الخميس، 8 يناير 2015

الفصل التاسع من تتبع الدولة العراقية/الحكم العثماني /الصراع التركي الصفوي


الفصل التاسع من تتبع الدولة العراقية

إنتهى الفصل الثامن وسيدخل العراق بعدها في حكم الدولة العثمانية وسيكون الفصل التاسع من تاريخ العراق
وأصبحت أرض الخير جزءاً من الإمبراطورية العثمانية ، فسخرت الأرض والزرع والوادي والسهل وأوتاد الجبال مع طيور الأهوار لخدمة الباب العالي ،وأرض العروبة من أقصاها الى أقصاها هي (عرب يوك) والأمة التي نزل التنزيل الحكيم بلغتهم وفي أرضهم ونبيهم هو إبنهم هم (عرب يوك)
فإذا كانوا من أمة إقرأ فكيف لايجلوا فرائد هذه العظمة الربانية التي شعت من حروف (عرب يوك)
وكأن الكتاب الكريم الذي هوكتابهم ودين الإسلام دينهم لم يتنزل بلغة عرب يوك وإشعاع حروفه الوضاءة

فالناس

أشلاء يتوسلون عطف الوالي العثماني الذي ساقهم كالعبيد في حروبه وأموالهم تذهب جبراً وغصباً الى الباب العالي (وأبوابنا هي الواطئة)وكل هذا فنحن عرب يوك
كلمة يوك اي يوق التركية تعني لا يوجد 
*ودرجت هذه الكلمة وأصبحت معروفة عند الكلام أو الإستشهاد بما يعني العرب للأتراك
*بروفيسور حسيب شحاتة جامعة هلسنكي 

شموخ العراق وأرضه أصبحت مختبراً وأرضاً لعقد الوالي وأحقاد تابعيه بفتنة تشتعل مع حليب أمهاتهم ودسائس مريديهم يستعلون عليهم ويهينون كرامتهم ويسخرون أبنائهم وتجبى الضرائب من خيرهم ويتركون الناس في فقروعوز ومرض
ودار الصراع بين الأتراك و الصفويين على إمتلاك الأرض الطيبة ويرعى مصالهم من بعيد وقريب المعتمد البريطاني وهو يجزل لهم الثناء والتفخيم حتى يزدادوا جبروتاً
وكان للصراع الصفوي التركي أن ترك أرض العراق يباباً وأبنائه سلاح غزواتهم وأصبحت روحهم موات ، وكل هذا وإنكشارية جورجيا يغرفون من الخير وهل من مزيد
وسقطت الدولة العثمانية ولفظ الرجل المريض آخرأنفاسه وترك ارَ ض العراق والعرب جرداء بعد أن إستلموها من أجدادهم المغول جرداء
ومن العجب العجاب إن هناك من يطلب إعادة دولة عثمان وكأن الحضارة لم تشع والإنسانية لم تتطور والشعوب لم تتعلم
الدولة العثمانية

 الصراع التركي الصفوي

وكأن الله العلي القدير قد سلط على أرض الخير جبابرة الأتراك وتسلط الصفويين وأصبح العراق نزالاً بينهما

الصراع الصفوي العثماني على العراق

أسس الصفويون إمارة صغيرة لهم في تبريز ومنه توسعوا في بلاد فارس وخراسان وأذربيجان وكردستان وديار بكر على حساب دولة الاق يقونلوالتركمانية السنيةثم أعلن الشاه إسماعيل الصفوي إن التشيع هو مذهب البلاد الرسمي  ثم تقدموا بقيادته الى العراق وأحتلوا بغداد سنة 1508 م وشعر العثمانيون بخطر ظهور الدولة الصفويةوبخاصة علاقتها بأوربا التي كانت الدولة العثمانية تتقدم فيها ، لذلك جهز السلطان العثماني سليمان القانوني حملة عسكرية على تبريز ومنها الى بغداد سنة 1534 فكان ذلك بدء السيطرة العثمانية على العراق غيرأن هذا لم ينهي الصراع على العراق بين الصفويين والعثمانيين حتى الحرب العالمية الأولى
من المعروف بإن الدولة العثمانية في الأناضول والبلقان والدولة الصفوية في فارس قد تزعمت الشرق الأوسط وهذا بالإضافة الى دولة المماليك في مصر والشام
عند ظهور الدولة العثمانية في القرن السابع الهجري ،إتجهت الى الغرب أي بإتجاه أوروبا،ولم تتجه نحو العراق إلا بعد ظهور الدولة الصفوية في إيران ، وكما نعرف بإن إيران تحولت الى المذهب الشيعي على يد الدولة الصفوية،في القرن السادس عشرالميلادي ،القرن العاشر الهجريم

وكما يذكر الدكتور علي الوردي /صار العراق موضع نزاع بين الفرس والترك وكما يذكر المثل الشعبي (بين العجم والروم بلوى إبتلينا)
ومن الكوارث التي لا تزال تنخر بإرض العراق والى يومنا هذا كما المثل الذي ذكره الدكتور علي الوردي بأن هناك من أبناء العراق من يؤيدون هذا وذاك وهم غافلون بإن كل من تركيا وإيران لا يردون الإ مصلحتهم ونحن بالنسبة لهم ليس أكثر من تابعين 


نشوء الدولة العثمانية

المؤسس
عثمان الأول أرطغول من 1299 -1324

السلطان عثمان أرطغول بن سليمان شاه 656هج/1258م (من المصادفة يوم ميلاده يوم دخول المغول الى بغداد)
مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها وزعيم الأتراك من السلجوقيين ،تولى الحكم بعدوفاة أبيه (أرطغول) بتأييد من الأمير علاء الدين السلجوقي ، الذي قام بمنحه أراضي ليقوم عليها حكمه وسمح له بضرب العملة ، وبعد أن قتل المغول الأمير علاء الدين ومعه إبنه،أصبح عثمان أرطغول أقوى رجال المنطقة فأتخذ مدينة أسكي شهر قاعدة له ولقب نفسه (باديشاه عثمان )
قام بدعوة حكام الروم في آسيا الصغرى الى الإسلام فإن أبوا فعليهم أن يدفعوا الجزية وإلا فالحرب فخافوا منه وإستعانوا بالمغول عليه فأرسل جيشاً بقيادة إبنه أورخان فأكمل الجيش مسيرته ففتح بورصة وأسيا الصغرى     

وكانت الفئة التركية التي يرئسها عثمان أرطغول من ضعة الشأن ما لم يكن يتوقع لها مثل هذا المصير الباهر الذي قيض لها أن تصير إليه ولكن الأقدار هيأت للأمير عثمان وخلفاءه أن يكونوا من الطراز الأول من قادة هذه الفئة أو القبيلة التي تولوا الأمربإسمها
وقد أسعفه الحظ فأقتطع مقاطعة تحتل جانباً من ساحل بحر مرمرة وبفضل هذا الموقع الجغرافي الممتاز،سنحت له الفرص للتدخل بين الأحزاب البيزنطية وتلبية نداء الإستغاثة الصادرمن اللاتين للتدخل في الحروب التي نشبت بين (آل بَلَيولوغ ويوحنا كنتكوزين)فهذه الأمتار من البحر التي تفصل العثمانيين عن سواحل أوروبا كانت تكمن ورائها مجالات الفتوحات للتثبيت والإمتداد(تاريخ الحضارات العام-العصور الوسطى –جامعة السوربون)
هذا هوالأساس الأول لتأسيس الدولة العثمانية
نشأت الدولة العثمانية من إمارة في الجهة الشمالية الغربية من آسيا الصغرى وحاربت الدولة البيزنطية وأستخلصت الأناضول من القوات البزنطية وأستولت على القسطنطينية (1453م)لتصبح عاصمة الدولة العثمانية زهاء اربعة قرون وكان الإستيلاء على القسطنطينية هي نقطة فاصلة في تثبيت كيان الدولة العثماني وجاء إحتلال العراق ومصر* والشام ليضع مفاتيح العالم كلها بيد العثمانيين الذين ورثوا حكم المغول الذين هم بالفعل قوم من الترك لغة وعرقاً ولهجة(*الذين حملوا معهم آخر خليفة عباسي ونقلوه الى الأستانة راح الشعب يلقب السلطان سليم الأول بلقب أمير المؤمنين وهو لقب حمله خلفاؤه حتى 1924 )

*أكبر جائزة للعثمانيين بعد إحتلال القسطنطينية إحتلال العراق ومصر والشام
*مصرأكثربلاد البحر المتوسط قدرة على الإكتفاء بخيراتها،تنتج أرضها ثلاث غلات في العام ولم يكن يعلو عليها بلد في صناعتها بالإضافة الى حضارته
*العراق بخصوبته وأنهاره وحضارته
*الشام بكل خيراتها (كان السوريين لهم السيطرة على التجارة في العصر الروماني)
المصدر رأيت أن أضعه هنا لإهميته(قصة الحضارة لديورَانت) ترجمة (محمد بدران) الجزء الثالث)
الحكم العثماني في العراق
ولقد قسم المؤرخين الحكم العثماني في العراق الى خمسة عهود مختلفةوهي:-
الأول
يبدأ بدخول السلطان سليمان القانوني بغداد وحتى دخول الصفويين اليها مرة أخرى (1434-1624)
الثاني
ويبدأ من إستعادة السلطان مراد الرابع لبغداد الى بداية حكم المماليك (1638-1749م)
الثالث
عهد المماليك (1749-1831م )
الرابع
عهد إعادة الحكم المباشر(1831-1869م)للدولة العثمانية
الخامس
منذ تعيين مدحت باشا واليا على بغداد حتى نهاية الحكم العثماني(1869 -1918م)
وسنحاول توضيح هذه العهود الخمسة كما يلي:-
دخول سليمان القانوني حتى دخول الصفويين (1534-1624م)
-زار المراقد والعتبات المقدسة وامربإكمال بناء الجامع الكبير(جامع الكاظمين وإعادة بناء ضريح الإمام أبوحنيفة)ووضع سدأ لوقاية مدينة كربلاء وحماية العتبات المقدسة فيها وزار مرقد الإمام علي (رض) في النجف ليدل على الصفة الدينية التي بواسطتها يستمر حكمهم للوطن العربي
الدلالة
مما تقدم أعلاه نرى كيف ركز السلطان سليمان القانوني على الجانب الديني ليحصل على مناصرة الناس لحكمه بإعتباره حامي الدين وهو المخرج الذي يدخل اليه المحتلين ليكسبوا إحتلالهم صفة القدسية وليسكتوا الناس ويخضعوهم الى تحقيق مصالحهم
-أصلح بعض القوانين واضعاً نظاماً إدارياً
الدلالة
إصلاحات طفيفة ولا تتناسب مع حجم معاناة العراقيين من جراء التطاحن والصراع للسيطرة عليه، وهنا نستطيع أن نحلل ماهية هذا الإحتلال وأغراضه
النظام الذي وضعه الباب العالي للعراق
وضع الباب العالي نظام حكم إيالات العراق على غرار النظام الذي كان متبعاً في بقية الولايات العثمانية فكان الوالي العثماني على رأس هذا الجهاز ومعظم هؤلاء الولاة كانوا من حاشية السلطان
وكان على الوالي أن يدبر إمور ولايته بدون إزعاج السلطان بمشكلات أو قلاقل وممهامه إسناد الحكم الى شيوخ العشائر والإمارات الكردية والعربية وحكام المدن وكان يختار موظفيه على رأسهم (الكتخدا)الذي كان بيده الإدارة التنفيذية وهونائب الوالي
وتذكر المصادر التاريخية إن الإحتلال العثماني للعراق الذي إبتدأ منذ القرن السادس عشر الميلادي وإستمر حتى نهاية الحرب العالمية الأولى قد جثم على أرض العراق قرابة الأربعة قرون وسميت بالفترة المظلمة من التأخر في مناحي الحياة الإقتصادية والثقافية والسياسية
ولغلبة الطابع العشائري فأستخدم العثمانيون سياسة تضمن لهم الهيمنة على هذه العشائر من فرض ضرائب ثقيلة ومختلفة تذهب الى الباب العالي ويذكر كمثال إن واردات البصرة وحدها بلغت سبعين حملاً من النقود مما سبب شغل العشائر بتدبير المبالغ وأدى الى شظف العيش وعمل العثمانيون على تحطيم المكانة الروحية لشيوخ العشائر من التدخل في تعيين شيخ العشيرة ودأبت على تدمير التقاليد العربية في إختيار شيخ القبيلة ووصل الأمر الى شراء المشيخة فضعف دور العشيرة السياسي والإقتصادي وأوجدت منصباً جديداَ على النظام العشائري وهو أمير العشيرة ولكن العشائر لم تذعن للطاعة ووقفوا بوجه الوالي العثماني وتعتبر هذه صفحة واضحة من عدم رضوخ العشائر للهيمنة العثمانية كما عملت على إتخام بعض من شيوخ القبائل بالمال وإبعادهم عن هموم أبناء عشيرتهم ومعاناة الفقر والفاقة كما عملوا على إغراق الشيوخ بالأراضي لضمان ولائهم للدولة العثمانية
ونتيجة للتفسخ الإداري وفقر العامة وعدم قدرتهم على شراء الأراضي فسجلت بإسم شيخ القبيلة،فسلبت من إيدي الفلاحين الذي كانوا يدفعون الضرائب ولا يجنون الا الفقر*
*هذا الموضوع فيه تفاصيل كثيرة وإيضاحات تترجم حالة العراق في العصر العثماني وفيه مراجع كثيرة سجلت ودونت وبحثت
وقد إستبد الإنكشارية والجاندرمة بحياة الناس وأذاقوهم صنوف العذاب وتفشى الجهل وسيطرت الخرافات وانددثرت معالم المدنية والحضارة
والمناصب تباع وتشترى وهم الوالي جبي الضرائب وإرسالها الى الباب العالي وإستخدام الشباب العراقي للدفاع عن حدود الدولة العثمانية وتعتبر الدولة العثمانية العراق مصدرمهم يمد خزينتها من الضرائب الباهظة التي التي كانت تفرضها وسوء معاملة موظفي الجباية وتفشي الرشوة وإهمالهم للزراعة وشيوع النظام الإقطاعي الذي تمتع في ظله عدد من العوائل حيث ملكت القرى وجعلت الفلاحين أجراء في أرضها وغدا الإقطاعي صلة الوصل بين الفلاحين والحكومة وكان له حق الضرب والسجن والجلد دون القتل وهكذا أشاع الحكم العثماني الخراب والدمار في أرض العراق بالإضافة الى سياسة التتريك التي إتبعها الولاة لدثر كل ما هو عربي وإشاعة التقاليد والأعراف التركية بإسم الدين
التحسين الطفيف في وضع العراق

ولقد تركزت جهود العثمانيين في تثبيت حدود العراق الشرقية لمنع التجاوزات الصفوية بينما إستخدم الصفويون الإعتداءات العسكرية لإنتزاع أراضي من العراق
شهدالعراق في أوائل القرن الثامن الهجري تحسناًفي أوضاعه الإجتماعيةولا سيما في بغداد عندما تولى حسن باشا ولايتها (1704 -1723 )وأستخدم كفائته العسكرية والإدارية في تثبيت كيان العراق في حدوده المعروفة جغرافياً وإدارياً وخلق حكومة مستقرة تعززت في فترة حكم إبنه (1723 -1747 )

سياسة التتريك

حاول الحكم العثماني إستخدام شيوخ القبائل للترويج لسياسة التتريك وذلك بتحويل المجتمعات الى ثقافة جديدة بما تشمل عليه من عادات وتقاليد ولغة التي عمل الأتراك على بث القيم التركية متخذين من الإسلام سلاحاً يشهرونه بوجوه الناس ،والغرض واضح وهو سيادة العنصر التركي وسيطرته على كل مجالات الحياة
تناقض فكرة القومية العربية مع القومية التركية
كان هناك تناقض حاد بين الفكرة الداعية إلى القومية العربية والقومية التركية ونتيجة لذلك وضع التاريخ الطويل المتصل بين العرب والأتراك في مفترق الطرق، فالعرب يطمحون نيل استقلالهم من الاستعمار التركي وإستغلال ثرواتهم لخدمة وإثراء خزائنهم والأتراك يرون في العرب بإنهم ينعمون بالإمن والسلام على حساب الدولة التركية ونشطت الجمعيات في بث المفاهيم التركية باللغة التركية لدثر كل ما هو عربي
وظهر تيار قوي في البلاد العربية يدعو الى العروبة والى وحدة شعوبها والثورة على كل ما هو أجنبي
وفي العراق،نشطت الحركات المناهضة للوجودالتركي والخلاص منه   وأصبح  الحال لا يمكن السكوت عليه من عنت التجنيد الإجباري ومصادرة الأملاك والأرزاق ومن ثم مجاعة 1915 الشهيرة وإنتشار مرض الطاعون والملاريا وفي الشام من سياسة السفاح جمال باشا الحاكم العسكري للولايات السورية العثمانية الى جانب تراكمات العلاقة المعقدة التي إمتدت لعقود طويلة مما أدى الى تعزيز رابطة العروبة التي تجمع الوطن العربي للخلاص من النفوذ التركي

الجنود الإنكشارية

سلاح السلاطين العثمانين لحماية دولتهم
ملئ الباب العالي مدن العراق الكبرى بالجنود الإنكشارية وكانت ترد من الإستانة فرق إنكشارية كلما توترت العلاقات مع فارس وفي أوقات السلم مكلفة بأعمال الشرطة
وقد شهد العراق في العهد العثماني ثورات ضد الولاة الظالمين وكانت حقوق الناس تضيع بسبب تعدد الجهات التي بيدها الحل والربط وهي الوالي- الكتدخا -القاضي-الدفتردار- قواد الإنكشارية وأكيداً على رأس كل هؤلاء هو السلطان في الباب العالي
أصل الإنكشارية
هم خليط من سكان جورجيا وأسرى الحرب الذين وقعوا بيد السلطان وهو شبيه بالحرس الذي يسهر على سلامة السلاطين في الدول الإسلامية ويتم تدريبهم وفق خطط مدروسة لضمان ولائهم للسلطة فقط مما أدى الى تجبرهم على العامة والإستهتار بمصالح الناس ونهبها فهم القوة المساندة للسلطان ولا ينتمون الى الأرض التي تنعموا بخيراتها
ونرى إن الإنكشارية منذ عهد السلطان محمد الثاني أصبحوا فرقة عسكرية على شاكلة فرسان الهيكل عند الصليبين يعملون تحت
 قيادة عسكرية متشددة ومنظمة
تحليل

(إستنادا لقناعتي بإن العروبة إنتماء ولغة وثقافة * ،أرجح بإن هذا لا ينطبق على الأتراك ولا تابعيهم الإنكشارية الذي إتخذوا من الدين ستارا لإطماعهم و ساندهم ،في بسط نفوذهم قسم من علماء الدين وفتاويهم وخاصة فرقة الدراويش فراحوا يختلطون بأفراد الجيش ويدعون لرص صفوفه وتمتين منشآته وآزرتهم الجمعيات الدينية وأدى ذلك الى تشكيل جمعيات حمل أعضائها إسم (أخ)
وهنا نتسائل هل هذا هو أصل التسمية التي إتخذها الإخوان المسلمين لتنضيمهم وخصوصا كما نعرف بأن بداية تنظيم المرشد حسن البنا كان في 1924 اي بعد إنتهاء الخلافة العثمانية فهل تنظيم الإخوان المسلمين  إحياءا للتراث العثماني
*كيف صهرت اللغة العربية دماء سيبويه الفارسية (زهر التفاح باللغة العربية)وأصبح أبو النحو بعد أستاذه العربي الخليل 
الفراهيدي ومن قبلهما أبو الأسود الدؤلي الذي تتلمذ على يد الإمام علي (رض)وهؤلاء الثلاثة هم أركان النحو العربي
(راجع مدونتي عن العصر العباسي وكيف تطور النحو العربي على يد أبو الأسود الدؤلي والخليل الفراهيدي وسيبويه)

غزوة تيمورلنك*

الغزو الثالث للمغول*

737هج-1336 م وتوفي في 808 هج-1405 م
مور بن ترغاي السفاح ولد في مدينة كيش في جنوب سمرقند ،وهو من القبائل البدوية التركيةوكلمة تيمور تعني في اللغة التركية (الحديد) أما (لنك) فتعني الأعرج لذلك يسمى تيمور لنك أي تيمور الأعرج وكان يوم مولده يوم نحس على العالم الإسلامي ومجازره يشيب لهولها الولدان
. 
تمكن تيمورلنك من السيطرة على سمرقند ومنها إنطلقت فتوحاته الدموية فسيطرعلى العراق وإيران وهاجم العثمانيين وقتل السلطان(با يزيد )*وهاجم الهند ووصل الى موسكو ونهبها وكادأن يصل الى الصين فعاجلته المنية
*معركة أنقرة التي تفاوت إحصاء المؤرخين لعدد الجيشين التركي بقيادة با يزيد والمغولي بقيادة تيمورلنك والتي إنتهت بأسر السلطان با يزيد ثم موته في الأسر
بناء الأبراج من جثث القتلى
في عام 785 هاجم خراسان وأستولى على مدينة سبزوار ورفع الراية السوداء ومعناها القتل العام فكان 90 الف قتيل وأجبر الباقيين على قيد الحياة بفصل رؤوس القتلى وأمر المعماريين والمهندسين في جيشه ببناء برجين وإستخدموا الرؤوس بدل الآجر
وتكرر هذا في أصفهان وبقية المدن الإيرانية
العراق والشام
توجه تيمورلنك الى العراق والشام وقام بقتل الآلاف ودمرحلب وحماة ودمشق وبعلبك

بغداد

تعثرت الدروب في مدينتي ،ذبل غصنها الأخضر، ومالت تيجانها الزهر، وأهتزت جذورها النجب،ومادت براءة التُرب ،وحزنت خفوق النخل،وجف شاطئ النهر(من مدونتي)
هل تنفع قصيدة شاعرنا الفذ فاروق جويدة لمواساة هذه المدينة التي وضعها الغزاة نصب عينيهم فمن هولاكو الى تيمورلنك الى سقوط بغداد
بغداد لا تتألمي وما أشبه اليوم بالبارحة

اطفال بغداد الحزينة
في الشوارع يصرخون
جيش التتار
يدق ابواب المدينة كالوباء
ويزحف الطاعون
احفاد هولاكو
علي جثث الصغار يزمجرون
حصار بغداد

دام حصار تيمور لنك لبغداد 40 يوماً فجن جنونه من الغضب فهاجم المدينة من كل جهة وإستبسل الأهالي في المقاومة وتمكن من دخول بغداد وأمر جنوده أن لايبقوا فيها حياً وأمر كل جندي أن يأتوه برأسين حتى إمتلأت المدينة بالجثث وأصبح ماء دجلة أحمراً من سيلان الدم ولم يترك بغداد حتى ترك 120 ألف قتيل بمنارة من الرؤوس ،على أن تتجه وجوه الرؤس الى إتجاه بوابات بغداد
ثم توجه الى تركيا وحارب العثمانيين وهزمهم وأسر السلطان با يزيد في معركة أنقرة ثم عاد الى سمرقند ليهاجم الصين ولكن الموت لم يمهله وأصيب بمرض حطمه وتركه أشلاء
إختلاف الحكم على تيمور لنك فمنهم من كفره ومنهم من أشاد به ولله في خلقه شوؤن
*يعتبر المؤرخون إن غزو تيمور لنك هو الغزو المغولي الثالث بعد غزو هولاكو الذي يعتبر الغزو الثاني أما الغزو الأول لتركيا فكان 641   فكان قبل غزو هولاكو لبغداد ببضع عشر سنة وكان هناك ثلاثين ألفاً من المغول يعيشون في تركيا وكما يذكر بإنهم أسلموا مع بركة خان الذي غزا تركيا سنة 641

تأثير حملة تيمور لنك ع الدولة العثمانية*

رحل تيمور لنك عن بغداد بعد أن دمرها وأمعن فيها النهب والسلب وتوجه لمحاربة الدولة العثمانية فخرج بايزيد لملاقاتهم وأنتهت بإسر با يزيد
كان غزو تيمورلنك الكاسح الذي حمل الموت الى كل مكان وصل اليه والخوف والرعب الى
اي مكان لم يصل إليه ، وحمل الى الدولة العثمانية عاصفة ولكنها لم تقتلعهم فعندما غلبوا بيازيد شر غلبة في معركة أنقرة عام (1402 )وسحق جيشه وأقتيد أسيراً ومات في الأسر ولكن إبنه السلطان محمد الأول إنتهزضروفا عديدة مرت بعد مقتل بيازيد ، فإتخذ سياسة الشدة حيال آسيا الصغرى وعرف كيف يؤمن إلتفاف سكان البلقان حوله وعبرت الدولة العثمانية هذا الخطر المدلهم الذي كان ينتضرها على يد تيمورلنك
*هذا مرورا عابرا على تأثير غزو تيمورلنك للدولة العثمانية ولمزيد من التفصيل والإيضاح من الممكن الرجوع الى مصادر كثيرة كتبت وحللت هذا الموضوع
*كما لا يمكننا التغافل عن تقييم إبن خلدون لتيمورلنك وهذا موضوع يكون مجال بحثه في
بحث آخر ليعطى حقه من التمحيص
إرهاصات سقوط الدولة العثمانية
بداية الإهتمام الأوروبي بالعراق
شهد العراق في أوائل القرن الثامن عشر الإهتمام الأوربي بالعراق ودخول بريطانيا وفرنسا طرفين في التنافس عليه ،وكانت بريطانيا حريصة على تطوير نفوذها في العراق في ظل الدولة العثمانية الى أن تمتلك زمام السيطرة وتحقق التفاهم الأوربي على إقتسام مناطق النفوذ وهذا ما تحقق في الحرب العالمية الأولى (1914) وفي هذا المجال أفادت من حركة الإصلاح العثماني ،في الحصول على الإمتيازات اللازمة لتطوير نفوذها
والذي شهدت فيه الدولة العثمانية تطورات جاءت بجماعة الأتحاد والترقي ،الى الحكم وزاد إضطهاد العرب وأسهمت هذه العوامل مجتمعة في تنبيه العراقيين على أوضاعهم ضمن الوعي بأوضاع الأمة العربية مجتمعة فظهرت حركة الوعي العربي مطالبة بالحقوق القومية للعرب والمطالبة بالحكم الذاتي غير إن هذا الوعي تزامن مع قيام الحرب العالمية الأولى التي أصبح العراق أحد ميادينها

سقوط الدولة العثمانية

من سنن الكون النشوء –التكوين - القوة- التوسع – التفكك – النهاية
ويمكن لنا أن نوجز بما يلي:-
-إعتبار الدولة كلها ملكاً للسلطان مما دعى الى خاط المصلحة العامة بالخاصة في دولة إتسعت وضمت ممالك وأمم مما ضعف كيانها وتفككت أسسها وأصبح السلاطين إلعوبة بيد الجواري والسرائركما أصبحت نفقات السلطان وحريمه باهضة جداً فنرى إن الكماليات فاقت ما للدولة البزنطية، بالإضافة الى مصاريف الإنكشارية التي ناءت بحملها موارد الدولة ، التي من الطبيعي أن تمر بدورة فيضان الموارد في عز قوتها وتوسعها وجدب في هذه الموارد في تفككها وضعفها
-التفكك في العائلة السلطانية وإعطاء الصلاحية للسطان بالقضاء على إخوة الوريث الشرعي وتصفيتهم مما زاد من إعتمادهم على الأجانب والمرتزقة الذين عملوا على نشر الفرقة والتشرذم بين العائلة السلطانية
-التستر بالدين لنشر سلطانهم وإخضاع الرعية لإجل مصالحهم

- السماح لليهود بالتملك في القدس وإستيطان بعضهم هناك

ويذكر إنه في 1858-1917رصد التلاعب والإحتيال اليهودي الصهيوني على القوانين في العهد العثماني لزيادة أعداد اليهود في القدس وحيازة أراضيها ، ويرصد مقابلة تاريخية خاطب فيه متسلم القدس أحمد دزدار اليهودي البريطاني موشيه مونتفيوري قائلاً( لتعلم يا مسيو مونتفيوري)إن أيام التمييز قد ولت وإنه الآن لا فرق بين(العبري والمسيحي والمحمدي)وإنهم جميعاً أمام القانون سواسية،كما يأمرنا الله وفهم مونتفيوري إن الأمر يتضمن شراء الأراضي، وسمي الحي التي تم شراؤه (حي مونتيفيوري)(زمن السلطان عبد المجيد)
كما وقام علماء من فلسطين وممثلوها في الدولة العثمانية بالتنبيه الى خطر الإستيطان اليهودي والمطالبة بإجراءات صارمة لمواجهته كما وشاركت الصحف في كشف المؤامرة وكشف سياسة السلطة العثمانية ثم الإحتلال البريطاني لتمليك اليهود أراضي فلسطينية وإستمرت المؤامرة والخطط لحين تأسيس إسرائيل ونتباكى على العهد العثماني والخلافة التي إستنزفت ثرواتنا وباعت أعز بقعة في وطننا فلسطين الى اليهود
أشارت مصادر أهلنا في فلسطين، بإن شوكة اليهود، أصبحت في قوة بعهود سلاطين آل عثمان، وتركزت في عهد السلطان سليمان القانوني

-سياسة التتريك التي عملوا على نشرها وإزدرائهم للعرب لكسر شوكتهم وتشجيع الجهل بينهم
-تفشي الجهل والمرض والفقر
- الحركات الإنفصالية والإحتجاجات في الأقاليم التابعة للدولة نتيجة تبلور الوعي الوطني

-ونأتي الى نقطة بالغة الأهمية في سقوط هذه الدولة وهو الوعي الأوربي بأن يأخذوا حصتهم من العالم عامة والعرب خاصة،وأتفقت فيما بينهاعلى كيفية تقاسم تركة الإمبراطورية ، وقد أوفدت أعدادا كبيرة من رجالها تبحث وتدرس الأوضاع للسيطرة وإخضاع الشعوب ومن الذين أوفدوا لهذه الغاية المبشرون وباحثي الأثار ودارسو اللغات الشرقية والمهتمون بالقبائل والعشائر وكان عدد غير قليل مرتبط بدوائر المخابرات ويعملون بتوجيهها ، مما عجل في سرعة إنحدار الدولة العثمانية
ومن هؤلاء لورنس وفيلبي والمسس بيل وهذه الأخيرة هي التي تولت العراق وحكمته وتلاعبت بمقدراته ودخلت الى الوطن العربي من باب البحث عن الآثار*

العراق يدفع الثمن

دفع العراق ثمن إحتلاله من أثاره العريقة ومن ثم النفط الذي إصبح غاية كل محتل ومرتزق
*أدعو الله العلي القديرأن ينضب النفط في وطني ويرجع السهل الرسوبي الى تدفق خيراته وخصوبة أرضه وهنا سيخرج الطامعين والمرتزقة وليبقى العراق لإبنائه الأصليين لإعادة بنائه(تغريدة لميسون عوني ع تويتر)
-تشجيع بريطانيا لجمعية تركيا الفتاة وجمعية الإتحاد والترقي بإنهاء الخلافة وقيام الجمهورية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك(ابو الأتراك) وذلك في سنة 1924
- معاهدة لوزان عام 1923
في سويسرا وفيها تم تسوية وضع الأناضول وتراقيا الشرقية(القسم الأوربي من تركيا حالياً) في الدولة العثمانية وذلك بإبطال معاهدة سيفر التي وقعتها الدولة العثمانية نتيجة لحرب الإستقلال التركية بين قوات حلفاء الحرب العالمية الأولى والجمعية الوطنية العليا في تركيا (الحركة القوميةالتركية)بقيادة مصطفى كمال أتاتورك وقادت المعاهدة الى إعتراف دولي بجمهورية تركيا التي ورثت الأمبراطورية العثمانية و تعتبر بداية الجمهورية التركية
العراق
وهو موضوع بحثنا فبإنهاء الدولة العثمانية دخلت القوات البريطانية الى العراق بقيادة الجنرال مود بإضحوكة جديدة ( جئنا محررين لا فاتحين)
إنتهى الفصل التاسع من تاريخ العراق وسيكون الفصل العاشر هو الإحتلال البريطاني للعراق

المصادر

من الفصل الاول الى الفصل التاسع من تتبع الدولة العراقية

-موسوعة تاريخ الحضارات المصرية والعراقية –الجزء الأول
-حمورابي للدكتور عبد الكريم العلوجي
-من بلاد الرافدين-الحسين الطاهر
-ملحمة جلجامش –صلاح أبو السعود
-مقالة نادرة للعلامة طه باقر نشرت في مجلة العاملون بالنفط عام 1954
دراسة أعدها حسين الجراح مع مصادرها-
1-
مركز ميتزوبوتاميـا للفن الرافديني، المهندس حامد عبد الرزاق، مدير المركز
2-
المعجم الوسيط: الجزء الاول والثاني،
 3- دار الرواد-إسطنبول- ترك
-موسوعة تاريخ الحضارات العام –القرون الوسطى- الجزء الثاني
قصة الحضارة لديورانت
- سبع معارك فاصلة في العصور الوسطى تأليفجوزيف داهموس
Histoc-blogspot.com-
-بوابة الدولة العثمانية
-العراق-هوامش من التاريخ والمقاومة –عبد الرحمن منيف
-رواية أرض السواد-عبد الرحمن منيف
-تاريخ التعليم في العراق للمؤرخ عبد الرزاق الهلالي
-العراق قديماً وحديثاً للمؤرخ عبد الرزاق الحسني
-دائرة المعارف البريطانية- العراق –
 الكتاب السنوي 1988
مدينة القدس – الدكتور محمد عيسى صالحية-
مجلة البيان بيع الأراضي الفلسطينية بالأرقام والخرائط والبيانات-
لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث
الدكتور علي الوردي








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق