الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

الفصل الثامن من تاريخ العراق ودخول المغول الى بغداد




الفصل الثامن

دخول المغول بغداد

دلائل الإنهيارالتي أدت الى الغزو المغولي

ثم تدور العاصمة المدورة مع عنت العقول التافهة ،والميول المريضة ،ويتحكم الغلمان اللقطاء بالخلفاء وأصبح للخلفاء غلمان يتحكمون في مصائر العباد وعم الفساد والميوعة والمجون والخلاعة ، فأرتدى الرجال زي النساء ، ولبسوا خلاخيل الجواري وقلدوا الراقصات وتمايلوا مجوناً وعبوا الخمر ألوانا
والخصيان يدورون مع الحريم لحبك المؤامرات، وتحكم الجواري في عاصمة الرشيد ،فمن فارسي وتركي وبويهي ، أصبحت بغداد ملكاً للموالي ،وأمهاتهم من وراء الستار ،يخططون ويدبرون وقد إنفصلوا عن تربة الأرض التي أكرمتهم ورفعت من قيمتهم وأعطتهم مكانة لا يحلمون بها، ، بلكنة شوهاءقلبت حروف العربية ومعانيها،وسادت هذه اللهجة المشوهة في عموم البلاد، فها هم   يعيثون بزهورها ويعكرون روافدها ويخربون طلع نخيلها ويجففون موارد الخير فيها
فكيف لا يدخل المغول بغداد وقد أصبحت مرتعاً للميوعة والمجون وحكمهاالجواري و الغلمان وأشباه الرجال
عذرا أرض السواد فقد تركنا بلادنا للغرباءفكيف نكفر عما جنت أيدين

المغول يدخلون بغداد

656 هج-1258
شموخ العراق داسته سنابك المغول وأغرقت مجلداته وكتبه التي لونت مياه أنهاره من نقاء الحليب معقوداً بهيل الشاي الى سواد مدلهم ، مر ،أحال الحياة الى جحيماً كسر قلوب العراقيين وحطم مجدهم
شموخ العراق أحالته الجثث التي غرقت في دجلة الذي سممه الغرباء  ،الى مرتع للإمراض والأوبئة فتك الجدري والطاعون بعروق حياتهم وتركهم أشلاء
كيف جاء الجراد بالخراب
هجمت جحافل المغول ،وفي يد علماء الدين مسابح الإسلام ، وفتاوي الأدعياء، ودعاء المنابر ، لكنهم لم يسمعوا آذان المنائر ،صموا آذانهم عن تغريد بلال ،ولم تخشع قلوبهم لجلال النداء، أساؤوا الى دينهم وحطموا تراثهم ،وتراخي الخليفة وفساد الحاشية ،وخيانة العلقمي وبطانته ، وتسلط المماليك الذين لا تربطهم بالأرض صلة وأصالة، وشرعوا بالناس سفكاً وقتلاً وذبحاً
إصطبغ دجلة بالإحمر القاني، إختلط بالنجيع الطاهر،فأصبح مراً وسماً زعافاً مزيجاً من دماءالندى والغيث مع الدماء المعتقة بالورع ،وشربه الغزاة مترعاً حتى الثمالة ،وداسوا روح الغرين ،وشوهوا خصبه وقلعوا جذوره وأماتوا  حياته
وهل من مزيد
 إستباحوا المحرمات ،فتداعت درر المكتبات وتناثرت لألئ المجلدات وإمتد مجراها مع روافدها وانهارها وتحفز أملا  من حمايتهم غرقاً ، عجز فبكى الغرين ألما ،
 ولكن هيهات ، فأكداس الكتب أغرقت الأمواج ،وأخذت معها طمى الأنهار ،ويا لهفي كيف أسود لبن دجلة وسال حبر العقول ليصبغ شهد الفرات و أرض السواد بالسواد ولكنه ليس كأرض سواد المطر حين يجنى خراجه وفراً وخصباً ويتعتق أخضره زهواً وكبريائا
تعكر ماء دجلة الخير،وصدمت طيور الماء تدور باحثة عن طعامها ،الذي إسود لونه وتاه مع إسوداد وتعفن الدماء،تحطمت الزوارق ، وتمزقت شباك الخير تحتضن أسماكها تود الفرار بها ولكن هيهات،  وعطشت بساتينها وذبلت ورودها وجف عقول أبنائها ،تحجرت الدموع في القلوب قبل العيون ولم تبقي الهمجية أرضا ولا ماءا ولا داراً،فأنكفؤا عسى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، غافلين بأن الله العلي القدير لايقضي أمراً ،لمن فرطوا في بلادهم وأعراضهم وممتلكاتهم ولا ينجد الفساد والمجون والعبث بمصائر الناس وتعذيبهم
فهل يستطيع العقل البشري أن يحمل كل هذا الموروث ويتخطى كل هذا الألم
عذرا أرض العطاء لم يستطع أولي الأمر أن يصونوا ترابك
ولم يستطع أبنائك ان يسمو الى ذراك

نبذة عن المغول

يعود تاريخ المغول الذين تسميهم بعض المصادر العربية (التتار) الى حوالي بداية القرن الثاني قبل الميلاد حيث تجمعت في غربي الصين وشمالها قبائل يدوية رحل من أصل تركي ومغولي ،دأبت على القيام بغارات متكررة بهدف السلب والنهب وما أن ظهر جنكيز خان حتى وحد هذه القبائل تحت زعامته وسيطر على منغوليا ،سنة 603هج- 1206 م ثم غزا شمال الصين وضم إليه مناطق في آسيا الجنوبية والوسطى والصغرى مؤسسا بذلك إمبراطورية واسعة وتابع حكام المغول من بعده غزواتهم المدمرة التي نشرت الرعب والدمار والموت في المناطق التي كانوا يحتلونها
وتعتبر إمبراطورية المغول ثاني أضخم إمبراطورية في العالم بعد الإمبراطورية البريطانية وأعظم رعب مر على تاريخ أوراسيا وهي نتاج توحيد قبائل المغول والترك فيما يسمى حاليا(منغوليا)وكانت فاتحة الغزوات في عهد جنكيز خان الذي أعلن حاكما لها في 1206 وأستمرت الغزوات ووصلت الى أعلى مدى في1405 م
وذلك من حوض الدانوب حتى بحر اليابان ومن فيليكي نوفغورود بالقرب من الحدود الروسيةالفنلندية حتى كمبوديا حيث حكمت شعوب تعدادها 100 مليون نسمةومساحة من الأرض مقدارها 33مليون كممربع اي(12 مليون وسبعمائة وواحد وأربعين الف ميل)اي 22 % من اليابسة ع الكرة الأرضيةولهذا عرفت بإسم
الأمبراطورية المغولية العالمية
بدأت بدايات التمزق بين عامي 1260 و1264 ما بين القبائلحيث إنقسمت الى أربع أقسام كل منها يسعى الى مصلحته ولكن الإمبراطورية
 ككل بقيت متماسكةوقويةوبنهاية القرن الرابع عشر كانت معظم الإمبراطورية قد تفككت وتحللت وبقيت أسرة يوان الشمالية مستمرة
بالحكم حتى القرن السابع عشر

المناطق التي نجت من الغزو المغولي

هناك خمس مناطق بالعالم نجت من الغزو المغولي وهي الهند الصينية جنوب آسيا اليابان واوروبا الغربية والمنطقة العربية وأهم مدينتين كانا على مقربة من التدميرهما فيينا والقدس التي نجت بسبب موت الخان ا
لعظيم مما أدى الى سحب معظم الجيوش المرابطة الى العاصمة قراقورم

المنطقة العربية

ويذكر إن بركة خان وهومسلم تحالف مع المماليك في صد المغول عن الشام بعد أن ثار على إبن عمه هولاكو بسبب تدمير بغداد وطلب أن يحاسب هولاكوعلى قتله الخليفة العباسي وذبح أهلها المسلمين وما أن إنتصر المماليك على المغول
معركة عين جالوت

(بعين جالوت)عام 1260 م بقيادة قطزوإمرة الظاهر بيبرس حتى أعتبرت تلك الفترة نهاية المد المغولي في المنطقة العربية

القتلى نتيجة الغزو المغولي

بحساب المؤرخ الغربي (روميل) ،قدر بأن 30مليون شخص قتل تحت حكم المغول فمثلاً
سكان الصين إنخفض الى النصف خلال 50 عامامن حكم المغول
الرعب والإبادة
كان تكنيك المغول هومسح المدن التي ترفض الإستسلام بالكامل كما في غزو (إقطاعية كييف) الروسية فقد مسحت تقريبا جميع مدنهاوقتل سكانها ومن لم يقتل أخذ (كعبد)مما يعن موته في أعمال السخرة
بعد موت جنكيزخان إنقسمت البلاد الى خانات يحكمهت أبناؤه ويقودهم الإبن الثالث له (كخان عظيم)ولمتمر سنين عقد 1350 حتى إنقسمت الخانات الى دول وممالك منفصلة عن بعضها (كالخانات بإيران والقيتاي بآسيا الوسطى والقبيلة الذهبية التي إنصهرت داخل  روسيا ولقد ساد الإعتقاد بإن سقوطأسرة( يوان )
بالصين عام 1368مكان بمثابة نهاية إمبراطورية المغول وأستمرالفرع من أسرة(يوان)في منغوليا حتى القرن السابع عشرعندما إستسلمت لإسرة كنغ

محاولات المغول دخول بغداد
وكما أسلفنا
وهنا الخليفة المستنصر وهو النقطة المضيئة في العصر العباسي الأخير وكيف سيدحر المغول ويمنعهم من دخول بغداد
الموجة الأولى من الغزو المغولي وصلت الى أطراف بغداد سنة 1242 م وتم دحرها وجاءت الموجة المغولية الثانية 1243 وتم دحرها
الموجة الثالثة من الغزو المغولي في سنة 643هج-1245 م وتم دحر المغول بهزيمة شنعاء
وبنتيجة هذا النصر تم نحت ما جرى في المعركة متمثلا المستنصر وهو يمتطي جواده ويقتل التنين المغولي ولا تزال موجودة في احد اطلال اسوار بغداد(ولقد قام مدحت باشا في 1860 بهدم الأسوار حتى يمحو اي أثر للحضارة العربية)


  • ولقد كتب المستنصر الى كبير المغول يخبره بإن جثث جنوده تملاء أرض العراق
  • وبعد موت المستنصر تحولت الخلافة الى المستعصم بالله وأقنعه وزيره إبن العلقمي بتقليص الجيش من 300000 الى 20000 لتوفير النفقات وإستحالة رجوع المغول ولكن بعد13 سنة عادوا لينتقموا لهزائمهم السابقة ودخلوا الى بغداد في 10 فبراير 1258
  • وتحكي الروايات إن مياه دجلة ظلت سوداء لمدة طويلة وهكذا ضاع تراث لا يعوض
  • جحافل المغول تزحف الى حلب

  • فسقطت بين إيديهم سنة 658هج-1260 م وأستباحوهاوأرتكبوا فيها من الفضائع ما لا يوصف ثم إحتلوا دمشق وفي نفس العام قام الملك المظفر قطز بطردهم من بلاد الشام في موقعة عين جالوت
  • فأصبحت المنطقة الممتدة من الفرات الى النيل خاضعة للنفوذ المملوكي
  • محاولة المغول الإغارة على حلب ثانية
  • وذلك في سنة 659هج- 1261 م فجرت موقعةحمص وإنهزم فيها المغول
  • وفي سنة 671 هج -1272 م قام الملك الظاهر بالتغلب عليهم في موقعة الفرات
  • العراق وغزو المغول
  • موقعة حمص الثانية

  • أنتصارالمغول

  • سنة 680هج-1281 م إنتصر المغول في المعركة التي جرت قرب مشهد خالد بن الوليد

  • سقوط بغداد

  • حاصر بغداد جيش المغول بقيادة هولاكو خان في 656هج1258 م بعدهزيمة جيش الخليفة بعد حصارإستمر 12 يوماض وقتل الخليفة المستعصم في 10 فبراير 1258 وقدر من قتل من أهلها مليوني شخص
  • تركيبة الجيش المغولي
  • قاد هولاكو خان مع القائد الصيني جو خان نائبه بالقيادة المخصصة لبغداد (ويذكر إنهولاكوكان بوذياًوكذلك معظم قادة جيشه)وكان معه قوات مسلمة شاركت في الهجوم وسار هولاكو بأضخم جيش مغولي على الإطلاق (من جورجيا ، الفرنجة،الصين ، أنطاكية،الفرس،الترك الذين شاركوا بالحصار)
  • طالب هولاكو الخليفة بالإستسلام ورفض الخليفة محذرا المغول بإنهم سيواجهون الغضب الرباني إذا هاجموا دولة الخلافة وواجهم بجيشاً هزيلاً بنصيحة وزيره العلقمي الذي نصحه بتقليل العدد بعد وفاة والده المستنصر بالله الذي هزم المغول بثلاث جولات
  • قبل التوجه لبغداد دمر هولاكو قبائل (اللور)وأستسلمت طائقة الحشاشين عندما حاصرقلعة الموت بدون أي مقاومة وقضى عليهم تماما بإستثناء (نصير الدين الطوسي)الذي لحق هولاكو الى بغداد
  • تدمير بغدادوحرقها والقضاء ع حضارتها

  • ويكتب ويلي برانت في قضة الحضارة ما يلي حول بيت الحكمة
  •  
  • هجوم المغول على بيت الحكمة
  • تدمير بيت الحكمة الذي يحتوي على وثائق ومخططوطات والكتب النفيسةوقدرت عدد الكتب في بيت الحكمة ب ٣٠٠،٠٠٠ثلاثماءةالف كتاب من كافة العلوم والفنون والاداب 
  • كما وتم حرق ٣٦مكتبة تحوي ع كنوز من الكتب والمخطوطات 
  • قتل الاهالي ليس ع التعيينن ويتم قتل من يصادفهم بطريقة عشوائية!

  • ونهب المساجد والقصوروالمستشفيات
  • نهب كنوز الذهب والفضة والحجار الكريمة التي كانت تزخربها بغداد 
  • نهب الكنوزمن سجاد ومفروشات وتماثيل من العاج والرخام التي تزخر بها بغداد
  • قبض على الخليفة وأجبرعلى رؤية الدمار الحاصل للمدينة وقتل الناس أمام عينيه
إضطر هولاكو نقل خيمته عكس الريح ليتجنب رائحة القتلى
دمر المغول كل ما صادفهم في طريقهم ووفق خطة منظمة ليخاف الباقي من جبروتهم وهنا سقطت دمشق

المماليك يهزمون المغول بمعركة عين جالوت


معركة عين جالوت والسيف الدمشقي والقنابل اليدوية


وهنا جائهم الفشل الأعظم فقد هزموا على يد المماليك وهي المعركة الأولى التي لم يستطع المغول الإنتصار فيها وكانت بقيادة 
الملك قطز وإمرة الظاهربيبرسوطاردهم الظاهر بيبرس حتى حدودأرميني
 حكاية السيف الدمشقي

في القرن الحادي عشر كانت صدمة الصليبين هو السيف الدمشقي المصنوع من الفولاذوإنه كان يشطر الريشة شطرين وأبان الغزو المغولي شعر القائد الظاهر بيبرس بأهمية أن لايقع صناع السيف بيد المغول فنقلهم الى مصر،وعند إنتهاء المعركة أرجعهم الى دمشق 

وذلك في عام 1260م

ولم يتمكن أي عالم من من كشف سر هذا الجيش وأقامت جامعة ستانفورد مختبراً خاصاً لكشف سره ولم يتمكنوا من ذلك بصورة كاملة
ثم إستخدمه العثمانيون في حروبهم مع الفرس وبه أيضاً تمت هزيمة نابليون في عكا وحاول الفرنسيون معرفة سره ولم يتمكنوا ووصفه العالم الإنكليزي ( Professor Wadsworth 
like the sun rising in the desertوذلك في عام1830 في معهد العلوم في باريس
نشرهذا البحث عام 1981 و

ولا غرابةهنا أن يوجه مغول العصر الحديث همهم لخراب سوريا العربية وشعبها المذهل



إصبحت بلاد الرافدين بعد سقوط بغداد على يد المغول في عام 1258 جرءا من مملكةأحفادالغازي هولاكوخان وأستمر حكمهم الى 1335 وعندسقوط إمبراطورية المغول تمكن أتباعهم من العودة الى السلطةفي الجزءالفارسي من بلاد الرافدين، اما العراق والجزء الغربي من إيران المعاصرة فقد بقيا تحت حكم فرع عائلة المغوليين ابتداءا من 1336 وحتى 1411 

أصبحت بغداد تحت حكم العائلة المغولية(الجلائيرية)

وسنعود الى بغداد وتيمور لنك عند الحديث عن الأمبراطورية العثمانية ويا قلبي لا تحزن ولماذا لا يحزن كل هذه المآسي التي عادت الينا ولا يحزن؟ كيف ذلك
إنتهى الفصل الثامن وسيدخل العراق بعدها في حكم الدولة العثمانية وسيكون الفصل التاسع من تاريخ العرق

لاحقاً
الفصل التاسع من تاريخ العراق
الخلافة العثمانية







ا 

السبت، 20 ديسمبر 2014

جانب من العلاقات المصرية السعودية



إقتطعت هذه الفقرة من بحثي عن الإخوان المسلمين   لتطلعوا عليها وأهلا ةسهلا بكم ميسون عوني
وهنا لابد ان نستعرض جانبا من العلاقات المصرية السعودية بعد ثورة يوليو لتكون إشارة لما جرى
بدأت العلاقات المصرية السعودية بعد ثورة يوليو كإنها تسير في إتجاه معقول وتبودلت الزيارات فيما بين البلدين وقد سأل الملك سعود جمال عبد الناصر في إحدى الإجتماعات
طال عمرك كيف تنصحنا بترتيب أوضاعنا في المملكة فبدا عبد الناصر محرجاً ولكن الملك سعودرجاه أن يتكلم بدون قيود
وشرح لهم عبد الناصرفكرته بقدر ما رآه ملائما
إن أهم شئ في نظره هو العدالة الإجتماعية وعلى قدر ما تسمح ضروفكم تجنب تكدس الثروة في طبقة معينة وحرمان بقية الشعب منها
وإستمرت العلاقات بصورة جيدةولكن كيف لإمريكا والقوى الأخرى أن ترضى بهذا التقارب وكيف يهنأ لهم بال والعرب قد ساروا في طريق يختلف عن أهدافهم وتقاربهم سيهدد شغلها الشاغل إسرائيل
وحبكت الخطط  لكي تفرق بين مصر والسعودية

وجاء الفصل الفاصل
وفي خضم الأحداث التي مرت لإعلان الوحدة بين مصر وسوريا أستفزت الأطراف التي شعرت بإن ذلك يمسها ولايمكن السكوت عليه فمجرى الأحداث سيجرف نظمهم ويهدد على الأقل إمتيازاتهم
يذكر محمد حسنين هيكل في كتابة سنوات الغليان ما يلي
تواردت أنباء عن مقابلة الملك سعود في بادن بادن لبعض المصريين من رجال العهد الملكي السابق وإنهم عادوا الى بيروت وأخذوا يتحدثون على إمكانية التغيير في مصر
وفي زيارة للملك سعود الى عمان تلقت القاهرة معلومات عن قول للملك سعود إن الجماعة في مصر(مصبحين أو ممسين)
وطلب ضابط مصري هو العقيد عصام خليل مقابلة عبد الحكيم عامر ذاكراً له بأن أحد أقاربه وهو من أنسباء الأسرة المالكة حاول تجنيده لإقامة إنقلاب عسكري في مصر وسلمه مبلغ 162000 جنيه إسترليني وقام الضابط بتسليم المبلغ الى عبد الحكيم عامر ،فإنكشف السر وأحسوا في السعودية بإن القاهرة تعرف كل شئ
وطار الشيخ يوسف ياسين مستشار الملك سعود لينفي الأمر كله وإن الملك لادخل له في الموضوع وعرض عليه جمال عبد الناصر وثائق العملية فرأى الشيخ يوسف ياسين إن هذاالأمر أكبر من أن يعالجه فرجع الى السعودية وجاءالأمير فيصل ولي العهد محاولاً بكل طريقة نفي علاقة الملك ولكن الحقائق كانت واضحة فرجى الأمير فيصل عبد الناصر أن لا يثير الموضوع علانية وإنه سيرجع الى المملكة لمعالجة الأمر مع الملك سعود ،ولكن يا سيادة الرئيس هل إنت مستعد لمقابلته فرد عبد الناصر بكل تأكيد أذهب إليه في السعودية بشرط أن تكون معنا وسافرالأمير فيصل الى السعودية ولم يسمع منه عبد الناصر شيئاً ولكنه سمع من الملك سعود نفسه
بإن تتم وحدة عربية بين العراق والسعودية والأردن وسوريا ويكون عبد الناصر هو المتصرف الوحيد فيها
وبدا لعبد الناصر إن الملك سعودحائراً ومحرجاً ولكن الملك سعود لم يكن حائرا ولا محرجاً كان يعمل بكل طاقته لهدم الوحدة
تم الإستفتاءعلى الوحدة وأنتخب جمال عبد الناصررئيساً
وصل جمال عبد الناصر الى دمشق في يوم 24 فبراير 1958 وبدأت الجماهير تزحف بأمواج من البشر لاتخطرعلى بال إنسان وأطل عبد الناصرعلى الجموع عدة مرات، ثم دخل ليرتاح قليلاً وكان معه عبد الحميد السراج
السراج  -هناك أمراً في غاية الأهمية أريد أن أعرضه عليك
عبد الناصر - ألا ينتظر للصباح
السراج - أعرف مبلغ إرهاقك ولكن الأمر لا يحتمل التأجيل
عبد الناصر - هل يضايقك أن اسمع وأنا مستلقي على السرير
السراج - سيدي أريدك أن تستريح ولم أكن اشغلك لولا خطورة الموقف
ثم راح السراج يروي تفاصيل ما لديه وهو يخرج مجموعة من الأوراق ويضعها على مائدة بجوار السرير
إن الملك سعود له صهر إسمه أسعد إبراهيم والملك متزوج من إبنته التي أنجبت إبنه خالد،وبواسطةوسيط عرض علي مبلغ مائة مليون جنيه إسترليني إذا  قمت بإنقلاب يحول دون الوحدة وقبل الإستفتاء
وعرضوا أن يدفعوا  عشرين مليون جنيه مقدماً على أن يدفع الباقي عند نجاح العملية
نهض جمال من فراشه وأخذ مقعداً في مواجهة السراج وأخذ يقرأ الأورق التي أمامه والسراج يسترسل في سرد الأحداث وإن الملك سعود أرسل الشيك على حساب في البنك العربي وتم تحويل المبلغ الى حسابي في سويسرا وهذه هي كل المستندات وليس هذا فقط ولكن هناك تفاصيل لعملية ثانيةبديلة بضرب طائرة عبد الناصر في الجوإذا جاء الى دمشق بعد الإستفتاء
وطلب عبد الناصر من السراج أن يروي ما حدث أمام شكري القوتلي ،وضرب القوتلي كفاً بكف مردداً لا حول ولا قوةإلا بالله
وبعد أقل من ساعة كان جمال عبد الناصر في شرفة قصرالضيافة في دمشق يروي للجماهير المحتشدة،في ساحته والمزدحمة حتى سفوح جبل قاسيون تفاصيل القصة وأسرارها ولم تسمعها الجماهير وحدها وإنما وصلت الى كل الأمة العربية ،والى أركان الدنيا بما فيها السعودية وأمريكا

رد الفعل في السعودية
وكانت بمثابة قنبلة إنفجرت في الرياض وهرع بعض من الأمراء الشبان الى القصر الملكي فإذا الملك في المدينة المنورة ، وكان الأمير طلال* هو أول من تمكن من الإتصال بالملك ودعاه لكي ياتي إليه في قصره في المدينة المنورة ودخل الأمير طلال وكان مع الملك نائب الأميرللمدينةعبد الله السديري وسأله الأمير طلال إذا كان قد سمع ماقيل في دمشق
ورد الملك هل صدق أهل المدينة ما قاله الحاسدون في دمشق ،وسكت نائب أمير المدينة وكان صمته جواباً
وأحس الأمير طلال بأن الملك يراوغه فقال له منفعلاً
بالله يا طويل العمر،أن تبيض وجوه آل سعود لو تركنا ما أذيع بدون رد لسودت الفضيحة وجوهنا ،ونحن لانمثل فرداً او إثنين ونحن خمسة آلاف من آل سعود وتصنع الملك إبتسامة ثم قال لطلال(إبشر إبشر ما يخالف لا تنزعجوا)وفي الصباح قصد الملك الرياضونزل في مطار خاص  ودعا مستشاريه ولم يكد المجلس ينعقد حتى دخل
عم الملك الأمير عبد الرحمن بن سعود ويعتبر عميد الأسرة السعودية ، وقد ساد الصمت المطبق إلا من جملة يرددها الملك لكل واحد كيف حالك كيف حالك
ونهض الأمير عبد الرحمن واقفاً يقول للشيخ يوسف ياسين مستشار الملك( الى أين تذهبون بآل سعود يا يوسف الى الأرض الحضيض أو الى جهنم والله) قالها وأنصرف
وصدر عن الديوان الملكي بياناً (إن جلالة الملك اصدر قراراً ملكياً بتكوين لجنةللتحقيق في الأمر وسوف تنشرالحكومة نتيجة هذا التحقيق )وأعتكف الملك في منزله لا  يقابل أحداً ولا يأذن لإحد بالدخول عليه
وكان كبش الفداء البنك العربي الذي أتهم من قبل الديوان الملكي بإنهم لم يراعو السرية في تحويلات المبالغ ومن ثم إستدعى الملك الأمير  فيصل وخوله كل سلطات الملك الدستورية وفي النتيجة الأخيرة من هذا الفصل تنازل الملك سعود للأمير فيصل عن الحكم ،ومن المفارقات التي حدثت بعد ذلك إختيار الملك سعود القاهرة ليعيش فيها وقبل عبد الناصر ذلك
*تفاصيل ماحدث بين الأمير طلال والملك رواها الأمير طلال الى جمال عبد الناصر شخصياً وبنصوصها
الكاملة مودعة في أرشيف منشية البكري وبخط السيد سامي شرف

أمريكا بعد سماعها الخبر
وكان إيزنهاور في واشنطن يتابع ما يجري في المنطقة وكانت التصرفات المفضوحة التي إنكشفت بتلك الصورة صدمة لإيزنهاور لإنه كان يخطط لتحالف يواجه الجمهورية العربية المتحدة ومعلقاً على فشل ذلك
(كان المفروض أن تتم هذه الخطوات بطريقة سرية ومحكمة وليس بهذه السرعة والتخبط)وكان ايزنهاور يتمنى دائما بأن يتحالف عبد الناصر معهم وطبعا وفقا لشروطهم
ومن الناحية الأخرى عرف عبد الناصر بما لايترك مجالاً للشك بإن الرد على ماحدث سوف يأتي له سراعاً

العالم العربي بعد سماعه الخبر
كان وقع الخبر، شديداً في العالم العربي الذي مثل لهم هذا الموقف ،إعتداءا على مشروعهم متمثلاًبإبنهم البار الذي إدخروه لإيامهم القادمة، وأملاً لهم ، لتشرق شمسهم من جديد ،لوطن أفضل بإرادة حرةووطن تقام فيه أسس العدالة الإجتماعية ، في مجتمع الكفاية والعدل
وهذا فصل واحد للعلاقات السعودية المصرية في عهد عبدالناصرلتوضح ما جرى بعد ذلك وتبعتها فصولاً اخرى لم تهدأ ولم تسكت إلابرحيله ، و لم يسكتوا حتى بعد رحيله ،والهدف كان بكل وسيلة كسر مشروعه وجاء خليفته السادات ليبدأ عهداً جديداً ومختلفاً كل الإختلاف فقد أصطفت السعوديةمع أمريكا لمساندته وبكل طريقة

وهنا لابد من إلقاء نظرة على محاولات السعودية نشر المذهب الوهابي في مصر منذ أيام الملك محمد بن سعود لنلم بالصورة كاملة

إلتقاء المحمدان
عند إستقرار محمد عبد الوهاب،في الدرعية إلتقى بمحمد بن سعود وسمي (إلتقاء المحمدان)وكان هذا اللقاء بتوصية وتشجيع من زوجة محمد بن سعود (هذا الرجل ساقه الله لنا وهو غنيمة فإغتنم ما خصك الله به)وهذا كان بداية المشوار السعودي الوهابي في المملكة ثم إنتشاره الى مصر

يشير الكاتب صبحي منصور في كتابه جذور الأرهاب في العقيدة الوهابية السعودية والإخوان المسلمين
كالآتي
وتتلخص هذه الرؤية فى التمسك بالأيديولوجية الوهابية والتسلل بها إلى مصر لتكون مصر عمقاً استراتيجياً للدولة السعودية، وتستطيع من خلالها السيطرة على العالم الإسلامى. وكانت النتيجة نجاح عبد العزيز آل سعود فى تحويل التدين المصرى القائم على التسامح حتى فى العصور الوسطى إلى تدين وهابى متشدد فى عصر حقوق الإنسان.

 ونأتى للسؤال التالى، وهو كيف تم هذا التحول؟

    فى الوقت الذى كان فيه عبد العزيز وآله لاجئين تحت رعاية آل الصباح فى الكويت كان الإمام محمد عبده فى مصر يعلن تطليقه للسياسة والثورة وتفرغه للإصلاح الدينى والفكرى، واعتبر التصوف خرافة كما وقف موقفاً حازماً من الفقه والأحاديث، واعتبر الأحاديث كلها أحاديث آحاد، وأعاد للأذهان ما قاله الأئمة المجتهدون فى عصر الازدهار الفكرى. وكان محمد عبده يأمل فى تأسيس مدرسة فكرية للاجتهاد الدينى تقوم بإصلاح عقائد المسلمين وتسهم فى تطورهم العقلى والعصرى، وكان هذا اقتناعه بعد تطليق السياسة ولعنها.
ولم يكن محمد عبده يدرى أن حركته سيقوم بإجهاضها تلميذه رشيد رضا لصالح السعوديين وأيديولوجيتهم السلفية الثورية.
مات محمد عبده سنة 1905، وفى ذلك الوقت كان عبد العزيز قد هرب من الكويت بأربعين من إخوانه وبهم استولى على الرياض سنة 1902 ثم سيطر على أواسط نجد سنة 1904. وبعد موت محمد عبده فى مصر ورثه رشيد رضا. وكانت الأنباء تأتى إلى مصر بانتصارات الشاب ابن سعود ونجاحه فى ضم الإحساء والمنطقة الشرقية، ثم بعدها فى ضم عسير، وحاصر الشريف حسين فى الحجاز، ثم انتزع منه الحجاز سنة 1926 ليحتل ابن سعود بعدها موقعاً متميزاً جفف به دموع الملايين الذين حزنوا على إلغاء الخلافة العثمانية. ثم قام ابن سعود بإعطاء مملكته الوليدة اسم أسرته السعودية سنة 1932 بنفس المنهج السائد فى العصور الوسطى حين يطلق الحاكم على دولته اسمه أو اسم أسرته، كالدولة الأخشيدية والطولونية والفاطمية والعباسية    
    ومع هذا النجاح لابن سعود فقد كان يدرك أن توسعه فى شبه الجزيرة العربية قد أضاف ألغاماً كثيرة تحت عباءته، فأعدى أعدائه وهم الشيعة يرتكزون فى المنطقة الشرقية، كما أن الأشراف والصوفية فى الحجاز لا ينسون ثأرهم عنده بعد ما فعله بالحجاز وأسرة الشريف حسين، وفى الخارج يقف أعداؤه الشيعة الزيدية فى اليمن بعد أن استولى على عسير، وهناك شيعة إيران والعراق والخليج وهم لا ينسون ما فعله وما سيفعله بالمشاهد الشيعية فى العراق، عل

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الفصل الخامس تكملة الخلافة العباسية هارون الرشيد

الفصل الخامس 
الخليفة الخامس هارون الرشيدAron
170 -193 هج -763 م -809 م
ولد هارون الرشيد في مدينة الري وتوفي في مدينة طوس- خراسان(مشهد اليوم)
إمطري حيثما شءت فغيثك لي ولمملكتي(من الأقوال المشهورة التي تنسب الى هارون 
الرشيد وهو يخاطب الغيوم في السماء 
وهو أكثر الخلفاء العباسيين ذكرا في المصادر الأجنبية كالحوليات الألمانيةبإسم (ارون) وكذلك علاقته مع الإمبراطور شارلمان، أما في المصادر العربية فهوالخليفة الورع المتدين التي تسيل عبراته عند سماع الموعظة والمجاهد الذي أمضى معظم حكمه بجهاد وحج فسنة يحج وسنة يغزو وقد نقل عن أبي خلكان إن الرشيد حج لتسعة مرات ويصلي مائة ركعة في اليوم
وتصوره مصادر ثانية بإنه الخليفة الحذر الذي يبث جواسيسه بينمه الناس ليعرف إمورهم وأحوالهم ويطوف متنكراويعتبر عصره من العصور الذهبية في الإسلام

العلاقة مع الدولة البزنطية

وكانت العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية يغلب عليهاالصراع والحروب ولكن جرت مراسلات ومجاملات ومصالحات ومنها المصالحة مع الإمبراطورة ايرين ولكن خليفتها نقفور أخل بالإتفاق وأرسل الى الرشيد رسالة شديدة اللهجة أدت الى حرب ضروس بينهما فقد تحرك فورا جيش بقيادة القاسم بن هارون الرشيد ووالي الشام في جيش لمحاربة الروم ثم تبعه جيشا بقيادة الرشيد نفسه وفرضت على نقفور معاهدة قاسية وسقطت مدينة هرقلة بيد العرب
وهذا ما دار بينهما

بين هارون ونقفور
في سنة سبع وثمانين ومائة جاء للرشيد كتاب من ملك الروم نقفور بنقض الهدنة التي كانت عقدت بين المسلمين وبين الملكة ريني ملكة الروم وصورة الكتاب [من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيذق فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقاً بحمل أضعافه إليها، وذلك لضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها وإلا فالسيف بيننا وبينك] فلما قرأ الرشيد الكتاب استشاط غضبا حتى ما تمكن أحد أن ينظر إلى وجهه فضلاً أن يخاطبه وتفرق جلساؤه من الخوف واستعجم الرأي على الوزير فدعا الرشيد بدواة وكتب على ظهر كتابه بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه ثم سار ليومه فلم يزل حتى نزل مدينة هرقل وكانت غزوة مشهورة وفتحا مبينا فطلب نقفور الموادعة والتزم بخراج يحمله كل سنة
علاقة الرشيد بشارلمان
تطورت العلاقة بين هارون الرشيد وشارلمان الملك الفرنسي حفيد شارل مارتل الذي منحه الرشيد الوصاية على المقدسات المسيحية في الشرق الإسلامي التابع للدولة العباسية ومنحه لقب حامي قبر المسيح في القدس  ومن الجدير بالذكر إن شارلمان إنتصر على العرب في معركة (بواتييه) بلاط الشهداء ولكن شارلمان تلقى هزيمة كبيرة على يد العرب الأمويين في المنطقة إياها (جبال البرنس)
وجرت بين الرشيد وشارلمان مراسلات وتبودلت الهدايا ويقال بأن الرشيد قد أهداه فيلاً ويبدو في نظرالفرنجة حيواناً إسطورياً
كما وأهدى الرشيد الى شارلمان ساعة دقيقة الصنع لدرجة إن حاشينه نصحوه بالتخلص منها لإنها نوعاً من السحر
.
نكبة البرامكة
من هم البرامكة

البرامكة أسرة فارسية زرادشتية مجوسية ترجع اصولهم الى جدهم الاول برمك المجوسي الذي كان من سدنة بيت النار ودهاقينه ولا يذكر له اسلام، وتسميتهم باللغة الفارسية «برمكيان»، وكانت للبرامكة حظوة كبيرة ومكانة عالية في الدولة العباسية فقد كان يحيى بن خالد البرمكي مسؤولاً عن تربية الرشيد، اما زوجته فقد ارضعت الخليفة هارون الرشيد، وقد قام يحيى البرمكي على امر وزارة الرشيد، وقد فوضه الرشيد بكل الأمور، اما الفضل بن يحيى بن خالد فقد كان اخو الرشيد في الرضاعة ووكله على تربية ابنه الامين بن هارون الرشيد واخذ البيعة للأمين بولايه العهد، وكانت حجتهم في ذلك ان الامين هاشمي الابوين، وان ذلك لم يجتمع لغيره من خلفاء بني العباس، وكان يؤجج تلك الرغبة كرههم لآل برمك الفرس الزرادشتين الذين استأثروا بالرشيد ونالوا حظوة كبيرة ومكانة عالية لديه، وهكذا اصبح الامين ولياً للعهد وولاه الرشيد على بلاد الشام والعراق، وجعل ولايته تحت ادارة مربيه الفضل بن يحيى البرمكي.
اصبح الامين شاباً يافعاً وظهر نفوذ امه زبيدة التي باتت تنقم على البرامكة الفرس المجوس ما صاروا اليه من النفوذ والسلطان في بلاط الرشيد، وتسعى الى استقطاب العنصر العربي في مواجهة تصاعد النفوذ الفارسي ممثلاً في البرامكة، وتفاقم الصراع الذي اتخذ صورة قومية داخل البلاط العباسي بين العرب والفرس الزرادشتيين عندئذ بدأ البرامكة يعيدون النظر في مسألة ولاية العهد فاستخدموا نفوذهم واستغلوا قربهم من الرشيد ومنزلتهم عنده في ايجاد منافس للامين وامه زبيدة، فوجدوا بغيتهم في شخص المأمون الأخ الاكبر لاسيما وان امه فارسية واستطاع البرامكة بخبثهم ودناءتهم ان يقنعوا الرشيد بعقد البيعة لولده المأمون على ان تكون ولاية العهد له من بعد أخيه الامين
.
قد قال ابن خلدون في مقدمته ج 1 "وإنما نكب البرامكة ما كان من استبدادهم على الدولة، واحتجابهم أموال الجباية، حتى كان الرشيد يطلب اليسير من المال فلا يصل إليه، فغلبوه على أمره، وشاركوه في سلطانه، ولم يكن له معهم تصرف في أمور ملكه
شخصية هارون الرشيد كما دونها إبن خلدون
شخصيةَ هارون الرشيد لم تكن في واقعها الفعلي بهذه الصورة المشوَّهة التي عرَضها المغرِضون وذوو الأهواء، وقد ردَّ ابن خلدون في قوة على الذين اتهموا هارون الرشيد بالسُّكر والتهتُّك، وتساءل مستنكرًا: وأين هذا من حال الرشيدِ وقيامِه بما يجب لمنصب الخلافة من الدِّين والعدالة، وما كان عليه من صحابةِ العلماء والأولياء، وما كان عليه من العبادةِ والمحافظة على أوقات الصلوات، وشهودِ صلاة الصبح في وقتها

ويقول الدكتور عبدالجبار الجومرد في كتابه "هارون الرشيد"
إن الرشيد لم يكن غافلا عن أعمال البرامكة التي توجب محاسبتهم ولكنه أغمض عينيه فترة غير قصيرة وفاءا لخدماتهم وحرصاً على صفاء الجو بينه وبينهم وأملاً أن يعودوا الى رشدهم
ولكن أمر البرامكة تفاقم، وسلطانهم ظهر على سلطانه، والنعرة الفارسية والشعوبية تكالبت على قوميته، واستبد "يحيى بن خالد" بكل أمور الدولة، وتدخل "جعفر بن يحيى" في خاصة شؤونه، حتى أوقع بين وَلِيَّيْ عهده الأمين والمأمون، وغرس الحقد بينهما بما يهدد مستقبل الخلافة إذا تنازعا عليها، ومنع المال عن الرشيد بحجة المحافظة على أموال المسلمين، التي راح هو وجماعته يرتعون فيها بغير حساب، وبلغ الأمر إلى أن بات جعفر يحاسب الرشيد على تصرفاته، ولا يأبه إلى اعتراضاته، وقد كان الرشيد يعاني ضيقًا شديدًا من هذه التصرفات، ولكنه كان قوي الاحتمال، عظيم الصبر، واسع الحيلة، ومن أمهر الناس في التظاهر بالرضا وهو في أشد سورة غضبه إذا اقتضى الأمر ذلك، وكان ينفس عما في صدره بهمسات يهمس بها في آذان بعض خاصته، ولكن نبأ هذه الهمسات وصل إلى البرامكة، وتيقنوا منها أن الرجل ضاق ذرعًا بأعمالهم، وأنه قد تغير في السر عليهم، فبدل أن يعدلوا أمورهم ويسلكوا سبيل الإنصاف، عولوا على اتخاذ الحيطة لأنفسهم بما يحول دون تمكنه منهم، ويجعله - دائمًا - في قبضة أيديهم، فقام الفضل بن يحيى الذي عين سنة 178هــ واليًا على الجانب الشرقي للدولة باتخاذ "خراسان" مقرًّا لولايته، وكوَّن بها جيشًا عظيمًا من العجم، قوامه خمسمائة ألف جندي دون أخذ رأي الرشيد وسماه "العباسية"، وجعل ولاء هذا الجيش للبرامكة وحدهم، ولما علم الرشيد بذلك الحدث الخطير، استقدم الفضل إلى بغداد من غير أن يعزله، فحضر إليها ومعه فرقة من هذا الجيش عددها عشرون ألف جندي مسلح من الأعاجم، وقد ثارت الهواجس في نفس الرشيد من تكوين هذا الجيش، ولكنه استطاع أن يحبسهواجسه عن البرامكة وعن الناس، وراح يترقب أخبار هذه الفرقة الأعجمية التي سماها البرامكة بفرقة "الكرمينية"، والتي كان عليها أن تعود إلى موطنها بعد أن أدت واجبها في حراسة موكب الفضل بن يحيى من خطر الطريق، فوجد البرامكة يُنْزِلون هذه الفرقة في معسكر الرصافة؛ لتكون تحت إمرتهم في قلب بغداد، وبعد فترة قصيرة من إقامتها أخذوا عددًا من جنودها وأسكنوهم رحبة من رحاب قصر الخلد؛ ليكونوا حرسًا لشخص الرشيد وأسرته، وبذلك
يضعون مصير الرشيد والخلافة العباسية في قبضة أيديهم!

ذلك هو السبب المباشر لنكبتهم، فقد رأى الرشيد أنه أصبح أمام انقلاب مسلح وشيك الوقوع يطيح به وبدولته وبقوميته، وقد روى الجهشياري ص 211 قول جعفر البرمكي لأحد أخِصَّاء الرشيد على إثر عتاب وجهه إليه: ووالله لئن كلفنا الرشيد بما لا نحب، ليكونَنَّ وبالاً عليه سريعًا


لقد كان الخليفة الرشيد في قمة الإيمان والرجولة حين قرر في نفسه تحطيم هذا الانقلاب، كما كان بارع الذكاء في تدبير الخطة التي مزق بها جيش العباسية في خراسان، وإضعاف شوكة البرامكة فيها، دون إحداث ضجة تستفز الخصوم، وتُحدِث المشاكل، إلى أن جاءت الساعة الفاصلة في أمرهم

وروعي الكتمان في ذلك فأمر رجاله بالقبض عليهم وأستخدم عنصر المفاجأة حتى يلحق بهم بالضربة القاضية وفي ليلة السبت أول صفر 187 هج تم القبض عليهم وأعطى الأمان لمن آواهم ونصرهم وأخذ أموالهم وضياعهم وقتل جعفر على الجسر وسجن يحيي ويذكر إن يحيى قابل كل هذا بصمود وجلد  
والحديث عن الرشيد لا ينتهي ولايكفيه هذا البحث البسيط


ملاحظة

لم أدرج ما قيل عن علاقة العباسة بجعفر البرمكي وزواجه السري منها لإن ما قرئته لا يشير  الى هذه العلاقة سوى أقاويل فالعباسة إنسانة سيئة الحظ مع الرجال وقد نكبت عدة مرات بأزواجهاولم أطالع مصدرا موثوقا أدرج هذه العلاقة موثقة وقيل بأن البرامكة ومؤيديهم أشاعوا ذلك للنيل من مكانة الرشيد وفي نفس الوقت نفي ما قيل عن هذا الموضوع من الطرف الآخر

الوفاة في خراسان
سافر الرشيد الى خراسان لقمع الإضطرابات والتمرد التي قامت بقيادة الأموي رافع  بن الليث ولكنه كان في حالة صحية صعبة ولكنه أخفى مرضه ولم يلبث أن توفي في مشهد التي كانت تعرف بإسم طوس في خراسان عام 809 م وهكذا فقد أنشأ الرشيد دولة غنية وقوية ومزدهرة لم يكن لها مثيل في قوتها وثرائها وهيبتها
وسنحاول التعرف على


اللغة والشعر والنثر في عهد الخلافة العباسيةوأثرت أن 

أضعها مع عهد الخليفة هارون الرشيد لإهميتها


و يذكر طه حسين في كتابه (في الأدب الجاهلي )*إن الأدباء في العصر العباسي مثل الجاحظ ويعتبر أديباً مثقفاً وسائر الأدباء في بغداد والكوفة والبصرة كانوا أبان العصر العباسي يتقنون قديمهم من حديث وفقه ورواية ولغة و ادب وجديدهم ويتصفون في كثير من فنونه ويحسنون فلسفة اليونان وسياسة الفرس وحكمة الهند ولوعاش الجاحظ في هذا العصر لحاول إتقان الفلسفة الألمانية 
والفرنسية كما حاول في حياته إتقان فلسفة اليونان 
كتاب في الأدب الجاهلي كان إسمه في الشعر الجاهلي وغيره طه حسين الى في الأدب العربي وحذف من فقراته نظراً للهجمة التي 
 تعرض لها من شيوخ الأزهر 


يحتارالباحث من أين يبدأ وكيف ينتهي من بزوغ الرموز الأدبية والشعرية والثقافية في عهد الخلافة العباسية وإستمر ظهورها وقتا طويلاً  وحتى في زمن إفولها وسأحاول أن أدرج أهمهم
اللغة العربية وأفذاذها
الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري عربي من الأزد100 -175 هج-718-786 م
مؤسس علم العروض ومعلم سيبويه وواضع اول معجم للغة العربية وهومعجم (العين)
وشرح في علم العروض
  أوزان الشعر في خمسة عشر بحرًا ثم أضاف إليها الأخفش بحرًا واحدًا فظهر بذلك . وإن أبرز ما يميز الشعر العباسي تنوّع المواضيع التي طرحها، والتي شملت جميع أطياف المجتمع ومواضيعه، بل إن هذه المواضيع يمكن أن تشكل مرجعًا في دراسة الأحوال الاجتماعية والسياسية خلال مراحل الدولة العباسية المختلفة؛ فمن مدح الخلفاء خلال عهود القوة والذين قاموا بتقديم الدعم المالي للشعراء، إلى التذمر من ضنك العيش وفقر الحال واستشراء الفساد خلال عهود الضعف، كان الشعر دومًا أبرز الميادين التي تعكس حياة المجتمع، نظرًا لكونه العماد الرئيس للثقافة في العصر العباسي
ولقدشكل الفراهيدي حركات الإعراب شبه القياسيةفوضع واوا صغيرة فوق الحرف على إنها ضمة وألفاً صغيرة للتدليل على الفتحة وياء صغيرة للكسرة ووضع الية التدوين بتكرار الحرف مرتين والهمزة وهمزة الوصل كما نعرفها اليوم
علم العروض
وهو الذي أسس علم العروض اي علم أوزان الشعر كما أسلفنا
(في مدونتي عن ولادةبنت المستكفي والشاعر إبن زيدون ولمحاولة إبن زيدون أن يسترضي ولادة كتبت ما يلي متمثلة إبن زيدون
سيرسل لها قلب القصيد،سيغرف من بحوره ،وعروضه، فهل يسعفه وينجده -عين -القصيد وبحوره،أم -معجم الكتاب -وزهر تفاحه- أيهما أمضى سلاحاً العين أم الكتاب*(العين للخليل الفراهيدي والكتاب لسيبويه وإسم سيبيويه بالعربية زهر التفاح)(الفراهيدي 100-175 هجرية –سيبويه140 -180 هجريةوسيبويه هو تلميذ الفراهيدي)(خيال الكاتب)
سيبويه

 

-148- 180 هـ / 765م - 796م عمرو بن عثمان يُكنى أبو بشر، الملقب 
ولد في شيراز بإيران وقدم الى العراق(البصرة)وهو غلام نشأ فيا وتعلم وأشتهر هناك

سيبويه والكتاب
لم يكن النحو قبل سيبويه علماً ذا أبواب وإنما كان رسائل متفرقة ومتناثرة ثم جمعتها قاعدة إستطاع سيبويه أن يجمع القواعد النحوية ويرتبها ويعقد لها أبواباً وعناوين وكل مسألة ونظائرها وأعتبر كتابه أول كتاب في النحو وهو ما أطلق عليه (معجزة النحو) الذي لم يستطع غيره أن يأتي بمثله، وإن إحتوى على ما تعلمه من أستاذه الخليل الفراهيدي فتارة يصرح بإسمه وتارة يذكر سألته(اي سأل الخليل)
وإذا أردنا أن نستكمل شرح أركان اللغة العربية الذين تفردوا بعلمهم ليكتمل لنا المشهد فنرجع الى مؤسسها الأول
أبو الأسود الدؤلي
ولد أبو الأسود الدؤلي في القرن السابع الميلادي في الجزيرة العربية وأسلم قبل وفاة الرسول ثم دخل المدينة قبل أن يهاجر الى البصرة في خلافة عمر بن الخطاب وكان من مرافقي الإمام علي إبن أبي طالب وإليه ينسب تأسيس علم النحو  بوضع حركات الإعراب ووضعت النقاط على الحروف لتميزها وتم ذلك على يد تلميذي الدؤلي يحيى بن يعمر العدواني ونصر بن عاصم الليثي البصريين وحدث هذا في خلافة عبد الملك بن مروان
ومن النحويين العراقيين الكسائي- وسعد الرابية-والفراء- وثعلب- وأبي جعفر الرؤاسي – أبو عمرو علاء البصري –يونس بن حبيب – الأخفش الأكبر- قطرب -المبرد عبد الرحمن بن هرمز تلميذ الدؤلي الذي رحل الى المدينة ثم مصر وعلي الجمل الذي غادر الى المدينة



الشعر
جاء ذكر العراق قبل الإسلام* وأشهر من ذكره زهير إبن أبي سلمى(فتغلل لك ما لا تغل لإهلها قرى بالعراق من قفيز ودرهم ) وهذه إشارة الى كثرة الخير والغلال في العراق وإشتهار قراه بالغنى
*شعراء قبل الإسلام كتب عنها وحللها بكل معانيها ولهجاتها عميد الأدب العربي طه حسين معتبرا بإنها بعد الإسلام وليس قبله
الشعر ديوان العرب وقدسكن العرب العراق من عهود قبل الإسلام وكان في العراق مراكز شعرية قديمة فكانت الحيرة الدولة العراقيةالعربية مركزاثقافيا نبغ فيه الشعراء ثم جاءت الحضارة الإسلامية وقد إزدهر الشعر في العراق في العصر العباسي:
وكما يذكر طه حسين في كتابه في الأدب الجاهلي *إن الأدباء في العصر العباسي مثل الجاحظ ويعتبر أديباً مثقفاً وسائر الأدباء في بغداد والكوفة والبصرة كانوا أبان العصر العباسي يتقنون قديمهم من حديث وفقه ورواية ولغة و ادب وجديدهم ويتصفون في كثير من فنونه ويحسنون فلسفة اليونان وسياسة الفرس وحكمة الهند ولوعاش الجاحض في هذا العصر لحاول إتقان الفلسفة الألمانية 
والفرنسية 
كتاب في الأدب الجاهلي كان إسمه في الشعر الجاهلي وغيره طه حسين الى في الأدب العربي وحذف من فقراته نظراً للهجمة التي 
 تعرض لها من شيوخ الأزهر 


فأشتهرأبو العتاهية-أبوتمام –ابو العلاء المعري- أبن الرومي-البحتري-المتنبي-الشريف الرضي –علي ابن ابي الجهم- عباس بن الأحنف- ابو نؤاس-الموصلي-زرياب
وأخترت قريض ابونؤاس لطرافته وصراحته

قريض أبو نؤاس إبن هانيء( ولقد أطلق أمير الشعراء أحمد شوقي على مقر إقامته في القاهرة كرمة إبن هانيء تيمنا بأبي نؤاس)
145 -199 هجرية
762 -813 ميلادية
الحسن بن الهانئ عربي الأب فارسي الأم،وكان شديد الحساسية من ناحية أمه ويغطي على ذكراها، لإنها كانت تدير دارا للدعارة ، فكان يهرب من البيت وتدرجت حياته بكل أحداثها الى أن وصل الى دار الخلافة


دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي هي الداء
من كف ذات حر من زنى ذكر
لها محبان لوطي وزناء
ولا تبك من تفرق الخلطاء  بين المدام وبين الماء شحنا
محاورة
مالذي بيدك يا أبو نواس ؟ زجاجة لبن يا أمير المؤمنين ، وهل اللبن أحمر؟ لا ، لونه أبيض، ولكنه إحمر خجلاً منك يا أمير المؤمنين ، فضحك الخليفة من بداهته وعفا عنه
ترك أبو تمام الصلاة فمكث شهرين لحفظ شعر أبو نواس ، فسأل لماذا تركت الصلاة ، أنهما اللات والعزى وعبدتهما من دون الله فكيف أقيم الصلاة
ويصف العباس بن الأحنف شعر أبو نواس بأنه أرق من الوهم ، وأنفذ من الفهم وأمضى من السهم
وأثرت نكبة البرامكة على أبو نواس فأستغرق في الشراب والمجون وحب الغلمان وله فيها قصائد شهيرة
لو إن مرقشاً حي تعلق قلبه ذكرا
وأيقن إن حب المرد يلقي سهله وعرا
ومرقش هذا هو من عشاق العرب الذي ماتوا بسبب العشق
وكان أبو نواس لا يحب طريقة قدامى الشعراء قائلاً
دع الرسم الذي دثر  يقاسي الريح والمطر
صفة الطلول بلاغة القدم  فأجعل صفاتك لإبن الكرم
وكان رد الفعل لإباحية ابو نواس براءة ،عذرية عباس بن الأحنف
أيا نظرة أودت بقلبي وغادر سهمها قلبي جريحا
فليت أميرتي جادت بأخرى فكانت بعض ما ينكى الجروح
فإماأن يكون بها شفائي وإما أن أموت لإأستريح

 وعلي بن الجهم واقفاً على جسر الرصافة ينتظر المها
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن سلوت ولكن زدن جمراً على جمر
النثر
نبغ العديد من الأدباء في العراق وكان هؤلاء الأدباء كما المثقفين في العالم القديم كانو علماء في النحو وشعراء فالعالم كان موسوعياً، وأهمهم
عبد الله بن المقفع- الأصمعي- الجاحظ- ابو فرج الأصفهاني- التوحيدي- محمد الحريري وغيرهم وكل واحد منهم يحتاج الى كتاب ولا يوفيه حقه
الغناء والموسيقى
حفلت مجالس بغداد بالغناء والموسيقى فكان الضيوف يستمعون الى عزف الجواري على الألات الموسيقية المختلفة من عود وقانون ومزمار
وأشهر المغنين الذين إشتهروا في بغداد المطرب مخارق المغني الذي عاصر خمسة خلفاء أولهم الرشيد وقد حكي عنه -إن ظباء مرت وهو يغني فجاءت إعجاباً بغنائه وغنى في قارب فبكى تأثرا كل من سمعه ومن المغنين المشهورين إبراهيم إن المهدي وهو(إبن خليفة وأخ خليفة وعم خليفة)
ونأتي على
 زرياب
 الذي اعجب به هارون الرشيد أيما إعجاب وأصبح مطربه المفضل مما أثار غيرة معلمه المطرب والموسيقي المعروف الموصلي    فهاجر الى الأندلس ،خوفا من نتائج هذه الغيرة
وقد أضاف زرياب الى العود الوتر الخامس
وقد تفنن زرياب في كل أوجه الحياة من ترتيب المائدة وهو الذي وضع أوقات الطعام الثلاث وأقتدى بها العالم كله الى الأزياء وأوقاتها
ولقد وصفت زرياب في مدونتي كالأتي
وقد تزينت بغداد بفنون زرياب
فالأبيض
يشع عصرا في قوام مياس وهو ثوب العروس يغمره اللؤلؤ بهجة ونورا
والأسود
لون السهرة وهو نجوى الليل وأنفاس الكبرياء

ويلف بحنية محتضنا العراق فهل هناك أجمل من العراق؟(من مدونتي)

والكلام عن زرياب والموصلي أستاذه لا تكفيه مئات الصفحات ولكن لا بد أن نذكر المطربة والشاعرة دنانير
المطربة والشاعرة دنانير
توفيت 825 ولدت في الكوفة وكانت جارية جعفر البرمكي ويقال إن الرشيد أحبهاوشغف بها وكان يقيم عندها حتى شكته زبيدة الى عمومته فعاتبوه على ذلك ولما وقعت نكبة البرامكة بقيت مخلصة لجعفر ولم ترضى أن تبقى في قصر الرشيد
وكانت دنانير معنية رائعة وشاعرة ذات ثقافة عالية وراوية للشعر تتلمذت على يد إبراهيم الموصلي
 وسنأتي ع ذكر العلم والطب والعلماء والا جتهادات الدينينة كالمعتزلة وإخوان الصفا وغيرهم في فصلنا القادم وهو الفصل السادس مع الخليفة السابع وهو المأمون