الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

توريط امريكا للوطن العربي بحرب افغانستان (من مدونتي الفصل الرابع منتاريخ الاخوان المسلمين)



إقتطعت هذا الموضوع من مدونتي (تاريخ الإخوان المسلمين 

الفصل الرابع ) وهوتوريط أمريكا للوطن 

العربي والعالم الإسلامي بحرب أفغانستان المشؤومة 

لإهميته في حاضرنا 

إنتهاء عصر السادات بخطة محكمة لتدمير وطننا العربي وعالمنا الإسلامي
الوطن العربي والعالم الإسلامي لعبة بيد راعية الشر في أتون إفغانستان

وهنا لانستطيع أن نترك رئاسة الرئيس السادات  وإنجازه الأخير في مسيرته ،قبل أن نتطرق الى الخطة الجهنمية التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبحت منبعاً ومصباً للمجاهديين الذي أغرقوا مصر والجزائر بموجة الإرهاب والتطرف ووقفت الولايات المتحده محركة الشر تتفرج على الدماء التي أهدرت تحت ستار الجهادالإسلامي والإسلام منه براء
وكانت الآية   26 في القرآن الكريم من سورة نوح قد جرى ترتيبها وتفسيرها، بحيث تبيح لهم قتل الأطفال والنساء بل وذبحهم،
بسم الله الرحمن الرحيم
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (صدق الله العظيم)
وسوف أحاول أن أحدد تفصيلات ما جرى كما جاء في كتاب هيكل (من نيويورك الى كابول) والذي إستند  فيه بهذا الفصل بالذات الى ثلاثة مصادر1-كتاب طالبان للصحفي الباكستاني "احمدرشيد" وأعيد طبعه ثلاث مرات2- كتاب الحروب الغير مقدسة للصحفي الأمريكي المخضرم "جون كولي"و3- كتاب "غسيل الواقع"
وقد ألفه إثنان من نجوم التحقيق بالعمق الأول هو"الكسندركوكبيرن"والثاني "جيفري سان كلير"
أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تشدد الحصار على الإتحاد السوفييتي وتسبب له الإرباك وترد له الصاع صاعين ،وفي مستقر الضمير الأمريكي هزيمتها الشنيعة في فيتنام التي كان للإتحاد السوفيتي الدور المعروف فيها
العناصر التي إستخدمتها أمريكا لإنجاز الخطة
وهنا إستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة عناصر لإنجاز هذه الخطة وأولها
 مصر
 ثم السعودية
 و باكستان
ولكل عنصر من هذه العناصر مدخله ونقاط ضعفه التي تعرفها أمريكا جيدا
 فبدأت من مصر
برجنسكي يباشر الخطة
 إذ طار" زبجنيو برجنسكي" مستشار الرئيس الأمريكي جيمي كارترلشؤون الأمن القومي ومهندس الخطة الى مصر يوم 3 يناير 1980 عارضاً على السادات دعوة الولايات المتحدة مصر للمشاركة في الجهاد الإسلامي وتحرير أفغانستان من إحتلال الإتحاد السوفييتي لإنه لايصح ترك شعارات الإسلام العظيمة يحتكرها الخميني والإسلام الشيعي، ثم موقفه أمام العالم العربي، الذي يتهم السادات بالتفريط بفلسطين وكما سيهيئ له العالم الإسلامي الذ ي هو أوسع من العالم العربي، كما إنهم سيشترون منه السلاح السوفييتي الذي لا لزوم له الآن ،كما إن مصر هي موطن جماعة الإخوان المسلمين التي تفرعت منها جماعات إسلامية عاملة في باكستان وأفغانستان ،و مصر هي موطن الأزهر وكسياسي فهو يحتفظ بعلاقات طيبة مع زعماء الإخوان المسلمين وسوف يعمل الجهاد على جمع هذه العناصر لنصرة الإسلام
وسوف لن تتكلف مصر مادياً بل بالعكس سيشترى منها السلاح السوفييتي فهنا يجتمع الجهاد مع المنفعة وسيتم إنشاء صندوق مالي مقره جنيف لتمويل العملية تشترك فيه أمريكا والسعودية ، ومشاركة مصر في الجهاد الإسلامي سيساعد الرئيس كارتر للرد على دعاية بيجن بإن مصر ليست صديقة للإمريكان إلا بقدر موقفها من إسرائيل
العنصر الثاني المملكة العربية السعودية
وخرج بريجنسكي من مصر الى السعودية موطن الدين والمال حاملاً تكليفاً من السادات، بالإضافة الى تكليف كارتر ،بإن السادات جاهز للعمل معهم (اليوم قبل الغد)في عمل جهادي ضد الإلحاد
وفي 5 يناير 1980 كان برجينسكي في السعودية وأبدى الأمير فهد ولي العهد رضاه عندما سمع بأن السادات تعهد بوضع ثقل مصر بكامله وراء السعودية في ساحة الجهاد ولم يكن الأمير فهد يريد أن تدفع السعودية المال فقط بل أن تكون إدارة الجهاد في المملكة وهذا ما يفضله أمراء الجهاد الأفغان ومن غرائب ما حدث أن زعماء القبائل والمليشيات الذي إعتمدوا قادة للجهاد إقترح أحد خبراء وكالة المخابرات المركزية  الأمركية ،بأن يفتح باب الكعبة ويدخل الرجل الى قدس الأقداس فيؤدي الصلاة أمام كل جدار من جدران الكعبة وقدوقع ترسيمه أميراً للجهاد ضد الإلحاد(رواية عميد الصحفيين الباكستانيين)ودخول مصر يعطي زخماً كبيرا لتشجيع الدول الإسلامية لتدخل للجهاد
العنصر الثالث باكستان
أما باكستان فسوف تكون الممون اللوجستي للعمليات وستكون مطاراتها وتجهيزاتها ورجالها  مستعدة للتدفق للجهاد

إنطلاق حملة الجهاد في أفغانستان
كارتر يعلن إنطلاق الحملة
الخطوة الثانية للقضاء على السادات هو توريطه بحرب أفغانستان
وأعلن إنطلاق الحملة من رئيس الشركة القابضة،عبر القارات ،الذي يتزعم العالم ، الفلاح الطيب الذي يرتدي مسوح السلام والحرية، وهو يضمر الشر لنا والخير لإسرائيل*، رئيس أمريكا جيمي كارتر الذي أساء الى السادات إساءة بالغةوأدخله في متاهة كامب ديفيد وزين له القبول بالتنازلات لإسرائيل ليساعده هذا على إعادة إنتخابه لمدة ثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية
 وهنا غضب وزير خارجية مصر محمد إبراهيم كامل (غضبة الحر الذي لايقبل الضيم) و الذي كان مع السادات (لماذا نضحي بأوطاننا لنعيد إنتخاب كارتر مرة أخرى فليذهب الى الجحيم )

لم يعاد إنتخاب كارتر وقتل السادات
ومضى السادات في الشوط الى النهاية ومن المفارقات العجيبة  في دنيا السياسة بأنه رغم كل ذلك لم يعاد إنتخاب كارتر،وقتل السادات ، وإستعد كارترقبل أن يغادر رئاسته المشؤومة ليدخل السادات ، في كارثةأخرى وبأخطرالمهام التي جلبت الخراب لبلاده والأمة كلها وبالأخص مصر والجزائروهي الجهاد في أفغانستان
*رأيت كارتر يصول ويجول في المحروسة بعد ثورة 25 ينايروالإعلام يهلل له فتيقنت بإننا لا نعرف تاريخنا وليس لنا مقياس يحدد إتجاهاتنا وتقيمنا للإشخاص والأدوار
السادات يعلن مناصرة الجهاد
وكما يذكر هيكل
وفي يناير 1980 كان الممثل الكامن في أعماق السادات قد سيطر على مواقفه وخرج يعلن وقد أغمض عينينه خشوعاً بإنه سيناصر الجهادوأعطى  إذناً بإستعمال مطار قنا العسكري قاعدة للتخزين والتشوين وكانت طائرات الشحن الأمريكية تهبط في هذا المطار كل مساء ويجري تحميلها بالإسلحة والذخائر،لتطير الى المطارات العسكرية الباكستانية وأفرغت كل المخازن المصرية من السلاح معضها موجود والبعض جرى تصنيعه في مصنع بحلوان و أنتج الرشاشات سوفيتية التصميم وكانت الحركة تتدفق بين المطارين
باعت أمريكا الى صندوق المجاهدين 900 صاروخ وراجت إشاعات بأن هذه الصواريخ قد عرضت على إيران لشرائها وسارعت أمريكا تشتري من رجال الجهاد ما وصل الى أيديهم منها
وأعلن السادات بما يمكن إعتباره قرارا رسمياً بدخول الحرب لتحرير أفغانستان وهذا أبسط واجب نقدمه لإخواننا في الإسلام ومن الغريب في واجب نؤديه الى إخواننا في الإسلام بأن إسرائيل إستعدت لكي تؤدي  الواجب تجاه إخواننا في الإسلام وعرضت إستعدادها لبيع كمية من السلاح السوفيتي كانت بحوزتها وقبضت الثمن من الصندوق المشترك لدعم الجهاد الإسلامي
ريجان رئيس للولايات  المتحدة الأمريكية
ولم تدفع أمريكا حصتها من الصندوق في آخررئاسة كارتر ودفعتها السعودية وأكثرمن حصتهاوجاء
الممثل ريجان ليلعب أخطر أدواره ليس على الشاشة الفضية ولكن على شاشة الوطن العربي المنكوب

المشخصاتي ريجان رئيساً لإمريكا
 بعدأن فاز على كارتر ووقع في غرام العملية وإمتزج في ذهنه كممثل من الدرجة الثانية خيال الأولوية مع رئاسة أكبر دولة في العالم ، بإنه يؤدي دوراً في الإستوديو ،وكان الكومبارس هم الشباب البرئ الذي زج في هذا المستنقع ،وأما المطبليين فهم السادات والسعودية وباكستان وخلفهم
 مئات المنتفعين وقد تدفق المتطوعون ورتبت إقامتهم في السعودية لتمكنهم من السفر الى بيشاور
المجاهدون يتدفقون وهم لا يعلمون بأنهم أداة أمريكا للإقتصاص من الإتحاد السوفيتي
الشيخ عمر عبد الرحمن يعلن الجهاد في أفغانستان
الشيخ عمر عبد الرحمن يحصل على الجرين كارت لجهاده في أفغانستان
وبين سنة 1984 الى 1987 قام المتطوعون من الشباب المصري والسعودي والجزائري والسوري والسوداني والفلسطيني ، بعمليات الهجوم وترتيب الكمائن وبث الألغام ضد القوات السوفيتية ، ولكن جزءاً من هذه العمليات لم يكن جهاداً خالصاً وعند نجاح هذه العمليات فكر المجاهدون لمصيرهم عند إنتهاء القتال وتسائلوا عن مستقبلهم وعند تأخر الرد توقفوا عن الجهاد حتى حضر إليهم مندوب رسمي من المخابرات المركزية الأمريكية ، وأعلن أمامهم بإسم حكومته إن هناك 2000 موافقة على منح الجنسية الأمريكية بكل إمتيازاتها لأكفأ العناصر في تأدية مهام الجهاد،وسوف يسلمهم كدفعة أولى بطاقات الجرين جارد للأكثر كفاءة من المجاهدين ومن المفارقات إن واحداً ممن حصلوا عليها كان الشيخ عمر عبد الرحمن مفتي جماعات الجهاد المصرية،الذي علا صوته في بيشاوريحرض على الجهاد وهذا الشيخ الضرير مسجون الآن في أمريكا الى الأبد*
*عند إنتخاب الدكتورمرسي رئيسا للجمهورية ومن منصة التحريروجه كلامه الى عائلة الشيخ الضريروكانوا متواجدين مع جموع الإخوان ، وبشرهم بإن يوم الفرج عن عمر عبد الرحمن سيكون قريباًفردت أمريكا بإن هذا الإفراج غير ممكن لإنه خاضع للقوانين الأمريكية
تكلفة الحرب الباهظة وماذا عملت أمريكا لتتخلص من أعبائها ونحن نقدم أبنائنا قرباناً لراعية الإرهاب في العالم


ريجان يتاجر بالمخدرات
وشعر ريجان بأن التكلفة لهذه الحرب باهظة وجاءت له النصيحة لتوفير المال اللازم من رئيس المخابرات الفرنسية ذائع الصيت الكونت "ألكسندر دي ميرانش "بأن لايتم حرق المخدرات التي تصادرها هيئة مكافحة الإدمان والأفضل أن يتم بيعها ،ومتساءلاً لماذا تحرقونها ولاتبيعونها في الأسواق العالمية ومن عائدها يدفع نصيب أمريكا من الصندوق أو تحاولوا دسها لجنود الإتحاد السوفيتي لتردوا لهم ما عملوا معكم في فيتنام
فرحب الرئيس الفنان بهذه الفكرة العظيمة والذي نعرفه بإن رهافة إحساس الفنان لا تتفق وهذا الإنحطاط
الرخيص، بأن يضحوا بشعوب العالم وأمنها، لكي تنتصر الولايات المتحدة ،التي خدعت العالم بإنها زعيمة العالم الحر ،وقد نكس تمثال الحرية رأسه خجلا،وتسائل اين الآباء المؤسسون ليروا من يحكم الولايات المتحدة الأمريكية ؟
 وهكذا إجتمع حماة حقوق الإنسان ليقرروا مصير مئات الشباب المغرر به وليهدموا ما تبقى من آدمية الشعوب العربية والإسلامية
ولم تكن المخدرات بعيده عن جماعة المجاهدين وإستعدوا بفتاوي حتى يزداد إنتاجها وأصبحت زراعة الخشخاش وتقطيرالأفيون الشغل الشاغل لزعماء الجهاد ومن ليس له أرضا ولا زرعاًأمسك بمدخل طريق يأخذ رسوماً على المرور
وتدفقت الأموال وحققت لإصحابها في السعودية ولبنان والأردن والمغرب ومصر ثروات هائلة وسارع رجال أعمال الى اوروبا الشرقية لشراء سلاح وتوريده الى المجاهدين، وأستشعر مجتمع القاهرة بأن ممثل أمريكا في الصرف على العملية وبيده كل شئ هو موازي لمنصب المعتمد الأمريكي وتكلف الجهاد  مبالغ خرافية إذ يقدر أحمد رشيد التكلفة أكثر من 45 مليار دولار
المجاهدين العرب ضد الإلحاد
وعلى طول سنوات الجهاد ضد الإلحاد وصل عدد المتطوعين العرب الى بضع عشرات من الآلاف منهم من خمسة ألاف الى سبعة آلاف مصري رمتهم مقاديرهم الى جبال أفغانستان ورجعوا مع شحنات  العنف والأرهاب وأذاقوا بلادهم صنوف الويل والعذاب ، وهذا هو عين ما أرادته أمريكا
أمريكا تشد الرحال وتترك المجاهدين لقدرهم
 وفي نفس اليوم الذي خرج فيه الجيش السوفيتي من أفغانستان      ،شدت أمريكا الرحال وتركت مقراتها فارغة  فهي غير مستعدة لتحمل ضريبة التعمير الذي كان وهماً روجته لتخدع الشعوب المنكوبة وتركت الخراب والدمار لإهله يتصرفون فيه
وخلى المسرح من السادات بقتله وكارتربفوز ريجان للرئاسة
وبقت السعودية وباكستان لإكمال المشوارفأنشأت السعودية المدارس الشرعية التي أصبحت مكاناً ،لمن  تريدأن تسرب إليه ،غير المرغوب بهم ، وجاء دور طالبان ،لتُستكمل حلقة الخراب ،التي عمت الأمة كلها
المدارس الشرعية
تعرضت الأمة العربية على إمتداد تاريخها لويلات وصراعات وتحالفات بشكل مكشوف أو مستتردفعت فيه الثمن غالياً وسلم الغرب من بريطانيا وفرنسا الراية لإمريكاوأصبحوا تابعين وخدماً لهاوذلك ، لترسيخ مصالحها وأهدافها وفق مخططات مدروسة خسرت فيها الأمة ثرواتها وشبابها وجاء الدور الذي لعبت فيه أمريكا دور اللاعب الرئيسي ومعها حكام العرب في أفغانستان
وكما أسلفنا إنسحبت أمريكا فوراً من أفغانستان وتركت الخراب والدمار لإهله يتصرفون فيه ولم تستطع السعودية وباكستان الإنسحاب لإن التوغل في أفغانستان كان عميقاً
التعاون بين باكستان والسعودية
 وهنا عهد في كلا البلدين ، الى مسؤول يتولى التوجيه السياسي ،وهما الجنرال حميد غول
 رئيس المخابرات العسكرية الباكستانيةوالأمير تركي بن فيصل رئيس المخابرات السعودية
ونشطت كل منهما وحسب غايته ومصالحه ،على إنشاء المدارس الشرعية ،وهي أقرب الى الكتاتيب يدخلها الصبيان من سن الخامسة الى سن الخامسة عشر وفيها يتعلمون القرآن وهم لايعرفون لغته ،وهنا تجيئهم التفسيرات كل حسب هواه ، ويعبئون بحمية الجهاد وكان أصل هذه المدارس قد نشأ بعد تقسيم الهند وعقب موجات الهجرة الإسلامية نحو باكستان
وكان لدخول السعودية شريكاً في المدارس الشرعية قد ساعد على وصول عددها الى 28 الف مدرسة  جلبت المنفعة للسعودية إذ كانت مجالاً لخروج عناصر متشددة من السعودية وإرسالهم الى هناك ليمارسوا تشددهم كما يريدون ولكن بعيداً عن المملكة
أما الجيش الباكستاني فرأى في المدارس فرصة ليتحول شباب المدارس الى مجاهدين في كشمير ضد الهند
وهنا ظهرت على الساحة
حركة طالبان
جيش من  الطلاب مستعدين للجهاد في سبيل الإسلام ومعرفتهم بالدين هي ما تلقوه في المدارس الشرعية التى إلتحقوا بها في قرى باكستان وفي معسكرات اللاجئين وفي مدارس قندهار الموصولة بالمقاطعة الغربية لباكستان وعاصمتها بيشاور وكانت أفغانستان في حاجة الى الخلاص وكانت طالبان،مستعدة تحت قيادة مدرس شرعي سابق هو الملا عمر، ومع الملا عمرجمع من رفاقه وكلهم متشددين ومجاهدين ومتطهرين
وأخذت طالبان تتقدم في أفغانستان ولإن أجواء طالبان بشتونية فإن دخولها قندهار جرى سهلاًوبعد إنحلال جماعات الجهاد السابقة ،أنفتحت أمامها ولايات (الهازارا) وولايات الشمال (الأوزبك والطاجيك)
  الملا عمر
ولد الملا محمد عمر في مدينة ترنكوت عاصمة ولاية أورزغان عام 1954، وقد مات والده وهو صغير وكان عليه إعالة أسرته.وكان ضخم الجسم ذو لحية كثيفة وكان شيخ القرية قبل الانضمام إلى المجاهدين وقتال الاحتلال السوفياتي، ولايزال وقتها طالبا لم يكمل دراسته، فقدراته العلمية متواضعة وقدراته في مخاطبة الجماهير ضعيفة، ولذلك ليس له خطب جماهيرية ولا مقابلات صحفية وليست لديه خبرة سابقة في المجال السياسي والتنظيمي.
وقد أمضى محمد عمر فترة الجهاد ضد القوات الروسية قائداً لمجموعة مسلحة في جبهة القائد ملا نيك محمد التابعة للجمعية الإسلامية (يتزعمها برهان الدين رباني) بولاية قندهار، وجرح في الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي من عام 1989-1992 وفقد عينه اليمنى، وانتقل من منظمة إلى منظمة حتى استقر آخر الأمر قبل ظهور حركة طالبان في "حركة الانقلاب الإسلامي" التي يتزعمها مولوي محمد نبي.
وبعد دخول المجاهدين إلى كابل أراد الملا عمر أن يكمل دراسته في مدرسة ،بمنطقة سنج سار بمديرية ميوند بولاية قندهار،ولم تسمح الضروف بهذا ، ومن هناك بدأ التفكير في محاربة الفساد والقضاء على المنكرات في تلك المنطقة، فجمع طلاب المدارس الدينية والحلقات لهذا الغرض في صيف عام 1994 وبدؤوا العمل بمساعدة بعض التجار والقادة الميدانيين.
واختارته حركة طالبان أميراً لها في أغسطس/آب 1994، وبعد وصول طالبان إلى مشارف كابل عقد اجتماعاً عاماً للعلماء شارك فيه حوالي 1500 شخص واستمر من 31/3 وحتى 3/4/1996
وانتخب بالإجماع أميراً لحركة طالبان رسمياً ولقب بـ أمير المؤمنين ومنذ ذلك اليوم تعتبره الحركة أميراً شرعياً لها، له في نظر أتباعها
.  جميع حقوق الخليفة، فلا يجوز مخالفة أمره، وهذا ما أعطاه صبغة دينية، وقد حجبوه عن أنظار عامة الناس ليحافظوا على هيبته بين العامة وليخفوا جوانب ضعفه، لذلك فهو لم يكن يشارك في الاجتماعات العامة.
كان الملا عمرالحاكم الحقيقي لأفغانستان حيث صدرت جميع القرارات المهمة بتوقيعه، وكان يدير أمور حركة طالبان وأمور الحكومة في كابل والولايات عن طريق الهاتف واللاسلكي من قندهار، وكان يقول إنه سينتقل إلى كابل بعد إتمام طالبان سيطرتهم على شمال أفغانستان. ولا يعرف منذ هزيمة طالبان وسيطرة تحالف الشمال على أفغانستان مكان اختباء الملا عمر وإن كان يعتقد وجوده في منطقة القبائل الباكستانية
التحالف بين أمريكا وطالبان
إستخدمت أمريكا حركة طالبان، للقضاء على الإتحاد السوفيتي، وأستقبل الرئيس الأمريكي ريجان، وفداً من حركة طالبان في البيت الأبيض، ورحب بهم بإعتبارهم ثواراً،وعند تحقيق أمريكا لمصلحتها بإستخدامهم وكافة الأطراف التي ذكرناها،تركتهم مع من تركت ليتقاتلوا فيما بينهم، وبعد أحداث 11 سبتمبر،أعتبرت أمريكا طالبان حركة إرهابية*
*مهما عمل وخطط الإميركان لتحطيم أوطاننا وإتخاذنا لعبة لتحقيق مصالحها ولكننا لانتعظ ولا نتعلم الدرس ونسير مغمضي العين بمجرد إشارة منها  .


*وكمثال على إمراء الجهاد يكتب أحمد رشيد(عميد الصحفيين في باكستان) في كتابه طالبان ما يلي:-
القتل هرساً
وصل الى لقاء مع الجنرال عبد الرشيد دوستم في عاصمته مزار شريف في 1993 ولفت نظره إن حائط الجدران ملطخ بالدم ولا حظ وجود بقايا عظام ،دعته الى سؤال مرافقه وكان الرد (إن جندياً أتهم بالعصيان وحكم عليه الجنرال دوستم بالإعدام هَرساًوكان أحمد رشيد قد سمع عن الإعدام شنقاً ورمياً بالرصاص ولكنه لم يسمع بالإعدام هرساً وجاءه الشرح
وضعناه أمام دبابة تمر فوقه جيئة وذهاباً حتى نتأكد أن لحمه قد هُرس
وكان الجنرال دوستم موالياً للشيوعية وحليفاً للإتحاد السوفيتي ،وسنداً لحكومة نجيب الله وظل كذلك في الثمانينات ،وفجأة إنقلب على الحلفاء وصل الى صدام بالدبابات خسر فيه دوستم وخرج من أفغانستان،ثم عاد إليها حليفاً للإمريكان ووصل مقاتليه البالغ عددهم 40000 مقاتل الى قندهار وهو بطل مذابح رهيبة ومن أكبر تجار المخدرات وهو نموذج لقادة حولتهم القوى وحروبها الى تجار في الأرواح والسلاح والأفيون وكان هؤلاء هم ابطال الكابوس الذي عاشته أفغانستان ما بين 1979 وحتى 1992
طالبان والدولة
من المعروف إن طلاب المدارس الشرعية لا يعرفون وطناً ينتمون إليه فمعظمهم من معسكرات لا جئين
ترسخت هويتهم فيما تلقوه من شيوخ مدارسهم وفي غيبة الإنتماء والهوية فإن فكرة الوطن أصبحت بلا حدود ،وكذلك لم يختلطوا بالجنس الآخر فقد عاشوا بلا أم ولا زوجة ولا أخت ولا صديقة فالمرأة جارية محجوبة لسيدها بالإضافة بإن الثواب يكون في الأخرة فتشكلت روؤيتهم بموجب ذلك
كانت المملكة العربية السعودية تواصل مساعداتها المالية لكن العبأ راح يزيد وأسعار البترول تتراجع وكان على طالبان أن تبحث عن موارد تكون بديلاً إذا إقتضى الأمر ،وأمام الإحتياج الى المال أصدر أمير المؤمنين فتوى من أغرب ما صدر عن المجتهدين في التاريخ قديماً وحديثاً
أفيون الكفار وحشيش المؤمنين
زراعة الأفيون وتجارته مباحة شرعاً تقع زراعته وصناعته بهدف التصدير ،وينزل ضرره على غير المؤمنين وأما زراعة الحشيش وتجارته فهي محرمة شرعا  لإنه يستهلك محليا ولذلك ينزل ضرره
على المؤمنين
وهنا جاء دور بن لادن لتصدر مسرح العمليات
أسامة بن لادن
وكما هو معروف فأسامة بن لادن شاب من اسرة سعودية عملت في مجال المقاولات وحققت ثراءا لا حدود له وكان قد إتصل بعمليات المجاهدين الأولى في أفغانستان ،وأصبح مكتبه هناك لتمويل النشاط الجهادي ضد الإلحاد ،وكان صديقاً مقرباً للإميرتركي بن فيصل رئيس المخابرات السعودية ، فأندمج مع أجواء الجهادفأصبح ممولاً وفاعلاً وقبل أن تبدأ مرحلة طالبان سافر الى أماكن عديدة من الصومال الى السودان واليمن
وبعدها رأى إن إمارة المؤمنين في أفغانستان هو أنسب ملاذ لديه للتخلص من المطاردة *وأصبح مرافقا للملا  عمرمفتياً وممولاً وقدم لها مايزيد على مائة مليون دولار فأصبحت أفغانستان منطقة جذب لجماعات إسلامية إصولية مطاردة في أوطانها ومنها جماعة الجهاد المصرية
و هنا إجتمع بن لادن مع جماعة الجهاد المصرية في الإمارة التي تظن إنها حاربت الإلحاد بقيادة الولايات المتحدة وتخطيطها وهم في الحقيقة قد أزاحوا الإتحاد السوفييتي من طريقها وأنتقموا لها هزيمتها في فيتنام ولم ينفعوا الإسلام في شئ بل بالعكس ذاق الأبرياء من جهادهم مر العذاب
 ومن ثم إنقلبت طالبان لتحارب الكفر وأصبحت حرباً على العالم الإسلامي كله وغالبية أهله لا يعترفون بتفسير طالبان لروحه وشريعته ونصوصه**
أسد الإسلام
*سمي أسامة بن لادن أسد الإسلام حينما عاد الى بلاده بعد تحرير أفغانستان ،ومن ثم صرح بإنه لايجوز تمكين الأمريكان من البلاد بل يجب إخراجهم منها فلم يوافقوه وأنقلبوا عليه فخرج كالمطرود من السعودية الى السودان لإنه يحكم بشريعة الإسلام وجاء الى السودان وهو يملك أكثر من بنوكها
** لم يرى الإسلام وحتى في الجاهلية نظاماً ابشع من طالبان من إحتقار للروح الإنسانيةوالحط من شأن المرأة  وتفصيل الفتاوي ، وإعتماد القتل والتعذيب ، ليس لمخالفيهم فقط، ولكن لمن يخطئ ،أو حتى يسهو من جماعتهم
ماذا عمل أمراء الجهاد في بلادهم وفي بلاد العرب والمسلمين
بعد الإنسحاب السوفيتي من أفغانستان في عام 1992* و المجازر الرهيبة التي حدثت بالإساءة الى الإنسان العربي والمسلم وتشويه معاني الدين وتسخير المخدرات في الجهاد وسيطرة طالبان دخل العالم كله في دوامة الإرهاب وكان الضحية التي قدمت قرباناً للولايات المتحدة هي شعوبنا المنكوبة
*الإحتلال السوفيتي لإفغانستان بدأ في 1979 وبدء إنطلاق الحملة ضد الإلحاد كما ذكرنا في 1980 وكان الإنسحاب السوفييتي في 1988 وسقوط الحكم الشيوعي بقيادة نجيب الله كان في 1992 وأخيراً طالبان لتدور الدنيا بعد تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر 2001 وأخذت الولايات المتحدة وهي في قمةإنكسارها منذ موقعة بيرل هاربور تبحث عن الضحية لتستعيد هيبتها التي تبخرت مع انفجارات البرجين وبدأت حربها ضد طالبان في أفغانستان فإذا حلفاء الأمس قد أصبحوا ألد الأعداء ثم كانت الكارثة  إحتلال العراق مستغلة كره العراقيين لصدام حسين وحلم الخلاص من جبروته فأستغلت العراقيين لإحتلال بلادهم وتحطيمها وبث الفرقة الطائفية في صفوف أهلها  وسار العراقيين مغمضي العين ، ينفذون مخططها ولا تزال الفتنة مشتعلة ليومنا هذا ودولة الغدر تتفرج علينا كل هذا لرد هيبتها بعد تفجير البرجين وسيبقى عار سجن أبو غريب وصمة في جبينها يلاحقها ويسخر من رعايتها للحريات المزعومة،وبثها للفرقة الطائفية التي لم يعرف العراق بشاعتها ،على مدى تاريخه ،وإستغلت المتطرفين شيعة وسنة، ومعهم أصحاب المصالح والمغيبين، فتقاتل السنة والشيعة ،وأسيلت الدماء البريئة، ولو تمعنا قليلاً لنرى الحقيقة جلية وواضحة ، فالذي يجري ليس إقتتالاً طائفياً ،ولكنه سياسي بإمتياز،تراق فيه دماء الأبرياء  وصراع على السلطةوالأموال،وتحويلها الى بنوك أمريكا والغرب وهذا ما تريده أمريكا تماماً

ومن الممكن إنهاء الفصل الرابع من تاريخ الإخوان بإنتهاء حكم الرئيس السادات بمقتله وإستمرار الجمهورية الثانية، ومسيرة الإخوان، بحكم الرئيس حسني مبارك ،الموظف الملتزم الذي أصبح رئيساً للشقيقة الكبرى، وهو مع شديد الأسف، لايدرك قيمتها ودورها





 -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق