الاثنين، 17 ديسمبر 2012

مدينتي




مدينتي لميسون عوني في 17-12-2012
تعثرت الدروب في مدينتي ذبل غصنها الأخضر ومالت تيجانها الزهر وأهتزت جذورها النُجب ومادت تبرية التُرب وحزنت خفوق النخل وجف شاطئ النهر
هاجر أهل مدينتي تركوا الديار الخصب والبيت الرحب وعش الدفئ ، فاجئهم جراد الطمع وباعهم بأبخس ثمن سحقهم الحمقى بعد أن ظنوا البقاء وغشيهم الغرور وباغتهم الضياع
مدينتي مدينة الخلد والعز والعراقة يتغلغل في قلبها دجلة ويحتضنها الفرات ،وكيف هو ؟أهولقيا أم عناق ؟ فهل في هذه الدنيا ما يشبه ذلكم اللقاء ؟
تحيطها البساتين وتحتضنها الرياحين وتشم رحيقها السواقي
يخفق الخير في عناقيدها ويقطف الشهد من حلاوتها
يتلألأ القمر شفافا في عطر سمائها ويسطع التبر عفياً في شروقها
اين هم الآن أبناء مدينتي ؟
تفرقوا في المدن و الأصقاع ؟ لم يقدروا على الإحتمال ؟ أم لبثوا في أرضهم يتشبثون البقاء
أين هاجروا ؟ أفي بقعة آمنة ؟ أم في ديار نائية  ؟هل ضمهم الآمان أم بعثرهم الفراق؟
وشبابها الغض اين تربة برعمه وزهرة تاجه وأمل حياته ؟
هل حمل إبداعه ليقُطف خيرها بعيداٍ عن جنته ؟
وبلاده محرومة من إبداعه ومواهبه ؟
وأطفال مدينتي الغرباء في مدينة غيرها ماذا يعرفون عن بلادهم  وفخر حضارتهم التي هي مهد التشريع والكتابة وعدالة القوانين
ولكنهم ياللحسرة لم يشموا عطرها ويتنفسوا مسكها ويتمموا من كافورها ويلوذوا بحماها ،يُسكب مائها الزلال في عروقهم ،تزهو آمالهم في بساطها ويفتدوا عزها بإرواحهم ولكن الأمل لايذبل ينبض مع نبض الشباب ويحيا في نفوسهم ويزدهر مع أحلامهم

الخميس، 15 نوفمبر 2012

الى الكاتب المبدع عبد الرحمن منيف



أهديها الى روح الكاتب المبدع عبد الرحمن منيف
نثرت دموعا حرى فوق شاطئك لميسون عوني في 1-11-2012
الى نورا أمي التي أرضعتني مع الحليب حب العراق (عبد الرحمن منيف في كتابه أرض السواد)
الأم
فإذا كان المبدع عبد الرحمن منيف سعودي الأب حمل كل هذا الحب من جينات أمه العراقية وغمر حليبها النقي إبنها الموهوب ليكتب عن العراق وحب العراق كما قرأنا
أتمثلك سيدتي وإنت تغرسين عقود الحب في خلايا قلبه وتطرزين بالوفاء غرة جبينه وهو يصغي إليك يشربه صبوحاً ويتنفس روح العراق غمراً وشاء الرحمن أن تكون النبتة موهبةً وإبداعاًوأن يتكلل بتاج الخلود
أحييك سيدتي وأجل وفائك وحبك لموطنك ونبض دمائك الذي سرى في خلايا إبنك
وجاء دورنا لنقول
نثرت دموعا حرى فوق شاطئك العذب الفرات ونبتة ندية من القلب لإديم دجلة البستان ونبضات تخفق
 لعطر القداح ليتنفسه العراق
 وقد عبق مع مزج الفطرة
 وإنتشر في دوح الحدائق والرواح و المي الخابط يرشق زكى التربة عبقا ليسقي زهورك التي زينت
 الدنيا رازقي وقرنفل شذى وورود النرجس كحلم ليلة صيف تأخذ القلب الى جنة الأحلام وأثمارك نداً
 ورحمة ورواء







 وهب دفئ النسيم آسرا ويخلب لب المشتاق وغيومك هائمة كالقطن الأبلج المندوف تنثر
 طلاً و تزهو مع الأفق ولتبل ريق العطشان وصفت روح السماء تهفهف فرحة بك وبخيرك وتسمو بمجدك
 وتخلد ذكراك
الشرنقة
كل هذا ولكني أريد أن أخرج من شرنقة حبك يا عراق
و أهرب من أسرك وأنجو من قيدك واتحرر من عشقك
فلقد ارهقني حبك وعذبني هجرك
   ولكن ليس لي حبيب سواك
و كيف ذاك فأنت ذائب مع شمعة القلب
متماهي مع خفقة الروح
 متأجج في العروق
متوهجا ليخط سن القلم
بلهفة الورقة ان تضمك بشوق الحروف أن تعانقك
 بأدراج المكتبات التي أقتبست من رائد مكتباتك التي سطرت خلودك وحفظت تاريخك وأخذت من مسلتك
وملحمتك وأبواب جنائنك وبقي آشور بانيبال يزهومختالاً بألواح مكتبته في  متحف برلين رمزا وملحمةجلجامش إسطورة
حيرت عقول الباحثين وأنارت طريق الدارسين ، وجنائن أميديا رونقا شع لتضئ رمال الأولين ويتربع مبدع المسلة والشرائع حمورابي في متحف اللوفر بباريس فوق قمة التاريخ الإنساني




 فشكراً لعالم الآثار الفرنسي مورجان لإكتشافه المسلة المذهلة ونقلها الى إشعاع اللوفر وتقديراًً
 لرواد الحضارة الذي حفظوا لنا مجدنا فهم جديرون بها ونحن لانستحقها فالجنائن مكثت في أرضنا وجعلناها أطلال
قل لي إخبرني
كيف أمسح دمعك حتى اكفكف دمعي وأربت ع أحزانك لتهدأ شجوني وأجلو معدنك ليبرق معدن ابنائك كما الدهر الذي إحتضن إبداعهم عاليا بين الأمم
 كيف ذلك
هل أستطيع أن أختاربين أيام سعدك وعذابك
وأرسو على شراع هواك وألوذ بسعوف مناك وأطير لكي أتنسم بهاك وأنتظر يوم نداك وألوذ بك منك ليجلو عصفك بغرة تاجك الوضاء
العاصفة
وتذكرت يوما لاينسى
عصف الريح قاسيا يشبه الأيام التي يتعكرصفاها في حالة خصام تثور في وجوهنا وتسخر من آمالنا وتتركنا
 نواجه أقدارنا لا ترحمنا ولا تأسو لجروحنا فنلوذ بحماك
أطللت ع شاطئك يوما لإرى عتو الريح يقلب أمواجك وأهتزت أركان الجسر العتيق وكادت أن تنقلب من شدة عصفك وغمرت مياهك أحجار القصور وتلفتت أبحث عن طيورك تخفق لتنشر أجنحتها نسمات الأمان هل إختبأت في ثنايا جسرك ام هاجرت حتى تترقب ربيعك بزهو شموسك وقواربك تجدف عتو ضرباتك وأصطفت على الضفة تتجنب غضبك
وطويت شباك الصيد تنتظر صفوك وتدثر ربان القارب وشاحاً عارفاً بإن غضبك دقائق ستحلو بعدها
أمواجك ،هذا أنت يا عمري كأبنائك طيبي القلب تزبد وتفور ومن ثم يسربلك الهدوء تصفو وتمنح تعطي وتبذل ، يتدفق الخير من بين يديك سيلاًًوالكرم مدراراً،كأن نفحة من قطراتك تنعش قلوبهم وتهدأ نفوسهم




 وألتفت لأغلق النافذة فنظرت الى الطريق بعجب
  صديقتي تسير تحاول ان تصد الهبوب لكي تصل إلينا أسرعت فتحت لها الباب كانت في لحظة حزن
إحتضنتها وحاولت أن أشاركها لتهدأ مخاوفها
فستان الخطوبة
جلسنا
نتبادل حديث القلب ونبض الوجدان فحكت لي عن أغرب رؤيا لمنام هذه الرؤيا التي غيرت حياتها من حال
الى حال كانت تجرب فستان خطوبتها وتسير حاملة في يدها ورودا وفي كل خطوة يتمزق جزء من الفستان
ويقع عالأرض وضمة الورود سقطت من يدها فوق ورود أزهار الفستان
أستمع مذهولة أحاول بكل طريقة أن افسر لها بإنها أضغاث أحلام وكيف أُُقنع من رأت مثل هذه الرؤيا بإنها
أضغاث أحلام كيف أفسرلها بإنه كابوس وسينتهي ومر في منام ؟ولكنها في إصرار بإنه حقيقة وليست رؤويا منام
ذبول الربيع
 وفعلا لم تكن روؤيا منام فالخطوبة لم تكتمل جفت الغصون ومن ثم لم ترتدي فستان العروس وتحمل بيدها الزهور لم تهنأ  بفرحة العمر  وأحلام الصبا والشباب ،إحتضنها الثرى فهو أحن عليها من غدر الزمان
مرت لحظات
نسينا العاصفة فنحن في عاصفة أعتى منها فرب العاصفة أرحم ع عباده من غدر الإنسان
ظلم ذو القربى حكم عليها وعلى عريسها بالفراق
ولم يكونوا يعرفون بإن ظلمهم مع غدر الزمن خطف إبنتهم ليس في موعد ولكنه فراق





ذبلت الزهرة قبل أن تنشر أريجها الفواح
وكان وداعها شموعاً وزغاريداً فجر الحضور والمكان بالبكاء
إنه غرور الإنسان لو قرأ ما يخبئه القدر لما حكم بالفراق
فترة صمت وسكون
هدأت العاصفة وإنتقل هدوئها إلينا ورأينا نهرك يموج يقاتل و يجري سراعاً لماذا ؟
 وفي لحظات من العمر كنت اتأمل النيل خفقات أمواجه هادئة نسائمه هفهافةً أشعر بإنه يمنحني الحنية والأمل ويفسح لي مجالاً لأفكر و أتمعن  ، فالنيل كحلاوة الفرات ،عذباً يسير الهوينا واثقا هادئاً جليلاً يتسلل ليسقى المحروسة والفرات حالماً ليلتقي بك بعنفوانك وخضاب خفقك
رأيت أن أغير الحديث
تسائلنا ترى ؟لماذا دجلة يجري دائما سُراعاً
هل يُسرع ليمنح غرينه أديم تربته تفور خصباً وتضج خيراً وتلبي رفة العشاق
أم هو بشوق بلهفة ليلتقي بدفئ الفرات في إلهام قرنة اللقاء ؟
ويخشى يوما أن يحكم عليهما بالفراق
وهل يعرف الرافدان بإنه سُيحكم عليهما بالفراق
ونحن كيف ؟
أستقرت نفوسنا كما قواربك أخذت تجدف في يمك وبخبرة الربان إستقرت الشباك لتغرف من نَسِيك* وسرى
شجن الناي نغمات من روح ملاذك ليشق الفرح غلاف الحزن ليبدد الخوف ، يبدد
الهواجس والظنون ، وعنفوان الشباب طمر الخوف وأحيا الأمل وأنبثقت روح التمرد على واقع صعب ليحيله
الى أمنية في جنة وارفة الضلال



ولكن
رمق الأحبة بهت طمرته الأنانية وحب الذات
ذوى الغصن اليانع وماتت الأحلام لفتها زهور الفستان
إخبرني
 كيف أخرج من هذه الشرنقة
التي طوتني مع شباك صيدك وأذابتني بموج نهرك وعبيرغرينك ودفئ قواربك تخطوبالعزة وتأتي بالرزق
 الوفير والخير العميم
وقد
غلفتني عمرا وأحاطتني سنينا وغمرتني حنينا وهي سبب وجودي وعز كرامتي وسر حبي وهواي  وماذا
بعدك أنشد في هذه الحياة ينكسر القلم ويجف المداد
تنكفئ المحبرة ويسيل منها سر الحياة وتذبل الموهبة وتشحب الكلمات وتيأس كل الأوراق
عشت عمراً أجرب أن أنساك عشت حياةً اود فيها أن أسلاك
ولكن مثلك لاينسى وكيف ينسى من سكن عش الروح و الجنى وسرى مع الدم وإستقر في الفؤاد
 ولي معك عتاب
كيف إنطفأ الحنين عند الأمم
وبقي الحنين معنا نبضاً في المهج
أحنين نهرك أعمق وعبير تربتك يعبق
وكيف يخفت روح الحنين وتنطفئ لجة المشتاق
وهل مثلك من يبهت الوله الى ضفافه
ويُخدر شعور أبنائه ولم يعد كما كان




وليس كما قالوا لم يعد الحنين كما كان**
فجرير يقول إن الحبيب يزار لا يترك بعيدا محتاراًيتسمع الأخبارفمتى تأذن لنا يا أيها الغدير ان نزورك ومن غيرك جدير بأن يزار
* نَِسيك :نسيكة وهي سبيكة من الفضة الخالصة
** سيمون سينيوريه الفنانة الفرنسية التي كتبت مذكراتها قبل رحيلها لم يعد الحنين كما كان

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

افطار جامع الحسين




إفطار  جامع الحسين رض في القاهرة  لميسون عوني

إجتمع شمل الأحبة صفت النفوس وعمرت القلوب  وغمرتها الفرحة محاولين ان نتغلب عن الخوض في
 مشاكل بلادنا ببارقة أمل أن
 نرى أياما أحسن من التي مضت، إجتمعنا ع مائدة الإفطار في الساحة الخارجية لجامع الحسين في أرض
 الكنانة ، وقد هفت نسمات
الخشوع تغلف إبداع التلاوة ،وترتيل الرحمن ينعش نفوسنا وعذوبة البيان تسري في دمانا ،وسهونا عن صيامنا وإرتجفت قلوبنا وقد سكنا وسكن الكون كله يستمع الى نغمات السماء بصوت من السماء إنساب
 رقيقا عفيا  ،ملك العقول قبل حشاشة القلوب وإنتثرت المصابيح لتمنح الصائمين
فرحا منعشا واشتعلت شموع النذور واشتعل معها نبض العروق وحنين الروح الى سليل الرحمة إبن عليا
 والزهراء حفيد الرسالة تحنو عليها شجرة آل هاشم
 وتسربل المكان بنور النبوةوخشعت القلوب لذكر الأمين
وأنطلق آذان الرحمن رخيما هادئا صافيا ،بدون ضجة ولا صرخة ،وكأن روح بلال قد تملكته ،وصفاء الدعوة قد إنغمر فيه ونظرت
 الى مجلسنا مجلس الأحبة والى الإحتشاد الذي ملأ المكان
وأحسست بالراحة والأمان يعمر قلبي ويتغلغل في حنايا روحي وتملكني الشوق للإمام الأعظم وأخيه
 وصنوه جعفر الصادق وأخذنتي كتب المعرفة إليهما يتشاوران في سجنهما ويتباحثان في أمور دينهم
 ودنياهم وإين نحن منهما الآن ،اين نحن من ثقة العقول بالتدين الحقيقي والإيمان الروحي فالإثنان كانوفي سجن واحد ع قلب واحد ومصير واحد لرفعة الأمة ، عذرا ثقاة العقل والتدين فنحن لم نحفظ الأمانةوأخذتني الذكرى الى الساحة المقابلة لجامع الإمام
  عندما كانت شعلة من الحياة تمتلأ وتفيض بالصائمين وتستعد لإستقبال مراسم السحور الجميلة

2

وقد عبق في الجو أزكى الشواء وأطايب الطعام العراقي السائغ وقد برقت إستكانات الشاي لتبل عروق
 الصائمين
يا وطني
كنت أتمنى  أن أملك قرائح الشعراء لكي أصفك وأدبج قصيدي لكي أعلن حبي ووفائي لك وأن أقول لكل الدنيا بإنك لن تموت وأن مجدك سيعود
 ولكن كيف اصفك أجل الوصف وأفيك حقك من أعماق القلب وقد تخلى عني القلم ولم يسعفني البيان
عاجزة ارتجف من شوق الذكرى وحنين الإيام
 وأفقت وأنا أحكي
لصديقتي عن هذه الأمنية ورايتها ساكته تنظر لي بحزن شديد كانت في بغداد وفي الأعظمية بالذات وتاهت
 فيها ودارت بين جدران الإسمنت الى أن وصلت الى المكان الذي تنشده وهو قريب من ذلك الذي وَصفْته
وسألتها عن الشاطئ في بلكونة الأحلام الذي قضينا فيه أزهى الأيام ونستعد فيه للإمتحان وردت لم أرى
 شاطئنا فقد تحول الى يباب ولمحت دمعة بجهد ردتها ،  يا رب بحق جلالك ساعدني لا
 تخذلني أريد أن أكتب عن ،مرابع وطني وفجر شبابه عنفوان آماله وأحلام مناه ،عن العراقة والحضارة
 التي غلفته وعلاه ،عن المخطوطات والكتب الفريدة التي شعت بسناه ،وعن ابناءوطني بفطرة البساطة
ورونق الثقافة رفرفا في حماه.
 وردتني الى أيام و قد إنغمسنا بالتحضير للإختبار وإذا بالمذياع ينبهنا بسعادة لإجمل نداء وأنتصف ليل
 القاهرة وتعجبت وماذا يهمنا إذا إنتصف ليل القاهرة
 



3

 وصدح صوت أم كلثوم يشدو بإنت عمري وخفقة المجاف أخذتني الى قارب النهر يتهادى في أمواج دجلة ومجدافه  يشدوقطرات  كإنه يهمس لها ان ضميني
فليس كمثلك دفئا وغمرا  وليس كموجك دفقا وحبا ،وليس كضفافك أملا وسكنا، ضميني فإن الفراق وشيك
والهجران أكيد
لا تأمني الزمن فهو بالغدر عنيف ولن تشفع لك أمواج الشاطئ الشفيف وقد جف ماؤه فهو حزين ،كحزننا
وليس له من أنيس
وطني
لاتنتظر مني الرثاء فمجدك باق وتاريخك بين الخافقين مضاءوهي لمحة من الزمن وستعود كما أملنا فيك
 عزة وبهاء
واقول كما قال الدكاترة زكي مبارك مخاطبا بغداد
أشهد إنك قد صنعتي بقلبي وعقلي ما عجزت عنه القاهرة وباريس *
شكرا يا بن الكنانة فلقد أعنتني ما عجزت عنه
ا*الدكاترة زكي مبارك ولد في 1892 وتوفي في 1952
يقولون ليلى في العراق مريضة فاقبلت من مصر أعودها
فوالله ما أدري إذ أنا جئتها أبرئها من دائها أم أزيدها
عاش في العراق من من 1937 الى   1938
سنة واحدة وأحبها كل هذا الحب
وكتب في مجلة الرسالة مقالات ليلى في العراق مريضة ويا ليتني كنت الطبيب المداويا

الخميس، 20 سبتمبر 2012

الحرب المنسية في20-9-2012



1.         الحرب المنسية   
أصبح دم الشهداء ذكرى ، وأرواحهم  خيالا ، وأسمائهم في طي النسيان عذابا  ،طمست معالمهم ، وأخفيت أسمائهم  ودفن
رفاتهم الطاهر بدون زغرودة فخر ، ولا آهات ألم، ولا دموع  أحزان ،دفنوا على مذبح الوطن ، وأستشهدوا فداءا للشرف
وسفكت دمائهم ليتوضأ بها تراب الآوطان .ويتعمد بها عزة للفداء .
أرادت أطماع السياسة وأنانية الحكم والإنفراد بالنصر أن تجعلهم في طي النسيان ،وقد أنكروا دماء التضحيات  ، وحياة
 الأبناء ،  وإستمات العدو والمرتزقة من أبناء الوطن أن  لاتذكرهم بلادهم وإن ذكرتهم فعلى إستحياء ، وبذل العدو
 المستحيل لكي يميت الأمل في نفوس المحاربين ، وبأنه القوة التي لاتقهر،وبذل الجيش المصري الغالي والنفيس لإحياء الأمل و ليحرروا
 أرضهم ويرفعوا علم بلادهم ، وطيلة ثلاثة سنوات شهدت هذه الحرب المستحيلة؟؟؟ أهوالا من الصبر والتضحيات ووضع العدو كل
إمكانياته ليحقق مزيدا من إحتلال الأرض ،ووضعت مصر خطة بعد الهزيمة للتحريروكانت كما يلي :-****
1- مرحلة الصمود من 1967 الى أغسطس 1968 2- مرحلة الدفاع من 1968 الى 1969 3-الإستنزاف إلى 1970وكان الهدف تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر ،تمهيدا للمعركة الفاصلة.
 ففي 1-يوليو -1967 تقدمت مدرعات العدو صوب مدينة بور فؤاد لتحتلها ، فتصدت لها قوة من الصاعقة المصرية وردتها على أعقابها وكبدتها خسائر جسيمة بما يعرف بمعركة رأس العش ، ثم إشتد أوار المعركة وشعرت إسرائيل ببوادر الصمود ، وكانت معارك القوات الجوية في 14 و15 يوليو ،ومعركة المدفعية شرق الإسماعيلية في 20 – سبتمبر1967 التي خلفت قتلى وجرحى مما دفع إسرائيل لكي تطلب عون الأمم المتحدة لإنتشال قتلاها وجرحاها، وجاء إغراق المدمرة إيلات  في 21- إكتوبر -1967 لتخلف 250 قتيل إسرائيلي، ليثير جنون العدو ويحبط خططه ،وليشد أزر  القوات المسلحة ويمنحها مزيدا من  الثقة والأمل .
وقد بذلت مصر وإسرائيل بإستماتة لكي يحقق كل منهما أهدافه ، فكثفت مصر من نيرانها المدفعية  وعبور فدائيها الى
الضفة الشرقية ، وتصويب القناصة #،  مستهدفة جنود العدو مما أطار عقل إسرائيل فبدأت بضرب الأهداف المدنية
فأستشهد العشرات وبالأخص ضرب مدرسة بحر البقر وتناثرت الجثث البريئة ، وكان هدف إسرائيل خلخلة الجبهة الداخلية
لتتخلى عن قيادتها السياسية ويحقق العدو أهدافه ، وجاء العكس فإذا بالناس يقفون وقفة رجل واحد وكان تشييع القائد عبد المنعم رياض الذي إستشهد على خط الجبهة أكبر مضاهرة تأييد لعبد الناصر،فألتف الناس حوله بمشهد لاينسى (شد حيلك ياريس)

2.       


  وكانت خسارة مصر لعبد المنعم رياض كبيرة ،ولكن باءت كل خطط إسرائيل بالفشل، وكان كفاح قوات الدفاع *****الجوي
 وإسناده للجيش المقاتل على خط الجبهة أكبر الأثر على إستعادة مصر المبادرة على جبهة القتال وكان دفع حائط
الصواريخ الى خط الجبهة أكبر إنتصار حققته مصر وبه سيطرت القوات المصرية على خطوط الجبهة بأكملها وعرفت
إسرائيل بأن إكذوبة جيشها الذي لايقهر أصبح وهما ،وإن نصرها أصبح ماضيا ،فأستنجدت بالولايات المتحدة    بأن تسعى
 لوقف إطلاق النار ،والتي أيقنت بدورها ، إن موقف إسرائيل قد تغير وكذلك أرادت مصر إعادة حساباتها من جديد ، فقبل الطرفان (مبادرة روجرز)  وقامت قيامة 
 العالم العربي فصبرت مصر على الإتهامات والشتائم التي إنهالت عليها من كل حدب وصوب ،وكان الشعب العربي مندفعا
بحماس ،ولكن أرادها البعض فرصة للتشكيك بالقيادة المصرية ، غافلين بأن مصر تمر بأخطر مرحلة في تاريخها ، وإن
 بشائر النصر أصبحت قريبة ،وإنها بأمس الحاجة لمساندة الأشقاء ،وإن إسرائيل بأضعف موقف وطيلة خمسة أشهر سابقة كانت تتوسل لإيقاف القتال ومصر ترفض وعرفت الولايات المتحدة بأن إيقاف القتال لايمر بدون ثمن ،وكانت  كل الإستعدادات جارية ، لإنسحاب كامل من كل الأراضي المحتلة ،بعد أن بذلت إسرائيل المستحيل مع مصر أن تنسحب من سيناء فقط ، ولكن القائد الشريف وابن العروبة البار رفض كل هذه العروض قائلا لكل المبعوثين والوسطاء الأرض العربية++ كلها ،   وإحتجت إسرائيل بإن مصر لاتحترم وقف إطلاق النار
  وبالفعل حاولت مصر بكل طريقة *0
مدها لساعات لتستكمل آخر الخطوات ، وتحججت بأنها لم تستطع ان تصل الى قسم من قواتها بقيادة الفريق سعد الدين
الشاذلي** ليتحقق
 وقف إطلاق النار .وكان ذلك في 8 أغسطس    1970 وبذلك طويت  صفحات اشرف معركة وكانت أكبر تدريب للدخول
للمعركة الكبرى ولم يكن يوم 6 اكتوبر1973 أول عبور فكان قبلها مئات العمليات التي عبرت فيها وحدات من الجيش الى الضفة الشرقية المحتلة وكان اشهرها هو الحصول على الصواريخ الأمريكية التي أعطيت الى الإتحاد السوفياتي لتحليلها، ثم كانت إرادة الله التي لاتعلوها إرادة أن يودع جمال عبد الناصر*- الحياة بعد أن شهد قواته وقد إسترجعت هيبتها وملكت زمامها وهي تستعد ليوم التحرير.
(يا قائد الجيش الشهيد ، أمضه شوق فزار جنوده الشهداء|\\ )


3.       


  ؟؟؟ تسمية الولايات المتحدة لهذه الحرب
****كتاب اليوم السابع لمحمود عوض وسمى كتابه اليوم السابع  لإعتبار حرب الإستنزاف هي إمتداد لحرب الأيام الستة فكانت اليوم السابع ،وصدرت على أثر الكتاب جريدة بمصر بنفس العنوان،تخليدا للكاتب محمود عوض الذي صدر كتابه
بعد أن غادر الحياة.
 وكانت قبلها مئات من الكتب والمقالات التي خلدت تلك المعركة وأولها كتاب الطريق الى رمضان لمحمد حسنين هيكل والذي صدر في فترة حكم السادات ، وبحوث إبراهيم شكيب مؤرخ الجيش المصري وسيل من المقالات في الصحف المصرية والعربية ،وعشرات التحقيقات  التي ظهرت في ندوات تلفزيونية ، لإن الحقيقة لابد أن تظهر وتضحيات أبناء البلاد  وإخلاصهم لابد أن تخلد .
#  تصويب القناصة الي اقلق مضجع إسرائيل وأحالت حياتهم الى جحيم(ومن المفارقات  إن الذي أطلق الطلقة الأولى التي أصابت  السادات في مقتل وقد أطلقها من بعيد وهو واقف في جرار المدفع وأصاب الهدف  هو  جاويش في القوات المسلحة إسمه(حسين عباس علي ) مختص بالتدريب على الأسلحة النارية، وكان قد حصل على بطولة الجيش للرماية لسبع سنوات متتالية (محمد حسنين هيكل في كتابه خريف الغضب )
***** حاول المستفيدون إطماس نضال قوات الدفاع الجوي التي بذلت المستحيل لمساندة القوات المسلحة ،وذلك لإبراز الضربة الجوية فقط .
*0 ولهذه ايضا قصة مجيدة سوف تخلد للقوات المسلحة وقوات الدفاع الجوي، (وعلى حد تعبير إسحاق رابين من موقعه كسفير لإسرائيل في واشنطن وقد شهد كل المحاورات والمحاولات ، لو إن المصريين رفضوا وقف إطلاق النار فإن طائراتنا ستكون عاجزة ومشلولة أمام شبكتهم الصاروخية التي زحفت أماما في إتجاه القناة)وقد تم بتفوق تدمير 8 طائرات مقاتلة من طراز فانتوم وسكاي هوك وبعدها بثلاثة ايام دمروا 2 طائرة من احدث ما أخذته إسرائيل من الولايات المتحدةوفقط تم إسقاط 15 طائرة خلال إسبوع واحد سمي  إسبوع تساقط الطائرات وبهذا يكون قد أطفأ ولو بصيصا من النار التي تأججت في صدور المقاتلين الأبرارلأخذ الثأر لبلادهم .
++ وكان أبرز الوسطاء الشاعر الفلسطيني الأشهر إبراهيم طوقان الذي أرسله موشي دايان الى عبد الناصر عارضا الإنسحاب من سيناء فقط وكان رد عبد الناصر كل الأراضي العربية المحتلة .
**لم يكن الشاذلي برتبة الفريق في ذلك الوقت  ،وكان مع قواته بالتدريب الشاق مستنزفين العدو بكل ما أوتو من قوة
الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري|||
*وكان ذلك في 28-9-