الاثنين، 7 مارس 2016

الفصل الحادي عشر والأخير في تاريخ الإخوان المسلمين




الفصل الحادي عشر والأخيرمن تاريخ الإخوان المسلمين
إستعرضنا في الفصل العاشر الحراك السياسي الذي ظهرواضحاً جلياً وإستمرار عهد المرشد مهدي عاكف والرئيس حسني مبارك ونبدأ الفصل الحادي عشربنهاية عهد المرشد السابع مهدي عاكف وبداية عهد المرشد الثامن محمد بديع وشاء القدر أن تحدث ثورة يناير في عهده ولينتهي معها أيضاً عهد الرئيس محمد حسني مبارك 


المرشد الثامن محمد بديع 1943 -؟
1910 -؟
وفي هذا السيل الجارف من الحراك السياسي العنيف والهادئ تخلى المرشد السابع مهدي عاكف عن كرسي الإرشاد ليظهر المرشد الثامن محمد بديع
أنتخب محمد بديع خلفاً لمهدي عاكف في أول سابقة في تاريخ الإخوان بإختيار المرشد في ظل وجود مرشد عام على قيد الحياة ويعتبر عاكف صاحب أول تصنيف المرشد السابق والتي إنتهت ولايته بسبب ما وصف بالخلافات بين المحافضين والإصلاحيين ،وتم إعلان المرشد الجديد في وقت غياب النائب الأول محمد حبيب الذي أعلن إن التصويت يخالف القواعد الداخلية في الجماعة وأنقسم الإخوان الى فريقين

فريق بديع وخيرت الشاطر ومحمود عزت(القطبيين)
 وفريق محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح (الإصلاحيين)
ويوصف محمد بديع وجماعة مكتب الإرشاد الحالي بإنتمائهم لمبادئ سيد قطب
الإنشقاق

جماعة الإخوان هي التي صكت كلمة المنشقين وتريد بها عقاباً معنوياً لمن يخرج عن إطارها العام بإعتباره شق الجماعة وإرهاب من يخرج منهم ليظهر أمام أسرته وجماعته بإنه خارج عن الإسلام ولقد إختلف راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس مع الجماعة ورد عليهم (ليس معنى إن الإسلام شامل يكون التنظيم شاملاً) في محاولة منه للدفاع عن المنشقين بإنهم قد إنشقوا عن الإسلام
وسنرى إن
الإنشقاق في الجماعة على أثر إختيار بديع كمرشد ثامن وشهد إنتخابه أكبر خروج من صفوف الجماعة وسمي موسم الخروج الكبير
ومن المعروف بأن بديع وجمع من الإخوان ذهبوا الى اليمن بعد 1965 بعد أن كادوا أن يغرقوا البلاد في بحور من الدم ثم رجعوا الى مصر في عهد مصطفى مشهور كما بينا سابقاً
ويشير الكاتب رجب المرشدي في مقالة له بمجلة روز اليوسف العدد 4296 سنة 2010 الى هذا الإنشقاق بانه يحدث مع كل إنتخابات تخوضها الجماعة وأوضح بأن الإنتخابات لم تحدث أساساً بل جرى إختيار مكتب الإرشادوالمرشد مماأثار إعتراض الإخواني إبراهيم الزعفراني رئيس مجموعة إخوان إسكندرية وعضو مجلس الشورى وأحد رموز العمل الإسلامي في السبعينات ولم يحتمل الإخوان هذا الإعتراض لإنهم إكتشفوا إن مبدأ السمع والطاعة يكاد يفسد والأسرار التي ظلت محمية لسنوات بستار من حديد تكاد تكون في الشارع
المنشقون جزء من تاريخ الجماعة يحاول الإخوان التقليل من شأنه وجاءت حالة الإنشقاق الأخيرة التي قادها الإخواني هيثم أبو خليل مع إبراهيم الزعفراني،ورجل الأعمال محمد داود وصولاً الى علي عبد الحفيظ في اسيوط مروراً بمصطفى النجار وهو طبيب أسنان ترك الجماعة الى غير رجعةولايتحدث بشأنها
إقصاء محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح من مكتب الإرشاد وتصعيد العريان وصرح حبيب للصحفي فوزي عويس في جريدة الوطن الكويتية كيف خرج من جماعة الاخوان مستقيلاً عقب انتخابات «المرشدية» التي جرت في اوائل عام 2010 نظراً لما شهدته هذه الانتخابات من تجاوزات كانت تستهدف ابعاده عن منصب «المرشد العام» منها الا ان قلبه على ما يبدو لايزال متعلقاً بها حافظاً للعشرة مع رجالها وان كان يتأسف كثيراً على حالها.
والمنشقين عن الإخوان لها قائمة طويلة والتي بدأت من زمن البنا وإنشقاق السكري ونشره الإستقالة المسببة في الصحف كما أسلفنا سابقاوتوالت الإنشقاقات والإستقالات ع مدى تاريخهم ويحرص الإخوان على إخفائها

إستقالة أبو الفتوح ومحمد حبيب

من هو عبد المنعم ابو الفتوح؟

الإخواني الذي بكى بمر الدموع يوم وفاة عبد الناصر

ولد ف بي من أمي ،فقد كانت أمي من عائلة إقطاعيةكبيرة وكان ذلك قبل الإصلاح الزراعي ولم يكن ممكناً أن تقوم بينهاوبين عائلة والدي البسيطة علاقة
طبيعية لولا قانون الإصلاح الزراعي الذي إستفاد منه أبي وأعمامي (والله فيكم الخير تردون الفضل لإصحابه)
ويضيف
نشأت نشأة بسيطة في عائلة متواضعة كان لها دور في مواجهة الإقطاع بقرية قصر بغداد في مدينة كفر الزيات وكان الإقطاع ممثلاً في شخص أحد كبار الإقطاعيين  إسمه أبو الفتوح فودة وكان أحد كبار الإقطاعيين الذين يثيرون الرعب في قلوب الفلاحين وكان يركب الحنطور ويسير في القرية ولا يجرؤ أحد على الظهور حتى يمر موكبه وكان لي إبن عم جرئ يرفض أن يجري كما يجري الأخرون،وكان دائم التعبير عن سخطه وربما ورثت عنه كراهية الظلم والجبروت
إلتحقت بالجامعة في سنة 1970 في نفس السنة التي مات فيها ناصروكانت رغبة والدي أن أصبح طبيباً فدخلت الى كلية الطب ،(أيوه يعني الإستفادة الثانية من نظام عبد الناصر)
وتدرجت في العمل الإسلامي ،وتابعت تحركات الإخوان وقيادتهم ،الى أن أدمجت الجامعة الأسلامية مع بقايا تنظيم الإخوان


إستقالة أبو الفتوح ومحمد حبيب من الإخوان

وفي 13 يوليو 2011 أعلن محمد حبيب إستقالته الرسمية (بعدالثورة )من الإخوان وإنضمامه الى حزب النهضة الذي يعمل الزعفراني على إنشائه وكذلك أبو الفتوح إستقال من الإخوان بعد إختلافه معهم على منصب رئيس الجمهورية بعدثورة 25يناير لإنه أراد ترشيح نفسه ورفض مكتب الإرشاد وأنشأ حزب مصر القوية وها هم الإخوان ينتشرون في كل مكان، ويتسترون خلف الأسماء والحجج وبالتالي كلهم في خانة الإخوان الذي همهم السلطة والنفوذ


نعود الى المرشد محمد بديع

الإخوان ينشرون سيرة محمد بديع على صفحة الإخوان أون لاين

من عجائب الإخوان إضفاء صفات الإعجاز الى مرشديهم وهي من وحي خيالهم ،فمثلاً
إن المرشد محمد بديع هو من 100 عالم تم إختيار تفوقهم وتميزهم على مستوى العالم ،وهذا طبعاً لاوجود له في الواقع ، فهم الذي إختلقوه وهم الذي نشروه ثم صدقوه
يقول المرشد محمد بديع بإن الربانية هي الأساس الأول للإصلاح وإن منطق الإصلاح لا يمكن أن يؤتى
ثماره، ولا أن يحقق هدفه، إلا إذا كان مستمدًّا من وحي السماء؛ لأن الله خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه  .
وإن المنهج الذي نزل من الحق وبهدي الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن ورائه قومه ويرشدهم إلى خطوات المنهج خطوة خطوة، كل خطوة في وقتها المناسب، ويؤيدهم في كل ذلك بنصره، فتكون النَّهضة موفَّقة لا محالةأين يأتي الخطأ إذا كان واضع المنهج هوالعليم الخبير، ومُنفِّذه معصوم من الزلل محفوظ من الخطأ، مؤيد بالتوفيق والنصر،ومن هنا كانت النبوَّات رحمةً للعالمين؟
والسؤال الآن إذا كان الوحي السماوي قد إنقطع بوفاة الرسول الكريم فمن أين يستمد المرشد وحي السماء؟

الإخوان يلعبون لعبتهم مع النظام بضمان مساندة أمريكا لهم
المرشد محمد بديع يتقرب من النظام
.
شهدت السنة الأولى من ولاية المرشد وقبل ثورة 25 يناير تحركات وتصريحات تقرباً بشكل واضح للنظام فمبارك أبو كل المصريين وولي الأمرولا يجوز الخروج عنه وفي نفس الوقت الإتفاق سراً مع الولايات المتحدة ولم تمر سنة على ولايته حتى قامت ثورة 25 يناير وهنا لا بد أن نعود الى الإتصالات التي حبكها الإخوان مع الولايات المتحدة لكي يصلوا الى السلطة

دور أمريكا في وصول الإخوان المسلمين الى الحكم في مصر

راقبت الولايات المتحدة تدرج قوة التيار الإسلامي وكيف نفذ الشباب المسلم مخططها في حرب أفغانستان بإسم الدين ، ثم جاء حربها على الإرهاب بعد 11 سبتمبر وبعد أن عملت المستحيل للإنتقام لقتلاها والذي دفع الثمن فيه الأبرياء الآمنين ثم جاء دور العراق ليدفع ثمن 11 سبتمبر، وكيف إن أمريكا لا يهمها شعب العراق لتخلصه من صدام أو غير صدام ولكن المهم هو مصلحتها ومكانتها وزعامتها للعالم
وبهذا الصدد لا بد أن نشير الى ما ذكره الصحفي الأمريكي بوب ودورد في كتابه بوش محارباً من إن الإستعداد لحرب أمريكا في العراق جاء مباشرة بعد حوادث 11 سبتمبر للبحث عن ضحية تقدم على قربان قتلى أمريكا ،وفرصة لتظهر للعالم بإنها تريد إنقاذ الشعب العراقي من صدام

يكتب ودورد ما يلي
وصف بوش لنفسه
 إنظروا أنا الرجل السام من تكساس أليس كذلك أنا الشخص الجديد إنهم لايعرفون من أنا
ومن المعروف إن بوش خنقته دموعه لإكثر من ثلاث مرات وهو يواجه الشعب الأمريكي بعد تلك الكارثة وخصوصاً في الكاترائية القومية وكان حضوررجال الدولة بأكملهم وكان الرئيسان كلنتون وجيمي كارتر حاضرين
يستطرد بوب وودورد حول هذه النقطة شديدة الأهمية
إستمرت الإجتماعات بعد 11 سبتمبر بين بوش وأركان دولته (وأثار رامسفيلد قضية مهاجمة العراق وليس القاعدة فقط) وكان نائبه ملتزماً بسياسة تجعل من العراق هدفاً رئيسياً للحرب على الإرهاب (وكان رامسفيلد يثير الإحتمال بأن بإمكانهم أن يستفيدوا من الفرصة لملاحقة صدام حسين فوراً)
وفي الإجتماع الذي حصل مع مشرف حول مطالب أميركا من باكستان كان هناك ممن يمكن تسميتهم المحافظين في قضايا الأمن القومي الأمريكي،وكان هؤلاء الرجال يعتقدون إنه لا يوجد أخطر من صدام وكان رأيهم بأن العراق يشكل مشكلة لاتقل عن أفغانستان
وكان هناك من يعارض إدخال العراق كهدف محتمل ولكن يجب أن يكون هناك ضحية تذبح فداءا لإمريكا سيدة العالموعندما فرغت أمريكا من أفغانستان كما تعتقد توجهت الى العراق

 وقد إستغلت الولايات المتحدة سقوط نظام صدام شعبياً

 وإنحداره وكره الشعب له فجاءت فرصتها الذهبية لتخطط بالقضاء على صدام و بعد دراسة وبحث لكافة التيارات السياسية الموجودة في الساحة العراقية،  سلمت العراق الى سلطة دينية لتكمل الإجهاز عليه  ثم  رأت مصلحتها في التحالف مع القوة الإسلامية الأكبر في مصر وهي الإخوان المسلمين وذلك بعد أن تأكدت بإن نظام مبارك قد إستهلك كل رصيده ولم يبقى غيرإطلاق رصاصة الرحمة عليه وأخذت في ترتيب خطتها بالتدريج وهرول الإخوان يتمسكون بالخيط الذي رمته لهم أمريكا ،وكان الوسيط هو سعد الدين إبراهيم مدير مركز إبن خلدون للدراسات والأستاذ في الجامعة الأمريكية في القاهرة وكان من أشد المحبين لعبد الناصروأنقلبت مواقفه وأصبح من أنصار الصلح مع إسرائيل ثم صديقاً مقرباً لأسرة مبارك والأستاذ المشرف على دراسة سوزان مبارك للماجستيرعندما كان مبارك نائباً للسادات ولكن بقاء الحال من المحال وأصبح أصدقاء الأمس ألد أعداء اليوم ولقد لعبت زوجة سعد الدين الأمريكية دوراً ملحوظاً في الدفاع عن زوجها وهو وراء القضبان وفجأة اعلن سعد الدين إبراهيم موافقته على ترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية ولم ينفعه هذا التصريح ثم غادرمصر الى أمريكاوبقي هناك يعارض مبارك الى ثورة 25 يناير

دور مركز إبن خلدون في كشف تزوير الإنتخابات

وضع الأميركان مركز إبن خلدون لإصطياد أخطاء نظام مبارك تمهيداً للإجهاز عليه والنظام غارق في الفساد مغروراً بأتباعه الفاسدين وقد جرفوا مصر من كل قطرة من خيراتها وهذه أعظم فرصة لإمريكا لكي تتحرك

قام مركز إبن خلدون للدراسات الإنمائية والممول من قبل أمريكا بمراقبة إنتخابات مجلس الشعب في عهد مبارك و أصدر نشرات بثبوت التزويروقدم سعد الدين إبراهيم الى محاكمات تتهمه بالعمالة الى أمريكا ،وسط حملة عنيفة طالت وطنيته وسمعته وفي السجن إلتقى بقيادات الإخوان المسلمين المسجونين معه

سعد الدين إبراهيم يلتقي قيادات الإخوان في السجن

 ويذكر سعد الدين إبراهيم عن هذا الموضوع
 أن قيادات الإخوان المسلمين لجأوا إليه بعد خروجه من السجن لأنهم كانوا يريدون التواصل مع الولايات المتحدة، خاصة أن السلطات المصرية وقتها كانت تمنع مثل هذا التواصل، حتى عندما كان يريد نائب أمريكي مثلا زيارة السجن، لم تكن السلطات تعطيه الإذن.
وأضاف «إبراهيم»، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، نشرته في عددها الصادر، الاثنين أن الإخوان كانوا يرغبون في التواصل مع «واشنطن» سعيا للاعتراف بهم، و«لتحسين صورتهم لدى الأمريكيين والغرب بشكل عام، وتأكيد أنهم ليسوا بالبشاعة التي صورهم بها نظام مبارك، وثالثا لرغبتهم في التعاون مع القوى الغربية.
 وهنا أترك ثروت الخرباوي ليحكي ما دار بينهم

يشير ثروت الخرباوي في كتابه سر المعبد الى إتصالات الإخوان مع سعد الدين إبراهيم كما يلي :-

كان المحامي مختار نوح (الإخواني الذي خرج أيضاً من الإخوان) في السجن وكان قد تعرف هناك على سعد الدين إبراهيم ودار بينهما حديث طويل سأله نوح
لماذا إهتم العالم بقضيتك وأنت الذي صدر الحكم ضدك من محكمة مدنية ؟ولا يهتم بقضايا الإخوان وهم أمام محاكم عسكرية ؟، رد الكتور سعد هذا طبيعي  لإن ذلك بعد الهجوم على مركز التجارة العالمي من مسلمين متطرفين، ولكننا غير متطرفين ،رد الدكتور سعد بأن العالم لا يعرف لإنه لا يراكم وكيف لا يرانا  لإنكم تعملون في الخفاء وثقافتكم مختزنة في باطنكم والعالم  ،يدافع عني لأنه يعتبرني صاحب رؤية ومشارك في قيم إنسانية عالمية وأحترم الآخر فرد نوح ولكن الإخوان كذلك فكيف نوصل وجهة نظرنا للغرب؟
سعد الدين إبراهيم أضعف الإيمان هو الكلمة وأقواها الفعل وكان رد نوح الكلمة نمتلكها والفعل سيكون بعد خروجنا من السجن

اللقاء مع سعد الدين إبراهيم خارج السجن

في ضحى أحد أيام 2003 حملتنا الى حي المعادي،سيارة خالد بدوي المحامي الذي كان محبوسا مع نوح وبديع وكنا ثلاثة مختار نوح وخالد بدوي وانا وكانت وجهتنا بيت الدكتور سعد الدين إبراهيم الذي خرج من السجن منذ بضع شهور وكنا نتحاورونحن في السيارة ووصلنا الى بيت الدكتور سعد الدين وكانت صالة الإستقبال تتميز بالذوق الرفيع وعلى الحائط صورة للسيد المسيح وبجوارها لوحة بالخط الكوفي لآية الكرسي
رحب بنا الدكتور إبراهيم وتكلمنا عن رغبة الإخوان التقارب مع الغرب ومن الحوارعرفنا كذلك إن الإخواني الشهير عصام العريان قد فتح حواراً معه للتقارب مع أمريكا وإن الكتور سعد وعده بذلك
ويقول الخرباوي واعطيت العذر للجماعة لإنه من شأن المضطهد أن يبحث عن وسيلة للخروج ولكن الخوف إن الإخوان سيستخدمون هذه النافذة ليس للحصول على حريتهم ولكن للوصول الى الحكم وتذكرت قول الحاج لاشين أبو شنب وهو من القيادات التاريخية للإخوان بمعرض الكلام عن العراق من إمكانية الإستعانة بكافر للوصول الى الحق
وبعد جلستنا مع الدكتور سعد الدين إبراهيم تغيرت الدنيا وخرجت من الجماعة بعد أن بدأت معالم الأسرار تنكشف من حولي وترك مختار نوح الجماعة ثم رأيت الفصل الثاني من علاقة الإخوان بأمريكا وذلك في شتاء الأيام الأخيرة من عام2005


الفصل الثاني من علاقة الإخوان بأمريكا

كانت صلتي بأحد أعضاء مكتب الإرشاد من الإخوة الكبار أصحاب التاريخ وما زال عضواً حتى كتابة هذه الكلمات ،وكان يقول إن أصحاب الفكر الدخيل لن يفلحوا في مسعاهم ولكنني كنت أجده فاتر الهمة،ينتقد الإخوان في الغرف المغلقة وحريصاً الا يصل صوت إنتقاده إليهم
وفي أحد الأيام الأخيرة من عام 2005 ذهبت الى بيته بناءا على موعد بينناورأيته مختلفاً وكان ثائراً مهتاج المشاعر وذكر بأن الجماعة بدأت تسير في منحنى خطير
تعجبت كيف؟
علاقتنا بأمريكا بدأت بالتطور بيننا والآن مراسلات وإتفاقات وهذه تتجه ناحية تيسير طريقنا الى الحكم وأمريكا تريد منا ما يخالف ثوابتنا التي دافعنا عنها سنوات
ومن منكم يتفاوض مع أمريكا؟
خيرت الشاطر وعصام العريان
وكيف تسكت عن هذا الأمر وكذلك أبو الفتوح ومحمد حبيب ؟
المعلومات متكتم عليها ويقوم بها الشاطر وهم يطلقون في مراسلاتهم  على خيرت الشاطر بإنه (الكبير )
امريكا إمبراطورية الشرفي العالم وإذا أراد الإخوان قطف ثمرتها فسيفقدون نور دعوتهم وخيرية مقاصدهم
كلامك صح خذ هذا الكتاب وإقرأه لتنبه الى الخطرواخذت اقرأ في الكتاب وفيها تعهدات الإخوان لإمريكا (نقبل وجود إسرائيل والحفاظ على كل المعاهدات والإتفاقيات )
ابدى الأصدقاء سعادتهم بتصريحات المرشد عن إسرائيل وقالوا عنه إنه رجل محترم وقد أوضح الأصدقاء ضرورة تدعيم الحوار مع الحزب الوطني والحفاظ على الكيان الحاكم وعدم المساعدة في إي تجمع يسعى إلى خلخلة النظام
وفي هذا الصدد ونتيجة هذا الحراك يشرح الباحث في الشأن الإسلامي حسام تمام حيرته !كيف نكص الإخوان عن مساندة مظاهرات كفاية والقوى الوطنية الأخرى

*وهذا يفسر لنا لماذا أخذ الإخوان يهادنون النظام، ويتحاشون الصدام معه، ولماذا يتأخرون في النزول والسبب الذي لم يخطر له وهو إنتظارهم للتنسيق مع الأمن ولقد إحتار حسام تمام الباحث في الشأن الإسلامي عن أسباب تأخرهم بالنزول في عدة مواقف ويكون بعد تحرك حركة كفاية وأرجع السبب الى ترهل التنظيم لضخامته

وفي نفس الوقت أخذ خيرت الشاطر يكتب في الجارديان البريطانية موجهاً خطابه للغرب
لماذا تخافون منا؟

وينتظر الأصدقاء سفر د العريان الى بيروت في النصف الأول من ديسمبر لإكمال الحوار وإذا لم يتم سيحضر إليكم صحفي أمريكي وسيقدم نفسه بإسم جون تروتر مطلوب أن يجلس مع الشاطر وعزت
حامل الخطاب الأخ حسان وهو من السودان
كان الخطاب كارثياً ووقفت عند الجمل التي تفيد إن الإخوان يستعينون بامريكا للوصول الى الحكم وهنا تذكرت عبارة قالها الحاج لاشين أبو شنب من إنه يجوز الإستعانة بالكفار من أجل الوصول الى الحق
وبعد عامين من قصة الخطاب أدلى عصام العريان بتصريح لجريدة الحياة اللندنية قال فيه إن الإخوان إن وصلوا للحكم سيعترفون بإسرائيل وسيلتزمون بمعاهدة السلام معها
هنا قال العريان نفس الكلام الذي كان مطلوباً منه والذي تلقى التعليمات بشانه من الخطاب المجهول الذي وصل من شخصية إخوانية تعمل في الخفاء مع أمريكا ولإن هذا التصريح نشرته الحياة اللندنية في عيد الفطر فلم ينتبه إليه احد إلا إن عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط كشف عنه وهاجم العريان بسببه

وأجرى موقع الأردن العرب حديثاً مع سعد الدين إبراهيم ذكر فيه ما يلي
 كنت اول من فتح قنوات الإتصال بين أمريكا والإخوان منذ عام2005 ،فمن كان مهندس هذه المفاوضات من جانب الإخوان؟
خيرت الشاطروعصام العريان لإن كليهما كان معي في السجن وهما جزء من الحوارات السياسية التي فتحناها مع الأوروبيين منذ عام 2003 في النادي السويسري في أمبابة وحدث ذلك 3 مرات ، ولقد تأخرت لقائاتهم مع الأمريكيين لإن السفير الأمريكي بالقاهرة لم يستطع الحصول على تفويض من واشنطن للسماح له بمقابلتهم فقد كانت أحداث سبتمبر مازالت تؤثرعلى قراراتهم ولكنه كانوا يجتمعون  مع السفير البريطاني ، الكندي ، الأسترالي الذين يجتمعون بالإخوان ثم يجلس السفير الأمريكي معهم لمعرفة نتائج هذه الحوارات

وما هي النقاط المشتركة التي كانت تدور حولها هذه الحوارات؟

نقاط أساسية كان يدور الحوار حولها وهى إذا ما وصلتم إلى الحكم ماذا سيكون موقفكم من كل من «القوى الغربية - أجندة الإخوان الداخلية وتحديداً موقفهم من غير المسلمين وموقفهم من المرأة وحرية الإبداع والثقافة - موقفهم من معاهدة السلام وإسرائيل..» وكان الأوروبيون والأمريكان يردون «بناء على إجابتكم سيتم تحديد مدى شرعيتكم وقبولنا لها
وإستمرت الإتصالات والمشاورات بين كل الإطراف وكان النظام عارفاً بذلك ولكن قد فات الآوان
وقبل أن نصل الى ثورة 25 يناير لا بد أن نحدد إتجاه القطبيين الذين سيطروا على الإخوان والذين يحكمون مصر الآن

التاريخ قبل 25 يناير بعام

المكان نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت

يجلس القرضاوي على منصة القاعة موضحاً إن سيد قطب خرج بفكره عن العقيدة ،التي عليها أهل السنة والجماعة وفي اليوم التالي أدلى محمود عزت القطبي الشهير بتصريح قال فيه إن المشكلة ليست في فكر سيد قطب ولكن المشكلة في أن الذي قرأ لسيد قطب (ويقصد القرضاوي )لم يفهم ما قرأه فسيد قطب هو أبرز علماء أهل السنة والجماعة
وبعدها بأيام إستضاف الباحث الإعلامي ضياء رشوان الدكتور يوسف القرضاوي في قناة الفراعين الفضائية ليسأله عن تفصيلات ما قاله في ندوة نقابة الصحفيين وردود فعل قادة الجماعة عنها
فذكر القرضاوي
إن ما كتبه سيد قطب يؤكد خروجه عن أهل السنة والجماعة فأهل السنة والجماعة يقتصدون في عملية التكفير ووفقاً لما إستقر عليه الفقه نرى إن سيد قطب بعد عن الصراط السوي لإهل السنة والجماعة
فسأله ضياء رشوان هل سيد قطب بهذه الأفكار ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ؟
سيد قطب نقل عن أبو الأعلى المودودي ولم ينقل عن حسن البنا وتأثر به فمنهج سيد قطب ليس منهج الإخوان الذي وضعه حسن البنا فسيد قطب لم يتربى على حصيرة الإخوان وأحذر من يقرؤن له الوقوع أسرى أفكاره
رد فعل الإخوان
وكأن النار قد إشتعلت في مقر الإخوان بالمنيل إجتماعات وتوجيهات للبعض لكي يهاجموا الشيخ القرضاوي
ثم كانت مكالمة تلفونية من احد كبار الإخوان لضياء رشوان نريد أن تفسح لنا مجالاً  في برنامجك لنقول كلمتنا فرد رشوان على الرحب والسعةهذا شئ يسعدنا
إستضاف ضياء رشوان محمود عزت ومحمد مرسي كممثلين للجماعة وهنا قال محمود عزت أفكار سيد قطب هي أفكار الإخوان وأردف محمد مرسي قرأت لسيد قطب بعدوفاته وصارت جزءا مني صحيح له نصوص تكفيرية ، ولكننا لا نعتبرها تكفيرية ،ولكنها تحرك الوجدان ويجب على من يقرأ سيد قطب أن يتعلم العربية وقلبي على القرضاوي الذي لايعرف العربية ولا يتقن غير الركستمانية فإذا عرف العربية سيدرك ما يقوله سيد قطب وقبل أن تنتهي الحلقة تلقى ضياء رشوان مداخلة تلفونية من محمد بديع (المرشد الثامن)يؤيد فيها دفاع الصاحبين عزت ومرسي عن أستاذهما سيد قطب
القرضاوي يستمع بدهشة  ويسأل د محمد سليم العوا من هؤلاء يادكتور
إنهم تنظيم العشرات يا سيدي
وتنظيم العشرات هم الإخوان الذين بقوا في السجن من 65 الى 75 ولم يكن مرسي معهم ولكنه تلميذهم
وهنا يبرز سؤال ؟ كيف جاهرالمرشد ومكتب الإرشاد وعلى قناة فضائية مشهودة بكل هذه الآراء وكانوا يخافون مجرد النطق بكلمة عن سيد قطب؟
والجواب هو التقوية بالأميركان وإتفاقهم معهم وجبن النظام الذي ترك لهم المجال لكي يعملوا ما يريدون
الشيخ القرضاوي الإخواني الذي تبنى حملة عبد المنعم أبو الفتوح للرئاسة وجاء يصلي في جمعة النصر وتاريخه موثق فهو القائل لقاتل النقراشي
عبد المجيد تحية وسلام إبشر فإنك للشباب إمام ،سممت كلباً جاء كلب بعده ،(ولكل كلب عندنا سمام)وهذا هو الفقيه الذي يحيي القاتل ويسمي القتيل كلباً
ومنواله مستمر بالتمسك بالإخوان وإصراره على التحريض على وطنه
يا للمثل الرفيعة والتمسك بقيم الإسلام النبيلة من هؤلاء الذين أساؤا الى الدين كما لم يستطع أعداء الإسلام النيل منه


إرهاصات ثورة 25 يناير

تطور الفكرة الدينية الى أن سيطرت على الحياة بكافة وجوهها
نستطيع أن نعتبر ماذكر أعلاه هي المقدمات التي مهدت لثورة يناير وهنا لتكتمل الصورة سنحاول أن نلقي نظرة على أحوال المجتمع المصري وكيف تطورت الفكرة الدينية الى أن سيطرت على كل الحياة بكافة وجوهها وأخيراً إستلام السلطة
إذا رجعنا الى الحقبة التي ذكرناها سابقاً وذلك قبل ثورة 23 يوليو  والتي سميت بالفترة اللبرالية ولتوصيفها نعود الى مراجع البحث لنستدل على معطيات تلك الفترة وتأثيرهاعلى الحياة العامة
وظهر جيل الإحتجاج المصري في النصف الأول من القرن العشرين  وبينا ذلك في
جيل الإحتجاج المصري في النصف الأول من القرن العشرين

تمتع جيل الإحتجاج المصري بنوع من الليبرالية السياسية بدأت مع عصر اسماعيل وتطورت بعد دستور 1923 فى قيام حركة حزبية نشطة وبرلمان نشط وانتخابات وحرية صحافة لم يعرفها العالم العربى وقتها الا ان هذه الليبرالية المصرية الفوقية فى دنيا السياسة حصرت العمل السياسى فى الطبقة العليا من المجتمع ومعها بعض الشرائح العليا من الطبقة الوسطى. وجاء الجيل الجديد المتعلم من أبناء الطبقة الوسطى فلم يجد له متسعا فى التوظيف أو العمل السياسى . وبجانب هذا القصور عن استيعاب الأجيال الصاعدة الطموحة كانت هناك ظاهرة أخطر هى انعدام العدل الاجتماعى ووجود فجوة هائلة بين الأغنياء والفقراء ، قيل عنه  مجتمع النصف فى المائة ) حيث كان يملك الثروة فى مصر نصف المائة من عدد السكان. ( وهو نفس الحال الآن ) اسهم القصور الليبرالى والظلم الاجتماعى عن ظهور جيل جديد متنمر متمرد ساخط ، استغل الليبرالية السياسية وقتها فى اثراء حركات التطرف بكل أنواعها، الشيوعية  ومصر الفتاة والاخوان المسلمين.

شابت الفترة اللبرالية وفق التسمية التي أطلقت عليها بعض الملامح التي لابد من ذكرها وهي وجود المجالس النيابية الذي إقتصر تمثيلها على النخبة التي كان بينها وبين أماني جموع الشعب بوناً شاسعاً
وإشتدت حركة التنوير التي تمثلت بطه حسين ولطفي السيد  لإجلاء الواقع وبث قيم التحضر في المجتمع ومواجهة التيار الديني الذي توجه بعضهم الى الجامعة لقتل طه حسين وخرج عليهم بكل شجاعة المفكر (الحمد لله الذي أعماني حتى لا أرى وجوهكم) ثم إكتملت الروايه بفصله من الجامعة دلالة على توصيف لمجريات الأمور في وقتها

ما يخص فعالية  المجالس النيابية  بما وصفته وذكرت صافينازأحمدالباحثة في شأن الثورة المصرية
بسيطرة الطبقات الاجتماعية المكونة للنظام الإقطاعي البرجوازي علي الأحزاب السياسية, ومشاركة تلك الطبقات في القمع السياسي للحركة الوطنية بهدف حماية مصالحها مع المؤسسة الملكية والقوي الاستعمارية في الوقت الذي كان المجتمع المصري يشهد حالة صعود للعديد من القوي الاجتماعية الجديدة التي لم يستطع النظام القائم استيعابها داخل نسقه السياسي والاجتماعي علي حد سواء.
إفول الدولة العربية – مصر نموذجاً
يحلل السيد ياسين هذا النموذج كما يلي
-  احتدمت تفاعلات الموقف الثوري على وجه الخصوص بين عامى 1950 و 1952.  وبناء على تداعيات متتالية مسجلة فى الدراسات التاريخية، هبت رياح الثورة، التى قادها الضباط الأحرار، وهم مجموعة من الشبان المصريين الذين تربوا فى أحضان الوطنية المصرية بكل تقاليدها المجيدة، وبتأثير رموزها الساطعة: «عمر مكرم»، و«محمد عبده»، و«أحمد عرابى»، و«عبد الله النديم، و«محمد فريد»، و«مصطفى كامل»، و«سعد زغلول». هذه المجموعة الوطنية الرائدة، التى تطلق عليهم بعض الكتابات فى الوقت الراهن «العسكر» هم الذين قادوا أول تجربة مصرية حديثة فى التغيير الاجتماعى والتخطيط له
يذكر هيكل في حديثه مع لميس الحديدي على إن كلمة يسقط حكم العسكر الذي إنتشربشكل مريب من إنه ظهر بعد جمال عبد الناصر من قبل أمريكا وإسرائيل وذلك لتشويه دولة عبد الناصر (التي حرقت قلوبهم)
غير أن هذه التجربة الرائدة، والتى أدت إلى تحديث الدولة المصرية من كافة جوانبها، تعرضت للنهاية التاريخية بعد هزيمة يونيو 1967.وتم إجهاضها واقضاء عليها بعد 1073
وكانت أعظم فرصة للإخوان ولتيار اليمين الديني أن يبثوا سمومهم في عقول البسطاء والشباب البرئ الذي ساءه ما حدث من هزيمة لبلاده وضخت الأموال من الخارج وأحكمت أمريكاالمخطط وجاء السادات لينفذها بحذافيرها.
وكتب عمار علي حسن في 29-6-2012 توصيفاً لتلك الفترة ما يلي
 وعبدت ثورة 1919 الطريق أمام ثورة يوليو 1952، التى إن كانت قد بدأت بانقلاب عسكرى، فإنها لم تلبث أن تحولت إلى ثورة اجتماعية كاملة، أعادت ترتيب الطبقات المصرية، وحررت البلاد من الملكية الفاسدة والاستعمار الغاشم، وألهمت شعوب العالم الثالث برمته روح التحرر والانعتاق
الجمهورية الأولى 1952 -1970
وسارت الثورة الثقافية والحضارية جنباً الى جنب مع أهداف الثورة السياسية
*ومن الملاحظ إنفتاح الأفق واسعاً في ذهن عبد الناصر الذي تحرك ليسابق الزمن ويعيد للفلاح والعامل كرامته ونصيبه في وطنه وليتيح التعليم الجامعي لجموع الشعب والذين حملوا لواء التنوير الثاني ولحد الآن كبهاء طاهر ويوسف القعيد وجابر عصفور،كما وأنتجت الثقافة الجماهيرية الأبنودي وأمل دنقل وغيرهم كثير
 ولازالت قصيدة أمل دنقل (لاتصالح) مخاطباً السادات داعياً له بأن لا يتصالح مع العدو الإسرائيلي ترن في مسامع الناس

ثروت عكاشة ثائر يوليو  يحمل مشاعل التنوير

 وأخذت المرأة حقوقها في الإنتخاب وحصلت على أرقى الشهادات ودخلت مجال العمل، كما وحمل عبئ التنوير وزير الثقافة  الوزير المثقف ثروت عكاشةو وصفه ًالغرب بالمثقف العالمي الذي إستنفر اليونسكو لنقل آثار معبد أبو سمبل قبل أن تهدر مياه السد وتطمرها ،وفتح معهد البالية والكونسيرفاتوار وفرقة الموسيقى العربية والمعهد العالي للموسيقى ومعهد السينما ومعهد الفنون المسرحية  ومسرح التلفزيون الذي أعطى المجال للموهوبين بأن يظهروا إبداعهم والأوركسترا السيمفوني وأكاديمية الفنون ومختلف المتاحف والمعارض لعروض اللوحات العالمية التي ترتقي بالحس الإنساني وتمدنه وأتيحت لجموع الناس وخاصة الطلبة أن يشاهدوا عروض الأوبرا لتي جاءت بعروضها من جميع انحاء العالم

 ويذكر رجاء النقاش في معرض تعليقه على مؤلفات ثروت عكاشة مذكراتي في السياسة والثقافة ما يلي

كل من قرأ كتاباً جميلاً في جيلنا أو سمع لحناً ممتعاً أو شاهد رقصة رفيعة أو دخل معرضاً للفنون يكون ورائها ثروت عكاشة
أما الحديث عن قصور الثقافة في جميع  محافظات مصر فكانت الأرض الخصبة لظهور المواهب من شتى الفنون والآداب من شعر ورسم ونحت
ويذكر الموسيقار عمر خيرت في معرض حديثه عن أزمة وزارة الثقافة في عهد مرسي بأن معهد الكونسيرفاتوار والأوركسترا السيمفوني أنتج جيلاً متفرداً يعملون في مصر وكافة دول العالم وهم الذين حفظوا التراث الثقافي من هجمة الجهل وكان قد تم تدريبهم على يد عباقرة الموسيقى التي إستقدمتهم الدولة لهذا الغرض

وأخذت المراة مكانا متميزا فمنحت حق الإنتخاب فاصبحت وزيرة ونائبة وأمتلأت الجامعات بالمئات من حملة الماجستير والدكتوراه ودخلت الى الوزارة وتغيرت صورة المرأة  فكانت أما من الحريم أو من رواد الحفلات والولائم عدا نخبة تنويرية محدودة
وأستقبلت مصر رموز التحرر في العالم وتربعت جريدة الأهرام 

الذي أفرد هيكل الطابق السادس من مبناها الجديد لرموز الفكر والأدب والثقافة وظهرت قصص نجيب محفوظ منتقداً سلبيات المرحلة مبتداً بالسمان والخريف وميرا مار وثرثرة فوق النيل واللص والكلاب التي تحولت الى أفلام سينمائية وجاء بنك القلق لتوفيق الحكيم ليثير ضجة وعاصفة من الإنتقاد لما يجري من إختراقات لإجهزة الأمن ،وإشتطت الرقابة تريد منعه وأمر عبد الناصر أن ينشر وتدفقت الأفلام  وشعت أنوار المسرح وأضاء الغناء ربوع مصر والبلاد العربية التي كانت تتابع ما يجري بشغف وحب وتعددت التفسيرات  والدراسات في تفسير هذا الإلتحام وتحليله الى يومنا هذا و ومن ثم  ليقيم صرح الصناعة وكما أعلن الرئيس مرسي بعيد العمال بإنني سأسير على خطى عبد الناصر ،وليعيد خير القناة الى أبنائهاوليدخل في معركة حياة أو موت لبناء السد العالي الذي صنفه أعداءه بإنه أهم مشروع  مائي في القرن العشرين وحمى مصر من الفيضان والجفاف الذي شهدته القارة الأفريقية على مر الأعوام وسددت تكاليفه من محاصيل البصل والثوم*
*يشير الدكتور أحمد عبد الجواد أستاذ الطاقة النووية في جامعة بغداد إن الطمى المحجوز خلف البحيرة فيه كميات من الذهب والبلاتين وله بحوث في كيفية إستخراجه
ولكن دولة التراخي بعيدة عن الدراسات والبحوث التي تخدم الوطن وتزيد من ثرواته
ويذكر يوسف القعيد توصيفا لتلك الفترة في قريته التي كان يعيش فيها من أن الفلاح كان يكدح طول السنة ليسلم محصوله الوفير لقاء لقيمات من خبز البتاو وكان ينزل من الحمار ويمشي حافيا اذا صادفه في طريقه مجلس للأعيان ولم يذق الفلاحون الخبز إلا بعد ثورة يوليو
ويذكر بهاء طاهر لمحمود سعد بأن سبب حبه لعبد الناصر هو مرض والدته إذأنشأت ثورة يوليو المراكز الصحية التي أنقذت مرضانا من الموت

حاتم الجبلي وزير الصحة في عهد مبارك
ولقد ذكر حاتم الجبلي وزير الصحة في عهد مبارك بإنه لم تشهد مصر طيلةتاريخها مراكز صحية تلبي إحتياجات الناس كما المراكز الصحية التي أسستها ثورة يوليو
وهنا يأتي سؤال اذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يسارع وزير الصحة لإعادتها ورعايتها أم إن اسهمه في مستشفى دار الفؤاد شغلته عن ذلك
الأقباط
لم تشهد مصر في وخمسينيات وستينيات القرن الماضي ولا حادثة صدام واحدة بين المسلمين والأقباط

وسنحاول أن نتدرج بموضوع الأقباط وعلاقتهم بالإخوان في مراحلها
محمد علي يبطل تصنيف الأقباط مواطنين بالدرجة الثانية

أبطل عهد محمد علي تصنيف الأقباط كمواطنين من الدرجة الثانية وأدخلهم في التجنيد الإلزامي ليواجه التعصب الديني بوجوب دفع الأقباط للجزية لحماية المسلمين لهم وبدخولهم الى التجنيد إنتفى القول بذلك وشعر الأقباط بإنهم مواطنين من الدرجة الأولى وأتيحت لهم الوظائف وخاصة في القطاع المالي وجاءت ثورة 1919 لتحمل مواجهة الهلال والصليب للإحتلال البريطاني وقاد حزب الوفد ممثل الأغلبية هذه الظاهرة التي عادت بالخير على البلاد وكان رموز حزب الوفد من الأقباط وعلى رأسهم وزير المالية الأشهر السياسي اللامع والخطيب المفوه مكرم عبيد الذي أتاحت مكانته وصداقته الأسطورية لزعيم الأمة مصطفى النحاس أن يساهم في هذا الجهد قائلاً وعلى رؤس الأشهاد (بأنني قبطي الديانة مسلم الهوية والوطن )وأحس القصر الملكي بإزدياد شعبية الوفد فأرادوا شق صفوفه وحيكت خطة إبعاد مكرم عبيد عن النحاس باشا ونجحت في تشتيت هذا الصرح الوطني

ويذكر هيكل في كتابه خريف الغضب توصيفاً لتلك المرحلة
الأقباط في العهد الملكي
كان سعد زغلول شديد الوعي بالمشكلة الطائفية وبفضل قيادته لثورة 1919 والمبادئ التي أرساها في الوفد فإن هذه المشكلة التي ظهرت بوادرها في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين لم تلبث أن تراجعت وبدا إنها حلت وتشهد لجنة الأقليات لدستور 1923 على صفحات للفريقين ببعد النظر وصدق التعبير عن الحقائق الوطنيةولقد رفضت هذه اللجنةمبدا تمثيل الأقليات في البرلمان على أساس ان ذلكسوف يؤكدمنطق التفرقة بين مواطنين في امة واحدة*
*وشاهدنا كيف تجرع العراق  سموم هذا التصنيف في مجلس الحكم الذي ظهر بعد السقوط ويعتبر البداية للتفرقة الطائفية وإنقسام الوطن شيعاً واحزاباً
ولعب الإخوان المسلمين لعبتهم من مساندة القصر  وكانت كراهيتهم للوفد ولزعيمه مصطفى النحاس أكبر الباعث لهم على تشتيت التضامن المسلم القبطي الذي أتاح للعناصر الدينية المتشددة بأن تلعب أدوارها ويرجع الفضل للتفرقة بين النحاس ومكرم للسياسي الداهية أحمد حسنين باشاً

الأقباط في الجمهورية الأولى

يذكر فكري أندراوس في كتابه المسلمون والأقباط في التاريخ ما يلي
في عصر جمال عبد الناصرضعفت الأرستقراطية القبطية شأنها شان الأرستقراطية المسلمة إلا أن التأثير على الجالية القبطية كان أكثر صودرت أوقاف الكنيسة كماالأوقاف الإسلامية وأعيد تنظيمها من قبل  الحكومة ،(لتوقف النهب المنظم لخيرات الأوقاف )وحرمت الكنيسة من هبات الأغنياء
*ولعلاقة البابا كيرلس السادس بجمال عبد الناصر* أصبح للإقباط مكانة تميزت بالإعتدال وبشعور الأمان في بلادهم ،وأشتهرت مقولة عبد الناصر للبابا كيرلس السادس إدعيلنا يا أبونا وكان لمساهمة الدولة في بناء الكاتدرائية أكبر الأثر في نفوس الأقباط وأصبح البطريك كيرلس السادس هوالبابا كيرلس السادس على قدم المساواة مع بابا الفاتيكان ولم تشهد سنوات الخمسينات والستينات اي حادثة تصادم بين الأقباط والمسلمين
*على أثر خلاف بين عبد الناصر وهيلاسي لاسي إمبراطور الحبشة ذهب البابا كيرلس السادس الى الحبشة وصفي الخلاف وحضر هيلاسي لاسي إفتتاح الكاتدرائية وهذا مثل على إستخدام مصر لقوتها الناعمة
كما ولدلالة هذه العلاقة وأهميتها  حين تميزت إسرائيل غضباً إذا كان عندك كيرلس السادس فعندنا الإسطول السادس


الأقباط في الجمهورية الثانية في عصري السادات ومبارك 

 لمحة بسيطة من التاريخ القبطي 

القنصل الروسي مخاطباً البطريرك كيرلس الرابع 1854 –1862

هل يرى البطريرك مناسباً ان يضع رعاياه من الأقباط تحت حماية القيصر الروسي العظيم فتسائل البطريرك هل يموت القيصر الروسي فرد القنصل بالطبع فرد البطريرك فلماذا أضع نفسي واهلي تحت حماية من يموت في حين نحن جميعاً في حماية حي لا يموت

الرئيس المؤمن في دولة العلم والإيمان

بدأت مواهب التمثيل جلية في شخصية الرئيس السادات 
ولكونه الرئيس المؤمن  في دولة العلم والإيمان وهورئيس مسلم  لمسلمين كما وصف نفسه نسي إن لهذا الوطن شركاء لهم ما لهم وعليهم ما عليهم وبقوا عل مدى تاريخهم حريصين عليه متشبثين 
بتربته ، فرأى الأقباط بإنه لم يعد لهم مكانا في بلادهم الذين هم أصلها

الأقباط في عهد الرئيس مبارك

يصنف عهد الرئيس مبارك بأنه من أسوء العهود بالنسبة للأقباط ولو تتبعنا الأحداث التي تعرض لها الأقباط لرئينا العجب العجاب من هجمة تيار الإسلام السياسي على ممتلكات الأقباط وحريتهم الدينية  لرئينا العجب العجاب وكأننا نعيش في عصر الهمجية فمن سرقة محلات الذهب الى حرق المحاصيل الزراعية وإستهداف القبطي ككافريجب 
 إستتابه أو ذمي يجب عليه أن يدفع لهم الجزية والى أخره من أحداث أساءت الى الوحدة الوطنية ومزقت النسيج الوطني الذي بقي متماسكاً من ثورة 1919الى عام 1973وبعدها بدأت المتاجرة بالدين التي تبنتها الدولة لتزايد على الإخوان المسلمين  ولتظهر نفسها بإنها حامية الإسلام والإسلام براء منها   



وسنعود لنرى ماذا عمل هذا الكافر والخارج عن الملة لدينه ، الدين الذي يؤمن به و 
يبجله ولكن لم يتاجر به



أنطلق شطط الإنتقام كقذائف لا ترحم من كل جهة رأت إن عبد الناصر يهدد مصالحها وأخذ تجار الدين في المساجد يهاجمون  عبد الناصر ويصفونه بالكفر والخروج عن الملة بمساندة الدولة التي تعهد رئيسها لكسينجر بإنه سيقضي على نظام عبد الناصر

ملاحظة في منتهى الأهمية تحتاج الى دراسات المختصين

ومن الملاحظ إن الهجمة التي إكتسحت مصر وأستطاعت أن تغير عقول ونفوس لم تستطع أن تنفذ الى الوطن العربي  والذي بقي حريصاً بل وتمسكاً بإبنهم البار الذي ضحى بحياته من أجل وطنه وأمته 

يذكر المفكر رفعت السيد أحمد في تحليله لإتجاه عبد الناصر الديني بعنوان عبد الناصر الإسلامي في مقابلة مع إبراهيم عيسى لقناة القاهرة والناس  ما يلي
عبد الناصر الإسلامي
عنوان يصلح للبحث في إنجازات عبد الناصر في محيطه الإسلامي والتي حاول الإخوان ، طمسها للتأكيد في ذهن الأبرياء بأن عبد الناصر ضد الإسلام وهو القميص الذي تستر فيه الإخوان وحاولوا من خلاله التغطية عن كرههم لعبد الناصر الذي وصل لحد إستعمالهم كل أساليب الكذب والتأويل الغير شريفة في الخصومة التي مهما إشتدت فالمفروض في المتدين أن يراعي فيها الله الشاهد على ما في القلوب والنفوس
وهناك مثلاً عمن راجع نفسه وضميره موضحاً ذلك بكل شجاعة وهو القيادي في الجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم هذا ما صرح به والله أعلم ما في السرائر

كما أكد د. ناجح إبراهيم 
 القيادى التاريخى بالجماعة الإسلامية ـ أن الزعيم جمال عبدالناصر كان مخلصًا لوطنه ويكفى أنه "حرر" الإرادة الوطنية وجعلها مصرية خالصة وقطع وغل الأيادى الأجنبية، وقطع الطريق عليها فى التدخل بالشأن المصرى. وقال ناجح إبراهيم لـ "العربي": إن هذه الأيام التى نعيشها جميعًا وتشهد فيها البلاد حالة من البطالة وغيرها من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، تجعلنا نعترف بأن حكم عبدالناصر شهدت فيه البلاد خيرًا عظيمًا، كان على رأسه الضمان الاجتماعى وإيجاد وسائل الرزق للجميع والعمل لكل شاب وهو ما نفتقده هذه الفترة. وأضاف أن الرئيس جمال عبدالناصر كان فى إمكانه أثناء فترة حكمه أن يكون شديد الثراء هو وأسرته لأن ممتلكات البلاد حينذاك تقع فى قبضة يده ولكنه لم يفعل لأنه كان عفيفًا وشريفًا وطاهر اليد.. فى الوقت الذى كان الملك فاروق يمتلك هو وأسرته ربع الأراضى الزراعية فى مصر.. ولو أراد عبدالناصر أن يمتلك هذه الأراضى والثروات لفعل.. فى الوقت الذى نرى فيه اليوم أشخاصًا من متوسطى الثراء يملكون ما كان يمكن أن يملكه عبدالناصر وقتها وكانت ملك يديه ولو أراد الحصول عليها لفعل. واعترف ناجح إبراهيم بسيطرة الفكر الناصرى على كل ومعظم أعضاء الجماعة الإسلامية، لأن هذه الفترة كانت فيها مصر ذات مكانة عالية بين الأمم ولم تخضع لقوى إقليمية أو دولية ولهذا كان عبدالناصر فى ذلك الوقت معشوقًا جماهيريا. وأضاف أن أعضاء الجماعة من الجيل القديم كانوا يؤمنون بفكر عبدالناصر وهذه الفترة هى البداية لما يعرف بمرحلة الحب الشديد والتى جاءت للمكانة العالية لـ "مصر" بين الأمم.. ثم جاءت مرحلة الكراهية الشديدة وهى التى نقلها لنا الإخوان بالسجون والمعتقلات.. وأخيرًا جاءت مرحلة التقييم استنادًا إلى فكر العلامة ابن تيمية الذى قال: إن العبد فيه خير وشر وطاعة ومعصية فيوالى من حيث طاعته ويعادى من معصيته.. وهذه القاعدة هى أساس التعامل مع الزعيم عبدالناصر.. لأننا كنا نتعامل معه فى الأول بأنه خير لا سواد فيه وخلال المرحلة الثانية تعاملنا بأنه شر لا بياض فيه.. ولكن جاءت مرحلة التمحيص والتدقيق ووجدنا واعترفنا فى النهاية.. بأن جمال عبدالناصر كان رجلاً مخلصًا والمشكلة الرئيسة فى فترة حكمه هى سوء علاقته بالإخوان المسلمين وتعامله معهم بالقسوة والدولة هى المنوط بها احترام القانون، وكان السبب الرئيسى وراء ذلك هو وجود مجموعة من الأشخاص بجوار الرئيس عبدالناصر أساءت الفهم ونقلت معلومات مغلوطة عن الإخوان*
*لايحتاج جمال عبد الناصر من ينقل له معلوماته عن الإخوان فهو أعرف الناس بهم ولقد ذكر هيكل قول عبد الناصر له بأن هؤلاء قتلة.



كما وتم دراسة عهد عبد الناصر من قبل مركز دراسات الوحدة العربية للباحث عمرو صابح وجاءت كما يلي

 والرئيس جمال عبد الناصر هو أول حاكم مسلم ،يتم في عهده جمع القرآن الكريم مسموعا (مرتلا و مجودا) في ملايين الشرائط و الأسطوانات بأصوات القراء المصريين
تم زيادة عدد المساجد في مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970، أى أنه في فترة حكم 18 سنة للرئيس جمال عبد الناصر
تم بناء عدد (عشرة ألاف مسجد) وهو ما يعادل عدد المساجد التى بنيت في مصر منذ الفتح الإسلامى وحتى عهد جمال عبد الناصر.
في عهد عبد الناصر تم جعل مادة التربية الدينية (مادة إجبارية) يتوقف عليها النجاح أو الرسوب كباقى المواد لأول مرة في تاريخ مصر بينما كانت اختيارية في النظام الملكي.
- في عهد عبد الناصر تم تطوير الأزهر الشريف وتحويله لجامعة عصرية تدرس فيها العلوم الطبيعية بجانب العلوم الدينية

لماذا طور عبد الناصر الأزهر وأدخل اليه العلوم الطبيعية  


 يذكر محمد فائق* في كتابه ( عبد الناصر و الثورة 


الأفريقية )
إن سبب إهتمام عبد الناصر بإدخال العلوم الى جامعة الأزهر هو التقارير التي إستلمها عن ثقافة المبشر المسيحي وأراد أن يكون دعاة الأزهر على ثقافة ودراية بإمور دينهم ودنياهم

أن الرئيس عبد الناصر أمر بتطوير الأزهر بعد أن لاحظ من متابعته لأوضاع المسلمين في أفريقيا أن قوى الاستعمار الغربى كانت حريصة على تعليم المسيحيين العلوم الطبيعية ( الطب – الهندسة – الصيدلة ) ومنع تعليمها للمسلمين مما أدى لتحكم الأقليات المسيحية في دول أفريقية غالبالية سكانها من المسلمين، وكانت هذه الأقليات المسيحية تتحكم في البلدان الأفريقية المسلمة وتعمل كحليف يضمن مصالح قوى الاستعمار الغربى التى صنعتها، لذا صمم الرئيس عبد الناصر على كسر هذا الاحتكار للسلطة وتعليم المسلمين الأفارقة علوم العصر ليستطيعوا حكم بلدانهم لما فيه مصلحة تلك البلدان .
أنشأ عبد الناصر مدينة البعوث الإسلامية التى كان ومازال يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين على مساحة ثلاثين فداناً تضم طلاباً قادمين من سبعين دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر مجانا ويقيمون في مصر إقامة كاملة مجانا أيضا، وقد زودت الدولة المصرية بأوامر من الرئيس عبد الناصر المدينة بكل الإمكانيات الحديثة وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف بسبب ذلك.
أنشأ عبد الناصر منظمة المؤتمر الإسلامى التى جمعت كل الشعوب الإسلامية.
على مدار اليوم
تم ترجمة القرآن الكريم إلى كل لغات العالم.تم إنشاء إذاعة القرآن الكريم التى تذيع القرآن على مدار اليوم.
تسجيل القرآن كاملا على أسطوانات وشرائط للمرة الأولى في التاريخ وتم توزيع القرآن مسجلا في كل أنحاء العالم.
تنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، والعالم العربى، والعالم الإسلامى، وكان الرئيس عبد الناصر يوزع بنفسه الجوائز على حفظة القرآن.
فى عهد عبد الناصر تم وضع موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامى والتى ضمت كل علوم وفقه الدين الحنيف في عشرات المجلدات وتم توزيعها في العالم كله.
فى عهد عبد الناصر تم بناء آلاف المعاهد الأزهرية والدينية في مصر
 وتم افتتاح فروع لجامعة الأزهر في العديد من الدول الإسلامية
.
ساند جمال عبد الناصر كل الدول العربية والإسلامية في كفاحها ضد الاستعمار.
كان الرئيس جمال عبد الناصر أكثر حاكم عربى ومسلم حريص على الإسلام ونشر روح الدين الحنيف في العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس.
سجلت بعثات نشر الإسلام في أفريقيا وأسيا في عهده أعلى نسب دخول في الدين الإسلامى في التاريخ، حيث بلغ عدد الذين اختاروا الإسلام دينا بفضل بعثات الأزهر 7 أشخاص من كل 10 أشخاص وهى نسب غير مسبوقة و غير ملحوقة في التاريخ حسب إحصائيات مجلس الكنائس العالمى.
صدر قانون بتحريم القمار ومنعه، كما أصدر قرارات بإغلاق كل المحافل الماسونية ونوادى الروتارى والمحافل البهائية
.
وصلت الفتاة لأول مرة إلى التعليم الديني كما تم افتتاح معاهد أزهرية للفتيات، وأقيمت مسابقات عديدة في كل المدن لتحفيظ القرآن الكريم، وطبعت ملايين النسخ من القرآن الكريم، وأهديت إلى البلاد الإسلامية وأوفدت البعثات للتعريف بالإسلام في كل أفريقيا و أسيا، كما تمت طباعة كل كتب التراث الإسلامى في مطابع الدولة طبعات شعبية لتكون في متناول الجميع، فيما تم تسجيل المصحف المرتل لأول مرة بأصوات كبار المقرئين وتم توزيعه على أوسع نطاق في كل أنحاء العالم

كان جمال عبد الناصر دائم الحرص على أداء فريضة الصلاة يومياً كما كان حريصاً أيضاً على أداء فريضة صلاة الجمعة مع المواطنين في المساجد.
و كان أقرب حكام مصر فهما لروح الدين ودوره في حياة الشعوب وأهمية إضفاء المضمون الاجتماعى في العدالة والمساواة عليه

خصومة الإخوان السياسية  لعبد الناصر تحولت الى خصومة دينية وكأنهم يعارضون حكم الرومان لمصر
 .
لم يكن رموز جماعة الإخوان المسلمين شرفاء في خصومتهم مع جمال عبد الناصر وثورته، ، حاولوا قتله أكثر من مرة، ودبروا أكثر من محاولة للإطاحة بنظام حكمه، وعندما فشلوا ودفعوا ثمن محاولاتهم الانقلابية وعداءهم للنظام الثورى، لم يكتفوا بذلك خرجوا من المعتقلات كالمتسول صاحب العاهة الذى يشحذ بعاهته،
 وبتحالفهم مع السادات والسعودية والمخابرات المركزية الأميركية تدفقت عليهم مئات الملايين من الدولارات وفتحت لهم المنابر لبخ سمومهم وأكاذيبهم عن أنبل وأشرف عربى في التاريخ الحديث، وعن عهده الذى يمثل استثناء لم يتكرر حتى الآن خلال ألف عام من التاريخ العربى، ولكن لآن الوثائق لا تكذب ولا تتجمل، والحقائق لابد أن تظهر مهما طال الزمن، كشفت أجهزة المخابرات التى عملوا لحسابها وتحالفوا معها أكاذيبهم وتدليسهم

هذا هو عبد الناصر الإسلامي فماذا عمل المتاجرين بالدين للإسلام
 .
لقد زورت جماعة الإخوان المسلمين تاريخ جمال عبد الناصر وزيفت وعى أجيال من الشعوب العربية، ظنت أن جماعة تلصق باسمها صفة الإسلام لا يكذب قادتها ولا يزوروا وثائق ولا يتهموا الناس بالباطل ولا يتعاملوا مع مخابرات غربية ضد بلادهم
هذا التوضيح كان في فترة حكم الإخوان.
لكى تفتح جماعة الإخوان المسلمين صفحة جديدة مع التيار الناصرى على قادتها الحاليين أن يصدروا كتبا تروى الحقيقة وأسباب صراعهم السياسى مع جمال عبد الناصر وليست تلك الهلاوس والادعاءات الكاذبة والحاقدة .
وكما أعتذر القيادى الناصري حمدين صباحى لجماعة الإخوان المسلمين عما يعتقد أنه حاق بهم من ظلم في عهد جمال عبد الناصر، نطالب قادة جماعة الإخوان المسلمين أن يعتذروا عن تشويهم عمدا وكذبا للرئيس جمال عبد الناصر وعهده وعن اتهامهم الباطل له بالإلحاد ومحاربة الإسلام ولدى الجماعة المنابر ودور النشر وقنوات التليفزيون التى تمكنها من تقديم اعتذارها ليس لجمال عبد الناصر وعهده بل للأجيال التى زيفوا وعيها وللتاريخ
*ومن الملاحظ إنشقاق الحركة الناصرية بعد ذلك لرفضهم هذا الإعتذار الذي أراد به حمدين طي صفحة الماضي

ومن جهة ثانية إحترم عبد الناصرالتقاليد الفطرية المصرية بإجلال الأديان التي  يضمها النسيج الوطني المصري ، ولم يشهد عهده اية حادثة ولو بسيطة من الخلاف الطائفي وفي معارك مصر الي خاضتها مع العدو الإسرائيلي يخاطب البابا كيرلس السادس ( إدعيلنا يا أبونا) وهذه جملة يستعملها المصريون بكل عفوية وتدل على متانة 
الوحدةالوطنية

وهنا يأتي سؤال لمن ينتمي عبد الناصر
دخل طائر العنقاء أرض الخلود

إذا إستطعنا أن نرصد كيف إجتمعت جينات العبقرية الوطنية وقيم العزة والكرامة في عروق ونبضات هذا الإبن البار لوطنه وأمته لإكتشفنا كل يوم المزيد ليملآ الصفحات بمعاني القيمة والأصالة ، ولقد أعيد إكتشافه من قبل البعض بعد أن زالت الغشاوة التي وضعها الإخوان وفلول الإنفتاح والسماسرة والمرتزقة بجوقة رخيصة تصدرتها أمريكا وإسرائيل ، وأشتغلت آلة الدعاية المريبة وخدعت الأبرياء الذين لفوا نكسة يونيو حول رقبته ،فمنهم من نسى نكبة وطنه و صلى شكراً ،ومنهم من رقص على أشلاء شهدائه طرباً ،أما الإخوة وأولاد العم الذي ماتوا حسداً من مكانته فيمكننا  أن نتحدث عن شماتتهم بلا حرج ، إنها ليست شماتة ولكنها فرحة غامرة ،جاء يوم النكسة يوم سعدهم ،يوم أملهم ،وها هو نزار قباني يصف لنا هذا الموقف بكل عفوية البلاغة والبساطة والوضوح


وراء الجنازة سارت قريش
فهذا هشام
وهذا زياد
وهذا يريق الدموع عليك
وخنجره تحت ثوب الحداد
وهذا يحاول بعدك ملكا
وبعدك
كل الملوك رماد
وفود الخوارج جاءت جميعا
لتنظم فيك
ملامح عشق
فمن كفروك
ومن خونوك
ومن صلبوك بباب دمشق
وفي ظني إن عقود الماس التي يصوغها نزار ليس من بعدها كلام


الأمة تقف بوجه العدوان

و أتشحت الأمة كلها بالحزن ولكن الأمل  أقوى والصبر  أجدى ،والعزيمة غلابة كاسحة ،جرفت جرثومة النكوص والهزيمة ،تغلب الحس الفطري النقي على ميكروب العدو وخسته، أذهلت العدو والصديق ، وماتت إسرائيل كمداً والإخوان غيظاً وهم يرون كيف إستقبله شعب السودان الأبي بعد النكسة مباشرة وكان متوجساً  فهذه أول مواجهة له للشعب العربي وخارج حدود دولته ،ولكن مرارة النكسة أنسته إن العالم العربي كله هي دولته ،وإن قلوبهم هي مسكنه ،شد الشعب السوداني من أزره ورفع من معنوياته ، وذكره بأن أيام العذاب ستزول، وتحرير الأرض عزيمتها ستبقى كما سيبقى وطنه عزيزا كريما وبمساندة فوق التصور  من وطنه وأمته التي رأت إن رصيده عندها عالياً ، طالبته بأن يبقى لإزالة آثار العدوان،عدوان الحقد والشماتة والإنكسار وكانت السنين الثلاثة التي بقيت من عمر الشهاب الذي ظنوه إنطفأ هي التي تحول فيها من رجل الثورة الى رجل الدولة ،فصبر على الصعاب وسهام التشكيك ،ومرارة الأحقاد،  ومشى فوق الشوك، وكان الشوك أحن من حقدهم رحيماً به ، حانياً على جروحه مواسياً لألمه ، وواجه العالم كله بثقة الضمير النقي الذي إتسمت به ملامح شخصيته الإنسانية،وساندته الأمة العربية ووقف شرفائها بوجه ،الحقد والكراهية بغرض تحطيم دولته التي كافح هو وشعبه لإرسائها وتثبيتها ،الدولة التي أصبحت أملا ليس للعرب فقط ولكن لشعوب آسيا وأفريقيا وكل العالم الحر
خاطبه ديجول
لا تحقق لإعدائك الفرصة التي إنتظروها طويلاً،
وشدالأمين العام للإمم المتحدة يوثانت عزيمته ذاكرا
هناك حكمة بوذية ، بإن الصبر على المكاره هي التي تظهر معدن الرجال
هذا نموذج لما كتب له من قادة العالم الحر ومن الشعب العربي الذي غمره بحب يفوق الوصف،
وإذا أردنا أن نلقي الضوء على مسيرته الوطنية كلها ،فلا تكفيها الصفحات و لا تحتاج الى توضيح لإنها ساطعة سطوع الشمس في رابعة النهار وترجمها شامخة بحروف العربية الوضاءة  ،
شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري
لله صدرك ما أشد ضلوعه في شدة وأرقهن رفاء
يا قائد الجيش الشهيد أمضه الشوق فزار جنوده الشهداء
وها هو جبرتي الثورة المصرية صلاح جاهين يرسم الكاريكتير في جريدة الأهرام بذكراه السنوية
أحبك يا عمري
لله دركم أبناء العروبة ستبقون سنى يضئ لنا الطريق




ملاحظة في منتهى الأهمية تحتاج الى دراسات المختصين

ومن الملاحظ إن الهجمة التي إكتسحت مصر وأستطاعت أن تغير عقول ونفوس لم تستطع أن تنفذ الى الوطن العربي  والذي بقي حريصاً بل وتمسكاً بإبنهم البار الذي ضحى بحياته من أجل وطنه وأمته 


ورحل عبد الناصر وفي تجربته ومشروعه كما ذكر هيكل وقفت معضلتين لم يستطع حلها الصراع مع إسرائيل والديمقراطية
ولقد لعب السادات على هاتين المعضلتين بتمثيليات هزلية غير مبنية على الدراسة والتحليل فأراد محو صفحة سلفه فلم يستفيد من منجزات المرحلة ولم يستطع إستثمار النصر وكان هاجس النجم اللامع أهم من مشاكل الملايين اما نتائج حرب إكتوبر فيمكن أن نلخصها بمقولة وزير خارجية مصر محمد إبراهيم كامل الذي  رافق السادات فيرحلته الى كامب ديفيد في كتابه
السلام الضائع تفصيلاًلهذه المباحثات  تحت عنوان صلابة الرجال
لو أن من كان يتفاوض في كامب ديفيد أيزنهاور وجمال عبد الناصر بدلاً من السادات وكارتر لتغيرت النتائج
(إلا أن معدن الرجال يختلف فلم يكن كارتر في صلابة إيزنهاورولم يكن السادات في صلابة عبد الناصر كان كلاهما كارتر والسادات يرتدي قناعاً رقيقا من الصلب يخفي 
ظاهره ولكن لا ينفذ الى باطنه )


الجمهورية الثانية عصر السادات ومبارك*

ودار الزمن دورته وجرفت موجة الإنفتاح الذي أعلنها السادات بعد حرب إكتوبروالمكسب السريع والسماسرة الذين فتشوا في كل منفذ للربح والمضاربة لضرب الأسس التي قام عليها كفاح الغالبية العظمى من الناس ولقمة عيشهم الشريفة وأنطفأ عصر التنوير الثاني وجاء المبعدون من السعودية  بجلابيبهم ولحاهم وأزياء نسائهم السوداء وشاعت في شوارع القاهرة ظاهرة غريبة بأن يمشي الرجل مزهواً وخلفه نسائه وقد تجللن بالسوادومن ثم  لينتشر المتشددون منهم في أرجاء البلاد حاملين معهم التكفير والإرهاب لكل من يقف بوجوههم ووجهوا كل حقدهم وتعصبهم الى الأقباط شركائهم في الوطن الذي حافطوا على ولائهم له في عز هيمنة العصر الروماني وجبروته
*وكان دعائهم لمصر وشعبها ونيلها وارضها في صلواتهم  معروفا وفي الزمن الهمجي الأخير الذي حرق الإخوان عشرات الكنائس أصبحت مقولة البابا تواضروس الثاني مبدأ
إن مصر أعز علينا من الكنائس ونستطيع أن نصلي في اي مكان ولكن وتبقى مصر
*اراد السادات إضفاء صفة التنوير لعصره فدعى المطرب خوليو وفرانك سيناترا واليزابيث تايلور لزيارة مصر وهؤلاء من دعاهم كانوا مهمين ونجوم لا معين ولكن للنخبة التي همها البذخ والبهرجة

ويذكر محمدحسنين هيكل في كتابه خريف الغضب حول هذه الحقبة ما يلي

النهب الثاني لمصر

منذ أيام الخديوي إسماعيل لم تتعرض مصر لعملية نهب منظم وعلى نطاق واسع كتلك التي تعرضت لها في السنوات الأخيرة من حكم السادات، لقد عم الفساد الهرم الإجتماعي في مصر من القاعدة الى القمة
إن القاهرة في تلك الأيام أصبحت مجالاً مفتوحاً للوسطاء والسماسرة من كل أنحاء العالم وكانت مواكبهم بحللهم الأنيقة ، وأحذيتهم اللامعة تنتقل  بين الفنادق الكبرى ودور الوزارات وأروقة الحكم وهناك تعقد الصفقات والمنافع يجرى تبادلها ودخلوا الى كل المجالات من تطويق القطاع العام الى صفقات السلاح وبدأ الإنتشار المخيف لمكاتب التوكيلات ومكاتب الإستشارات الى جانب هؤلاء الذي لم تكن لهم مكاتب ظاهرة يمكن 
رصد نشاطهم

البنك الدولي رائد الرأسمالية العالمية يتعجب مما يجري في مصر

ومع سنة 1980 وجد البنك الدولي نفسه مضطراً للفت الأنظار للفجوة المتزايدة التي خلقتها سياسة الإنفتاح بين الأغنياء والفقراء في مصر والآثار الإجتماعية والسياسية التي يمكن ان تترتب على هذه الفجوة

ولكن الفساد كان أقوى من إيقافه أو حتى صده
ويشير يوسف القعيد في كتابه حدث في بر مصروصفاً للمستفيدين من سياسة الإنفتاح بأنها طبقة المظليين* ينقضونمن السماء على المواقع ليحتلوها او يدمروها وإن هذه كانت مصممة أما ان تسيطر على مصر أو تدمرها
*إستعار هيكل هذا التعبيرمن الكاتب يوسف القعيد في كتابه المثقفين وعبد الناصر  وأستأذن يوسف القعيد بذلك

وبدأ حسني مبارك رئاسته بعقد مؤتمر إقتصادي

وكانت الحقائق فيه مفجعة فلقد دخلت الى مصر موارد كانت تكفي لتعمير البلاد صناعيا وزراعياً وتعزيز بنيته الإقتصادية والمحافظة على هياكله التي ساندت حرب إكتوبر وأمدت الجبهة بإحتياجاتها ، ولكن الفساد وسياسة الإنفتاح وأوامر من يهمهم تخريب مصرقضت على هذه الأموال وذهبت الى حسابات الأعوان الذي كونوا ثروات لايحلمون بها وبدأت فيها كارثة بيع الأراضي والتي أكملها عهد حسني مبارك

 والتي أطلق عليها الكاتب سعد الدين وهبة تسمية

النهب  الثالث لمصر

في الفترة الأولى من حكم مبارك بدا إن الإمور تسيربشكل معقول وكان بيع الشركات والمصانعفي البداية على شكل ضيق ومخفي وبالتدريج أحس الناس بملاحقة مصادر رزقهم وتهديم منجزاتهم وفي العشر سنوات الأخيرة من حكم مبارك بانت الحقيقة بشكل واضح وأجهز النظام على كل ما يعين الناس على حياتهم من عمال وفلاحين وموظفين في كل قطاعات الحياة وبدل عثمان أحمد عثمان ظهرت طبقة الطفيليات والإحتكارتحت حماية من جلب الخراب لمصرجمال مبارك، وصديقه ضارب الطبلة أحمد عزأصبح ضارب الحديد  والمحتكر الأول له ، وتزعم بيع المصانع والشركات وزير الإستثمار محمود محي الدين الإبن الذي لايستحق أن ينتسب لعائلة محي الدين التي كانت قد تزعمت التيار الإشتراكي في مصر، والذي أسند له منصب دولي مرموق عند الإنتهاء من عملية البيع
ويذكر إبراهيم عيسى في كتابه تاريخ المستقبل ما يلي

لم يفكك السادات أسس الشركات والمصانع بل من جعلها خراباً وفككهاهو حسني مبارك وشلته فلم تستطع حتى النكسة بكل أهوالها أن تخرب نتائج الخطة الخمسية 60-65 بل بالعكس ساعدت هذه الخطة الخمسية المذهلة على تزويد الجبهة بكل إحتياجاتها

(السادات أرسى حجر الأساس ومبارك شيد البنيان)

وكان لنجاح هذه الخطة هو السبب الحقيقي للعدوان الإسرائيلي على مصر 1967 فلم تكن إسرائيل ولا الإميركان مستعدين أن تتحول مصر الى قوة صناعية إقليمية تهدد التفوق الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية فكان مسموحاً لكوريا الجنوبية التي بدأت في 1962 نهضة إقتصاددية مشابهة لمصر فتحول الناتج الكوري من 2 مليار عام 1962 الى 474 مليار في 2002 ولم يكن هذا مسموحاً لمصر عبد الناصر
وهذا التصنيع المذهل في خمس سنوات فقط ولم يفلح أعداء مصر في تفتتيه وبقي صامداً في وجوههم فلم ترتفع الأسعار بعد النكسة مليماً واحداً ثم جاءحسني مبارك وزبانيته وأخذ يفكك ويبيع في ربع قرن  ما بناه عبد الناصر في خمس سنوات فقط *
*عبد الناصر مخاطباً الوزراء إذا إرتفعت الأسعار مليماً واحداً ستذهبون الى بيوتكم ويتسائل الغرب والشرق ؟ لماذا بقي في ضمير الناس وأعطته جماهيره فرصة لإزالة آثارالعدوان بل وقفت الى جانبه تقويه وتشد من أزره ومن المناسبات المشهودة لمكانته عند الناس بعد النكسة وكان في تشيع الشهيد عبد المنعم رياض وشعر الناس بعذابه ومحاولته أن يتماسك مواجهاً هذا الفقد المؤلم فأزاحت الجماهير الغفيرة الأمن كل يحاول إحتضانه ،وتعالت الصيحات شد حيلك يا ريس
وكان الإخوان ومعهم أمريكا  ينظرون وقد تميزوا غيظاً وأنطفأت فرحتهم بهزيمة 67 وكانت صدمتهم أشد وفي أول رحلة له الى مؤتمرالقمة العربية في الخرطوم بعد النكسةعلقت مجلة التايم وقد وضعت صورة عبد الناصر على غلافها وقد حملته الجماهير السودانية على أكفها وهجموا على موكبه يريدون إحتضانه (الجماهير تحتضن بطلها المهزوم)* وكان لهذا الإستقبال أثره في رفع روحه المعنوية وإنكساره عارفاً بإنه واجه شماتة الإخوة ومن ثم مواجها لشماتة اولاد العم
*وفي تقديري بأن موضوع تقسيم السودان عشعش في أفكار من يهمه الأمر بدأمن تلك اللحظة الفارقة
 ونعود الى موضوعنا بعد بيع الشركات والمصانع

بيع الصرح الإقتصادي الأشهر والمصدر المعقول لإحتياجات الناس شركة عمر أفندي

وغطت موجة
البؤس مصر من أقصاها الى أقصاها وتلفت الناس حيارى في أكبر ضربة وجهت لهم وهي فضيحة بيع الصرح الإقتصادي المشرف لشركات القطاع العام والمصدر المعقول لإحتياجاتهم وهي شركة عمر أفندي التي بيعت بربع ثمنها الى شركة أنوال السعودية وقدرت ممتلكات عمر أفندي من الأراضي والإصول بالمليارات ولم يبقى في مصر شبر لم يباع إلا السد العالي وقناة السويس
وعقد إبن القطاع العام المهندس يحيى عبد الهادي مؤتمرات صحفية تكلم فيها عن هذا النهب بصورة مفصلة وأمام كل الوكالات المحلية والأجنبية مما دفع الدولة لمداراة فضيحتها بزيادة ثمن الصفقة والتي مهما زادت لا تعادل فقط المبنى الرئيسي لعمر أفندي والذي يعتبرتحفة فنية في البناء ولا يقدر بثمن، وتوالى بيع المصانع والشركات ما ادى الى خروج الألاف من أعمالهم وعمت البطالة وضحايا المعاش المبكر الذين ملئوا الشوارع والمقاهي  
ووصلت كارثة بيع الأراضي بأبخس الأثمان لمن له الحضوة العائلية أو الوظيفية ومباشرة أما تباع بأسعار مضاعفة أو بقروض بضمانها من البنوك لتشيد عليها الشقق والفيلات ثم تباع بأسعار فلكية،وأحتار الناس في تدبير إمورهم وهم يرون القصور والمنتجعات وقد أغرقت البلاد دالة شاخصة على الفروق الخيالية في مستوى المعيشة وكانت النتيجة الطبيعية لهذا البذخ والفرق الشاسع في مستوى المعيشة أن ولد الفساد 
إبناءا بؤساء ضائعين أطلق عليهم وصف العشوائيات وسكان المقابر

ودع عبد الناصر الحياة وقد بنى دولة متحضرة وجاهد لكي يعطي للعامل والفلاح حقوقه لمعرفته بأنهم أساس الحياة الإقتصادية في كل بلد
ترك عبد الناصر 1200 مصنع وبناءاًعلى تقريرالبنك الدولي قدرت قيمتها ب1400 مليار دولار وكانت جهود بيعها الحثيثة وتحويل الشعب المصري الى شعب إستهلاكي مما يدمي القلب 

المنتجعات تلد العشوائيات

ومن الطبيعي أن تنتشر العشوائيات في أركان مصر وشوهت وجهها الحضاري وأساءت الى مفهوم العدالة الإجتماعية الذي كافح الشعب المصري لكي يحققها ولكن مكسب الثراء السريع والفساد وإنتهاز الفرص قضى قضاءا مبرما على آخر أمل للتشبث بها
وكان النظام كل سنة يحتفل بذكرى 23 يوليو ومن المضحك المبكي إنه في الذكرى الخمسين لثورة يوليو دعت الحكومة كل القوى السياسية للإحتفال بها فرد عليهم عبد المنعم أبو الفتوح تحتفلون بماذا وهل أبقيتم منها ما تحتفلون به وحبكت النكتة من أحدهم أكيد يريدون الإحتفال بتصفيتها

وسكت الإخوان في مجلس الشعب وغير مجلس الشعب وكانوا يلاحقون الفنانين والكتاب والمبدعين لإلهاء الناس على إتفاقهم مع الأميركان وتربيطاتهم مع أمن الدولة التي ظهرت جلية بعد ظهور حركتي كفاية و6 أبريل وأيدوا التوريث وفي نفس الوقت كانت تمثيليات النظام من التخويف والرعب من الإخوان قدوصلت الى مداها
وخاضوا معاً سباق التسلح من هو أكثر تديناًمن الآخر وساد في المجتمع المصري ظاهرة التدين السعودي فكتب فقهاء السعوديين أصبحت المرجع وتسجيلات الخطباء وتلاوة القرآن الكريم الخليجية أصبحت تقليداً في إفتتاح المشروعات ودخل الفن السعودي فأصبحت اللهجة الخليجية من لهجات الشعر الغنائي في مصر
وإجتهد شيوخ الفضائيات لهداية الفنانين وإنهمرت تصريحات التوبة والتبرء من الفن الذي أضاء حياتنا وعبر عن آمالنا وآمانينا ،وقلبوه الى أسوداً وملوثاً
 وظهر للطبقة الغنية شيوخ ملاكي يحللون لهم مكاسبهم ويقبضون الثمن وشاعت الفتاوي وأغرقت معها الحلال والحرام ، وجاءت  تقليعات الحجاب من كل شكل ولون و لها بيوت ومصممين وأصبحت العباءة السوداءوغطاء الرأس تأخذ أشكالاً وأنواعاً غريبة ببهرجة ومهرجانات ساد فيها التدين الشكلي وغاب الدين الحقيقي ولعب الإسلام السياسي لعبته فأسسوا مجتمع الصدقات والتبرعات ونرى مبدأ الصدقات قد ساد وتوارى مجتمع الكفايةوالعدل والتصنيع بل وقضي عليه قضاءاً مبرماً
وتفرجت الدولة وهي ترى أسس المجتمع المصري يجري قلبها رأسا على عقب وأخذت تبتز الأثرياء منهم للتبرع ،للحزب الوطني والمقابل إتاحة سبل الإحتكار لهم وقد صال المعتمد الجديد لجمال مبارك أحمد عز في ربوع مصر متباهياً بقوته المادية وإحتكاراته في الحديد الذي تلاعب بأسعاره مما أدى الى إرتفاع أسعار الشقق والأراضي الى أرقام فلكية وبدا بإنه الحاكم الفعلي لمصر كما وترأس النهب من جهة ثانية حسين سالم صديق مبارك ملك شرم الشيخ والسواحل التي إشتروها بأبخس الأسعار ودرت عليهم ثروات خرافية ومنحوا الأراضي مجاناًلمن شاؤا والثمن يودع في الحسابات المصرفية

نموذج من سيطرة التدين الكاذب والمتاجرة بالدين على الحياة في مصر

نظام الحسبة يرجع في القرن الواحد والعشرين
مأساة المفكر حامد أبو زيد
من المعلوم عندما تضعف الدولة وتتهرأ وينتشر الفساد ، يظهرالمتاجرون والمزايدون والعاطلون ليتحكموا في مقدرات العباد، وأكثرهذه الظواهر شيوعاً وشهرة ، الظاهرة المقيتة التي حولت حياة المثقفين والمبدعين الى جحيم هي المتاجرة بالدين تحت دعوى (الحسبة) فتلفت أحدهم ليجد له ضحية يتسلى بها ، وهنا وقع على صيد ثمين ظهرلغط الجهلة والغوغاء حوله لتسفيه آرائه ومعتقداته وهم لايعرفون عنها شيئا ولم يقرؤها ويحللوها التحليل العلمي الذي سوف يقودهم الى نتيجة أخرى غير التكفيرالذي يتاجرون به أو يتلهون به وهذا الصيد الثمين هو المفكرنصر حامد أبو زيد والذي أعاد الى الأذهان مطاردة طه حسين وعلي عبد الرازق في تاريخنا الحديث أما تاريخنا القديم فهو حافل بكل أنواع التكفير والإرهاب لكل من يخالف
وسوف أرجع الى كتاب يوسف زيدان دوامات التدين ليبين لنا مأساة المفكرنصر حامد أبو زيد من خلال نظام الحِسْبة وسر المحنة كما وصفها
(يتوهم كثير من الناس إن نظام الحسبة هو مفهوم إسلامي شرعي ، وشرط لازم من شروط الإيمان القويم من دون إنتباه لإصل الحسبة وتطور جذورها السابقة عن الإسلام ولقد إكتوى بنارها فقهاء وعلماء وصوفية وأدباء
الإحتساب لم يكن معروفاً في الصدر الأول للإسلام حتى كان عصر المأمون بن هارون الرشيد وفيه يظهر الإحتساب في بغداد كأمر تنظيمي ذو صبغة إجتماعية /سياسية وصار لوظيفة المحتسب أهمية كبرى ويشبه نظام الرقابة كما نعرفه اليوم كحماية المستهلك ومراقبة الأسعار ومكافحة الإحتكار والغش التجاري و"الحسبة على الأطباء والصيادلة" بمعنى الرقابة على الممارسات العلاجية والتأكد من صلاحية القائمين بها ومراقبة ما يحتفظ به العطارون والصيادلة من المواد الدوائية الصالحة وفقا لما هو معروف من خواص الأدوية وأعمار العقاقير
ولقدصارت بعدها وظيفة المحتسب مرتبطة بنحو ما بالجانب الأمني السري وصار للمحتسب أعوان يقترب بما نسميه اليوم ( المخابرات)الذي أثاروا الفزع في قلوب الناس
ثم تطورت وظيفة المحتسب الذي اصبح يقوم بدور (المراقب- المعاقب)إستناداً الى السلطة الممنوحة له من الحاكم ولأن الحاكم الأعلى لكل حاكم هو الله فقد توسلت الحسبة حتى إستندت الى الأصل الديني الشرعي
وتناست بمرور الأيام دورها الإجتماعي
ولما إنهارت دولة الخلافة الإسلامية صارت الحسبة في بلادنا حقاً لكل فرد بمعنى إنه يجوز قانوناً أن يقيم أي شخص دعوى قضائية ضد أي شخص آخر
هنا جاءت وقائع قضية الدكتور نصر حامد أبو زيد الذي إلتقط بعضهم بعضاً مما كتبه في أعماله التي تقدم بها للترقية الى درجة الأستاذية وخرج بها الى ساحات المحاكم وأقام دعوى حسبة لإثبات إن هذه البحوث الأكاديمية فيها ما يشبه الكفر وبالتالي فصاحبها مرتد عن الإسلام وبعد عدة جلسات حكمت المحكمة بالتفريق بين الدكتور نصر وزوجته فما كان منه أن فارق بلادنا و أقام في أوروبا
وبعد قضية الدكتور أبو زيد التي أزرت بنا أمام العالم رأت الحكومة أن تعدل قانون الحسبة وتجعلها بيد الجهات الرسمية والنيابة العامة وبظنهم تفادي الوقوع في مطب آخر مشابه لقضية الدكتور أبو زيد )

النهاية
وفي ليلة ليلاء
 غادر الدكتور نصر حامد أبو زيد مصر و تلقفته الجامعات الأوربية ليحاضربها وبعدها
توفي في عام 2010 وخسرت الحياة الثقافية المصرية والعربية واحداً من أهم أركانها سواء إتفقنا معه أو إختلفنا وحين نتفق أو نختلف فيجب دراسة مؤلفاته كلها دراسة علمية مبنية على المقارنة والتحليل والإستنتاج لنصل لرأي منصف وعادل وعلمي وأن لانقع بيد الجهلة والمزايدين بالأديان ومحترفي حدود الردة التي لا يعرفون عنها شيئاً وتنشغل ساحات المحاكم بهم وتقام الدعاوى بإسمهم

ويشير محمد بيلي العليمي في بحثه عن الوطنية المصرية والتنوع الطائفي في مجلة وجهات نظرما يلي
لقد جرى التأصيل الإجتماعي للوارد الثقافي من خلال المزاوجة بين ثقافة الإستهلاك والتدين الوهابي فإجتهادات الدعاة الجدد في النوادي وبيوت الأثرياء والفضائيات عمدت على تمجيد الثروة وإستلهام النصوص الدينية التي تصب في هذا الإتجاه مع مراعاة التكافل الإجتماعي من خلال التبرعات لإوجه الخير الأمر الذي أوجد حالة من الإسترخاء لدى الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة وحالة مماثلة لدى الشريحة الدنيا المستفيدة من أموال الأثرياء مما أدى الى تراجع لمكانة السلع في التجارة وتركيز الإنتاج على صناعة الخدمات مما أدى الى إعتماد سوق العمل على مهارات لايمتلكها ذلك القطاع العريض من البشر الذين كانت حياتهم قائمة على عجلة الصناعة وهو مما أدى الى تعزيز ثقافة الإستهلاك فالدعاة الجدد لايملكون هذه الثقافة لتعظيم الإنتاج فنآكلت الطبقة الوسطى التي عرفت بتحركاتها البعد عن الفرز الطائفي والتي صنفت عالمياً بإن عجلة الإنتاج تقوم على أكتافها ، ومن الطبيعي أن تنتج هذه الممارسات بعداً طائفياً متأثراً بالخليج السني
الذي تغلب عليه وتحركه من إحتقار للمرأة الى التشدد الطائفي الى محاربة الأديان الأخرى وإزدرائها
ومن جهة أخرى لعب أقباط المهجر دوراً موازياً في تشكيل البعد الطائفي

ويشير المؤرخ يونان لبيب رزق في كتابه شؤون وشجون

الى إنه ولسوء الحظ فإن أقباط المهجر بدلاً من أن يصبحوا رصيداً مضافاً للدور المصري تحولوا الى عبئ عليه وشكلوا مصدراً من مصادر الوهن على عكس اليهود مثلاً الذين شكلوا أهم أرصدة الدولة الإسرائيلية رغم عنصريتها أو حتى اللبنانيين أصحاب التقاليد العريقة في الهجرة الذي أضافوا لبلادهم إقتصادياً وحضارياً
وإستمر الإخوان ببث الفرقة بمحاولة فتاويهم من تهميش لدور الأقباط والمرأة ولعبوا مع الدولة لحبك الأدوار في مصر هذا التخبط والإنهيار وقدرت بإجتهادي المتواضع بعد تولي أحمد نظيف للوزارة وزواج جمال مبارك بإن النهاية ستكون بعد خمس سنوات وقد كان

قصص الحب والزواج عند المسلمين والأقباط

ولقد تبارى المسلمون والأقباط بمواضيع تافهة لاتضيف للإسلام أو المسيحية شيئاً وهي قصص الحب وما يترتب عليه من زواج المسلم من قبطية وزواج القبطي من مسلمة وتغير دين كلا الطرفين ويحلل علماء الإجتماع هذه الظاهرة ،بإن تغيير الدين وما يصاحبه من ضجة وتهليل أو تنديد يعود الى شعور المسلمين بالخذلان في حياتهم وتأخر بلادهم فيأتي من يدخل دينهم ليضيف بعداً نفسياً بالإبتهاج أما الفرحة والإنتصار لدى الأقباط فلشعورهم بإنهم أقلية ولا يأخذون حقوقاً كالمسلمين مما يكون تنصر المسلمين إنتصارا لهم وبإنهم الدين الأفضل
وجلبت هذه الممارسات لو إستطعنا أن نحللها بدون تعصب لإي طرف المصائب والمطاردات والقتل مما أضاف بعداً جديداً لإنهيار قيم المجتمع التي جاهد حملة التنوير للوصول الى صيغة معقولة للتعايش بين أطرافها

دور مصر في أفريقيا

الأحمق الذي يرث ميراثاً عظيماً ويبدده ويقعد ملوماً محسورا
وذهب المثل العربي الشهيرتفسيراً ،هل له خلف يحيي ذكراه ،بجواب مأثور، عاش على مر الزمن وعتق السنين بإنه شهاباًومض ثم هوى وغيثاً جف مطره وذوى، وزهراً ذبلت روحه فجفا
فغرس عبد الناصر الزرع وتركه فجف وذوى
من المعروف إن النيل ينحدرمن الجنوب ويصب في الشمال فينبع من بحيرة فكتوريا ويصب في مصر
أما أفريقيا ومنابع النيل فتجاهلوا أهميتها وخطورتها وعاشوا على ميراث عبد الناصر ومكانته في أفريقيا، ولقد أعلنها إبراهيم عيسى صريحةً الى مسؤولي الحكم في مصرمشيراً الى مظاهر تعاليهم على القيادات الأفريقية ، وشعورهم بإنهم الرواد الذين ظلوا يقتاتون على موائد جمال عبد الناصر ،موضحاً بإن دور مصر الأفريقي والأسيوي وكذلك العربى قد إنتهى في يوم 28 سبتمبر 1970 وإنكم قد إستنفذتم رصيدكم من الميراث أوعلى وشك النفاذ ،إن لم يكن قد إنتهى فعلاً(كالأحمق الذي يرث ميراثاً عظيماً ويبدده ويقعد ملوماً محسورا)
ويسجل التاريخ لعبد الناصر إن المرة الأولى التي خرجت فيها زوجته لتظهر في عشاء رسمي كان على شرف الإمبراطور هيلاسي لاسي(1958 ) الذي شعر بقيمته في عيون المصريين وكان إستقبالهم له حدثاً مشهوداً لتفويت الفرصة على المخابرات الإمريكية التي ملئت رأس الإمبراطورتحريضا حتى لاتبني مصر السد العالي

وكما ذكر هيكل توصيفا للجهود التي بذلت تجاه أفريقيا في مقابلة له مع لميس الحديدي
كانت الجهود التي بذلت في أفريقيا مضنية لتأخذها مصر لصفها فأحتضنت الثوار الأفارقة وأمدتهم بالمال والسلاح ثم رعاية عوائلهم وأسبغت عليهم الحماية بعد أن تعقبت المخابرات الأمريكية القادة الأفارقة العظام وقضت عليهم الواحد تلو الأخر وبقيت جهود عبد الناصرالبناءة في قلوب الأفارقة الى يومنا هذا
*حكت لي ، الشاعرة المصرية حياة ابو النصرعن مؤتمراً للتضامن مع أفريقيا حضرته مع جمع كبير وبدأ الخطباء المصريون ، يسردون نضال قادة أفريقيا الذين خرجوا كلهم من عباءة عبد الناصر وتجاهل الخطباء المصريين ذكر،عبد الناصر فترددت الصيحات مدوية في أرجاء القاعة من الحضور الأفريقي جمال جمال ،فكنت في غاية العجب كيف يضج الأفارقة فخراً به ولا يشعر بالفخر من له إبن مثله، فهل تنبه الغافلون لغفلتهم ؟
*زار المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا مصرفنظر الى برنامج الزيارات الذي أمامه وتسائل أين زيارتي لزعيم زعماءأفريقيا وبهت مرافقوه وكان جوابه زعيم زعماء أفريقيا جمال عبد الناصر وتوجه لزيارة الضريح
وفي الحفل الذي أقيم لتكريمه في جامعة القاهرة وقف يلقي كلمة مخاطباً فيها عبد الناصر
لقد تأخرت زيارتي لعشرين سنة كنت أود أن أراك،ولكن رئيس الجامعة الإخواني لم يعجبه هذا الكلام ووقف يندد بحكم عبد الناصر، وكان مانديلا في غاية العجب 
والدهشة،  ولا يسعني هنا إلاأن أستعير الكلمة العبقرية لصلاح جاهين عجب

ووقفت دولة الفساد تتسلى ضاحكة على الإنحطاط الذي وصلوا إليه ويتفرجون كيف يهين الإخوان الرمز الشريف لوطنه ،في قاعة الإحتفالات الكبرى في جامعة القاهرة والتي هي أساسا ، قاعة جمال عبد الناصر التي شهدت تاريخا جليلاً من المواقف والأحداث وفي ظنهم إنهم باقون للإبد، ولكن الأبد كان بعيدا عن أحلامهم ،والنهاية لدولتهم الفاسدة على قاب قوسين أو أدنى
ويزداد العجب العجاب ولا تكفيه عجبي صلاح جاهين حينما ذهب موظفي الرئاسة في عهد مرسي وسحبوا من ضريح جمال عبد الناصر كرسي ومكتب لإنه عهدة وأعتقد كلمة بدون تعليق هي الوافية
خطط إسرائيل للسيطرة على أفريقيا
حذر عادل حمودة في كتابه ثرثرة أخرى فوق النيل، من سرد لخطط إسرائيل للسيطرة على منابع النيل ليوم لا ينفع فيه ندم ، وتقريباً جاء يوم الندم
مصر تخلت عن جذورها السمراء وصادقت الشقراء
ويروي عادل حمودة من ضمن مقابلاته مع مجموعة من الصحفيين الأثيوبين الغاضبين الذي جاؤا لمناقشتي أو بأكثر دقة أرادوا أن أسمعهم
ماذا نأخذه من مصر مقابل مياه النيل – ما هو موقف مصر بعد جمال عبد الناصر، تنكرت لجذورها السمراء وصادقت الشقراء وتركت أهلها عربياً وأسيوياً وأفريقياً، ويكفي إن مبنى شركة النصر للإستيراد والتصدير المشيد ، في أهم مكان في العاصمة *أديس أبابا قد أصبح خراباً وكان أهم حصن للتبادل التجاري تتساهل فيه مصر عن الأسعار ونستطيع القول بإنها رمزية لتقوية الروابط بين مصر وأثيوبيا
ومصر تصدر الغاز لإسرائيل بأسعار رمزية ولماذا نحن أهل المنبع حتى لا تساونا بإسرائيل التي هي في الحقيقة عدوتكم ونحن أهلكم ولسنا أعدائكم ومصدر الشريان لحياتكم
*وقد تراكمت مسببات سوء التفاهم بين مصر وأفريقيا وكما ذكر عادل حمودة في كتابه آنف الذكر
إن الجرح الذي لا يزال ينزف في صدور الأثيوبيين هو إعلان السادت عن ضرب بلادهم بالطائرات لو نفذ حاكمهم منجستو تهديده ، بقطع منابع النيل ،وكان رد منجستو للسادات وعلى رؤس الأشهاد(لو جاء السادات فإننا سنغرقه في بحر من الدم لن ينجو منه وسنرجعه الى بلاده جثة هامدة)
وكان لإنضمام السادات لعضوية نادي السفاري الذي كلف بمحاربة المد الشيوعي من قبل أمريكا الذي ترتب عداءاً لمصر لاتزال تعاني منه وكان من الصعب إعادة المياه لمجاريها ولم يبذل مبارك واركان حكمه الجهود لإعادة ما تهدم من العلاقات لإعتقادهم بأن مجرى نهر النيل الطبيعي لا يمكن وقفه

مأساة يهود الفلاشا
·       وتضاف مأساة يهود الفلاشا الى مآثر السادات فيهود الفلاشا وهم اليهود من أصل أثيوبي ومعناها الغرباء وقد تم ترحيلهم من أثيوبيا عبر السودان الى إسرائيل تحت إشراف الوكالة اليهودية وامريكا وبتشيع ومؤازرة من السادات *،وقد وضعوا في حساب جعفر نميري مبالغ إختلف تقديرها من 30 الى 56 مليون دولار لتسهيل عملية النقل الى إسرائيل وكانت هذه هي بداية الكارثة لشعب السودان فلقد لعب التيار الديني الإسلامي دورا يصعب وصفه فحبكوا سيناريو للنميري بإنه يجب أن يتزوج مرة أخرى لإنجاب ولي العهد لأنه أمير المؤمنين وله حق البيعة له ولولده فوقع السودان في براثن من لا ضمير له فتشرد شعب السودان وهوفي بلاده وترى المقطوعة أيديهم من الفقراء بالعشرات يجوبون أنحاء السودان المنكوب وتوالت الأحداث وكانت الضربة القاضية دستورالسودان الذي شارك فيه الدكتور محمد سليم العوا والذي كان سببا من أسباب تقسيم السودان الى دولتين
·       المحاولة الأولى لترحيل يهود الفلاشا والتي كانت بمساندة السادات لم تكتمل وتمت العملية بعد ذلك
*نادي السفاري
مصر – المغرب- عدنان خاشجقي-إيران الشاه – إسرائيل من خلف الستار
إختراع أمريكي جندت فيه مريديها لتكملة خططها من قلب أوضاع المنطقة ، وللقضاء على معالمها،فمن الإنفتاح العشوائي وإتفاقية كامب ديفيد الى نادي السفاري والرحلة الى إسرائيل الى الحرب الأفغانية الى مقتل السادات وخلع حسني مبارك حاولت قدرما أستطيع أن أجتهد لبيان الضروف التي أدت الى ثورة 25 يناير وكذلك تتبعت تاريخ الإخوان المسلمين على قدر ما أتيح لي من مصادر
والله من وراء القصد
ميسون عوني
عمان – 1-7-2013  

المصادر

إن  إظهار المصادر يعين الكاتب على إظهار حظه من حسن البحث والتدقيق وإعلان قسطه من التفوق والنبوغ-طه حسين في كتابه  ذكرى تجديد أبو العلاء
كم أتمنى أن أنال حظي بحسن البحث والتدقيق فقط وأترك بقية وصف العميد الدكتور طه حسين لمن يستحقه

1-مذكرات الدعوة والداعية لحسن البنا2-تحولات الإخوان المسلمون لحسام تمام3-مدافع الإخوان محمد الباز3-سنوات الغليان محمدحسنين هيكل5-سقوط نظام لمحمد حسنين هيكل6-من نيويورك لكابول هيكل7-مع الإخوان حوار له ضفاف لحسين أشرف دار الهلال8-سر المعبد لثروت الخرباوي9-الحقيقة الغائبة لفرج فودة10-سنوات وأيام جمال عبد الناصرلسامي شرف11-دولة الخلافة الإسلامية عمرو فاروق12-مجلة روز اليوسف الأعداد4296- 4395 13-مجلة وجهات نظر العدد 109 السنة العاشرة 14 – ندوة الهلال (الإخوان والثقافة)سبتمبر2012 15-جريدة الوطن المصريةالعدد 557-2012 -خريف الغضب هيكل 17-أنا والإخوان اللواء فؤاد علام (مصدر) 18-مدونة رانيا أحمد 19-مدونة محمود عرفات –موقع شباب الشرق الأوسط-20-الطريق الى زمش محمود السعدني 21-فاروق ظالما وظلوماً سهير حلمي22-جورج بوش محاربا بوب وودورد 23-عبد الناصروالمثقفين هيكل تقديم يوسف القعيد 24-السلام الضائع محمد إبراهيم كامل 25-تاريخ المستقبل إبراهيم عيسى26-ثرثرة أخرى فوق النيل لعادل حمودة 27-المسلمون والأقباط في التاريخ فكري اندوراس 28-حرب إكتوبر الشاذلي29-شؤون وشجون يونان ليب رزق - بحوث ودراسات من مجلة وجهات نظر 31- مواقع على الإنترنت لمختلف الشخصيات التي تمت الإشارة إليها32 – عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر33-دوامات التدين ليوسف زيدان 34بين السياسة والصحفي لهيكل 35السنة والشيعة أمة واحدة للعلامة علي
الأمين
36- وثيقة على تويتر للأستاذ أحمد دهشان (الجبرتي)
37- الوهابيون لويس دوكورانسي
38 -الرئيس البديل – عبد الحليم قنديل
39- دار الفكر الإسلامى د. محمد أبو الأسعاد: السعودية الإخوان المسلمون
40- قصيدة نزار قباني في ذكرى عبد الناصر-قصيدة الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري في ذكرى عبد الناصر –كاريكاتيرصلاح جاهين في جريدة الأهرام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق