة العباسي وذبح أهلها المسلمين وما أن إنتصر المماليك على المغول
معركة عين جالوت

(بعين جالوت)عام 1260 م بقيادة قطزوإمرة الظاهر بيبرس حتى أعتبرت تلك الفترة نهاية المد المغولي في المنطقة العربية

القتلى نتيجة الغزو المغولي

بحساب المؤرخ الغربي (روميل) ،قدر بأن 30مليون شخص قتل تحت حكم المغول فمثلاً
سكان الصين إنخفض الى النصف خلال 50 عامامن حكم المغول
الرعب والإبادة
كان تكنيك المغول هومسح المدن التي ترفض الإستسلام بالكامل كما في غزو (إقطاعية كييف) الروسية فقد مسحت تقريبا جميع مدنهاوقتل سكانها ومن لم يقتل أخذ (كعبد)مما يعن موته في أعمال السخرة
بعد موت جنكيزخان إنقسمت البلاد الى خانات يحكمهت أبناؤه ويقودهم الإبن الثالث له (كخان عظيم)ولمتمر سنين عقد 1350 حتى إنقسمت الخانات الى دول وممالك منفصلة عن بعضها (كالخانات بإيران والقيتاي بآسيا الوسطى والقبيلة الذهبية التي إنصهرت داخل  روسيا ولقد ساد الإعتقاد بإن سقوطأسرة( يوان )
بالصين عام 1368مكان بمثابة نهاية إمبراطورية المغول وأستمرالفرع من أسرة(يوان)في منغوليا حتى القرن السابع عشرعندما إستسلمت لإسرة كنغ

محاولات المغول دخول بغداد
وكما أسلفنا
وهنا الخليفة المستنصر وهو النقطة المضيئة في العصر العباسي الأخير وكيف سيدحر المغول ويمنعهم من دخول بغداد
الموجة الأولى من الغزو المغولي وصلت الى أطراف بغداد سنة 1242 م وتم دحرها وجاءت الموجة المغولية الثانية 1243 وتم دحرها
الموجة الثالثة من الغزو المغولي في سنة 643هج-1245 م وتم دحر المغول بهزيمة شنعاء
وبنتيجة هذا النصر تم نحت ما جرى في المعركة متمثلا المستنصر وهو يمتطي جواده ويقتل التنين المغولي ولا تزال موجودة في احد اطلال اسوار بغداد(ولقد قام مدحت باشا في 1860 بهدم الأسوار حتى يمحو اي أثر للحضارة العربية)


  • ولقد كتب المستنصر الى كبير المغول يخبره بإن جثث جنوده تملاء أرض العراق
  • وبعد موت المستنصر تحولت الخلافة الى المستعصم بالله وأقنعه وزيره إبن العلقمي بتقليص الجيش من 300000 الى 20000 لتوفير النفقات وإستحالة رجوع المغول ولكن بعد13 سنة عادوا لينتقموا لهزائمهم السابقة ودخلوا الى بغداد في 10 فبراير 1258
  • وتحكي الروايات إن مياه دجلة ظلت سوداء لمدة طويلة وهكذا ضاع تراث لا يعوض
  • جحافل المغول تزحف الى حلب

  • فسقطت بين إيديهم سنة 658هج-1260 م وأستباحوهاوأرتكبوا فيها من الفضائع ما لا يوصف ثم إحتلوا دمشق وفي نفس العام قام الملك المظفر قطز بطردهم من بلاد الشام في موقعة عين جالوت
  • فأصبحت المنطقة الممتدة من الفرات الى النيل خاضعة للنفوذ المملوكي
  • محاولة المغول الإغارة على حلب ثانية
  • وذلك في سنة 659هج- 1261 م فجرت موقعةحمص وإنهزم فيها المغول
  • وفي سنة 671 هج -1272 م قام الملك الظاهر بالتغلب عليهم في موقعة الفرات
  • العراق وغزو المغول
  • موقعة حمص الثانية

  • أنتصارالمغول

  • سنة 680هج-1281 م إنتصر المغول في المعركة التي جرت قرب مشهد خالد بن الوليد

  • سقوط بغداد

  • حاصر بغداد جيش المغول بقيادة هولاكو خان في 656هج1258 م بعدهزيمة جيش الخليفة بعد حصارإستمر 12 يوماض وقتل الخليفة المستعصم في 10 فبراير 1258 وقدر من قتل من أهلها مليوني شخص
  • تركيبة الجيش المغولي
  • قاد هولاكو خان مع القائد الصيني جو خان نائبه بالقيادة المخصصة لبغداد (ويذكر إنهولاكوكان بوذياًوكذلك معظم قادة جيشه)وكان معه قوات مسلمة شاركت في الهجوم وسار هولاكو بأضخم جيش مغولي على الإطلاق (من جورجيا ، الفرنجة،الصين ، أنطاكية،الفرس،الترك الذين شاركوا بالحصار)
  • طالب هولاكو الخليفة بالإستسلام ورفض الخليفة محذرا المغول بإنهم سيواجهون الغضب الرباني إذا هاجموا دولة الخلافة وواجهم بجيشاً هزيلاً بنصيحة وزيره العلقمي الذي نصحه بتقليل العدد بعد وفاة والده المستنصر بالله الذي هزم المغول بثلاث جولات
  • قبل التوجه لبغداد دمر هولاكو قبائل (اللور)وأستسلمت طائقة الحشاشين عندما حاصرقلعة الموت بدون أي مقاومة وقضى عليهم تماما بإستثناء (نصير الدين الطوسي)الذي لحق هولاكو الى بغداد
  • تدمير بغدادوحرقها والقضاء ع حضارتها

  • ويكتب ويلي برانت في قضة الحضارة ما يلي حول بيت الحكمة
  •  
  • هجوم المغول على بيت الحكمة
  • تدمير بيت الحكمة الذي يحتوي على وثائق ومخططوطات والكتب النفيسةوقدرت عدد الكتب في بيت الحكمة ب ٣٠٠،٠٠٠ثلاثماءةالف كتاب من كافة العلوم والفنون والاداب 
  • كما وتم حرق ٣٦مكتبة تحوي ع كنوز من الكتب والمخطوطات 
  • قتل الاهالي ليس ع التعيينن ويتم قتل من يصادفهم بطريقة عشوائية!

  • ونهب المساجد والقصوروالمستشفيات
  • نهب كنوز الذهب والفضة والحجار الكريمة التي كانت تزخربها بغداد 
  • نهب الكنوزمن سجاد ومفروشات وتماثيل من العاج والرخام التي تزخر بها بغداد
  • قبض على الخليفة وأجبرعلى رؤية الدمار الحاصل للمدينة وقتل الناس أمام عينيه
إضطر هولاكو نقل خيمته عكس الريح ليتجنب رائحة القتلى
دمر المغول كل ما صادفهم في طريقهم ووفق خطة منظمة ليخاف الباقي من جبروتهم وهنا سقطت دمشق

المماليك يهزمون المغول بمعركة عين جالوت


معركة عين جالوت والسيف الدمشقي والقنابل اليدوية


وهنا جائهم الفشل الأعظم فقد هزموا على يد المماليك وهي المعركة الأولى التي لم يستطع المغول الإنتصار فيها وكانت بقيادة 
الملك قطز وإمرة الظاهربيبرسوطاردهم الظاهر بيبرس حتى حدودأرميني
 حكاية السيف الدمشقي

في القرن الحادي عشر كانت صدمة الصليبين هو السيف الدمشقي المصنوع من الفولاذوإنه كان يشطر الريشة شطرين وأبان الغزو المغولي شعر القائد الظاهر بيبرس بأهمية أن لايقع صناع السيف بيد المغول فنقلهم الى مصر،وعند إنتهاء المعركة أرجعهم الى دمشق 

وذلك في عام 1260م

ولم يتمكن أي عالم من من كشف سر هذا الجيش وأقامت جامعة ستانفورد مختبراً خاصاً لكشف سره ولم يتمكنوا من ذلك بصورة كاملة
ثم إستخدمه العثمانيون في حروبهم مع الفرس وبه أيضاً تمت هزيمة نابليون في عكا وحاول الفرنسيون معرفة سره ولم يتمكنوا ووصفه العالم الإنكليزي ( Professor Wadsworth 
like the sun rising in the desertوذلك في عام1830 في معهد العلوم في باريس
نشرهذا البحث عام 1981 و

ولا غرابةهنا أن يوجه مغول العصر الحديث همهم لخراب سوريا العربية وشعبها المذهل



إصبحت بلاد الرافدين بعد سقوط بغداد على يد المغول في عام 1258 جرءا من مملكةأحفادالغازي هولاكوخان وأستمر حكمهم الى 1335 وعندسقوط إمبراطورية المغول تمكن أتباعهم من العودة الى السلطةفي الجزءالفارسي من بلاد الرافدين، اما العراق والجزء الغربي من إيران المعاصرة فقد بقيا تحت حكم فرع عائلة المغوليين ابتداءا من 1336 وحتى 1411 

أصبحت بغداد تحت حكم العائلة المغولية(الجلائيرية)

وسنعود الى بغداد وتيمور لنك عند الحديث عن الأمبراطورية العثمانية ويا قلبي لا تحزن ولماذا لا يحزن كل هذه المآسي التي عادت الينا ولا يحزن؟ كيف ذلك
إنتهى الفصل الثامن وسيدخل العراق بعدها في حكم الدولة العثمانية وسيكون الفصل التاسع من تاريخ العرق

لاحقاً
الفصل التاسع من تاريخ العراق
الخلافة العثمانية







ا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق