الأحد، 18 يناير 2015

الحاجب المنصور وصبح أورورا كما تمثلتها





الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر وصبح (اورورو)* لميسون عوني في 11-2-2015


المشهد الأول

قرية خارج قرطبة(الجزيرة الخضراء)

ثلاث أصدقاء(أولاد عم) يسكنون في قرية أندلسية ، في جلسة يتسامرون 
الله يا قرطبة ،أي محظوظ يعيش في رحابك ،وأي نعيم من يستنشق أريج حدائقك ،وأي مستقبل ينتظر كل منا لو حالفنا الحظ، وكنا  ممن يسكنون عزك
وتوالت أمانيهم
علي -أود أن أملك قصراً كبيرا وفيه الخدم والحشم والطرب والسمر
حسن -أود أن أمتلك مزيداً من الحمير
محمد -أن أصبح خليفة المسلمين
فضحك الإثنان، نعم عندما تفرغ من قراءة كل الكتب التي تنكب عليها ، ستصبح خليفة المسلمين
فغرق محمد في تفكير عميق ، ترى ماذا يخبئ لهم المجهول ؟

المشهد الثاني

ودع الثلاثة الأهل والأقارب والأصدقاء ،وتوجهوا الى قرطبة،ترى ماذا ينتظرهم؟وماذا سيخط القدرلهؤلاء الثلاثة وهل ستتحقق الأماني أم تذروها الرياح ،وهل ومض شفيف إحساس، محمد بن أبي عامر وأشتعلت نبضة في عقله وقرأ ما سيأتي ؟



المشهد الثالث

وعلى مشارف قرطبة ، وقف الثلاثة ينظرون الى هذه المدينة التي أنشأء فيها مؤسس الدولة الأموية في الأندلس عبد الرحمن الداخل دولته العملاقة ، ووقفوا ،ينظرون الى النخلة التي يجلس الداخل أمامها وقد تسللت لوعة الشوق،  الى قلب المحارب الفذ*متذكرا الرصافةفي الشام
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة  - تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهي بالتغرب والنوى – وطول التنائي عن بني وعن أهلي
بأرض أنت فيها غريبة -  فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي

إستقروا في قرطبة وتوزعوا كل يسعى الى رزقه ،وشح عليهم الرزق وأبناء عمه يحفزوه لكي يتصل بقاضي قرطبة، ألم تقل بإنه صديق والدك ؟، فيرد لاأتصل به وانا معوز ، لا أستجدي منه ولا من غيره سأتصل به إذا أصبح لي شأناُ ،له يقين في قلبه ، بإنه سيصل ؟وإستمر
وواضب يؤم جامع قرطبة الكبير ينهل العلم ويتجول يرتوي، من روافد الحضارة ، وقدشعت كنوزاً من مداد المفكرين وعباقرة العلم وأزاهير الأدب والفن متذوقاً ، ، ويحتوي عقله قطرات ،ثم يهطل مدراراً
المشهد الرابع

دار المدنيات/قرطبة

 وقد إنتشر فيه ما يمثل جزءا من الحياة في قرطبة،وقد جلس أحد عازفي العود يدرب جارية على الغناء، يزيد ويعيد اللحن، وهو لايرضى بما تغنيه

عازف العود مخاطباً الجارية

أنتي أجمل صوت في قرطبة ولكني لا أرى فيه إحساسا بعمق يصل الى القلب
لماذا يا صبح ماذا جرى لكي؟ هل تعرفين أين ستغنين في مجلس ولي العهدالحَكَّم إ بن الخليفة عبد الرحمن الناصر

الجارية

هذا هو الذي أستطيعه فماذا أعمل أكثرمن هذا؟
وفي هذه اللحظة القدرية ،التي أوعز العلي القدير، لمحمد إبن أبي عامر،أن يقف ليتفرج ع هذا المشهد وقعت عينه على صبح، وتعلقت عيناها به ، وومضت الخفقة السحرية التي تشد قلوب البشر بوثاق وهم الغرباء،فصدحت صبح بإحساس المعاني وهي تغني ومدربها مستغرب من هذا الفيض الذي إنهمروهو لا يدري ،كيف ولماذا إنهمر ، لا يدري إن قبساً من نور الحياة، قد شع وأنار وفاض، ومن ثم أغرق، لايدري إنه في تلك النبضة الخارقة ،أضافت حكايات الحب، ترنيمة قلبين، إرتفع كل منهما الى ذرى المجد،شدهما وثاق سحري ، بلمحة خاطفة كأن شهاباً، أضاء ذاب ثم أضاء، وثاق مكتوب ،نقشت بين طياته خلوداً    وهما المجهولين والغريبين مع إختلاف النسبين والمنبتين

المشهد الخامس

تغني صبح في مجلس الحكم بن عبد الرحمن  إبن الخليفة*عبد الرحمن الناصر وولي عهده ومن هو هذا ولي العهد ؟
عاشق الكتب ،تحتوي مكتبته التي جلب كتبها من أصقاع الدنيا ما يقارب اللأربعمائة ألف كتاب ولقب بعاشق الكتب وهو ثاني خليفة أموي في الأندلس بعد أبيه عبد الرحمن الناصر الذي هوأول أمير أموي إتخذ لنفسه لقب الخلافة حكم من 350 -366 هج* ، ويوصف بإنه عظيم الصيت رفيع القدرعالي الهمه جمع بين البساطة والهيبة، ووصفه العالم الإسباني الكبير(فندث بيدال )بإن الخلافة الأندلسية في عصره وصلت الى أوج روعتها وبسطت سيادتها السلمية على سائر إسبانيا ووصفه المؤرخين بإنه (لم يسمع الإسلام بخليفةبلغ مبلغ المستنصر في العلم والعدل والهيبة )
هذا هو ولي العهد الذي دخلت صبح تغني في مجلسه، ومن ثم أصبح الخليفة

المشهد السادس

إنتظم مجلس السهر وجلس الحكم وخاصته‘ يستمع ، وبزغت صبح كما إسمها كغبش فجرتسلل الى السحر،الى السهر، ، وترنم صوتها كقيثارة سومرية، حملها الزمن ، من جلال الحُقب وقد غمرتها ، نظرة محمد بن أبي عامر ،روحاً شغفاً ، ولهاً ، لتضفي على أوتارها عذوبة ورقة ،وإحساسا فملكت قلب ولي العهد،تترنم بغناء أخذ النفوس ،وأنار جمالها ملكاً على القلوب ،اورورا ، معهم ولكنها معه ،تشف روحها لتلامس ترنيمها ، فهي معه وليست معهم،  هل خط القدر حروفه مرصعة بالحب والجاه والسلطة ؟ أم إن المكتوب كان من يوم مولدها 
في الباسك
المشهد السابع

صبح غير مصدقة ما سمعته من حاجب الخلافة (ستنتقلين لضيافة ولي العهدوتسكنين قصره) وقد كان يوم
 الوعد ، يوم السعد ، يوم  توجتها موهبتها وجمالها، ملكة في قلب تشبع بالحكمة والعدل والإمارة فإشتاق 
للحب الذي كانت صبح من غير ما تشعر قد ملكته

المشهد الثامن

ولي العهد يدخل على صبح بنظرة متمهلة ، أحاطت بها
ماأسمك؟
اورورا
كيف ذلك وأنتي أندلسية، عربية؟
لقد سبقني لساني سيدي

إذن أنتي صبح 

فلق الفجر ، الذي يتسلل بخفر يضئ غلس الليل، محتضناً ،تبر الله يتسلل ،إشراقاً وعطراً
أنتي الصباح الباكر، مغلف بالندى، يوشوش لخيوط الذهب لتسكن إشراقاً
أنتي في ظل الخلافة، فإسمك قبس ،من نورها إجلالا
تملكت صبح قلب الحَكَم، ومر الوقت فأمتلكت ، عقله ،إمتلكت العقل المضئ ،بفصاحة العربية وفي بطون الكتب والعلوم والفلسفة في رفوف أكبر مكتبة في زمانها

المشهد التاسع
محمد بن أبي عامر يتجول في الأسواق يعمل هنا وهناك وثمرة رزقه كتباَ تستقر في العقل الألمعي من الغلافا
لى الغلاف،لتنيره ،وزاده العلم دراية وخبرة وشكيمة،لايقف بوجهه عذر او سبب أو حججا
   وفي يوم دفعه شوق النظرة، الى نفس المكان الذي تأجج فيه قلبه هياماً ‘ فأخذ يبحث عنها ، لف ودار ولكن ،رءيتها محال
وفي آخرصفحة من كتاب يطويه تعيش تلك اللحظة معه
يأخذه السهد ويؤرقه ، ويصطبرللشوق ولا مفر منه
يمعن النظر ليلاقيه ،ويرتد أملاً ثم ياْساً من تحقيقه
االمشهد العاشر

جذب جماله وشبابه نظربنات قرطبة ويتجمعن حوله في أي مكان يكون فيه فأنتبه تاجر الأقمشة اليه ودعاه لكي يشتغل عنده ليجربه فراجت التجارة وبيعت الأقمشة في غمضة عين وقربه التاجروأصبح ساعده الأيمن والذي روج له بضاعته وأزدهر دكانه وفاض فيه الخير
المشهد الحادي عشر
وفي يوم لا ينساه رأى الصقالبة يتمشون في خيلاء وسط السوق ، فتحرش كبيرهم بإبنة التاجر فهجم أبن أبي عامر يدافع عنها،صائحاً بها عودي الى منزلك ، فأخذوه ضرباً وركلاً ورموه سجناً،ومن ذا الذي يستطيع أن ينجده ويخرجه من غياهب الجب،إنهم الصقالبة حماة الدولة ،

المشهد الثاني عشر

سمع أولاد عمه بما جرى لإبن أبي عامر وتملكهم الوجوم والحزن ، ترى ما هو الحل لهذه المصيبة؟
وجاء الحل عندما فكر إبن عمه بالقاضي صديق أبي عامر، فتوجه إليه فمنعه الحرس من الدخول فأختبأ بين الأشجار يومين ينتظر أن يراه ،ولما رأى موكب القاضي  قادماً ، رمى نفسه بين يديه ، القاضي أبو عامر عمي و جئتك يا سيدي مستجيراً
وحكى له من أمر محمد مع الصقالبة ، وما كان من القاضي إلا أن أمر بإقتحام سجن الصقالبة وفك أسرإبن صديقه
وهنا كانت تنتضره حياة جديدة ومستقبل واعد وعمل كبير
التاجر يعرض على محمد بن أبي عامر أن يزوجه إبنته ،
توجه إبن أبي عامرالى التاجر ليلاقيه بعد غياب ،وكانت فرحة التاجر به لا توصف ،وفي خضم فرحة اللقاء ،عرض التاجر عليه أن يزوجه إبنته،
فكر ورد
عندي مهام كثيرة ،ولا وقت لي لهذا ،فرد التاجر إذن خطبة ،وكيفما تسمح ضروفك يكون الزواج وكانت عائشة إبنة التاجر هي الزوجة الأولى لمحمد بن أبي عامر
فتدرج بمساعدة القاضي بالمناصب وفي كل عمل ينجزه بمهارة ودراية كإنه خلق لهذا العمل وساعدته قرائاته ومعرفته بإن يكون كاتب الرقع في ساحة معروفة أمام قصر الزهراء ،القصر الذي تسكن فيه الحبيبة
فتوجه إليه الناس من كل حدب وصوب ، يطلبون أن يكتب لهم رقاعهم، وأشتهر وذاع صيته ووصل الى ان يكتب لكبار رجال الدولة،وشعت موهبته كنفحة ربانية، رويت من ماء الحياة، من الصبر،سقيت من العزيمة
وفي يوم أن، ولدت صبح الأمير، هشام،سكنت شغاف القلب ونالت قمة المجد، وكانت فرحة الحَكَّم به لاتوصف وعمت الأفراح قرطبة ،كلها وتسارع الناس، يطلبون من الموهوب، كاتب الرقع أن يخط لهم رقاع التهنئة
وكان أن وصلت إحدى الرقاع الى صبح ،فبهرها إسلوب الكتابة الرفيعة ، وسطعت حروف العربية لتزين التهنئة بهاءا ورونقا
(بدراً هلَّ على قرطبة ، دافقا بدم عربي قرشي ،زاهياً بفلع بدر بشكنشي ، جوهرة الحَكَم وروح ملكه، درة  شقت غبش البكور لتسطع في الصبوح)
حروف خطتها الموهبة،ونفذت الى القلب ،فهل الكلمة سهماً، إخترق شغاف المهجة ،يستقر ثابتاً في الروح ،وهل يخترق الحرف القلب كما النظرة، أم إنه حكم القدر،الذي أراد أن ، يجمع الغريبين ، الشتيتين الى مصير واحد ، وحياة واحدة
تمعنت صبح في الرقعة تعيد القراءة مرات،وسألت ، من كاتب هذه الرقعة؟
مولاتي
إنه كاتب رقاع أمام قصر الزهراء إسمه محمد إبن أبي عامرفليأت

اللقاء الثاني، وكاد أن يكون مستحيلاً

اللقاء الثاني، الذي بدأت به حياة،وأحداث، وتاريخ

ونودي تمهيداً لدخوله على السيدة، محمد بن أبي عامر، سيدتي

المشهد الثالث عشر

1.     وتواجه الإثنان في لحظة نادرة قلما يجود بها الزمن ، ويسمح بها القدر،لحظةلقاء ،إنسابت كقطرات الماء العذب في سراب الصحراء ،كغيث رباني ،روى شقوق الأرض الجرداء ،وتلونت الدنيا زاهية تبث عطر الحياة، وكان لشعر عباس الأحنف*،أبلغ ما يمكن أن يقال
أيا لك نظرة أودت بقلبي – وغادرسهمها جسمي جريحا –فليت أميرتي جادت بأخرى وكانت بعض ما ينكى الجروح – فأما أن يكون بها شفائي وأما أموت فأستريح
وكان هذا بداية ،لرواية ،الحب والمجد والسلطة

أهي رواية ،النصيب أم الحظ والصدفة ،أو كلها مجتمعة؟
وتدرج خطفاً ، فإذا هو يكتب رقاع صبح ، وتقدم منزلة لدى الحَكَم ،فإذا له إدارة أملاك ولي العهد
كيف رأيتي إداء صاحبنا يا صبح
لا بأس به يا مولاي
هل حاز ع ثقتك، وجدير بإدارة أملاك ولي عهدنا ؟
فلنرى منه، ولكل حادث حديث
مسكت دقات قلبها،لئلا تفضحها،فهنا القول الفصل؟فأما قرب من الحبيب أو فراق ليس بعده مجيب،
وإنكب صاحبنا بكل الهمة ، يفتش ، يرتب ، ويقرر وغاب فترة وظهر
واقفا خاشعاً، بين يديها
أراك قد أبطئتَ فما السبب؟
لإرتب أملاك مولاي ولي العهد
وكيف وجدتها ، فبسط الرقاع أمامها، شارحاً ، مفسراً ، وافياً
يا لهذا الرجل ، كيف ألم بكل هذا وكان مجهولاً لديه

لمحة

عائشة تسأل زوجها محمد بن أبي عامر عن صبح

كيف هي السيدة صبح يا محمد؟

في أحسن حال !لا أسألك عن حالها ،بل أسألك عن جمالها
لالا لا
لا بأس بها

ونظرت عائشة اليه بمعنى ، لوت قد قلت لي، بإنها جميلة ،لكان الأمر لا يستدعي شكي بإنك تحبها
وجوابك له معنى واحد لاغير
إنك تحبها لا بل تعشقها
إنها الفطرة ،التي وضعها ،العلي القدير، في قلب كل إمرأة ،مقياس إلهي منظم،لكل نبضةوخفقة


وتقدم خطوات
المشهد الرابع عشر

وجاءت وكالة ولي العهد –المواريث والزكاة-الشرطة الوسطى- صاحب السكة- تولي ولي العهد
وكانت إشارة القربى لدى الخليفة الحَكَّم ،لمن يرى فيه علما وحكمة ،أن يدخله الى خاصة مجلسه ،ثم يدخله الى محراب المكتبة
يا لهذه المكتبة ،
ما أروعها
وها هي الكتب وقد صفت جوهرة
والمجلدات ،والمتيم بحبر المحبرة
يغرف من معين العلم والفلسفة
والحكم يرقبه معجباً ومفكراً
ترى ماذا وراء هذا النبوغ وهذه الموهبة
وصاحبنا يؤدي مهامه بإقتدار وعينه على الحبيبة المحجوبة، الحب المستحيل ، 

فكر ودبر

لمحة فاصلة

أغرقها بالهدايا والعطايا ، غمرها ، أسعدها،خطف قلبها، يشتعل ويتأجج،وكان يوماً لا ينسى عندما حمل لها قصراً من الفضة مزيناً بالجواهر
فثارت ثائرة الخاصة والعامة،من أين له كل هذا ؟،مؤكدا إنها من بيت المال وزاد اللغط والحَكَّم يستمع فكان قرارالتفتيش وأبلغ صاحبنا بالقرار ،وصمتت صبح،الصمت حزن ولكنه كبرياء يحمي النفوس الأبية ويصونها، وكانت ليلة ليلاء ترى؟ هل هما على وشك النهاية ،أم إنها البداية؟
 وبادر المفتشين بالحساب والتدقيق والفرز فجاءالحساب مطابقاً
وهنا كانت براءة محمد بن أبي عامر التي أعقبها صعودا سريعاً وثقة لا حدود لها
فماذا عمل هذا الرجل لكي تتطابق الحسابات؟ وهل بنى القصر من أمواله الخاصة،
 أم من خزنة بيت المال؟
أين الحقيقة؟
إنه من خزنة بيت المال؟
عندما شعر صاحبنا بإن أمره يوشك أن يفتضح إستجار بالقاضي ليسدد المبلغ ، ويدفعه له حين يقدر
فبادرالقاضي وأعطاه ما سدد به النقص في الخزانة، فأسكت المتقولين ،وكانت هذه الحادثة نقطة بداية ثانية ، ليصعد نجمه متألقاً ، في سلم المجد

المشهد الخامس عشر

الخليفة الحَكّم على فراش الموت

يقلبه الطبيب ويسقيه الدواء
أتقلب جسد الخليفة يا أيها الطبيب؟
العلم يفعل ولست أنا سيدي
صبح تنكب على صدرالحَكّم مولاي فدتك روحي
إصدقيني القول يا صبح، ؟أ ملكتك بسلطاني؟ام حقيقة ملكت قلبك؟
بقدر ماأتسع قلبي يا مولاي
كيف تأبى هذه الروح السامية أن تغادر الحياة ، لتتوثق بإنها ملكت القلب وليس الجسد، اي روح شفافة إمتلكها هذا الخليفة التي دانت له الدنيا ،وهوغير مبالي إلا بالقلب الذي أحبه؟
وبويع هشام بن الحَكّم وهو الصبي إبن الحادية عشر، خليفة للمسلمين

المشهد السادس عشر

وتكون مجلس للوصاية من:-

الأم صبح – المنصور(الوزير) – الحاجب(رئيس الوزراء)

ثورة الصقالبةث

وهنا ثارت ثائرة الصقالبة وشعروا،بإن سلطانهم على وشك أن يزول،فأخذوا يؤلبون المغيرة(أخ الخليفة)
 بإنه الأحق بالخلافة من هذا الصبي الذي لاحول ولا قوة له
وبدأت الفتنة تشتعل في أرجاء قرطبة،وكانت هذه فرصة لصاحبنا أن يتخلص من الصقالبة،ويثبت حكم الخليفة الصبي،وهو بالحقيقة، يثبت مكانة صبح ومكانته،
مكنت صبح محمد بن أبي عامر من تولي السلطة مما ساعده على إزاحة منافسيه،وأصبح الكل في الكل
وعزل الخليفة الصبي في القصر ولم يسمح لإحد بالإقتراب منه موهماً صبح بإن ذلك أماناً له

المعركة العسكرية التي يقودها محمد بن أبي عامر وفيها ثبت سيطرته على الدولة

كانت وفاة المستنصر فرصة سانحة لنقض عهود ومواثيق ،وتعرضت الدولة من هجوم في الشمال
وهنا عرض المنصور أن يقود الجيش ، وكان هذا العزم بمنتهى الغرابة فكيف وهو لم يحارب البتة
وكانت المفاجأة أنه قاد الجيش وأنتصر إنتصارا ساحقاً ورجع مظفراً
وكما كان لقاؤه بصبح فاصلاً
كان إنتصاره في هذه الحملة فاصلاً ، غير كل الموازين
وأصبح محمد بن أبي عامر هو الحاجب المنصور
هو الملك المنصور وسك إسمه مع إسم الخليفة على النقود ودعي له في الجوامع معه،وأشاع بين العامة بإن الخليفة يتفرغ للعبادة
العبادة والدين
سلاح فتاك يستعمله ،من يريد السلطة،ومن يريد أن يصل إليها
وهنا لم يبقى على قمة السلطة غيره ،
فتوحاته
غزا المنصور في حياته أربعاً وخمسين غزوة ، لم يهزم فيها ،ويذكر له (فتح قلعة سمورة عام 371 هج التي عجز الخليفة الناصر عن فتحها)والأغرب بإنه وصل في فتوحاته الى اماكن في مملكة ليون لم يصل إليها أحد واعظم غزواته كانت كما تذكر المصادرالتاريخي هي( غزوة شانت ياقب )وتعني سانت يعقوب اي القديس يعقوب وكانت آخر المعاقل في الشمال الغربي من الأندلس
فتح المغرب الأقصى
ي عام 375 هج ، فتح بلاد المغرب الأقصى ،وإنتزعها من أيدي الفاطميين ،ومرة ثانية في 386هج فكانت  الدولة الأموية في الأندلس بزمن الحاجب المنصور قد شهدت أكبر توسع طوال بقائها
المنصور ينقذ الأسيرات

بلغه وجود أسيرات مسلمات لدى جارسيا سانشيز ملك نافارا ، رغم المعاهدة التي بينهما،فأقسم أن يجتاح أرضه لنكثه العهد ،وأسرعت رسل جارسيا تستفسر عن سر الحملة ،فأعلموهم بخبر الأسيرات ،فردهن جارسيا معتذراً،وهدم الكنيسة إعتذاراً ،فقبل منه المنصور العذر وعاد بالإسيرات
ينفض ثوبه من غبار المعركة
ويضعه في قارورة ثم أمر أن تدفن معه القارورة

المشهد السابع عشر

لقاء وليس ككل لقاء

الحاجب المنصور عائدا من إحدى غزواته

متوجها ليرى صبح
كيف حال مولاتي

مولاتك؟!!
نعم مولاتي ،أم هشام وأنت الملك المنصور
الملك المنصور ،يرد ، لماذا نبقى على هذا الحال، كيف لنا ذلك يا أم هشام
أم هشام يا محمد،هذا ما تبقى من صبح
أهذا ما تبقى من أورورا
أهذا ما تبقى من الشرارة التي إشتعلت يوم كنت أغني بلاروح ، فرفرفت علي بنظرة، لكي أبدع
وأكون في قصرالخليفة وتكون أنت كاتب الرقع ، كيف كتبت لمن لا تراها ، ولكني كنت أراكي يا سيدتي
لقد كتمت الهوى حتى تهيم مني لا أستطيع لهذا الحب كتمانا لا بارك الله في هذه الدنيا إذا إنقطعت أسباب دنياك عن أسباب دنيانا
أين منا من حب الروح الذي ملكنا وعشنا في إيهابه نتمنى ولكن نتمهل
ماذا تبقى منه
لم يتبقى ،إنه في روح القلب
ليس بقايا، بل إنه اللب، وكل ما عداه قشور
ومضى المنصور يوطد أركان دولته وإبنها الخليفة مسجون في قصره لا هم له إلا الجواري يلهو ويلعب 

المشهد السابع عشر
،
فأحترق قلب الأم وهي ترى الخلافة قد خرجت من يديها وإبنها

وضحت الصورة كاملة أمام صبح

ماذا عملت بدولة الحَكّم، وإبنها هشام ،الذي تربعت بمولده ،على عرش الدولة وعرش القلب
ماذا هو الآن؟
شاب عابث يجري خلف الجواري مسجون في قصره ،ليس له حول ولاقوة
إستيقظت أورورو، لترى عز دولة الحَكّم ،الذي منحها قلبه وعرشه، وقد أصبحت كلها في قبضة المنصور
محمد بن أبي عامر، كاتب الرقع الذي إستمات ليصل الى قلبها ، يتنكر لإبنها، ويسجنه ، ماذا جنت يداها بل ماذا جنى قلبها؟
فأستيقظ حلمها يستنهض همتها


الخطة التي وضعتها صبح لإستعادة عرش إبنها

أدركت صبح الحقيقة كاملة ، بدون زيف ولا إدعاء،شحذت همتها ،فأشاعت بين العامة إن المنصور يسجن الخليفة، ويحكم رغماً عنه بل ويسجنه،فألبت عليه القائد غالب من جهة ،ثم راسلت زيري بن عطية حاكم المغرب الأقصى ،لنصرة ولدها،فأرسلت أموالاً ليجهزجيشه، لنصرة الخليفة ،فطن المنصور فأرسل يجمع العلماء والوزراء الى قصر الخلافة،وخاطب الخليفة هشام، في أمر الأموال التي تهربها والدته ، وطلب أن تنقل الأموال من قصر الزهراء الى قصر الزاهرة
وفشلت محاولتها لإسترجاع ملك إبنها وإعتزلت ورضخت للمصير الذي ساهمت بصنعه
المنصور يجرد صبح من آخرأسلحتها

الحقيقة

الحقيقة مرة، ومواجهتها أشد مرارة من علقم الصبار
ومن يستعد للمواجهة كمن يغشاه الموت هو حياً،و يكون قلبه قد مات، وأمتصت الصدمة رحيق الحياة
لتقف صبح عزلاء من أسلحتها، الشباب والجمال ،والسلطة وهيبة الخلافة،فكيف فرطت بها؟
ماذا ستقول للحَكّم عندما تلاقيه في رحاب الله
بإي عذر
ستلاقيه
وماذا ستبرر للحَكّم صنيعها في ولي عهده؟
فهل قتل الندم واليأس حب المنصورفي قلب صبح؟
لنرى

المشهد الأخير

وفاة صبح في حوالي سنة 390 هج

الخليفة المؤيد بالله ينكب يقبل إمه وهي على فراش المرض

يرسل الخليفة، للمنصور يعلمه بإن صبح تحتضر
يدخل ، ويجلس قريباً منها،عاجزاً أن يواجه رجفة الموت وعذابه، وسالت الدموع ساخنة ، من القلب الجرئ والمحارب الفذ الذي لم يغلبه الخافقين وغلبه خفق قلبه
لو تعرفين يا أعز الناس بإنني لم أحب أحداً ، كما أحببتك،ورميت نفسي في غمار الحروب ،لإنسى بإنك من حُرم الخليفة، هل عرفتي؟
لو تعرف يا أعز الناس، بإنني لم أحب سواك، وسأودع الحياة وانا أحبك
فأستحلفك بصبح التي أحببتها وأحبتك
أن تراعي الخليفة إبني ، إبني يامحمد



الحاجب المنصور أو الملك المنصور محمد بن أبي عامر*
محمد بن أبي عامر عبد الملك المعافري أبوه من أصل يمني،قاضي مشهود له بالنزاهة والشرف ،دخل جده الإندلس، مع حملة طارق بن زياد، في 92 هج ،ولم يكن له طموح سياسي فسكن المدينة الخضراء خارج قرطبة
327هج-392هج   /  938  م-1002م
تولى الحكم في 366 هج – 976 م الى392هج-1002 م
371هج – تسمى بالحاجب المنصور *
*مدينة سالم التي بناها المنصور/تقع على مصب نهر خالون،شمال شرق مدريد تقريباً على نفس المسافة بين مدريد وسرقوسة وبها نصب تذكاري للحاجب المنصور الذي مات ودفن في هذه المدينة عند عودته من إحدى غزواته المظفرة
وهذا مانقش على شاهد قبره في مدينة سالم
* أثاره تنبيك عن أخباره -حتى كأنك بالعيان تراه-تالله لايأتي الزمان بمثله –ولايحمي الثغور سواه /نقشت هذه الأبيات وضعت على قبره في مدينة سالم* وكان قد أوصى بأن يدفن حيث يموت
جده ،أبو عامر عبد الملك المعافري ، أصوله من اليمن ،كان في حملة طارق بن زياد لفتح الأندلس في92 هج
*عبد الرحمن الداخل(صقر قريش)
أسس إمارة قرطبة في 138 هج -756 م وهو في الخامسة والعشرين من عمره
ولد في- 113 هج -731 م
توفي في-171 هج-788 م
الصقالبة
كانو يمثلون القسم الأعظم من الموالي(الأجانب الذين إعتقوا)في قرطبة في القرن العاشر الميلادي
وهو الإسم المعرب لسلاف
Slave
-تطلق هذه التسمية ،عند المؤلفين العرب ،في الأندلس على الأسرى السلاف ، الذي كان المحاربون الألمان يأسروهم من منطقة أوروبا الوسطى والبلقان والبحر الأسود،ويتم بيعهم مباشرة أو عبروسطاء،وتم بيع الصقالبة ،في قرطبة عندما طانوا احداثاً، وزاد عددهم في مدينة الزهراء ،لوحدها،3750 صقلبي أما عددهم الإجمالي فلم يقل عن 13750 ،إعتنقوا الإسلام وأصبحوا يشكلون قوة سياسية لا يستهان بها وخاصة في عهد عبد الرحمن الثالث وإبنه الحكم (المستنصر)ويمكن تشبيههم بالمماليك ،في مصر،
اليهود في الأندلس
تاريخ الوجود اليهودي في إسبانيا
كما تشير المصادر إنه من الصعب تحديد الوجود اليهودي في الجزيرة الإيبيرية  (إسبانيا والبرتغال إلا أن بعضها يشيرالى قدوم مجموعات يهودية الى إسبانيا قبل الميلاد وأثناء العهد الروماني وأرتفع بشكل ملحوظ أثناء حكم عبد الرحمن الداخل صقر قريش ويمكن إعتبار الخلافة الأموية في الأندلس من 912الى 1031م هي العصرال الذهبي لليهود نظراً للتسامح الكبير الذي كان يحظى به المسيحيون واليهود بإعتبارهم من أهل الكتاب يتمتعون بالحرية الشخصية وحرية التملك وممارسة شعائرهم الدينية ولم يكونوا عبيدا بل إن عددا من اليهود تحمل مهمة الإشراف على خزائن الدولة ولكن بعد سقوط غرناطة 1492موإنتهاء الوجود الإسلامي أصدر فردناد وإيزابيلا مرسوماً يقضي بمصادرة أموال اليهود وقتل العديد منهم وإجبار الألاف على إعتناق المسيحية   وتهجير من رفض ذلك ،فهاجر أكثر من 150الف 
الى المغرب والجزائر وتونس والكثير منهم هاجروا الى الدولة العثمانية في عهد السلطان با يزيد الثاني صاحب المقولة الشهيرة 
إن الملك فردناند الذي ينعت بالذكي أفقر مملكته بطرد اليهودوساعد على زيادة ثروة مملكتي
وهنا نلاحظ إن اليهود لم يكونوا عبيداً في عهد الدولة الإسلامية في الأندلس بل كانوا ذميين يتمتعون بحقوقهم ويشير ليفي بروفنسال إن اليهود إستقبلوا الفاتحين المسلمين بحفاوة أثناء الفتح في 711 ميلادية مما جعلهم أول من سلط عليه عقاب المسيحين بعد سقوط غرناطة

المصادر
تاريخ إسبانيا الإسلامية – الأستاذ بروفنسال، اليهودي الديانة والذي يعتبر من المراجع الهامة في تاريخ الأندلس،مستعرب يهودي فرنسي متخصص في الإسلاميات /تاريخ الأندلس / دقيق في معلوماته /من الإدريسي وإبن الخطيب ومن الكتاب الإسبان وفي طليعتهم المستشرق الإسباني الكبير EmilioGarcia Gomez
- نزحت أسرة ليفي بروفنسال من الأندلس في أواخر القرن السابع عشر
- ولد في مدينة القسطنطينية في الجزائر في 1894 وتوفي في1956
- مديرا لمعهد الدراسات الإسلامية في الجزائر
- مؤسس معهد الدراسات الإسلامية في باريس
-أستاذ التاريخ في جامعة السوربون
- من بحوث الدكتور بشيرعليية /تونس/مؤلف الموسوعة الإقتصاديةالحديثة بثلاث لغات/باحث في الؤسسةالعربية للدراسات والنشر /باريس/أستاذ الأدب الفرنسي في المعهد العالي للغات-جامعةسالزبورج- النمسا
-دولة الإسلام في الأندلس/الجزء الأول/عبد الله عنان
ملك الأندلس الذي لم يهزم بأي معركة /بسام رمضان
-الأندلس من الفتح وحتى السقوط- راغب السرجاني
-الدولة العربية في أسبانيا من الفتح حتى سقوط الخلافة-دار النهضة العربية للطباعة والنشر /بيروت

- مسلسل ربيع قرطبة /تأليف الدكتور وليدسيف، والذي أعتبر كمصدر معلومات لتاريخ الأندلس

تصورت المشاهد كما جاء بمسلسل ربيع قرطبة /وكتبتها بإسلوبي وكما تمثلتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق