الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

الابداع في قلوب حاءرة بين المتنبي وأبو فراس الحمداني



الإبداع  في قلوب حائرة ! لميسون عوني في 14-12-2015
أبو فراس الحمداني والمتنبي في بلاط سيف الدولة
أبوفراس في الأسر
قصيدتان من عيون الشعر العربي تبارى بها الإبداع  وتغنى بها الوتر وذهبت صيتاً 
خالداً؟!
أبو فراس الحمداني أسيراً لدى الروم

في غلس الليل البهيم، وقد هجع الكون إرتقاباً، سكت صدح الطير، وحزنت زهور الروض ، وضجت روح الأسير ألماً ، تتمرد على قضبان،رمته في عنت العدو قهراً وعذاباً ، وتهفو ذكرياته الى مهد الحدباء  حضن مولده وطفولته حنيناً ،وتسري رانيةً الى ملاعب صباه في الشهباء أملاً، فبين الحدباء و الشهباء، سكنت روح المقاتل الأمير، للقاء يوم عسى أن يكون قريب، وإنه لا يمكن للعدو، أن يسجن الروح الأبية ويوقف نبض القلب الشجاع في روح الشاعر والفارس في قلب العاشق والمقاتل
وفي خضم مشاعر تأججت ،وأملاً نبض، تهادى جناحي الورقاء رائقاً، يهفهف في الفضاء، لينهض قريحة الشاعربشعرعاش في القلوب ومضى على مر الزمن يصف الأسرفي سجن مدلهم حنيناً و شوقاً لذكرى الأهل والبيت والوطن
أقول وقد ناحت بقربي حمامة – أيا جارة هل تشعرين بحالي
معاذ الهوى ! ما ذقت طارقة النوى   -ولا خطرت منك الهموم ببالي
                  أتحمل محزون الفؤاد قوادم – على غصن نائي المسافة عال؟                     
أيا جارة ما أنصف الدهر بيننا -  تعالي أقاسمك الهموم تعالي
تعالي ترى روحاً لدي ضعيفة - تردد في جسم يعذب بالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة – ويسكت محزون ويندب سال؟
لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة – ولكن دمعي في الحوادث غال

إنه الفارس الشاعر المقاتل أبو فراس الحمداني
357هج- 320 هج

 الذي وقع في أسر الروم بعد معركة إنتصر فيها الروم على آل حمدان* ، وكانت الغنيمة كما يضنون هوالفارس الأمير ولكن كيف للروح الأبية أن تقع في قبضة العدو وكيف له أن يقبل بالهزيمة

ترى؟ هل إستقى أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدته يا نائح الطلح،أشباه عوادينا
من روح هديل الورق يناجيه أبا فراس، أم رَفَدَ أبو العلاء من وحيها أجمل ماجاد شعره ، أبكت تلكم الحمامةأم غنت على فرع غصنها المياد(ناجوا الحمامة)*

إمتد زمن الأسر وطال البعاد وتغلغل الشوق في الفؤاد فكان أن أهدى إلينا أجمل القصيد وأرق الحروف وأجزل البيان ورق نسيمها مع أم كلثوم*
وفيها
مخاطباً سيف الدولة ويقصد أن تصل الى من يعنيه أمرها*
أراك ،عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر(وهي الصبر شيمتك) وهذا من باب تقديم الخبر على المبتدأ
بلى أنا مشتاقُّ وعندي لوعة – ولكنَّ مثلي لا يذاع له سرُّ
إذا الليلُ أضواني بسطت يد الهوى –وأذللت ُ دمعاً من خلائقه الكبر
تكادُ تُضيءُ النار بين جوانحي – إذا هي أذكتها الصّبَابةُ والفكْرُ
معللتي بالوصل والموت دونه – إذا مت ظمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ
حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا- و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُ
تسائلني " منْ أنتَ ؟ " ، وهي عليمة ٌ- وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟
فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لها الهوى- قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ
القصيدة من 54 بيت 
طالت مدة الأسر على أبي فراس فكتب الى سيف الدولة يعاتبه  أن يفك أسره
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضابُ

وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خرابُ

إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب ترابُ
كما خاطب وهو في الأسر إبنته منشداً


أبنيتي ، لا تحزني                   
                   كلُّ الأنامِ إلى ذهابِ
أبنيتي ، صبراً جميـلاً                   
                    للجَليلِ مِنَ المُصَاب
نُوحِي عَلَيّ بِحَسْرَة ٍ!                   
                   من خَلفِ سترِك وَالحجابِ
قُولي إذَا نَادَيْتِني،                   
                   و عييتِ عنْ ردِّ الجوابِ :
زينُ الشبابِ ، " أبو فراس                   
                  لمْ يُمَتَّعْ بِالشّبَابِ!



شعره مشهور بين العذوبة والفخامة وشعوره بعزة الإمارة ومجموعة شعريةعرفت (بالروميات )وكانت الروم قد أسرته فى بعض وقائعها وهو جريح قد أصابه سهم بقى نصله فى فخذه ونقلته إلى خرشنة ثم منها إلى قسطنطينية وذلك فى سنة 348، وفداه سيف الدولة فى سنة 355

الشاعر الثاني الذي قصدناه

أبو الطيب المتنبي

هج      303-354 – 915    – 965 م

تغلغلت موهبة الشعر في عروق إبن الكوفة ، يشدو بالقافية كأنها سحر ملك قلبه ،ونبتت بين ضلوعه وطوع أبجدية جذر العربية غاص في غرينها وشدى يرفرف في غصونها وتنفس عبير أزهارها وهو صبي غض العود أنضج روح القصيد بيانه فتوهج جذوة بين ضلوعه ير مي جمراً بوجه أعدائه
ومديحاً وفخراً لصولجان الحكم وقوة السلطة لنيل العطايا من بين أيديهم

الحب المستحيل


تحكي صفحات الإنسانية قصصاً وروايات عن أحداث تشبه الخيال يصوغها إحساس الكاتب كما يشعر بها أو يتخيلها وقصةحب المتنبي لخولة أخت سيف الدولة واحدة منها،
أصغى أبو الطيب لهاجس عقله
أنت يا أبا الطيب من أحببت ؟
الأميرة أخت الأمير سيد هذه البلاد
وهل أحمد أبا الطيب بأقل منها،هي أميرة في الإمارة وأنا أمير القافية والبيان،تاج الشعر وضعه العلي القدير إبداعاًيتوج هامتي وبياناً يجلو حروف العربية ويذهب صيتها على مر الزمان

أنام ملاء جفوني عن شواردها ويسهر المرء جراها ويختصم
أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم

سرى الليل مع نسمات الشهباء وسرت في عروق المتنبي لواعج الحب الدافق ساهراً

مفكراً ،ترى؟ أخولة ساهرة مثله ؟

فكيف ننفذ الى قلب الحكاية لنشعر بلوعة الحب المستحيل يسكن تلك الطاقة الإنسانية المذهلة في عقل  المتنبي وشعت نبتة في القلب نوراً يضيئ ظلمة الزمن ويحفظها على مدى الدهر ، غير أعظم  قصائده التي حفظها أغلب من قرأ العربية ببساطة حروفها وجزالة بيانها
قصيدة وجهت الى سيف الدولة وهي بكل عذابها وشجنها تقصد خولة أخت سيف الدولة

واحر قلباه ممن قلبه شبم- ومن بجسمي وحالي عنده سقم

مالي أكتم حباً قد برى جسدي – وتدعي حب سيف الدولة الأمم


كيف ملك حب الشهباء قلب إبن الكوفة،فهل إلتقت العراقة ؟أم إمتزج الحب في ثنايا القلب الجرئ ليخط القلم الكوفي في أرض الشام أروع ما نبت في قلب حروف العربية ذكرى لمن( كما قيل) إدعى النبوة


الشاعر الأشهر الذي تخطى صيته الآفاق إنه

أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي
هج303 – 354-
915 – 965 م

ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، تنقل في البادية يطلب الأدب ويتشرب بقيم البادية ثم رحل الى الشام
قال الشعر صبياً،
وأعتنق مذهب القرامطة*فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد وضعه في السجن حتى تاب ورجع عن دعواه
المتنبي في بلاط سيف الدولة

وفد على سيف الدولة وقد بان إن دولة عربية قوية شديدة البأس مستقرها حلب حيث البيئة العربية الخالصة والأمير العربي الفتي  سيف الدولة الحمداني فقربه سيف الدولة إليه وقد نظم المتنبي في سيف الدولة ثمانون قصيدة تصلح لديوان منفرد
 
.. فشرط على سيف الدولة ان لايسجد لة ووافق سيف الدو لة ... وشرط أن لا يبقى واقفا مثل غيره من الشعراء ووا فق ..... وكان الشعراء يقبلون البلاط عند سيف الدولة ولايجلسون .. وابو الطيب لايفعل ذلك
المتنبي يغادر سيف الدولة الى كافور الإخشيدي في مصر وكان قد توجه إليها في 346هج وغادرها في 350 هج بمعنى إنه لم يمكث مع كافور غيرأربع سنوات
توجه الى شيراز ومكث عند إبن العميد فترة ثم الى بغداد عند آل بويه ليتوجه الى الكوفة
هل إدعى المتنبي النبوة
ولنستعين بعميد الأدب العربي طه حسين في تحليل ما قيل عن إدعاء المتنبي النبوة*
كم قتيلٍ كما قُتِلْتُ شَهيدٍ – ببياضِ الطُلَى وَوَرْدِالخُدودِ
وعيون المها ولا كعيونٍ فتكت بالمتيم المعمود
يَتَرشَّفْنَ من فمي رَشَفَاتٍ – هُنَّ فيه أحْلَى منَ التوْحيدِ
ثم يمضي حتى يقول
ما مُقامي بأرض نَحْلَةَ* إلا  - كمُقَامِ المسيحِ بين اليَهُودِ
عِشْ عزيزاً أو مُتْ وأنت كريمُ  - بَينَ طَعْنِ القنا وخَفْقِ البُنودِ
لا بقَومي شَرُفْتُ بل شَرُفُوا بي – وبنفسي فخرتُ لا بجدودي
وبِهم فَخْرُ كُلَ من نَطَقَ الضَّادَ  -   وعَوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريد
إن أكُن مُعجباًفَعُجْبُ عجيبٍ  -  لم يَجدْ فَوقَ نفسه من مَزِيدِ
أنا تِرْبُ النَّدَى ورَبُّ القوافي  -  وسمامُ العَدى وغَيظُ الحسُود
أنا في أمةٍ تَدَاركَها اللهُ -  غريبُ كصالح في ثَمودِ
*وهنا ترى المتنبي قد أتم قصيدته من عدة وجوه : فهو يذكر التوحيد في لهجة الساخر  ثم يشبه نفسه مرة بالمسيح ومرة بصالح ويشبه المسلمين الذي يعيش بينهم باليهود مرة وبثمود وثم يعلن الثورة والخروج على النظام ويلقي هذا بألفاظ ملتهبة توشك أن تثير اللهب ويتجاوز الى الجهر بالقرمطية الصريحة التي تجحد الصلوات الخمس وتستحل دم الحجاج في الحرم وذلك في ميميته التي أولها
ُضيفُ ألَمَّ برأسي غيرَ مُحتشمِ –السَّيفُ أحسَنُ فعلاً منهُ بالَّلمَمِِ

إلــــــــى أي حينٍ أنْت في زي محرم
وحتى متى في شقوة وإلى كـــــــــــــــــــم(عدد الشهور أو الأيام)

وَإلاّ تَمُتْ تَحْتَ السّيوفِ مكرَّماً
تَمُتْ وَتُقاسي الذّلّ غَيرَ مُكَرَّمِ






فَثِبْ وَاثِقاً بالله وِثْبَةَ مَاجِدٍ
يرى الموتَ في الهيجا جنى النحل في الفَمِ
وطه حسين يرى في البيت الأول: كراهة صفة الإحرام عما حرم الله، وفي البيت الثاني: الحث على الخروج وشق عصا الطاعة،


لَأَترُكَنَّ وُجوهَ الخَيلِ ساهِمَـــــــــةً *** وَالحَربُ أَقوَمُ مِن ساقٍ عَلى قَدَمِ
بِكُلِّ مُنصَلِتٍ ما زالَ مُنتَظِــــــــري *** حَتّى أَدَلتُ لَهُ مِن دَولَةِ الخَــــدَمِ
شَيخٍ يَرى الصَلَواتِ الخَمسَ نافِلَةً *** وَيَستَحِلُّ دَمَ الحُجّاجِ في الحَــرَمِ
تفسير أبو العلاء المعري ل (شيخ يرى الصلوات نافلة ويستحل دم الحجاج في الحرم)
يقول: بكل سيف يرى الصلوات الخمس نافلة، ويستحل دم الحجاج في مكة، لأنه لا يخشى ولا يعقل ولا يعرف الشرع، وإنما وصفه بكونه شيخاً، إما لبياضه وإما لكونه قديماًن وذلك مدحٌ للسيف. وقيل: أراد بالشيخ: الرجل الماضي الذي يطلب الملك. يعني أنه لا يبالي بالحرام والحلال، ولا يرد التحرز الذي يوجبه الدين، وذلك أصلح للحرب والقتال.
ثم نأتي على شرح إبن القطاع الصقلي
الحين /المدة والوقت الزي/الهيبة والمحرم /الداخل الى الحرم والشقوة /الشقاء ويعني به الى متى تعيش ذليلاً لا يتحرك ولا يصيد أي الى أي وقت تقاسي العناء والضر وترك الزينة



ثم لا يقف المتنبي عند هذا الحد وهو لايطيق الدين والنظام ويتجاوز كل حد

أي مَحَلِّ أرتٌقي  -  أيَّ عظيم أتقي
وكُلُ ما قد خَلَق لله – وما لم يَخْلُقِ
مُحْتَقَرُ في همتي – كشَعْرةٍ في مَفرِِقي
وهذا كاف لدفعه للسجن
*نحلة – مكان في الشام
أو* نخلة – مكان في الكوفة

فبين نحلة ونخلة ،تدفق البيان مدراراً لايهاب ولا يخاف ولا يتردد 

ويذكر أبو العلاء المعري (توفي 449/1057)في كتابه (معجز أحمد)وهوشرح لديوان المتنبي إن هذا الشعر هوالسبب في أتهام المتنبي بإدعاء النبوة

كما ويشير أبو العلاء فى رسالة الغفران " أن المتنبى كان إذا سُئل عن حقيقة هذا اللقب قال هو من النبوَة أى المرتفع من الأرض
كما وذكر أبو العلاء تحليلاً لشعر المتنبي ومن هو أشعر العرب فرد بأن أشعر العرب 
أبو تمام لأن شعر المتنبي فيه حكم وفلسفة

الرأي فوق شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني 
فإذا هما إجتمعا لنفس حرة
بلغت من العلياء كل مكان
لأبي الطيب المتنبي مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية  فقد كان نادرة زمانه ، وأعجوبة عصره ، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء ،يجدون فيه القوة ، والتدفق ، والشاعرية المرتكزة على الحس والتجربة الصادقة
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار والظلم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
ونعود الى الشاعرين في بلاط سيف الدولة

ونركز على القصيدة الثانية التي وجهت لسيف الدولة والقصد منها الوصول الى الحبيب وتفسيراً لهذا بأنه لايقول رجل لرجل (ومن بجسمي وحالي عنده سقم )ثم (ومالي أكتم حباً قدبرى جسدي وتدعي حب سيف الدولة الأمم )
هذه تقال للمرأة ويأنف عنها الرجال وكانت هذه آخر قصيدة أنشدها المتنبي في مجلس سيف الدولة قبل أن يغادره الى مصر

أبيات من قصيدة واحر قلباه وتعتبر من عيون الشعر العربي رددها ناطقي العربية على مر الزمان



واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
 
                  وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
 
مالي أُكَتِّمُ حُبًّا قَد بَرى جَسَدي
 
                  وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
 
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ"
 
                   "فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
 
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَةٌ
                  وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
 
فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
 
           وَكانَ أَحسَنَ ما في الأحسن الشيم                  
 يا أَعدَلَ الناسِ إِلا في مُعامَلَتي 
                  فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
 
أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةٍ
 
                  أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ
 
وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ
 
                  إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
 
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
 
                  وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
 
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
 
                  وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ
                   
إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً
 
                  فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ
 
            
فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني
 
                  وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ
 

إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا"
 
                   "فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
 
يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُمْ 
                  وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
 
ُ

ويذكر إن وداعه لسيف الدولة كان في هذه الأبيات

بيني وبينك ألف واش ينعب
فعلام أسهب في الغناء وأطنب
صوتي يضيع ولا تحس برجعه
ولقد عهدتك حين أنشد تطرب
وأراك ما بين الجموع فلا أرى
تلك البشاشة في الملامح تعشب
وتمر عينك بي وتهرع مثلما
عبر الغريب مروعاً يتوثب
بيني وبينك ألف واش يكذب
وتظل تسمعه .. ولست تكذب

ونتيجة تكالب الحساد عليه ومنافسة الشاعر الأمير أبو فراس الحمداني له ومحاولته الحط من قيمة المتنبي
غادر المتنبي بلاط سيف الدولة الحمداني متوجهاً الى كافور الإخشيدي في مصر
وبعد ترحال وفراق رجع لإرض العراق
جادت سماء العراق بالجود وسكن الندى شغاف ورق الورد
جادت أرض العراق بالجود فنبت الفيض من غرين الأمل
وتمايلت السعوف بالخير لتتذوق حلاوة التمر
وغادية نثرت قطرها في موج الفرات ليصفو رونق التبر
وعزف الناي رفيفاً آخاذاً ليذرف الدمع من مهجة الشجن

سرى النغم الحزين  ،بشوق،وتسرب الى خلايا دمه ، أرق ليله وأمتد نهاره
و كانت ليلة ليست أي ليلة
ليلة
ليلة لبث فيها المتنبي ساهراً ،وفي قلبه هاجساً ،جفاه الوسن وأضناه السهاد ،رفقاً ياأيها القدر فلقد سرى الشوق الى عصارة الحياة ونبتة المهج فهل ينحدر الى هوة اليأس وكبوة الفراق ووحشة الهجران ،تنفس الفجر، يترقب العذاب، وأطل التبر خجلاناً،وجف الندى بزهر العراق ولهاناً ، من خبر لايحمله الوُرّقْ جذلاناً ،بل نذيراً يذيب القلب ،ويخطف الروح ونبضه غائماً حائراً وكانت رغم البعاد بلسماً وإكسيراًللحياة

الهاجس الخفي

يشعره بأن خبراً سيهد كيانه ويشتت روحه
وحط الزاجل باليقين، الذي ليس بعده أو قبله نذير،لم يترفق بالقلب الحائر الحزين ،ولم يرأف بروح الحنين ،وهب العاشق هاتفاً بلوعة ،رفقاً أيها الورق ،لاتنعي لي حبنا إنه لايموت ،فوق اللوعة ،فوق الموت  وأكبر من الرحيل
وجاد ت قريحة الشاعر،توهج الدر في بيانه، ونثر نوره  الذي شع في  الآفاق ، يردد بيانه الخارق، وأضاءت حروف العربية قصيدهُ، الذي ذهب مثلاً وعبرةً وألقاً ،وغَمرَ عطرالسماء غضارة حرف ثم فيضاً ينهمر مجسداً مرارة الموت ولوعة الحب المستحيل

غَدَرْتَ يا مَوْتُ كم أفنَيتَ من عدَدٍ ....   بمَنْ أصَبْتَ وكم أسكَتَّ من لجَبٍ

طَوَى الجَزِيرَةَ حتى جاءَني خَبَرٌ............فَزِعْتُ فيهِ بآمالي إلى الكَذِبِ
حتى إذا لم يَدَعْ لي صِدْقُهُ أمَلاً.............شَرِقْتُ بالدّمعِ حتى كادَ يشرَقُ بي

يا أُخْتَ خَيرِ أخٍ يا بِنْتَ خَيرِ أبِ........كِنَايَةً بهِمَا عَنْ أشرَفِ النّسَبِ

أُجِلُّ قَدْرَكِ أنْ تُسْمَيْ مُؤبَّنَةً...........وَمَنْ يَصِفْكِ فَقد سَمّاكِ للعَرَبِ
لا يَمْلِكُ الطّرِبُ المَحزُونُ مَنطِقَه..........وَدَمْعَهُ وَهُمَا في قَبضَةِ الطّرَبِ
غدَرْتَ يا مَوْتُ كم أفنَيتَ من عدَدٍ..........بمَنْ أصَبْتَ وكم أسكَتَّ من لجَبِ
وكم صَحِبْتَ أخَاهَا في مُنَازَلَةٍ............وكم سألتَ فلَمْ يَبخَلْ وَلم تَخِبِ

تَعَثّرَتْ بهِ في الأفْوَاهِ ألْسُنُهَا.............وَالبُرْدُ في الطُّرْقِ وَالأقلامُ في الكتبِ
كأنّ "خولة" لم تَمْلأ مَوَاكِبُهَا................دِيَارَ بَكْرٍ وَلم تَخْلَعْ ولم تَهَبِ
وَلم تَرُدّ حَيَاةً بَعْدَ تَوْلِيَةٍ..............وَلم تُغِثْ داعِياً بالوَيلِ وَالحَرَبِ
أرَى العرَاقَ طوِيلَ اللّيْلِ مُذ نُعِيَتْ..........فكَيفَ لَيلُ فتى الفِتيانِ في حَلَبِ
يَظُنّ أنّ فُؤادي غَيرُ مُلْتَهِبٍ..............وَأنّ دَمْعَ جُفُوني غَيرُ مُنسكِبِ
بَلى وَحُرْمَةِ مَنْ كانَتْ مُرَاعِيَةً............لحُرْمَةِ المَجْدِ وَالقُصّادِ وَالأدَبِ
وَمَن مَضَتْ غيرَ مَوْرُوثٍ خَلائِقُها............وَإنْ مَضَتْ يدُها موْرُوثَةَ النّشبِ
وَهَمُّهَا في العُلَى وَالمَجْدِ نَاشِئَةً.............وَهَمُّ أتْرابِها في اللّهْوِ وَاللّعِبِ
يَعلَمْنَ حينَ تُحَيّا حُسنَ مَبسِمِها............وَلَيسَ يَعلَمُ إلاّ الله بالشَّنَبِ

وَإنْ تكنْ خُلقتْ أُنثى لقد خُلِقتْ............كَرِيمَةً غَيرَ أُنثى العَقلِ وَالحَسبِ
فَلَيْتَ طالِعَةَ الشّمْسَينِ غَائِبَةٌ.... وَلَيتَ غائِبَةَ الشّمْسَينِ لم تَغِبِ
وَلَيْتَ عَينَ التي آبَ النّهارُ بهَا... فِداء عَينِ التي زَالَتْ وَلم تَؤبِ

وَلا ذكَرْتُ جَميلاً مِنْ صَنائِعِهَا.... إلاّ بَكَيْتُ وَلا وُدٌّ بلا سَبَبِ
قَد كانَ كلّ حِجابٍ دونَ رُؤيَتها.... فَمَا قَنِعتِ لها يا أرْضُ بالحُجُبِ
وَلا رَأيْتِ عُيُونَ الإنْسِ تُدْرِكُها... فَهَلْ حَسَدْتِ عَلَيها أعينَ الشُّهبِ
وَهَلْ سَمِعتِ سَلاماً لي ألمّ بهَا.... فقَدْ أطَلْتُ وَما سَلّمتُ من كَثَبِ
وَكَيْفَ يَبْلُغُ مَوْتَانَا التي دُفِنَتْ.... وَقد يُقَصِّرُ عَنْ أحيائِنَا الغَيَبِ


وهكذا نرى إن المتنبي كتب قصيدته في رثاء خولة حين وفاتها في 352هج أي بعد تركه كافور350هج  وإستقراره في الكوفة 

ثم مقتله في 354هج بمعنى إنه قتل بعد وفاة خولة بعامين

هل أحب المتنبي خولة وبادلته نفس الحب
 يذكر الدكتور محمود شاكر في كتابه المتنبي حول حب المتنبي للإميرة خولة ما يلي

(جلست طويلاً الى الدكتور الطبيب الفريق أمين باشا فهد المعلوف من رجالات أسرة المعلوف اللبنانية الشهيرة وحدثته عن قناعتي بموضوع حب المتنبي لخولة أخت سيف الدولة فوافقني - إنني أسبق منك بهذه الحقيقة )

فراق ،ومن فارقت غير مُذمم ---  وأَمُومن يممت خير مُيمم

رحلتُ ،فكم باكٍ بأجفان شادن --- عليّ،وكم باكٍ بأجفان غيضم

شادن / هو الغزال وتشبه به المرأة الجميلة / راجع معجز أحمد لأبو اللاء المعري/

ويلاحظ الرقة والجمال متجلياً في شعره بعد تركه لسيف الدولة

تفسير طه حسين لحب المتنبي لخولة
ومن غير شك إن قصيدته في رثاء خولة من أجمل ما قيل في الرثاء ولكن لاأراها تدل على صلة قريبة أو بعيدة بينه وبين الفقيدة وكل ما يفهم منها بأنها قد برته كما تبر غيره من الشعراء

ثم يشرح طه حسين أبيات القصيدة كما يلي

وأولها شعر مألوف وقصد به المدح وليس الرثاء

يا أخت خير أخ يا بنت خير أب - كناية بهما عن أشرف النسب
أجل قدرك أن تسمي مؤبنةً - ومن يصفك فقد سماكِ للعرب

ثم

غدرت يا موت كم أفنيت من عدد - بمن أصبت وكم أسكت من لجبٍ
وكم صحبت أخاها في منازلةٍ- وكم سألت فلم يبخل ولم تخب
فهنا يلوم الموت  على الغدر الذي تورط فيه حين خان الصديق وعق المحسن إليه

ثم أودع المتنبي كل ما في قلبه من حزن وجزع فأمتلأ  روعة وجمالاٍ

طوى الجزيرة حتى جائني خبر- فزعت فيه بأمالي  الى الكذب
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً- شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

وهنا كيف يشرق الدمع بالمتنبي ولكنه صيحة محزون 

وهل نرى أروع  في تصوير العطف على الصديق والرفق به والحنين إليه كما قوله

أرى العراق طويل الليل مذ نعيت - فكيف ليل فتى الفتيان في حلب

ثم يبرع في التصوير
ويبرع في الوفاء
يظن إن فؤادي غير ملتهب - وإن دمع جفوني غير منسكب 
بلى وحرمة من كانت مراعية - لحرمة المحد والقصاد والأدب 

وأجمل وصف للفقيدة
وإن تكن خلقت أنثى لقد خلقت - كريمة غير أنثى العقل والحسب

وهنا نرى التباين في وصف كل من طه حسين ومحمود شاكر في تحليل القصيدة 


مقتل المتنبي

وتوفي المتنبي مقتولا على يد رجل قرمطي يدعى فاتك بن أبي جهل الأسدي وذلك في أثناء عودته من مصر،ثم إلى شيراز، فبغداد، في الطريق إلى الكوفة حيث لقي مصرعه مع ولده ( مُحَسَّد، وغلامه  مفلح ) على مقربة من  دير العاقول  في الجانب الغربي من سواد الكوفة معقل الدعوة القرمطية الباطنية في بلاد العراق ،وكان ذلك في شهر رمضان من سنة 354هـ الموافق سنة 965مـ، فتكون مدة حياته اثنتين وأربعين سنة ،وهنا إختلف المؤرخون فإذا  كان مولده في303 هج ومقتله في 354هج فيكون عمره حينذاك واحد وخمسون سنة ويذكركذلك إن (مقتله في 356)


أسباب قتل المتنبي

كان المتنبي قد قال قصيدة شعر في شخص يدعى ضبة بن يزيد العتبي وكان غداراً بكل من نزل به ،خرج مع عائلته فأعترضه قوم من بني كلاب سبوا أمه وإعتدوا عليها
وكان المتنبي قد مر بضبة مع جماعة من أهل الكوفة فأقبل ضبة يجاهر بشتمهم فقال المتنبي قصيدة يرد بها على ضبة وقد جاءبها كلاماً بذيئاً مما جعل المتنبي ينكر إنشادها كما ذكر الواحدي أحد شراح ديوان المتنبي
علم فاتك بن أبي الجهل الأسدي وهو خال ضبة بالقصيدة فغضب عند سماعها وأراد الإنتقام  لإخته وإبنها فأعترض لأبي الطيب وهو في طريقه الى بغداد وواجهه بحوالي ثلاثين من رجاله فقاتله المتنبي حتى قتل ويقال إن المتنبي شعربغلبة فاتك ورجاله فقال غلام له لا يتحدث عنك بالفرار وأنت القائل
فالخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فكر راجعاً وقاتل حتى قتل سنة 354هج
وهكذا طوى الثرى بيان العربية ولؤلؤها الفريد وبقي الدر وهاجاً لأمة أنجبت رجلاً فريداً وشاعراً عملاقاً

المعركة الأدبية بين المتنبي وأبو فراس بحضور سيف الدولة

ونعود الى الشاعرين الذي عاشا في كنف سيف الدولة، وأبوفراس من دمه إبن عمه ،والمتنبي شاعره، الذي لا يضاهى ، ونشبت الغيرة بين الفذيين كل منهما يطلب الإستئثار بحب وإهتمام سيف الدولة
ومن المعروف إعتداد المتنبي بنفسه وتعاليه على الآخرين مما دفعهم الى الحقد عليه وتدبير المؤامرات ضده
أما أبو فراس فهو الأمير الناشيء في ظل النعمة والجاه وقرابته من سيف الدولة فهوإبن عمه وزوج أخته تهيؤه ليكون في مكانة عالية وكان  سيف الدولة شديد الإعجاب بأبي فراس وأولاه ولاية منبج بالإضافة الى شاعريته
وهنا حدثت المنافسة بين الشاعريين فكان أبو فراس يرى في المتنبي رجلاً من السوقة رفعه شعره درجات فوق ما يستحق
أما المتنبي فيرى أبو فراس أميراً رفعته الإمارة وأكسبته شهرة لا يستحقها ولولا قرابته من سيف الدولة لما وصل الى هذه المنزلة
وكان يشق على سيف الدولة إذا تأخر المتنبي عن مدحه وأبوفراس يحرضه عليه واصفاً إياه بالمتشدق الذي تعطيه أكثر مما يستحق وبالغ في الوقيعة مما أثر ذلك في سيف الدولة وكان المتنبي غائباً ولما حضر أطرق سيف الدولة ولم ينظر إليه وحضر جماعة من الحاشية فأشتطوافي عدائهم  وفي جو من اللغط والبلبلة  حضر المتنبي الى مجلس سيف الدولة وعلى مسمع من الجميع أطلق قصيدته التي وصفت كما لم توصف أي قصيدة
واحر قلباه ممن قلبه شبم - ومن بجسمي وحالي عنده سقم
مالي أكتم حباً قد برى جسدي – وتدعي حب سيف الدولة الأمم
الى أن قال
قد زرته وسيوف الهند مغمدة – وقد نظرت اليه والسيوف دم
فأراد نفر من الحضورالتعدي عليه
ولكن المتنبي لم يبالي وأكمل بكل جرأة وشجاعة ولم يهتم بمن يقاطعه أو يشتمه
ياأعدل الناس إلا في معاملتي –فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
فهاجمه أبو فراس
هذا قول الشاعر دعبل
ولستُ أرجو منك إنتصافاً منك ما ذرفت –عيني دموعاً وأنت الخصم والحكم
ولم يتردد المتنبي لحظة وأكمل
أعيذها نظرات منك صادقة-أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وهنا علم أبو فراس إن المتنبي يعنيه
يا دعي كندة  حتى تأخذ أعراض الأمير في مجلسه
فأستمر المتنبي
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا – بأنني خير من تسعى به قدم
أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي – وأسمعت كلماتي من به صمم
فأزداد أبو فراس غيظاً وقال سرقت هذا من عمروبن عروة بن العبد حيث يقول أوضحت من طرق الأداب ما أشتكلت – دهراًوأظهرت إغراباًوإبدعا
حتى فتحت بإعجازخصصت به – للعمى والصم أبصاراً وأسماعا
وظل المتنبي يواصل
الخيل والليل والبيداء تعرفني – والسيف والقرطاس والقلم

فرد أبو فراس وماذا أبقيت للإمير إذ وصفت نفسك بكل هذا
هذا قول إبن العريان
أنا إبن الفلا والطعن والضرب
فردالمتنبي
وما إنتفاع أخي الدنيا بناظره – إذا إستوت عنده الأنوار والظلم

وعند ذلك ضجرسيف الدولة من كثرة المناقشة فضرب المتنبي بالدواة التي بين يديه
فأنشد المتنبي
إن كان سركم ما قال حاسدنا – فما لجرح إذا أرضاكم ألم
وأردف أبو فراس وهذا أخذته  من قول بشار بن برد
إذا رضيتم بأن نجفي وسركم – قول الوشاة فلا شكوى ولاضرر
أو قول إبن الرومي
إذا الفجائع أكسبتني – رضاك فما الدهر بالفاجع

وبعد هذه القصيدة ترك المتنبي بلاط سيف الدولة وتوجه الى كافور ومكث  عنده لمدة أربع سنوات وتركه في 350 هج رجع بعدها الى العراق

وهكذا نرى إن المتنبي كتب قصيدته في رثاء خولة حين وفاتها في 352هج أي بعد تركه كافور350هج  وإستقراره في الكوفة ثم مقتله في 354هج بمعنى إنه قتل بعد وفاة خولة بعامين





نبذة عن حياة الشاعر*
أبو فراس الحمداني
320هج-357هج
نشأ يتيماً ومات شاباًعن 37 عاماً
 هو الحارث بن سعيد الحمداني ، أمير وشاعر عربي وُلِدَ سنة (320هـ) في الموصل بالعراق ، وتوفي سنة (357هـــ) نشأ يتيمًا في كَنَفِ ابن عمه سيف الدولة وزوج أخته صاحب حلب ، الذي كان يميزه ويصطحبه في غزواته ويستخلفه على أعماله وأولاه حكم منبج .

أُسر أبو فراس في إحدى المعارك مع الروم، وهو جريح مصاب بسهم، وبقي في أسره حتى افتداه سيف الدولة سنة 355 هــ وأرسل الى سيف الدولة إبن عمه قصيدة أراك عصي الدمع شيمتك الصبر

بعد وفاة سيف الدولة

أبو المعالي يخلف سيف الدولة

 خلف سيف الدوله عند وفاته إبنه أبو المعالي فأوغر قرغويه الحاجب التركي  صدر أبو المعالي على أبو فراس وبأنه يسعى الى الملك بعد سيف الدولة ووجه أبو المعالي جيشاً بقيادة قرغويه فأمرقرغويه عبده جوش فضرب أبا فراس بحديدة مدببة فسقط عن فرسه
وأخذ رأسه الى أبو المعالي وبقيت جثته مطروحة فى البرية إلى أن جاءه بعض الأعراب فكفنه ودفنه


دولة بني حمدان

سيف الدولة الحمداني
هج-هج356303-  915 -963م 
وذكر بأنه في

916-967
هو علي بن عبد الله ولد في ديار بكر وأبوه عبد الله بن حمدان وشهرته (أبو الهيجاء) وكان يلي أمر الولايات حيناً في فارس وحيناً في الموصل ويخوض الحروب و يساهم في عزل خلفاء الدولة العباسية في وقت ضعفها وإنحدارها

وفي هذه الأجواء نشأ علي بن عبد الله وتفتحت عينه على أمجاد أبيه وأعمامه فلما قتل أبوه سنة 317هج 929 م رعاه أخوه الحسن (ناصر الدولة )فنمى فيه روح المغامرة الأصيلة في نفوس الأسرة الحمدانية


ويعتبر مؤسس الدولة الحمدانية في إمارة حلب التي تشكل معظم شمال سوريا وسائهم إستبداد الأمراء بأمور الخلافة وشهدواتدهور العرب وسيطرة الدخلاء عليهم فرأوا أن يصونوا التراث العربي وأن يردوا هجمات الروم عن الثغور الإسلامية ورافق ظهور الأسرة الحمدانية خلافة(المتقي) الخليفة الحادي والعشرين العباسي وأنشأت وظيفة أميرالأمراء ،حيث إستبدوا بالسلطة وأخذوا يعزلون الخلفاء ويعذبوهم وحتى سمل عيونهم
وجاء الأخوة آل حمدان الى بغداد وقربهم الخليفة وأعطى الخليفة المتقي لعلي حمدان (لقب سيف الدولة) الذي إشتهر به

وكانت الحروب بينه وبين الروم سجالاً وبلغت أربعين غزوة ويذكرإن إسمه خط في صفحات التاريخ لشجاعته وكان عدواً لدوداَ للإمبراطورية البيزنطية وتصدى لمحاولاتهم الإستيلاء على سوريا وعند مرضه قويت شوكة الروم وعند وفاته إستولى الروم على البلاد والثغور

توفي بالفالج ونقل جثمانه الى ميا فارقين بديار بكر ودفن فيها

وكان راعياً للفنون والعلماء وتزاحم على بابه الشعراء بالإضافة للمتنبي وأبو فراس الحمداني قريبه هناك المؤرخ أبو فرج الأصفهاني  صاحب كتاب الأغاني والخطيب الفصيح إبن نباتة والفارابي الفيلسوف المشهور والعلماء ففتح لهم بلاطه وخزائنه حتى كانت له عملة خاصة يسكها للشعراء من مادحيه

وقيل
ني : هو علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي الرَّبعيّ، أبو الحسن، سيف الدولة (303 - 356هـ= 915 - 967م)، صاحب الدولة الحمدانية. ولد في ميافارقين بديار بكر. ونشأ شجاعًا عالي الهمة، وسط صراعات بين الروم والمسلمين، وعرف مايريده الروم. وملك واسطَ بالعراق وما جاورها وامتلك دمشق وحلب سنة 333هـ، 944م، وأصبحت قاعدته. ويروى أنه لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع بباب سيف الدولة من شيوخ العلم والأدباء والشعراء. وقَصَدَه الشاعر أبو الطيب المتنبي وخلَّد ذكره وذكر وقائعه الكثيرة مع الروم. وله أخبار كثيرة مع الشعراء أمثال المتنبي و أبي فراس الحمداني والسريّ الرفاء والنامي والببغاء والوأواء. وكانت أشهر وقائعه مع الروم في سني 333هـ، 944م، و336هـ، 947م و339هـ،951م، و340هـ، 951م، و342هـ،953م، و343هـ،954م، و345هـ، 956م، و351هـ، 962م. وكانت الحرب بينهما سجالاً، استشهد فيها معظم أبناء البيت الحمداني. ولم تتنفس دولة حلب الصعداء إلا بموت الدمستق ملك الروم. توفي سيف الدولة بحلب ودفن في ميَّافارقين   

*

غنت أم كلثوم أول مرة هذه القصيدة عام 1926 من تلحين عبدة الحامولي ثم غنتها في منتصف الأربعينيات من لحن زكريا أحمد ثم في 1965 من تلحين رياض السنباطي الذي وضع لبعض أبياتها أكثر من لحن

*لم ينظم العرب في جاهليتهم وإسلامهم ولا في بداوتهم وحضارتهم مبلغ هذه القصيدة من الرثاء *طه حسين في كتابه تجديد ذكرى أبو العلاء

غير مجدٍ في ملتـي واعتقـادي نـوح بـاكٍ ولا ترنُّـم شــادِ
وشبيهٌ صـوت النّعـي إذا قـيــس بصوت البشير في كل نـادِ
أبكـت تلكـم الحمامـة أم غـنّــت على فرع غصنهـا الميـادِ
صاح ، هذي قبورنا تملأ الرُّحــب فأين القبور من عهد عـادِ ؟
خففِ الوطء ماأظـنُّ أديـم الأرض إلا مـن هــذه الأجـسـادِ
وقبيحٌ بنـا ، وإن قـدم العـهـد ، هـوان الآبـاء والأجــدادِ

ولادة ووفاة كل من
سيف الدولة الحمداني
 303هج -356هج
915-963م

أبو فراس الحمداني
320هج-357هج
المتنبي
هج303 – 354-

*
القرامطة
جماعة دينية تنتسب الى حمدان قرمط (حمدان بن الأشعث المتوفي في حدود سنة 276 هج )وهو من الكوفة والذي كان يبشر في الزمن العباسي بقرب مجيء المهدي المنتضر ،
تواجد القرامطة في مناطق أربع هي:
 العراق، الشام، اليمن، الإحساء والبحرين 
ويؤكد قسم من الباحثين أن موضوع ظهور القرامطة يكتنفه بعض الغموض، إضافة إلى الخلاف حول مدى علاقتهم بالحركات الإسماعيلية، ففي حين يذهب معظم الباحثين والمؤرخين إلى اعتبار القرامطة جزءاً من الإسماعيلية، شذ بعضهم معتبراً القرامطة تنظيماً مستقلاً ،ومن مبادئهم التنديد بالغنى الفاحش الذي ساد في العصر العباسي الرابع وحق الفقير بالعيش الكريم ويعتبرهم قسم من المؤرجين من دعاة الإشتراكية
القرامطة والأحكام الشرعية

ولقد تناول القرامطة الأحكام الشرعية على ما يوافق أهوائهم،فمثلاًقوله سبحانه وتعالى {واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين} [الحجر: 99] على أنّه من عرف التأويل فقد أتاه اليقين، وعليه فمن عرف معنى العبادة فقد سقط عنه فرضها، ا أركان الشريعة: فالصلاة عندهم موالاة إمامهم، والحجّ زيارته وإدمان خدمته، والصوم هو الإمساك عن إفشاء سرّ الإمام لا الإمساك عن الطعام والشراب، والمراد بالزنى عندهم إفشاء سرّهم بغير عهد وميثاق.
وقد اختلف المؤرّخون والمصنّفون في أصل مذهبهم، فمنهم من قال بأنّهم صابئة، ومنهم من ذكر بأنّهم من المجوس ونادى القرامطة بوجوب (تساوي) الناس في النساء والأموال
. ثمّ يتعجبون كيف من له أخت أو بنت حسناء وليست له زوجة في حسنها يحرّمها على نفسه ويزوجهامن أجنبيّ، ولو عقل الجاهل لعلم أنّه أحقّ بأخته وبنته من الأجنبي، ، وقد استعجل منهم بذل أرواحهم وأموالهم على انتظار موعد لا يكون، وهل الجنّة إلاّ هذه الدنيا ونعيمها، وهل النار وعذابها إلاّ ما فيه أصحاب الشرائع من التعب والنصب في الصلاة والصيام والجهاد والحجّ..
هذه الدنيا ورثتم نعيمها ولذّاتها المحرّمة على الجاهلين المتمسّكين بشرائع أصحاب النواميس، فهنيئاً لكم على ما نلتم من.
القرامطة يسرقون الحجر الأسود
ويذكر الكتور يوسف زيدان في كتابه ( دوامات التدين ) ما يلي:-
في سنة 317 هج قام القرامطة بواحد من أشنع الأفعال التي عرفها تاريخ الإسلام ، ففي هذه السنة البائسة ، ترصد القرامطة حركة الحجاج القادمين الى مكة من أنحاء الدنيا ومن بينهم بعثة الحج الرسمية الآتية من بغداد مقر الخلافة وفي يوم" التورية "، هجم القرامطة على مكة وذبحوا الحجاج وهدموا المنازل وإقتلعوا الحجر الأسود وحملوه الى البحرين* فظل هناك لمدة إثنين وعشرين سنة ، تعطل خلالها الحج الذي هو أحدى الفرائض الخمسة في الإسلام
كما وتشير قسم من المصادر الى أن القرامطة نقلوا الحجر الأسود الى القطيف وهناك أسسوا كعبة جديدة لا تزال أثارها موجودة
القرامطة والفاطميين
كان القرامطة في بدايتهم يدعون الى الدولة الفاطمية ، وعندما  قويت الدولة الفاطمية وإشتد عودها شعر القرامطة بأن عهدهم مع الفاطميين قد ضعف وهنا لم يكونوا على وفاق مع الدولة الفاطمية وكفوا عن الدعوة لهم بل إنقلبوا عليهم وراحوا يشككون بنسبهم لآل البيت وتم لعن الخليفة الفاطمي في الأماكن التي تحت سيطرتهم
المصادر
-كتاب مع المتنبي/طه حسين
-ألف عام لذكرى المتنبي/عبد الوهاب عزام
-المتنبي /محمود شاكر
-عصر أبي فراس الحمداني/يوسف بكار
-ديوان أبي فراس /خليل الدويهي
-معجزأحمد/ لإبي العلاء المعري
- تجديد ذكرى أبي العلاء / طه حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق