الخميس، 15 نوفمبر 2012

الى الكاتب المبدع عبد الرحمن منيف



أهديها الى روح الكاتب المبدع عبد الرحمن منيف
نثرت دموعا حرى فوق شاطئك لميسون عوني في 1-11-2012
الى نورا أمي التي أرضعتني مع الحليب حب العراق (عبد الرحمن منيف في كتابه أرض السواد)
الأم
فإذا كان المبدع عبد الرحمن منيف سعودي الأب حمل كل هذا الحب من جينات أمه العراقية وغمر حليبها النقي إبنها الموهوب ليكتب عن العراق وحب العراق كما قرأنا
أتمثلك سيدتي وإنت تغرسين عقود الحب في خلايا قلبه وتطرزين بالوفاء غرة جبينه وهو يصغي إليك يشربه صبوحاً ويتنفس روح العراق غمراً وشاء الرحمن أن تكون النبتة موهبةً وإبداعاًوأن يتكلل بتاج الخلود
أحييك سيدتي وأجل وفائك وحبك لموطنك ونبض دمائك الذي سرى في خلايا إبنك
وجاء دورنا لنقول
نثرت دموعا حرى فوق شاطئك العذب الفرات ونبتة ندية من القلب لإديم دجلة البستان ونبضات تخفق
 لعطر القداح ليتنفسه العراق
 وقد عبق مع مزج الفطرة
 وإنتشر في دوح الحدائق والرواح و المي الخابط يرشق زكى التربة عبقا ليسقي زهورك التي زينت
 الدنيا رازقي وقرنفل شذى وورود النرجس كحلم ليلة صيف تأخذ القلب الى جنة الأحلام وأثمارك نداً
 ورحمة ورواء







 وهب دفئ النسيم آسرا ويخلب لب المشتاق وغيومك هائمة كالقطن الأبلج المندوف تنثر
 طلاً و تزهو مع الأفق ولتبل ريق العطشان وصفت روح السماء تهفهف فرحة بك وبخيرك وتسمو بمجدك
 وتخلد ذكراك
الشرنقة
كل هذا ولكني أريد أن أخرج من شرنقة حبك يا عراق
و أهرب من أسرك وأنجو من قيدك واتحرر من عشقك
فلقد ارهقني حبك وعذبني هجرك
   ولكن ليس لي حبيب سواك
و كيف ذاك فأنت ذائب مع شمعة القلب
متماهي مع خفقة الروح
 متأجج في العروق
متوهجا ليخط سن القلم
بلهفة الورقة ان تضمك بشوق الحروف أن تعانقك
 بأدراج المكتبات التي أقتبست من رائد مكتباتك التي سطرت خلودك وحفظت تاريخك وأخذت من مسلتك
وملحمتك وأبواب جنائنك وبقي آشور بانيبال يزهومختالاً بألواح مكتبته في  متحف برلين رمزا وملحمةجلجامش إسطورة
حيرت عقول الباحثين وأنارت طريق الدارسين ، وجنائن أميديا رونقا شع لتضئ رمال الأولين ويتربع مبدع المسلة والشرائع حمورابي في متحف اللوفر بباريس فوق قمة التاريخ الإنساني




 فشكراً لعالم الآثار الفرنسي مورجان لإكتشافه المسلة المذهلة ونقلها الى إشعاع اللوفر وتقديراًً
 لرواد الحضارة الذي حفظوا لنا مجدنا فهم جديرون بها ونحن لانستحقها فالجنائن مكثت في أرضنا وجعلناها أطلال
قل لي إخبرني
كيف أمسح دمعك حتى اكفكف دمعي وأربت ع أحزانك لتهدأ شجوني وأجلو معدنك ليبرق معدن ابنائك كما الدهر الذي إحتضن إبداعهم عاليا بين الأمم
 كيف ذلك
هل أستطيع أن أختاربين أيام سعدك وعذابك
وأرسو على شراع هواك وألوذ بسعوف مناك وأطير لكي أتنسم بهاك وأنتظر يوم نداك وألوذ بك منك ليجلو عصفك بغرة تاجك الوضاء
العاصفة
وتذكرت يوما لاينسى
عصف الريح قاسيا يشبه الأيام التي يتعكرصفاها في حالة خصام تثور في وجوهنا وتسخر من آمالنا وتتركنا
 نواجه أقدارنا لا ترحمنا ولا تأسو لجروحنا فنلوذ بحماك
أطللت ع شاطئك يوما لإرى عتو الريح يقلب أمواجك وأهتزت أركان الجسر العتيق وكادت أن تنقلب من شدة عصفك وغمرت مياهك أحجار القصور وتلفتت أبحث عن طيورك تخفق لتنشر أجنحتها نسمات الأمان هل إختبأت في ثنايا جسرك ام هاجرت حتى تترقب ربيعك بزهو شموسك وقواربك تجدف عتو ضرباتك وأصطفت على الضفة تتجنب غضبك
وطويت شباك الصيد تنتظر صفوك وتدثر ربان القارب وشاحاً عارفاً بإن غضبك دقائق ستحلو بعدها
أمواجك ،هذا أنت يا عمري كأبنائك طيبي القلب تزبد وتفور ومن ثم يسربلك الهدوء تصفو وتمنح تعطي وتبذل ، يتدفق الخير من بين يديك سيلاًًوالكرم مدراراً،كأن نفحة من قطراتك تنعش قلوبهم وتهدأ نفوسهم




 وألتفت لأغلق النافذة فنظرت الى الطريق بعجب
  صديقتي تسير تحاول ان تصد الهبوب لكي تصل إلينا أسرعت فتحت لها الباب كانت في لحظة حزن
إحتضنتها وحاولت أن أشاركها لتهدأ مخاوفها
فستان الخطوبة
جلسنا
نتبادل حديث القلب ونبض الوجدان فحكت لي عن أغرب رؤيا لمنام هذه الرؤيا التي غيرت حياتها من حال
الى حال كانت تجرب فستان خطوبتها وتسير حاملة في يدها ورودا وفي كل خطوة يتمزق جزء من الفستان
ويقع عالأرض وضمة الورود سقطت من يدها فوق ورود أزهار الفستان
أستمع مذهولة أحاول بكل طريقة أن افسر لها بإنها أضغاث أحلام وكيف أُُقنع من رأت مثل هذه الرؤيا بإنها
أضغاث أحلام كيف أفسرلها بإنه كابوس وسينتهي ومر في منام ؟ولكنها في إصرار بإنه حقيقة وليست رؤويا منام
ذبول الربيع
 وفعلا لم تكن روؤيا منام فالخطوبة لم تكتمل جفت الغصون ومن ثم لم ترتدي فستان العروس وتحمل بيدها الزهور لم تهنأ  بفرحة العمر  وأحلام الصبا والشباب ،إحتضنها الثرى فهو أحن عليها من غدر الزمان
مرت لحظات
نسينا العاصفة فنحن في عاصفة أعتى منها فرب العاصفة أرحم ع عباده من غدر الإنسان
ظلم ذو القربى حكم عليها وعلى عريسها بالفراق
ولم يكونوا يعرفون بإن ظلمهم مع غدر الزمن خطف إبنتهم ليس في موعد ولكنه فراق





ذبلت الزهرة قبل أن تنشر أريجها الفواح
وكان وداعها شموعاً وزغاريداً فجر الحضور والمكان بالبكاء
إنه غرور الإنسان لو قرأ ما يخبئه القدر لما حكم بالفراق
فترة صمت وسكون
هدأت العاصفة وإنتقل هدوئها إلينا ورأينا نهرك يموج يقاتل و يجري سراعاً لماذا ؟
 وفي لحظات من العمر كنت اتأمل النيل خفقات أمواجه هادئة نسائمه هفهافةً أشعر بإنه يمنحني الحنية والأمل ويفسح لي مجالاً لأفكر و أتمعن  ، فالنيل كحلاوة الفرات ،عذباً يسير الهوينا واثقا هادئاً جليلاً يتسلل ليسقى المحروسة والفرات حالماً ليلتقي بك بعنفوانك وخضاب خفقك
رأيت أن أغير الحديث
تسائلنا ترى ؟لماذا دجلة يجري دائما سُراعاً
هل يُسرع ليمنح غرينه أديم تربته تفور خصباً وتضج خيراً وتلبي رفة العشاق
أم هو بشوق بلهفة ليلتقي بدفئ الفرات في إلهام قرنة اللقاء ؟
ويخشى يوما أن يحكم عليهما بالفراق
وهل يعرف الرافدان بإنه سُيحكم عليهما بالفراق
ونحن كيف ؟
أستقرت نفوسنا كما قواربك أخذت تجدف في يمك وبخبرة الربان إستقرت الشباك لتغرف من نَسِيك* وسرى
شجن الناي نغمات من روح ملاذك ليشق الفرح غلاف الحزن ليبدد الخوف ، يبدد
الهواجس والظنون ، وعنفوان الشباب طمر الخوف وأحيا الأمل وأنبثقت روح التمرد على واقع صعب ليحيله
الى أمنية في جنة وارفة الضلال



ولكن
رمق الأحبة بهت طمرته الأنانية وحب الذات
ذوى الغصن اليانع وماتت الأحلام لفتها زهور الفستان
إخبرني
 كيف أخرج من هذه الشرنقة
التي طوتني مع شباك صيدك وأذابتني بموج نهرك وعبيرغرينك ودفئ قواربك تخطوبالعزة وتأتي بالرزق
 الوفير والخير العميم
وقد
غلفتني عمرا وأحاطتني سنينا وغمرتني حنينا وهي سبب وجودي وعز كرامتي وسر حبي وهواي  وماذا
بعدك أنشد في هذه الحياة ينكسر القلم ويجف المداد
تنكفئ المحبرة ويسيل منها سر الحياة وتذبل الموهبة وتشحب الكلمات وتيأس كل الأوراق
عشت عمراً أجرب أن أنساك عشت حياةً اود فيها أن أسلاك
ولكن مثلك لاينسى وكيف ينسى من سكن عش الروح و الجنى وسرى مع الدم وإستقر في الفؤاد
 ولي معك عتاب
كيف إنطفأ الحنين عند الأمم
وبقي الحنين معنا نبضاً في المهج
أحنين نهرك أعمق وعبير تربتك يعبق
وكيف يخفت روح الحنين وتنطفئ لجة المشتاق
وهل مثلك من يبهت الوله الى ضفافه
ويُخدر شعور أبنائه ولم يعد كما كان




وليس كما قالوا لم يعد الحنين كما كان**
فجرير يقول إن الحبيب يزار لا يترك بعيدا محتاراًيتسمع الأخبارفمتى تأذن لنا يا أيها الغدير ان نزورك ومن غيرك جدير بأن يزار
* نَِسيك :نسيكة وهي سبيكة من الفضة الخالصة
** سيمون سينيوريه الفنانة الفرنسية التي كتبت مذكراتها قبل رحيلها لم يعد الحنين كما كان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق