الجمعة، 31 أكتوبر 2014

الفصل الثاني من تتبع الدولة العراقية



نتتبع دولة العراق  


الفصل الثاني



نبوخذ نصر604 -562 قبل الميلاد
نتابع الدولة البابلية


يعتبر نبوخذ نصر قائداً عالمياً عبر التاريخ ، كان يستفيد كثيراً باستخدام الشعوب التي يحتلها مستخدماً ذكاءه ، كان يستنفذ كل الإمكانيات البشرية والمادية للشعوب التي يستولي عليها لحد التحكم بحياتهم ،إلا أنه امتاز بالديمقراطية وحرية الفكر وكان يسمح للشعوب المحتلة أن تعبد أصنامها (ألهتها) وكان يشارك الشعوب طقوسهم
ويحترم آلهتهم

أعظم ملوك بابل
نبوخذنصر مقيم المدن 
 يعتبر أعظم ملوك بابل وقد اشتهر بلقب مقيم المدن فقد كان فاتحاً للمدن لا غازياً، وقد ساهم في نشر ديانة التوحيد ولكن من نقاط ضعفه إنه ظن نفسه شبه إله وقد دعى حاشيته لعمل تمثال من الذهب ليسجد له الجميع فأغتر حتى وصل إلى نوبة من الجنون أبعدته عن العرش سبعة سنوات وقد امتاز بأنه يعتمد على مشورة مستشاريه وقد أعترف بمقولته المشهورة "الكبرياء الزائدة مدمرة للنفس" ولكنه عاد إلى عقله وإلى توحيد الله فكانت الآية التوراتية بحقه "فالآن أنا نبوخذ نصر، أسبح وأمجد وأحمد ملك السماء الذي جميع أعماله حق، وطرقه عادلة، وقادر على إذلال كل من يسلك بالكبرياء "(دانيال 4:37)
حكم نبوخذ نصر ثلاثة وأربعون سنة وقد حلم حلماً إن الله سوف يعاقبه بسبب كبرياءه وبالفعل أصيب الملك بما يشبه الجنون فابتعد عن العرش سبع سنوات وعاش في الغابة ولكنه تاب فعاد الى الله وإلى الحكم  وتوفي عام 562ق.م 
السبي البابلي
نبوخذ نصر المحارب
قام الملك نبوخذ نصر بالهجوم على مملكة يهوذا بما عرف بالسبي البابلي حيث قام بإجلاءاليهود من فلسطين مرتين مرة في 597 قبل الميلاد و586 ق.موقد تمت عودة اليهود الى فلسطين على يد قورش الكبيرحاكم فارس وكان وعدهم بالعودة الى فلسطين وذلك بعد سقوط الدولة الكلدانية

 


الجنائن المعلقة
الحب المذهل لحبيبته وكيف حفظها التاريخ
إسمعي يا أرجاء الدنيا مديح الربة أنانا
سبحي المقدسة
سبحي الممجدة
وتقربي من السيدة العظمى (ترنيمة بابلية القرن الخامس عشر ق-م)
ونلتفت لنرى نبوخذ نصر،يتصفح ألواح مكتبة أشور بانيبال ،ويتبحر في كنوزها ، ويغوص في معانيها عسى أن يرى فيها تفسيراً لحبه العميق لإميديا،وأن يداوي حنينها الى أهلها وأرضها ،طفر وجده من جنين قلبه ، ودار في الصحراء ليخلق منها جنائن لجنة حبه لها،وتضرع الى الألهة مردوك وذبح لها القرابين ليبارك حبه
وشيد الحب الجنائن
دخل  من باب الإله (توجد ثمانية أبواب للجنائن)
ضم روح الروح وهما يتنزهان في الجنائن التي أصبحت جنة للناضرين تشرب من شهد الحب ولا ترتوي ومن خلجات القلب ولا تنتهي ،وأطلت على حضارة بلادها فخراً لا يذوي
دارا في روض الجنائن
العاشق يحتضن معشوقته
قطف الزهرة الحمراء ورشقهافي شعر إميديا، هذه الزهرة تشتعل كقلبي، تطلب قلبك ،وحبك ورضاكي
كل هذه الحروب التي أخوض غمارها، لتتسع مملكتي وتزدهر هي من أجلك ، أهديها لتعبر عن حبي وشوقي إليك
أميديا
سيدتي مولاتي نجمتي في الأعالي
تاجي وعرشي ، أبذله لإذوب في دمك
لأتنفس شذى هدبك
وأنغمر في شغاف قلبك
لا أريد من هذه الدنيا غيرك

تشبث بها في ظل ظليل ، بعيداً عن أبهة الملك ، وبهرجة السلطة ،هذه لحظات لهما ،لحبه ،لعشقه يداوي فيها وحشية الحروب ،وسفك الدماء ، ومرارة الإقتتال
مولاتي إني طوع أمرك وملك يمينك فتصرفي بي كما تشائين،وكيفما تؤمرين
في خدمتك وأسير حبك وخلاصي وعظمة مملكتي بين يديك
أميديا
تنظر لهذا العاشق الذي أبهرها حبه وأذهلها فيض شعوره ،هذا المحارب كيف يذوب في دمها وجدا
ويتنفسها هياماً ،وينبض بها عروقه عشقاً
وأذا كان مراد حبيبها أن يذوب في دمها ، فكيف ستكون له وبه
أيكفيها أن تنغمر في شغاف قلبه، وتحتضن عروق وجده، وتختبئ في حنايا ضلوعه ،وتتنفس أريج شوقه
وتذوب في خلايا هذا الفذ ، الذي دانت له الدنيا وخضعت له الجيوش ولكنه خضع للحب ولبى نداء القلب
وزرع في قلبه قبل أرضه جنائن الحب والأمل والوفاء
الملك يودع أميديا وينزل من الجنائن ليقف مع جيشه وأميديا من أعالي الجنائن تنظر إليه
مهيباً ، كبيرا، قائداً
عاشقاً
وحوله أركان دولته العفية ، اساس قوتها وعظمتها
وجيشه ينظر الى هذا الرجل الإسطورة ، ينتظر إشارة البدء بالحروب لتكبر الدولة وتزدهر وتقوى لتكون عصية على الهزيمة
أميديا تنظر وتكلم نفسها
ترى
لماذا يتشكك بحبي له
هل يعرف كم تحبه ، هل من الممكن إنها لم تستطع أن تفسر حبها ، وهيامها به ، هل عجزت أن تتواصل معه وهي تشتاق للحظة تجمعها به
تحلم بتلك اللحظة المذهلة ،التي تنبثق من شوقها، ولهفتها وعذابها
هذه اللحظة بعد الفراق ، تنتظرها ، تتمناها، ملهوفة عليها
إذا كان مليكها يعشقها ،فهو في عروقها في دمها في شوقها
كانت تحن لإهلها ، لإرضها ، لجبالها ، للورودبكل ألوانها ،وقد غطاها الربيع وشقشقت تفوح بعبيره
وكان حنينها لهم عذاباً ،ولكن عاشقها ملك كل الحنين، ، وكل الوجد
هل يعرف ،أكيداً إنه يعرف ، ولكن ليطلب المزيد فالحبيب دائماً يطلب المزيد
وتموجت الجنائن شذى ليغمرهما، و العراق يحتضنهما  ،والمجد دان لهما ،وليفوح عبير الحب في ربوعه ولتدخل جنائن العشق في عجائب الدنيا السبع ذخراً للمجد العريق ، والعزالتليد
نبذة تاريخية عن حدائق بابل المعلقة
من عجائب الدنيا السبعة بالعراق وتعرف كذلك بحدائق بابل بنيت في 600 قبل الميلاد وبابل تعني (باب الإله) وكان للحدائق 8 بوابات وأفخمها بوابة الحديقة بر وعتها الخلابة ويقال إن الملك إستخدم الأسرى الذين جلبهم من بلاد الشام وجعلهم يعملون ليل نهار ، وهناك تمثال كبير كان في المتحف يمثل
ما حدث ،ويقال إنه بعد الحرب الإخيرة تم سرقة هذا التمثال وهو ضخم جدا وهو أول ما سرق من  المتحف العراقي
ولقد بنى الملك قصرا كبيرا وزرع على سطحه كمية كبير من ذات الألوان الجذابة بحيث غطى شكل القصر
كأنه جبل مزروع بالنباتات والأزهار فوق اقواس حجرية إرتفاعها 23 م فوق سطوح الأراضي المجاورة للقصر ،بنظام ميكانيكي معقد لتسقي المزروعات من الفراتعلى بعد 50 كم جنوب بغداد في الضفة الشرقية من نهر الفرات
المصدر التاريخي ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ، حدائق بابل 
المعلقة
مصدرآخر
من بلاد الرافدين مؤلفه الحسين الطاهر
وغدا من الضروري إيجاد بساتين بجوار القصور الملكية لكي يشعر الملك بالطراوى وظن علماء التنقيب بأنهم عثروا في بابل على أسس الجنائن المعلقة وذلك في مجموعة من الغرف الضيقة جداأ، وأعتبرت التقاليد اليونانية هذه الجنائن المعلقة إحى عجائب الدنيا السبع ويقال إن الملك نبوخذ نصر أعدها إرضاءا لزوجته الت إعتادت على الجنائن الملكية وهي الفراديسفي بلاد ميداي حيث كانت قد ترعرعت    ة - 
المصدرتاريخ الحضارات العام الشرق واليونان القديمة- جامعة السوربون

وسؤال لمن خربوها
وفي ظنهم بأنهم جددوها
ألم يتململ ضميرهم ولو قليلاً بعد أن تركوها،مسخاً ،وأخرجوها من روح التاريخ والحضارة،ووضعوا بدلها شواهد لا تحكي عنها ولا تدل عليها ، وكأنها من حكايات ألف ليلة وليلة ولم ينقصها إلا الملك جالساً مع جواريه ،وحوله الحجاب والقيان ،مختبئين خلف باب عشتار، فحزن القاصي والداني لمن نسوا أو تناسوا إنها من روح الأزل وكانت ستبقى الى الأبد،  فكان قرار اليونسكو بإخراجها من عجائب الدنيا السبع
والمؤلم بإنها لم تخرج وحدها ولكن خرج معها  العراق كله
عذراً عبقري الحروب وإيقونة الحب فإننا لم نقدر تراثك
عذراً أميديا فلم نكن بمثل تألقك ، ولم نحافظ على سكنك

إستكمالاً للتدرج التاريخي لما جاءبعدحقبة البابليين
الأخمينيون
دخل كورش مدينة بابل سنة 539 ق الميلاد وكان بداية لفترة إحتلال طويلة تعددت فيهاالأطراف التي مارست إحتلال العراق وأستمرت حتى دخول العرب المحررين بقيادة سعد بن أبي وقاص المدائن وإنهاء الإحتلال الفارسي سنة 635 ميلادية
الإسكندرالمقدوني
إنتهى الإحتلال الفارسي على يد الإسكندر المقدوني (331 -323 قبل الميلاد)تقدم على رأس جيش مقدوني ليهزم دارا الثالث ويدخل بابل ويستولي على أملاك الإخمينين في العراق وعيلام وفارس
وبعد وفاته قسمت إمبراطوريته بين قادته وكان العراق من نصيب سلوقي عام (311 قبل الميلاد)موؤسس الدولة السلوقية
وقد إتسم العهد بالإضطرابات والنزاعات بين الطامعين
لجأ اليونانيون الى إلغاء الدور المحلي للمجتمعات المحتلة وتخطيط عالم جديد فشيدوا مدناً جديدة خصصت لهم ولم تفلح سياستهم مما إضطرهم الى إعطاء المجتمع البابلي دوراً كبيراًفعادت المدن البابلية الكبيرة الى دورها السابق ولكن بطابع جديد سلبوا منه أسماء المبدعين العراقيين وإعطائهم أسماء إغريقية لإسدال الستار على كل ما هو عراقيونسبته الى أنفسهم


الفرثيون 140  ق الميلاد – 226 ق الميلاد
إشتد الصراع بين القادة اليونانيين فظهر الفرثيون في شمال إيران وأستطاعوا الإنقضاض على العراق
فدخل الفرثيون سنة 140 قبل الميلاد وأتخذوا معسكراً عرف بإسم طيفسون في حين ظهرت إمارات عربيةعلى طول نهر الفرات ومنها إمارة بيت عديني الكلدية وإمارة كرخ ميسانفي جنوب العراق وإمارة الحضر في شمالي العراق وإقتصر حكمهم على شمال العراق الذي تعرض في زمنهم لهجمات الروما

الإحتلال الساساني224 -635
إستطاع الفرس الساسانيون دخول طيسفون ( المدائن)وقتل الملك الفرثي ،وإحتلال العراق إستولوا على بابل وكانت لهم حروب مع الرومان وكثرة الحروب بين الفرس والعرب
وإزداد تدفق الفرس بإتجاه جنوب العراق ووسطه والى منطقة الجزيرة فتقدمت قبيلة قضاعة الى الحيرة وبادية السماوة وتقدم قسم منها الى الحضر وبعدها تلته قنص بن معد وأياد وعبد القيس وربيعة وبكر بن وائل وبعضمضر وبشارالى خليط قبلي من الأزد وكلب وحنظلة وتميم في الأحواز
وفي حين عبرت حملة سابور ذي الأكتاف على القبائل العربية في العراق وفي شبه الجزيرة العربية عن إصرار الفرس على إقصاء العرب من العراق وتذويب سكانها القدماء بمنع تواصلهم مع عرب الجزيرة
وخاضوا معارك طويلة مع الفرس ويكشف توزيع العرب قبا الإسلام عن إنتشارهم في معظم أنحائه ويعد ظهور إمارة الحيرة في أوائل القرن الثالث الميلادي إحدى ثمار هذا التحرك الذي مارسوه وأخذ بعده في زمن النعمان بن المنذر أمير الحيرة بعده الثقافي
الحضر
ظهرت الحضر أبان فترة التسلط الفرثي على العراق  وقد أسستها جماعة من الأزد من قضاعة وقد عرف أحد ملوكها (سنطرق) بكتاباته الشهيرة (سنطرق ملك عربو)اي ملك العرب
تعتبر الحضر من المدن الصحراوية مثل  البتراء وتدمر فقد قاوم طموح سكانها السلطتين الرومانية والفارسية ودمروها الواحدة تلو الأخرى
وذكر المؤرخون الرومان فشل محاولات إحتلال الحضر،وإن سكانها دافعوا عنها دفاعاً مستميتاً ،وعندما حقق الرومان فتح ثغرة فرحوا طمعاً بالمغانم ،ولكنهم فوجئوا بأهل الحضر يسدون الثغرة في اليوم نفسه وأضطروا الى العودة الى سوريا بعد عشرين يوم من حصارهم للحضر
وكما يبدو بأن مدينتي بابل والحضر بقيتا عامل جذب لجيوش الغرب التي غزت الرافدين فقد طمع الرومان بكنوز معبد الشمس في الحضر،


موت الإسكندر في بابل

موت الإسكندر في بابل وأحلامه بجعلها عاصمة له تثير لديهم الرغبة في دخولها ،حتى إنهم قدموا القرابين في نفس الغرفة التي مات فيها الإسكندر ، عندما كان في بابل ربيع 116 ميلادية اي بعد مرور 400 سنة على موت الإسكندر

وأسهم الساسانيون في تدمير بابل تدميراً نهائياً وجعلوها مهجورة الى الأبد قبل أن ينتهي القرن الخامس الميلادي
دولة الحيرة
الربع الأول من القرن الثالث الميلادي
 إستمرت الممالك العربية بالظهور في منطقة الفرات الأوسط والجنوبية منذ العصر السلوقي وكان آخرها مملكة الحيرة على الضفة الغربية للفرات وبالتحديد في منطقة الكوفة الآن، وإمتدت من بابل على الفرات الى الخليج العربي
ويعتقد المؤرخون إنها ظهرت في الربع الأول من القرن الثالث الميلادي وإن سكانها هم خليط من
اللخميون - (آل نصر بن ربيعة) من الجزيرة
العباد -السكان الأصليين (قبائل كلدة التي تسكن المنطقة نفسها)
الأحلاف - وهم عرب مهاجرون نزلوا المنطقة وتحالفوا مع تنوخ والعباد
والملك الأول الذي حكم في الحيرة هو أمرؤ القيس بن عمر بن عدي وذلك في حدود 288-328 ميلادية
وآخر ملوك آل لخم  هو النعمان بن المنذر (580 -602 )ميلادية ولقد عاصر حكم الملك الفارسي أبرويز
وكان عهده يمتاز بجو من السلام الذي ساد علاقة الحيرة بالغساسنة في الشام وعلاقته الوثيقة بجزيرة العرب التي إتضحت ب

اولا- لقائاته المستمرة مع قادة العرب من الحكماء والشعراء والخطباءورؤساء القبائل
ثانيا-علاقته بشعراء عصره
ثالثا-علاقته بمكة عن طريق تعدد رجالاتها الى الحيرة
ولقد أسهمت هذه العلاقات في تكوين مناخ ثقافي في بلاط النعمان وأسهم في تكوين رأي عام عربي مشترك في قضايا تجاوزت المكاسب والمفاخر الوطنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق