الثلاثاء، 3 مارس 2015

الإخوان المسلمون/ الفصل الأول


الإخوان المسلمون لميسون عوني في 1-1-2013


المقدمة

بعدإنهيارالخلافةالعثمانية التي حكمت العالمين العربي والإسلامي لقرون طويلة وفي خضم رفض بلادنا العربية للإحتلال البريطاني وصنوه الفرنسي ظل حلم الخلافة يراود مخيلة البعض لشعورهم الديني بإن حكم الإسلام قد إنتهى،وكان هذا حافزاً لضهور تجمعات وإتجاهات تنادي بعودة الخلافة لرفضها إحتلال بلادها وسيطرة الأجانب على مقدراتها وكان لجشع المستعمرين وإستغلالهم وتسلطهم ومساندة فئة من أبناء الوطن لهم والتحالف معهم وتظافر كلا الطرفين لكي يمتصوا خير البلاد ويستنزفوا ثرواتها ،مع ضعف الوعي الثقافي مع المستوى الإقتصادي المتدني وكان ولا يزال يتلخص في المقولة العتيدة الجهل والفقر والمرض التي ترجمت حال أمة إقرا والقلم وما يسطرون ، الأمة التي تنفست القهر والضيم ونامت على حلم الخلاص فكان التمسك بخيط الأمل الذي إستغله بعض من الحالمين  الى الهيمنة والسلطة خير إستغلال شاهرين سلاح الدين بوجه من يعارضهم ،وكانت جماعة الإخوان المسلمين هي التنظيم الأشهر الذي ظهر في اوائل العشرينيات من القرن العشرين ليترجم جزءاً مهما من الصراع بين الإخوان والقوى الوطنية الإخرى ولتتحول الشعارات التي تهدف الى وحدة الوطن الى شعار الإسلام هو الحل ونتيجة لجاذبية الدين وإستقراره في نفوس الناس أصبح لهذا الشعار أهمية إستغلها الإخوان بجدارة وسنلاحظ من تتبع الأحداث التي مرت على أوطاننا ،خط مسيرتهم وأهدافهم التي تعلن تارة وتخفى تارة أخرى يعارضون مرة ويتحالفون مرات وفق ما يروه لتعزيز مكانة التنظيم الذي قدسوه فكان ولا يزال قد إرتبط بأذهانهم بأنهم الإسلام وليسوا جماعة من الإسلام كما يحلل المراقبون والمختصون وهم لا ينكرون بأن جماعة الإخوان المسلمين هي الدين وهي الإسلام وهنا مكمن الخطر حين يعتقد البشري بإنه إلهي
فهل هذا هو حلم أم كابوس ؟
سنرى ذلك والله الموفق  
ميسون عوني  في    1-1-2013

 الدين
تلك الفطرة الربانية التي زرعها العلي القدير في النفس البشرية وجرت في عروقها ببساطة ويسر وإيمان،وتم إستخدامها لإغراض وأهداف لاتخدم الدين ،بل فرقتهم وأصبحوا أسرى ،للتخلف والجهل والمزايدات

جماعة الإخوان المسلمين
حسن البنا 1906 –1949
المرشد الأول من 1928 الى 1949 (البّناء)

الفصل الأول

تضافرت آراء أكثر العلماء الناضرين في التاريخ الطبيعي للإديان على إن الإستبداد السياسي متولد من الإستبداد الديني والبعض يقول إن لم يكن هناك توليد فهما أخوان أبوهما التغلب وأمهما الرياسة (طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد لعبد الرحمن الكواكبي)

تأسيس الجماعة

تأسست جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 ومؤسسها هو حسن البنا وهو من قرية المحمودية  محافظة البحيرةوأبوه يشتغل بتصليح الساعات،ثم درس في دار العلوم في القاهرة ،

المقاهي

وإنتقلت أسرته معه وصارت له علاقات مع مجموعات من الناس ويذهب الى المقاهي* لإرشادهم تعتبرالمقاهي هي أساس بداية نشاط البنا،عين مدرسا في مدينة الإسماعيلية وباشر في تعليم مبادئ الدين ونشر تعاليم الإسلام من صوم وصلاة وقراءة القرآن والإلتزام بالأخلاق ونشر القيم الحميدة في المجتمع ومما ساعد على نشر دعوته تغلغل النفوذ الأجنبي، وسيطرة بريطانيا ،على عصب الحياة في مصر مما دفع الناس الى اللجوء الى تنظيم إعتقدوا بإنه يناهض هذه السيطرة ويعاديها بالإضافة الى الفقر وإختلاف مستويات المعيشة من الغنى الفاحش الى الفقر المدقع ،ثم نقل مدرسا  الى القاهرة ،وكانت هذه هي اللبنة الأساسية لإنتشارالدعوة ولقد نجح حسن البنا بما له من جاذبية شخصية ومن شعاره القرآن دستورنا والنبي قائدنا بالتأثير على مجموعة من مختلف طبقات الشعب
وبدأت الدعوة
تنتشر ويصبح لها أنصار وكان يرتاد المقاهي ويخطب في الناس فيهاولم يعرف عن البنا اية إجتهادات فقهية أو دينية، وله توجيهات ووصايا أخلاقية لخدمة المجتمع سميت (الرسائل) ،كما وذكر في كتابه مذكرات الدعوة والداعية قيامه بتكوين جمعية منع المحرمات وظيفتها كتابة الخطابات الى المخطئين ونهيهم اشد النهي عما 
يفعلونه ويتوعدوهم بالعقاب

نظرة على حياة البنا

 ونستطيع إلقاء نظرة على حياة البنا كماجاء في مذكراته الدعوة والداعية
1-مدرسة الرشاد الدينية (لم يطق فيها صبراً وكان قدحفظ نصف الختمة ووعد والده أن يحفظها في البيت لشدة رغبته الإنتقال الى المدرسة الإعدادية
2-المدرسة الإعدادية
3- الإخوان الحصافية(لقاؤه مع أحمد السكري)
4- داعية في مدرسة
5- النزول الى القاهرة(دار العلوم)
6-الدعوة في المقاهي
7- الإسماعيلية
8-القاهرة مرة أخرى

حسن البنا وتطور الدعوة
حسن البنا وحلم الخلافة

نحن أصحاب رسول الله (ص) حاملي رايته ، المبشرون بدعوته فمن تبعنا فاز بالسبق ومن لم 
يتبعنا ، فاز بالندم، وسيتبعنا

عند إنهيار الخلافة العثمانية في عام 1924 والتي أصابت أغلب المسلمين من البسطاء والعامة بصدمة كبيرة وبقيت خيالاً يتوقون إليه ، وهنا ما المانع أن لا تراود حسن البنا هذه الأمنية العزيزة ومن أن يكون خليفة المسلمين، وعلى الأغلب إنه أزاح عن تفكيره هذا الحلم بعد أن رأى تصارع الملك سعودوالملك فؤاد حول أحقية كلاً منهما في ذلك فركز على إتجاه آخر في نشر تنظيمه

التنظيم ليس في مصر

فأدار حسن البنا عينيه بإن يكون التنظيم ليس في مصر بل في أي بقعة إسلامية أخرى ، وفكر إن اليمن ستكون أرضا خصبة لمشروعه ومن المعروف إن اليمن هي حلم كل المشتغلين بالإسلام السياسي*

*تأسس في العهد العثماني تيارا قويا من المتخذين للدين ستاراً لإطماعهم و يزينون للناس حكم الدولة العثمانية ،فراحوا يختلطون بأفراد الجيش ويدعون لرص صفوفه وآزرتهم الجمعيات الدينية ، ونتج 

عن ذلك تشكيل جمعيات حمل أعضائها إسم (أخ)
وهنا نتسائل هل هو هذا أصل التسمية التي إتخذها الإخوان لتنظيمهم وكما نعرف إن بداية التنظيم كانت في عام1928 إي بعد إنتهاء الخلافة العثمانية فهل تنظيم الإخوان جاء إحياءاً للتراث العثماني (مدونتي /الفصل التاسع من تتبع الدولة العراقية/ الدولة العثمانية)

حلم اليمن في خيال البنا
ويكتب في ذلك المدون محمود عرفات(مصر)

هذه صفحات من تاريخ الإخوان الذي لا نعرفه جيداً ، صفحات سطرت إغتيال حسن البنا لاحقاً و كانت سبباً رئيسياً في إنعدام ثقة النظام الملكي في البنا بعامه الأخير و دافعاً مع عمليات الارهاب التي قام بها الاخوان بمصر الى حل الجماعة بيد النقراشي باشا
 إن اليمن عام 1948 كان نموذجاً على سياسة الإخوان في أي بلد يمتدون له فلهم مشروع دولة ووسائل تطبيق ووصول للحكم لا تلتزم إلا الميكيافيلية السياسية فقط عبر التحالف ثم الانقلاب وقت التمكن من أجل التمكين و حتى الأنظمة التي تماثلهم فكرياً فهم مستعدين للإنقلاب عليها فمشروعهم لا يعرف الشراكة بالحكم بل التمكين فقط
كانت ثورة 1948 اليمنية تستحق لقب الاخوانية بإمتياز لدور الاخوان فيها و دور البنا تحديداً في صناعتها
 إن في اليمن علامتين واحدة لتاريخ الاخوان السياسي الملخص لمنهجية البنا السياسية و علامة إخرى لمنهجية مصر الناصرية بالستينيات لاحقاً و من 1948 الى 1962 أربعة عشر عام و خصم واحد لرجلين ، الامام أحمد وريث الامام يحي ضد البنا و ضد ناصر في صراعين و عهدين و فكرين و مشروعين مختلفين تمام الإختلاف  و متناقضين كلياً بلا إتفاق جمعتهما أرض اليمن السعيد*

*موضوع عبد الناصر واليمن يختلف ،مع حسن البنا واليمن ،وهنا ليس مكانه



إستقرار الدعوة في مصر

.
وأستقرت الدعوة في مصر وإن كان تشجيع السعودية وتأييدها لدعوة الإخوان ولكن بعيداً عن أراضيها حتى لاتنتشر دعوتهم ويبقى المذهب الوهابي هو السائد بدون منازع وتعددت زيارات البنا للسعودية في مواسم الحج  وأنتشرت مؤخراًعلى مواقع اليوتيوب صورة حسن البنا وهويقبل يد الملك عبد العزيز آل سعود وسكت الإخوان عليها مضضاً

وسنأتي لاحقاً على توضيح التحالف السعودي الإخواني بالتفصيل

حلم الخلافة في ذهن وتفكيركلاً من الملك سعود والملك فؤاد
سيطرحلم الخلافة في تفكير الملك سعود والملك فؤاد، ثم الملك فاروق كل منهم يريدها لنفسه وتوضيحاً لهذا الموضوع يذكر يوسف زيدان في كتابه متاهات الوهم ما يلي
(إنهمك الملوك المصريين والسعوديون في الخلاف حول أحقية الملك فؤاد أو الملك سعود بالخلافة وأنقسم (العلماء) في أواخر العشرينات من القرن العشرين بين مناصر لهذا (الملك) أو ذاك ثم ما لبث هؤلاء العلماء في ( النضال) حول أحقية كل منهما بالخلافة المنحلة وعقدت المؤتمرات في القاهرة والرياض وثارت الخلافات وتنازع الناس حتى فشلوا وذهبت ريحهم
ومع صدور كتاب " علي عبد الرازق" الشهير (الإسلام وإصول الحكم) والذي أكد فيه أن الخلافة ليست شرطاً لقيام دولة الإسلام ،هاجت ضد مؤلفه نفوس المعارضين والمغرضين وتعقبوا الرجل حتى جعلوا حياته جحيماً ولكنه في المقابل جعل حلمهم مستحيلاً لأن الأوهام لا تستطيع الصمود طويلا إذا توجهت نحوها أنوار العقل والمنطق
ومع إنتصاف القرن العشرين خرج معظم المسلمين من وهم الخلافة المؤيدة من السماء وأسهمت الحكومات العسكرية التي حكمت معظم البلاد العربية والإسلامية في القضاء على وهم حلم إحياء الخلافة)*
*وحديثاً نذكر تصريح داود اوغلووزير خارجية تركيا ثم رئيساً للوزراء من إن سبب مشاكل العرب هو عبد الناصر وأعتقد إن هذا التصريح يفسرنفسه من حقدهم على من أزال أطماع الخلافة وبنى الدولة الحديثة في مصر وكانت رائدة لكل الدول العربية

البنا كما يراه الإخوان

نشر الموقع الإخواني الإسلام اون لاين عن حسن البنا ما يلي

إن الله قد حباه بصفات شخصية قلما تجتمع لإنسان وقد أهلته لإن يصبح الداعي الأول في القرن العشرين،ومؤسساً وقائداً لإكبر حركة إسلامية وهي الإخوان المسلمين ،وقد ساعدته صفاته الشخصية على تحمل الشدائد والمصاعب فضلاً عن ذاكرة حديدية تحتفظ بالمعلومات والأسماء بطريقة عجيبة ،وسرعة بديهية وسعةأفق وقدرة على التحليل ذا حكمة ودهاء ، وكان زاهداً في العيش مع القدرة على الكسب متواضعاً في غير ذلة ،معتزاً بنفسه وبدعوته،من غير كبر ، يحب إخوانه يألفهم ويألفونه ، وقوة روحية هائلة وإرادة قوية لا يتطرق اليه ضعف،وعزيمة ماضية للدعوة، التي إمتلكها الإمام على غيرها ،و قدمها على راحته وعلى أولاده ،فقد عاش بالدعوة والى الدعوة
(سبحان الله ويقولوا إن الإخوان لا يقدسون البنا)


قاماحد كوادر الجماعة بتأليف تمثيلية إخوانية  قدست البنا وشبهت اتباعه بالملائكة على لسان الحيوانات للدلالة عن عظمة البنا  (وتوالت رسائله وذاعت أخبارها في أرجاء الغابة كان القط السيامي هو الرمز لحسن البنا كان سيامي سريع البديهية سريع التلقي وكان لروحه العالي سيال قاهر ،يؤثر، ولا يتأثر يدفع ،ولا يندفع ، جارف لا يقف دونه، سد او حاجب عقله ميزان ،لا يمل لا يضطرب، يجمع بين الشجاعة والعلم)ص107  من كتاب 
دولة الخلافة الإخوانية لعمرو فاروق

*نشر الدعوة في المقاهي أعلن كمال الهلباوي الإخواني المنشق عن الإخوان إنه بصدد إعادة تراث البنا وتم 
إستئجار 1000 مقهى لهذا الغرض وهؤلاء هم الإخوان لايكلون ولا يملون

كان هذا التصريح لكمال الهلباوي في عهد الإخوان

وتذكر الصحفية مديحة عزت في مجلة روز اليوسف عن حسن البنا ما يلي :
لقدطلب منه في السنة النهائية في دار العلوم أن يكتب كل تلميذ عن الآمال التي تراوده فكتب يقول ( أعتقد إن أفضل الناس هم الذين يحققون سعادتهم بتوفير السعادة للإخرين وبإسداء المشورة لهم ويمكن تحقيق ذلك من خلال الصوفية والحق والتفاني بالعمل الصادق في خدمة الإنسانية والإخلاص في العمل والمثابرة ونكران الذات وهذا عهد بيني وبين ربي)

يذكر الإخواني محمد عبد الحميد أحمد حول حسن البنا ما يلي:-

باني نهضة وقائد جيل ومؤسس امة ولقد سئل( رض)* لم لا تؤلف كتباً تضمنها هذه الأفكار السامية والآراء
العبقريةالتي تبشر بها فرد ما أريد أن اؤلف كتبا اريد أن أؤلف رجالا

*الذي نعرفه إن كلمة (رض)تضفى على الصحابة الأولين لرسول الله(ص)

ويخاطبه المرشد الثالث عمر التلمساني بما يلي:-

أيها الحبيب لقد صاغك  الله  بقدرفجئت على قدر ومنحك الله المدد ففاض من معينك الصافي
أما حسن البنا فيذكر في كتابه الدعوة والداعية عن نفسه ما يلي
كانت النزعة الى الدعوة تتغلب علي فكنت أؤذن الظهر والعصر في مصلى المدرسة وكنت أستأذن المدرس إذا كان وقت العصر يصادف حصة من الحصص لإداء الآذان وكنت أعجب لماذا لاتكون نظم الحصص خاضعة للمواقيت ونحن في مدارس إسلامية ،فكان قسم من الأساتذة يسمح وقسم يرفض فاقول لهم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
ويذكر البنا في موضع آخر من مذكراته

جاءت أيام الإمتحان ورأيت فيما يرى النائم إنني أركب زورقاً لطيفاًمع بعض العلماء الفضلاء يسير بنا الهوينا في نسيم النيل فتقدم أحدهم وسألني أين شرح الألفية لإبن عقيل؟ فقلت ها هو ذا فقال تعال نراجع في بعض المواد وحدد صفحات بعينها وأخذت أراجعها وجاءت الأسئلة في كثير منها فكان ذلك تيسيراً من الله
ثم يذكر
أخذت الدعوة المباركة طريقها الى كليات الجامعة والمدارس العليا وكان فتحا مبيناً كما ذكر الشيخ طنطاوي
ولقد صدق فهذه الجامعة التي كان الناس يرونها مؤسسة لا صلة بها بالإسلام وبهذه الدعوة الكريمة تتطور الى أن تصبح من معاقله
 ويتبادر هنا سؤال حول عقيدة البنا ، هل هي نفسها عقيدة حسن الصباح لإنها فكرة وعقيدة ونظام لا حدود جغرافية له لإنه منهاج رب العالمين

هل الإخوان يعبدون البنا

 اِسمعْ المرشدَ وطِع. خطأُ المرشد أفضلُ من صوابك الشيخ محمد الغزالي
يذكر البنا بإنه قد إنتشرت شائعة قوية بإن الإخوان يعبدونني وكان من نشرها قد سمع أحدهم يقول لي إن الإخوان يحبونك حتى العبادة فقلت إذا كان الحب خالصاً لوجه الله ، نسأل الله أن يزيدنا منه وتطورت الى إن الإخوان يعبدون حسن البنا وهذا ليس صحيحا

كرامات البنا

لقد حاولت جماعة الإخوان إسباغ الكرامات لمرشدها أورد بعضها محمود عبد الحليم عضو الهيئة التأسيسية للجماعة وأحد قياداتها التاريخية  في الجزء الأول من كتابه الإخوان المسلمون –رؤية من الداخل
وليس غريبا إن المرشد نفسه كان المصدر الرئيسي لحكايات متداولة مثل الحية التي نامت الى جواره وعمره ستة أشهر ووقوعه من إرتفاع ثمانية أمتار ونجا من الموت لإنه وقع على ملطم للمونة
ونجاته من الموت المحقق في إنهيار بيت ومن فرس جامح كان على ظهره اما حين كبر فهناك كرامات مثل إخراجه عفريتاً من جسد إمرأة في السويس وفشل أكبر المنومين المغناطيسين في 
عصره في تنويمه

طارق البشري يحلل مسميات الإخوان المسلمين

في كتابه الحركة السياسية في مصر 1945 -1952 للمستشار طارق البشري
إنه ليس من الغريب ان يطلق مسميات مثل القائد الروحي والمعلم الرباني وعن قوة روحية خارقة وهو أمر عادي حسب الثقافة السائده في المجتمع ولكن مكمن الخطر تحولها الى بناء سلطة روحية على الجماعة لاتقوم على الحجية والإقناع بالدرجة الأولى
كانت قيادة الجماعة تطلق حماس رجالها وتشغلهم بالأحاديث والإجتماعات والمواكب والتدريبات وكان يمكنهم إستخدام ذلك في إعداد جماهير صلبة تفيد الحركة الوطنية فكان جهد جماهير الإخوان حيوية مبددةتوجه 
لإهداف غير واضحة

ويؤكد البشري بإنه لم يلحظ في مختلف كتابات الإخوان بأن ثمة واجبات مقابلة يلتزم بها القائد تجاه الأعضاءلو هناك وسائل حددت لممارسة النقد او المراجعة للقائد

كتب حسن البنا في العدد الأول في مجلة النذير بأن الإسلام عبادة وقيادة ، ودين ودولة ،روحانية وعمل صلاة وجهاد ، وطاعة وحكم  ، ومصحف وسيف

وقد علق البشري على هذا قائلاً فحق للجميع أن يتسائلوا فيم سيستعمل السيف والى من سيوجه وما الهدف من وصول الجماعة الى الحكم وخطورة هذا الكلام ليس مجرد رأي أحد الكتاب ولكنه موقف لتنظيم يستطيع أن يمسك بالسيف
او كما ينقل منظر الجماعة في إحدى مراحلها عبد القادر عودة (إن الطاعة صورة من صور العبادة التي
تقرب المسلمين الى ربهم )
  • يذكر مصطفى مشهور المرشد الخامس  ( إن جماعة الإخوان هي جماعة نقية وتمثل دعوة الإسلام دون خطأ أو إنحراف) بإن الإخوان دعوة قبل أن تكون جماعة إنهم دعوة الله وليس دعوة حسن البنا ودعوة الإسلام كما جاء به النبي محمد(ص)بشموله دون أجزائه وبنقائه دون خطأ أو إنحراف


 وفي ندوة بمركز الدراسات الحضارية ونشرمقتطفات منها المفكر الإسلامي فهمي هويدي في كتابه الإسلام والديمقراطية يذكر عن  أراء مصطفى مشهوربأن
التفرقة التي أجراها بين مرحلة الدعوة(الإستضعاف) ومرحلة (التمكين) وهي نموذج الدولة في المجتمع الإسلامي الذي يريدون الوصول إليه
كما يلي:-
فهنا لا ارى محلاً في الواقع الإسلامي لفتح الباب أمام المخالفين للإسلام للدعوة لمبادئهم سواء كانوا من العلمانين او الشيوعيين وهو من قبيل الوقاية التي ينبغي إلتماسها لتأمين المجتمع أو الدفاع عن قيمه الإسلامية
ويذكر الدكتور حسنين توفيق إبراهيم في كتابه النظام السياسي والإخوان المسلمون في مصر تعليقاًعلى هذا هو تلاعب بقيم المجتمع حيث يتم القبول بالتعددية في مرحلة الدعوة وهي مرحلة الإستضعاف ثم رفضها في مرحلة التمكين
يقول الداعية الاسلامي المعروف الشيخ محمد الغزالي قطب الاخوان السابق في كتابه من معالم الحق في كفاحنا الاسلامي

  .ان تاريخ الارهاب الاسلامي في مصر بدأ بالإخوان المسلمين حيث قاموا بتوظيف الدين للوصول الي اهداف سياسية وقد خدع كثير من الشباب بدعوة حسن البنا المتسترة بالدين وبشعارات القرآن ولم يكن حسن البنا رجل دين أو من علماء الدين بل كان من السياسيين المؤمنين بالديكتاتورية وحكم الفرد وهو ضد الوطنية المصرية. ثم يعلن الشيخ محمد الغزالي ،بأن المرشد الهضيبي هو ماسوني


يطرح محمد البازفي كتابه مدافع الإخوان

(فحسن البنا رجل صاحب فكرة دعى إليها الناس فأجتمعوا حوله أخطأ وأصاب ولكن أصحابه يرفضون ذلك ووضعوه في مرتبة القداسة وأحد أصحاب الرسالات السماوية المعصومين من الخطأ)*
*وفي رأيي إن تشبث الإخوان بمعصومية البنا يعطي المرشدين الذين جاؤا بعده نفس المعصومية فدافعوا عنها وتشبثوا بها لصالحهم ولمصالحهم النفعية

يعقب الشيخ الغزالي على مكانة المرشد كما يلي
(اِسمعْ المرشدَ وطِع. خطأُ المرشد أفضلُ من صوابك)
 أولئك المنشقّون كان مصيرَهم القتلُ والتفجيرُ، وكان المرشد يخرج لينعيهم وهو يبكى أمام الناس. عديدُ الكتب يحملُ تلك الحكايا الدامية، لمن يريد أن يقرأ تاريخَ الجماعة التى تخرِّبُ مصرَ اليوم. كنّا نُحذِّر مَن لم يقرأ تاريخهم، لأننا 
ببساطة قرأناه. لكن يبدو أن الكىَّ بالنار الحيّة، كان ضرورةً لكى نتعلم، ما رفضنا أن نتعلّمه من الكتب والمدوّنات

حسن البنا والرسائل

رسائل البنا التي ألف عليها الإخوان 150 كتاب
ومن المعروف بأن كتاب الدعوة والداعية للمرشد البنا هوعبارة عن رسائل تعليمية،ونصائح إرشادية وليس فيها اتجاهات فكرية أو فقهية أو تطور في الدعوة الإسلامية لنهضة الأمة وإقالتها من عثرتها بل بالعكس نرى المرشد المؤسس لا يستقر على حال ويتلون بتلون الأحداث يندفع في التأييد أو الإعتراض ثم يتراجع بنفس الدرجة،وينفي بإن الإخوان يسعون للسلطة ولكنه يعود ويطلبها، ولقد تردد إن الرسائل تكتب له ،ولقد تغيرت عدة مرات حين 
إعادة طبعها وألف عليها الإخوان مائةوخمسين كتابا

البنا والسعي الى السلطة
رسالة المؤتمر الخامس
الحكم في كتبنا من العقائد والإصول وليس من الفروع

وفي رسالة المؤتمر الخامس يعرض البنا لمسألة السعي إلى السلطة بمزيد من الإيضاح والبيان، فيجيب عن تساؤلات الناس عن موقف الإخوان من الحكم فيذكر

ويتساءل فريق آخر من الناس؟ هل في منهاج الإخوان المسلمين أن يُكَوِّنوا حكومة، وأن يطالبوا بالحكم؟ وما وسيلتهم في ذلك؟ ولا أَدَع هؤلاء المتسائلين أيضًا في حَيْرَة، ولا نبخل عليهم بالجواب، فالإخوان المسلمون يسيرون في جميع خطواتهم وآمالهم وأعمالهم على هدي الإسلام الحنيف كما فهموه، وكما أبانوا عن فهمهم هذا في أول هذه الكلمة.

وهذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنًا من أركانه، ويعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد، وقديمًا قال الخليفة الثالث رضي الله عنه: (إن الله ليَزَع بالسلطان ما لا يَزَع بالقرآن)، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الحكم عروة من عرى الإسلام.
والحُكْم معدود في كتبنا من العقائد والأصول، لا من الفقهيات والفروع، فالإسلام حُكْم وتنفيذ، كما هو تشريع وتعليم، كما هو قانون وقضاء، لا ينفك واحد منها عن الآخر.
والمصلح الإسلامي إن رضي لنفسه أن يكون فقيهًا مرشدًا يقرِّر الأحكام، ويرتِّل التعاليم، ويسرد الفروع والأصول، وترك أهل التنفيذ يشرِّعون للأمة ما لم يأذن به الله، ويحملونها بقوة التنفيذ على مخالفة أوامره.. فإن النتيجة الطبيعية أن صوت هذا المصلح سيكون صرخة في واد، ونفخة في رماد، كما يقولون.

ونستطيع القول بإن حسن البنا تأثر بشكل مباشربرشيد رضاوهو التلميذ المتشدد والمنحرف على مباديء محمد عبدة وجمال الدين الأفغاني ،وأصبح حسن البنا هو الداعي لإفكاررشيد رضا  المتشددة ويمكننا بإيجاز إرجاع أساس افكار البنا كم يلي:

إبن حنبل(بغداد 164 هج –ت241 هج)  – أحمد بن تيمية(بغداد661هج-ت728هج)  جمال الدين الأفغاني أختلف في مكان مولده(-1838 م ت1897 م) محمد عبده(البحيرة -مصر 1849 م ت1905 - رشيد رضا-
(لبنان-   1865ت 1935 ) حسن البنا (البحيرة -مصر 1906 – 1949





تسمية الإخوان

وتشير المدونة رانيا أحمد في مركز شباب الشرق الأوسط (مصر)
ظهور التنظيم وتنشيط حسن البنا فاعلا في المجتمع المصري وخالقا لإيدولوجية موازية بدلا من مصري الى إخواني وهي تخدم الإحتلال الإنجليزي وتضرب فكرة ثورة1919 التي قامت ع أساس الوحدة الوطنية التي تضم نسيجي الأمة (المسلمين والأقباط)وهنا السؤال لماذا يهتم سفير بريطانيا بتسمية جماعة قبل تنشئتها وهي في طور الإنشاء*
*راقبت بريطانيا تجمع وإتحاد الشعب، مسلمين وأقباط، في ثورة 1919 وأرادت أن تفكك المجتمع المصري بتشجيع التطرف الديني

حسن البنا والتنظيم

  وكان حسن البنا يركز على التنظيم وأساليب الدعوة لجذب أكبر عدد من الناس ومن الطبيعي ان  يتبرع الإخوان لإضفاء صفة الإمام عليه ومن المعروف إن هذه الصفة لاتعطى في مصر إلا لموقعين ، شيخ الأزهربحكم منصبه  ومن له دراسات وإجتهادات فقهية من العلماء مثل الشيخ أبو زهرة والداعية متولي شعراوي
ثم تبرع الإخوان بلقب ثاني لحسن البنا وهو الشهيد وكان هذا اللقب موضع إختلاف من قبل مناوئيهم فكانت حجتهم إن من يحرض على القتل هو قاتل و ليس شهيد

أراء الإخوان بأنفسهم وبدعوتهم
اللهم أمتني على دعوة الإخوان وسامح من خرج عن الإخوان
يذكر الكاتب الإسلامي والباحث في تاريخ الجماعة حسام تمام ما يلي:-
يشيرالمرشد الرابع حامد أبو النصر في كتابه (حقيقة الخلاف بين الإخوان المسلمين وعبد الناصر)كونها معارك بين الكفر والإيمان وصراع حق مع كفر وباطل ،وهو مايبدو من إستشهاده بالآيات القرآنية التي يختم بها كل فصل ،فخلافهم مع عبد الناصر ليميز الله الخبيث من الطيب والمناورات السياسية التي قام بها عبد الناصر وتغلب فيها عليهم تخرجه من
الإيمان*
*عقدة حياة الإخوان هو عبد الناصر،ولو فكروا وتمعنوا وحاسبوا أنفسهم لتوصلوا الى نتيجة تختلف عن الحقد الأعمى الذي سلبهم العقلانية والموضوعية في الحكم على أنفسهم وعلى غيرهم
ولماذا يتفكرون ؟ يريدون السلطة والحكم، فقط
ثم يضيف
والضربات التي تعرضت لها الجماعة جراء الصدام الغير محسوب هو رحمة بالإخوان وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين
ويستمر فيسرد وقائع لايخرج منها حتى –الإخواني-بإجابة شافية لتفسير ماحدث ولماذا تحولت الجماعة الى ضحية الثورة ؟ولماذا فقدوا مجموعة الضباط الأحرار؟ومن المسؤل عن تصعيد الخلاف؟وكيف إستطاع عبد الناصر شق صفوفهم وتشتيتهم ؟ وكيف كان من الممكن تجنب السجون والمعتقلات والتضحية بشباب الإخوان؟
ويقر الإخوان بضآلة ما يكتبوه وسببه كما يقولون هو خوفهم من الملاحقات الأمنية او خوفهم من السقوط في فخ المعارك السياسية التي من الممكن أن تستغل وتوظف لصالح الهجوم عليهم كما هو الحال بالنسبة لتاريخ النظام الخاص أو التنظيم السري ، حيث يمتنع كثير من قادة الإخوان عن الإدلاء بشهادتهم خوفاً من ترسيخ الإتهام لهم بمسؤليتهم عن العنف الديني وإعتبارهم العباءة التي خرجت منها كل تنظيمات العنف،وتكون مخلب قط في الحملة الإعلامية الموجهة ضدهم
وقد تبدو هذه الأسباب معقولة رغم إن فترات الإستقرار التي عاشتها الجماعة تتيح لها بما تملك من مؤسسات إعلامية الدفاع عن نفسها
ويمكن أن نرصد اسبابا تبدو أكثر معقولية
طبيعة الكوادر والقيادات الإخوانية التي تختلف عن اليسارية مثلاً فتجعلها غير مؤهلة لكتابة مذكراتها فالتكوين الثقافي للإخوان يعتمد على التلقي الشفهي من خلال دروس الوعظ
فالخطابة وليس القراءة هي المساحة الأكبر في منهجهم ،ونرى الكتابة الإخوانية الى حد الندرة
وقلة الكتاب القادرين على الكتابة الإحترافية ،كما هو مثلا في التنظيمات اليسارية التي لها تراث تاريخي يفوق حجمها

إعتماد الإخوان على المشايخ

وتراجع المثقفين أفسح المجال للمشايخ أن يقولوا ما شاء لهم فهمهم وهكذانرى كيف إن إعتماد
الإخوان على المشايخ هو تعبير عنهم مما أضفى على دعوتهم طابع الشعبية التي إلتفت حول الإخوان وكانوا وقوداً لدعوتهم

من هو المؤسس الفعلي للجماعة؟

يكتب المرشد حسن البنا في مذكراته الدعوة والداعية بإنه إلتقى أحمد السكري لأول مرة وكما سماه -وكيل الإخوان المسلمين- فكان لهذا اللقاء أثره في حياة كل منهما
إنضم حسن البنا لجمعية الطريقة الحصافية وهي إحدى الطرق الصوفية في مصروهناك إلتقى بالمؤسس الأول لجمعية الإخوان المسلمين ولمح السكري في البنا ذكاءا ظاهراً فأسند إليه سكرتارية الجمعيةوأحمد السكري أكبر 
من البنا قليلاً ولم يكمل تعليمه ولكنه كان خطيباًمفوها

يذكر اللواء فؤاد علام في كتابه أنا والإخوان

بأن مؤسس الجماعة هو الشيخ أحمد السكري وليس حسن البنا

يذكر حسن البنا في مذكراته الدعوة والداعية بإنه إلتقى بالشيخ أحمد السكري في حلقات الطريقة الحصافية وكما وصفه البنا بإنه مؤسس جمعية الإخوان المسلمين بمعنى إن البنا إلتقى السكري وهو مرشد الجمعية

مرشد الجماعة السكري وليس البنا
 السكري هو مؤسس جماعه الاخوان وليس البنا  ،فالسكري أسس الجماعه عام 1920ومعه كل من علي احمد عبيد وحامد عسكريه وضم السكري فيما بعد حسن البنا وعينه مساعدا له وعمره 14 عام بل عطف عليه وساعده بالمال في استكمال دراسته الجامعيه الا أن البنا تنصل للسكري فنرى عقب تخرجه من دار العلوم وتعينه بالاسماعليه توسع في ضم عناصر جديده وارغم السكري علي مبايعته مرشدا عاماً للجماعه ولم يرد السكري تقسيم الجماعةوعقب خلاف السكري مع عبد الحكيم عابدين صهر البنا بسبب سلوكياته السيئه قام البنا بتشكيل لجنه تحقيق ضمت السكري وصالح عشماوي وحسين بدر وابراهيم حسين ومحمود لبيب للتحقيق فيما نسب الي صهر البنا واوصت اللجنه بفصل عابدين من الجماعة لقيامه باعمال مخالفه للدين تسئ للجماعه الا ان البنا ضرب بقرار اللجنه الصادر في 9 يناير عام1946 وأنحاز لصهره بقوه وعناد واصدر قراره بفصل السكري مؤسس الجماعة وحسين عبد الرازق ووغيرهم ممن خالفوه الرأي والعالم الجليل خالد محمد خالد والشيخ محمد الغزالي والشيخ سيد سابق بل وقام بتعين صهره وكيلا لجماعه الاخوان بدلا من السكري وهو ما دفع السكري بنشر مقال بصحيفه صوت الامه في11 أكتوبر عام 1947 بعنوان وكيل عام الاخوان يفضح الشيخ البنا كشف فيه انضمام عناصر انتهازيه للجماعه وانتقد انغماس قاده الجماعه في السياسه الحزبيه وإنحرافهم عن خط الدعوة وأفترقت الطريق بالصديقين ممادفع السكري الى تقديم إستقالته بعدأن فصله البنا من الجماعة

وتذكرالمصادر التي تناولت هذا الموضوع ما يلي:-
و
في سنة 1920 في الإسماعيلية كان (الشيخ) أحمد السكري المعروف بعدائه للإنجليز هو المؤسس الأول لـ"جمعيه الاخوان المسلمين"، الخيرية، وكان معه علي احمد عبيد وحامد عسكريه، وحينذاك كان حسن البنا صبياً نابغاً لامعاً في تلك الجمعية الخيرية فأخذه السكري ومونه بالإتصالات والمال لاكمال دراسته الجامعية، لكن عقب تخرج البنا من كلية دار العلوم (علوم اللغة العربية) وتعينه مدرساً حكومياً (بمخصصات إضافية) ضم لحسابه الخاص عناصراً جديدة أدخلها الجمعية وخلعت السكري وقهرته علي مبايعة حسن البنا مرشدا عاماً لــكيان جديد سموه "جماعة الإخوان المسلمون"سنة 1928!



الإنشقاق الأول في الجماعة

مأزق حسن البنا مع إستقالة السكري ووصل الى تشبيه خروج السكري من تنظيم الإخوان بالكارثة
وهنا يجب تحليلالإستقالة الشهيرةلإحمد السكري من صفوف الإخوان وهو إحدى أعمدتها الشهيرة إذ كان الصديق المقرب لحسن البنا بصداقة إسطورية جمعتهما لمدة 27 عاما لا يستطيعا فراق بعضهما بوثاق إنساني متميز إذ رأى السكري إن إتجاه البنا لا يتفق وأهداف الدعوة الخيريةوالإصلاحية وحذره من الإتجاه للسياسة وإهمال الجانب الديني وفتح الدعوة للسياسين والمفسدين وكان الخلاف بين البنا والسكري في إنشاء التنظيم الخاص الذي إعتبره السكري بداية لدخول الإخوان في جب الإرهاب وأصبح الخلاف بينهما صريحا وعلنا

رسالة السكري الى حسن البنا

يذكر السكري في رسالته الى حسن البنا ما يلي:-
يا أخي إني أدعوك بدعوة الإسلام وأذكرك بما كتبته إليك مراراً آملا ان تعود الى مبادئ الدعوةوتخلع عنك رداء السياسة الحزبية وتجاهد معنا في سبيل المثل العليا التي عاهدنا الله عليها وإلا إني مضطر لأن أكشف اللثام وأظهر ما خفي وأسترد وأحمل مع إخواني الأطهار لواء الدعوة الخفاق وحسبك انت دنياك ومن يحوطك من أهلك وإن شعرت بأن بيدك سيف المعز وذهبه فإني معي ربي سيهديني ومعي كرام الأخوة المؤمنين
السكري يقدم إستقالة ويوضح فيها الأسباب
لمعرفة السكري بإسلوب البنا من تأويل الحقائق وتفسيرها، بادر الى تقديم إستقالته ونشرها في الصحف
عند فصل السكري من الجماعة ،وسارع السكري لتقديم إستقالة مسببة حتى لا تطمس الحقائق وشرح كيف بذل مع البنا الغالي والنفيس في سبيل الدعوة  فهو تؤامه وإخيه وصديقه وأصبح نبذ البنا للسكري دستورا للإخوا ن و لكل من يعارضهم سواء داخل الجماعة أو خارجها فالسمع والطاعة هو صاحب الكلمة الإخيرة في تنظيم الإخوان  فالزعامة خالصة للمرشد فتدحرج السكري من القمة فالقمة لا تحتمل إثنان وعمد كل من جاؤا بعد البنا الى تطبيقها وعلى التكتيم على هذه الإستقالة المسببة ومحاولة طمسها وتخلصت جماعة الإخوان في كل ما كتبته عن نفسها وأدبياتهامن إستقالة السكري ولكن الإستقالة التي قدمها السكري مفصلة نشرت في الصحف في إكتوبر1947 وكان قد سارع الى نشرها حتى يوضح موقفه ولماذا فصل من التنظيم؟
الإخوان يقاطعون تشييع جنازة السكري
 وبقي جرح السكري ينزف في صدور الإخوان لدرجة إنهم قاطعوا جنازته عند وفاته بالتسعينات ووقف الإخوان يدعون اللهم إغفر له خروجه من الإخوان، وهذه دعوتهم لكل من خرج عن الجماعة ،مثلما يتوجهون بالدعاء، أسأل الله أن يتوفاني على دين الإخوان
ولم يكن خروج السكري هو الوحيد في حياة البنا بل شهد خروج جماعات صغيرة مثل مجموعة محمد رفعت 
وجماعة شباب سيدنا محمد

وتضيف المصادر التاريخية بإن الخلاف بين البنا والسكري سببه عدة عوامل:-

إنتزاع البنا من أعضاء الهيئة التأسيسية يوم9 يوليو 1947م تفويضاً،يعطيه الحق في إقصاء من يشاءوفصل من يشاء
2-تأرجح البنا بين الأحزاب السياسية ومحاولته إستعطاف الأحزاب للعمل مع الإخوان
3-دخول عناصر إنتهازية مأجورة للجماعة بإيعاز من رجال السياسة
4- مهادنة صدقي باشا عدو الشعب
5- الإتصالببعض الشخصيات الأجنبية في أغسطس 1940 حيث إلتقى الجنرال كلايتون والمستر هيردن في دار الجمعية
6-إستيلاء البنا على مبلغ 3000 جنيه من تبرعات لفلسطين
7- تستر البنا على زوج أخته عابدين حين إتهمه الإخوان بالدخول الى بيوتهم بدون إذنهم
8- قبول أموال من اليهودي حاييم درة
9-طلب البنا من الوفد أن يدفع له خمسون ألف جنيه ليستمرالتعاون معهم
وكان البنا يمسك بيد من حديد بميزانية الجماعة، ولذلك فان الانشقاقات عن الاخوان ارتبطت باتهام الشيخ حسن البنا بالتلاعب المالي واخفاء مصادر تمويل الجماعة عن الاعضاء الكبار في مجلس الارشاد

أهم المحطات في مسيرة الإخوان

سارت دعوة الإخوان سريعة وناجحة الى أن إنحرف التنظيم عن أهدافه الدينية والأخلاقية وكانت إستقالة السكري توضيحا لإنحراف الدعوة وفي نفس الوقت كانت الحياة السياسية المصريةبكل تعقيداتها مشكلة كبيرة بالنسبة للبنا بالرغم من ذكائه وسحر شخصيته (كما يذكر)وسرعة إتخاذه القرارات المهمة

 وسنقف عند المحطات التي سار عليها قطار الإخوان بقيادة المرشد الأول حسن البنا
اولا
  التنظيم الخاص الذي كان الأساس لإشاعة التأديب بالقتل متمثلا بعبد الرحمن السندي
ثانيا
ثم جاء الشر الأكبر من داخل الجماعةمتجسدا في فكر سيد قطب التكفيري القائم على فكرة التكفير والحاكمية والتي لاقت قبولا لدى شباب الإخوان وقبولا لدى تنظيمات أكثر عنفا
ثالثا
 وترادف الشر الثالث بتنظيم شكري مصطفى(الإمام الغائب)
رابعا
التنظيم الدولي الذي وتطورعلى يد مصطفى مشهور، لإحياء قسم الإتصال بالعالم الإسلامي الذي أسسه البنا
خامسا
بعد ثورة 25 يناير
وهي المحطة الأخيرة التي جاءت على يد مكتب الإرشاد القطبي ( بديع وعزت وخيرت ومرسي )الذين جاؤا من اليمن و سيطروا على مقاليد الجماعة و الذين خطفوا ثورة 25 يناير من أصحابها الأصليين  وتصدروا المشهد
 
التنظيم الخاص أو التنظيم السري

كيف يفقد بعضاً من البشر التفكير الفطري السليم ويهتزعقله وتتجه إرادته ليقدم على الفعل الإنتحاري
نظام عسكري أنشأ في عام 1939 ومهمته إعداد نخبة من الإخوان للقيام بمهام خاصة والتدريب على العمليات العسكرية ويقال إن حسن البنا أراده  للتصدي لليهود
وكان الخلاف بين البنا والسكري في إنشاء التنظيم الخاص الذي إعتبره السكري بداية لدخول الإخوان في جب الإرهاب
في عام 1948 عثر البوليس على كل  أسرار النظام وسيارة مجهزة بأنواع من الأسلحة  وقدمتهم حكومة النقراشي الى محكمة الجنايات وفشلت محاولتهم تفجير المحكمة لكي يتلفوا المستندات التي تدينهم، وتعاطف معهم القاضي بل وأعلن بعدها إنضمامه الى الإخوان وتحولت المحاكمة الى تبرئةلهم وصدرت أحكام مخففة عنهم وبراءة العقل المدبر لهذا التنظيم وهو عبد الرحمن السندي، الفتيل الذي أشعله الإخوان لكي يقتل ويخرب ويكون السبب الغير مباشر في مقتل البنا

التنظيم الذي كان سببا غير مباشر في مقتل البنا

كان حسن البنا واعيا لحجم المخاطر المحيطة به وكان يعرف بإن هناك جهات ترغب في تصفية حركته ولذلك فإنه أنشأ التنظيم الخاص ليصبح قوة قادرة على الضرب وكما يذكر الإخوان كان يعده لمواجهة الإحتلال ولكن ما جرى يدل إن هذا النظام جند للعمل الداخلي وحجمه لا يؤهله لمواجهة الإحتلال وقد أحيط بطقوس غامضة تؤكد غموض أهدافه وكان من ينتمي لهذا التنظيم أن يقسم يمين السمع والطاعة داخل غرفة مظلمة وعلى مصحف ومسدس وينفذون بغير سؤال وأن يكون مصير من يفشي الأسرار هو الموت

قسم يمين الطاعة على مصحف ومسدس
صالح عشماوي متنكراً

ويقول أمين تنظيم الإخوان للمعلومات(المخابرات)محمود عساف في كتابه( مع الإمام الشهيد البنا)ص154
في يوم من أيام سنة 1944 م ، دعيت أنا والمرحوم الدكتور / عبد العزيز كامل لكي نؤدى بيعة النظام الخاص ذهبنا في بيت في حارة الصليبة ،دخلنا غرفة معتمة يجلس فيها شخص غير واضح المعالم بيد أن صوته معروف ، هو صوت صالح عشماوى وأمامه منضدة منخفضة الأرجل وهو جالس أمامها متربعا وعلى المنضدة مصحف ومسدس وطلب من كل منا أن يضع يده اليمنى على المصحف والمسدس ويؤدى البيعة بالطاعة للنظام الخاص ، والعمل على نصرة الدعوة الإسلامية
كان هذا موقفا عجيبا يبعث على الرهبة وخرجنا سويا إلى ضوء الطريق ، ويكاد كل منا يكتم غيظه ، قال عبد العزيز كامل هذه تشبه الطقوس السرية التي تتسم بها الحركات السرية ، كالماسونية والبهائية ومن المعروف بإن الدكتورعبد العزيز كامل هو من قيادي الإخوان الذين خرجوا من التنظيم وإتفقوا مع عبد الناصر
وسنأتي ع هذا الموضوع في حينه
يشير اللواء صلاح شادي في كتابه "حصاد العمر" ضمن مراجعاته عن النظام الخاص
النظام الخاص لم يكن يعيبه الهدف ولا أسلوب التوجيه وإنما عابه أخطاء التربية التي كانت صارمة وشديدة خاصة في مساحة السمع والطاعة المبالغ فيها، ولعل هذه المبالغة التي تبدأ من البيعة لشخص مجهول جعلت أعضاء هذا التنظيم لا يستمعون سوى للسندي، هذه الدرجة العالية من الثقة والطاعة العمياء ،محت من عقول هؤلاء الأعضاء المخلصين، التفكير في عواقب عدم استخدامهم عقولهم، ليميزوا بين دورهم في الجهاد علي أرض فلسطين وبين تسلّط قائدهم السندي*
*سنذكر دور الإخوان في حرب فلسطين لاحقا

ضعف التنظيم الدعوي بينما كان النظام الخاص يقوى ويشتد

فألقيت القنابل على بعض دور السينما والمحلات الأجنبية والنوادي الليلية وأغرقت البلاد بموجة من الجريمة والدم والخوف
السيارة الجيب وبداية الكشف عن التنظيم
في اواخر سنة 1948 اصبحت الجماعة دولة داخل الدولة و بتوجه عام مخالفا للدولة من شركات ومدارس ومستشفيات .فكر القصر الملكى ان الجماعه قد تعاظم امرها ولابد من قمعها حتى لا تصبح خطرًا على القصر نفسه 

الفرصة الذهبية التي قدمها الإخوان للحكومة

وجاءت الفرصة جاهزة ، وكان ذلك في يوم 15 نوفمبر 1948عندما ضبطت سيارة جيب وبها وثائق هامة عن التنظيم واسماء قادتة وتم الامر بضبطهم وعمدوا بعدها على تفجير المحكمة لإتلاف المستندات ومن الملفت للنظر إن القاضي الذي أصدر عنهم احكاماً مخففة إنضم الى جماعة الإخوان عند إنتهاء المحاكمة ومن المعروف إن المرشد الخامس مصطفى مشهور كان أحد عناصر السيارة الجيب

وهنا  ألقي الضوء على تحركات التنظيم السري
تحركات التنظيم السري

     20 يونيو سنة 1948 تفجير حارة اليهود بالقاهرة.
      20 يوليو انفجار لغم في محلات اوركو شيكوريل.
      28 يوليو انفجار بمحل داود عدس.
      1 اغسطس انفجار بمحلات بنزايون وانفجار اخر في محلات جاتينيو.
      13 اغسطس انفجار فى شركة أراضي الدلتا المصرية.
      22 سبتمبر انفجار في حارة اليهود.
      29 سبتمبر انفجار بمخازن شيكوريل.
       15 نوفمبر إنفجار السيارة الجيب(التي كشفت تنظيم الإخوان)

      22 نوفمبر انفجار في شركة الاعلانات الشرقية


قتل القاضي الخازندار في مارس 1948

 وفي مارس 1948 ضرب النظام الخاص أول ضربة عشوائية جلبت للإخوان الخراب وهو مقتل المستشار الخزندار الذي أصدر أحكاما على من ثبت قيامهم بهذه التفجيرات وكان مقتل الخازندار أول مواجهة فعلية بين الإخوان والدولة ودخولهم في متاهة القتل وكان القاضي الخزندار قد أصدر أحكاما بسجن شبان من الإخوان تورطوا في إلقاء متفجرات على منشآت وسط البلد مملوكة لمصريين وأجانب ورأى النظام الخاص أن يعاقب القضاء في شخص واحد من أهم رجاله في ذلك الوقت

النقراشي يحل جمعية الإخوان المسلمين بعد مقتل الخزندار

وعلى أثر مقتل الخازندار قام رئيس الوزراء محمود النقراشي بحل جماعة الإخوان المسلمين التي أصبحت خطراً على البلاد

رسالة حسن البنا الى الملك سعود بعد مقتل الخزندار
الإخوان يلوذون بعرين الملك سعود

شعر حسن البنا بما يملك من حدس فطري وذكاء متميز بالأخطار المحدقة بالجماعة بعد مقتل القاضي الخازندار وأرسل رسالة الى ملك السعودية يستعديه على النقراشي مردداً

 (إن الإخوان يلوذون بعرينكم وهو خير ملاذ ويعوذون بعطفكم وهو أفضل

 معاذ ملتمسين من جلالتكم بإعفاء الحكومة (حكومة النقراشي رئيس وزراء مصر يطلب حسن البنا من الملك سعود أن يعفيها من منصبها)من أعباء الحكم ليقوم بها من هو أقدر منها)

وبعد ثلاثة أيام يتوجه الى وزارة الداخلية ليمتدح النقراشي ويقول عكس ما قاله للملك سعود مؤكدا إنهاء علاقته بالسياسة وهو على يقين من نزاهة النقراشي

مقتل النقراشي في 28 ديسمبر 1948


وجاء الرد من الإخوان سريعاً

وهنا إستمر مسلسل الرعب والقتل  وكان عقاب النقراشي هو قتله وكان في ذلك في 28 ديسمبر 1948 ودخلت البلاد في أتون الدم والإنتقام
وقعت هذه الجريمة فى 28 ديسمبر سنة 1948م وقبض فيها على الجانى عبد المجيد أحمد حسن الطالب بكلية الطب البيطرى، فبعد أن أعترف بأنه أقدم على هذه الجريمة من تلقاء نفسه تراجع وأخذ يتهم آخرين بالتأثير عليه وبدأ بسرد من الذي حرضه ومن هم المدبرون لهذا الحادث ومن اشتركوا معه بطريق الاتفاق والتحريض والمساعدة،*
سلمت يداك يا عبد المجيد تعليق القرضاوي على مقتل النقراشي باشا



-

حسن البنا يتنصل من قتل النقراشي

لا إخوان ولا مسلمون

أراد حسن البنا بكل طريقة أن يبعد عملية مقتل النقراشي عن الإخوان بتصريحه الشهير بإنهم لا إخوان ولا مسلمون ،
ولكنه كان متأكدا بإن الخطر محيطا به وإن حياته مهددة ،وكان يأمل بأن يعتقله وزير الداخلية ،حفاظا على حياته(توجه الى دار أخبار اليوم طالباً النجدة ،وأن يطلبوا من وزير الداخلية أن يعتقله حفاظاً على حياته) هيكل في حديثه مع لميس الحديدي على قناة cbc  



المحنة الأولى للإخوان

مقتل حسن البنا في 12 فبراير 1949

وهنا أتمثل شعر أوس بن حجر يخاطب حسن البنا نفسه به

يا أيها النفس أجملي جزعا
إن الذي تحذرين منه قد وقعا

وهنا دفع حسن البنا الثمن غاليا وهي حياته إذ بادرت الشرطة بالتدبير لمقتله وجاءت النهاية في 12 فبراير 1949 وهو خارج من جمعية الشبان المسلمون ولكنه لم يفارق الحياة وهرعت سيارة التاكسي الى القصر العيني ولكن المشرف على العملية وهو القائم مقام محمد وصفي بك قائد حرس الوزارات أمر بتعقبه والإجهاز عليه ،تنفيذا لإوامر الملك فاروق ورئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي ومن الملفت للنظر إنه في أعقاب ثورة يوليوقرر القائممقام محمد وصفي أن يطلق رصاص مسدسه على رأسه وينتحرعارفاً بأن سره قد إنكشف وإن هناك أمرا صدر بالتحقيق معه على أساس وثائق تم ضبطها في البوليس السياسي

وفي محاولة للرد حاولت الجماعة إغتيال عبد الهادي باشا رئيس الحكومة ولكنهم فشلوا وسقط في يد الأمن الإخواني مصطفى كمال عبد المجيد الذي إعترف على التنظيم السري فيما عرف بقضية الأوكار

الحكومة تفتح المعتقلات للإخوان

وفتحت الحكومة المعتقلات بالألاف وتوالت مراسيم التعزية وأنشد


علي بك الجارم قصيدته يرثي بها النقراشي ومطلعها:


ماء العيون علي الشهيد ذراف ... لو أن فيضا من معينك كافي
واذا بكي القلب الحزين فماله ... راق ولالبكائه من شافي
ورثاه ايضا صديقه عباس محمود العقاد  بقصيدة عنوانها 'الشهيد الأمين مطلعها:
أسفي ان يكون جهد رثائي ... كلم عابر ورجع بكاء
يرحم الله مصر انك يا محمود في رحمة مع الشهداء*

*وعند الإطلاع على سيرة محمود فهمي النقراشي باشا نراه يعد من رجال مصر المشهود لهم بالوطنية والنزاهة



الأخطبوط السري  بقيادة  عبد الرحمن السندي

من هو عبد الرحمن السندي1918 -1962

ولد عبد الرحمن السندي في محافظة المنيا 1918 وتوفي 1962 وكان، يحمل مؤهلاً متوسطاً ويعاني من مرض في صمامات القلب ومع ذلك كان يقود العمل العسكري وقد أحس السندي بنديته مع مرشد الجماعة وكان حسن البنا يكن له حبا وتقديراً ،وبقي كذلك لحين إغتيال البنا ،ووقف السندي من المرشد الجديد الهضيبي نفس موقفه السابق بل زاد عليه ،لإنه كان يحمل إجلالاً لحسن البنا ،لم يتوفر للهضيبي فكان ذهابه الى منزل المرشد وإسائته إليه فجاء قرار فصله ومن معه وعين بدلاً منه سيد فايز،الذي قتل بواسطة علبة حلوى يقال إن السندي أرسلها إليه ،ومن المعروف بعدها إنشقاق السندي عن التنظيم بعد ثورة يوليو 1952وسوف نوضح ذلك لاحقا

ويذكر خالد محمد خالد حول هذا الموضوع ما يلي

حلاوة المولد هدية الى سيد فايز

الطفلة الضيفة نضيرة التي قتلت بدون ذنب

وكان ذلك يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم إذ ذهب مبعوث السندى إلى منزل سيد فايز، وقرع الباب ففتح له وهنا سأل: الأخ سيد هنا ـ وخدوا بالكم من كلمة الأخ فى هذا المقام ـ وأجيب: أنه لم يأت بعد.. ـ طيب ـ كل سنة وأنتم بخير وهذه حلاوة المولد . ولما يرجع بالسلامة سلموا عليه
وعاد سيد فايز وفتح علبة الحلوى ـ حلوى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فى يوم عيد الرسول صلى الله عليه وسلم. فانفجرت وأحالته جُذَاذاً.. وقتلت من قتلت وكان أبأس الضحايا ـ طفلة صغيرة نضيرة لم تكن من أسرته .. ولكن من جيرته.. ودفعت حياتها ثمناً لهذا الجوار الذى لم تُستشر فيه !

السندي يتهم المرشد بالتحريض

والعجيب أنه حين كُلّف الأستاذ صالح عشماوى، والشيخ الغزالى، والشيخ سيد سابق لاستجوابه فى هذه الجريمة حَدَجَ السندي ،الشيخ سيد بنظرة حانقة، وقال:لقد نفذت فتواك ياشيخ سيد! وبُهت الشيخ سيد بهذا الإتهام المفاجئ وقال مُسنكراً.. أنا أفْتيْتُك بقتله
أجاب بكل استخفاف:نعم ـ أنت
وفي رواية ثانية قيل إن السندي ذكر إن المرشد هو الذي أشار عليه بالقتل،وهنا من هو المسؤول ؟!
هل هو السندي ؟ أولم ، يفكروا من تبناه، وشجعه، وجعله يستهين بالأرواح



يشير عمار علي حسن حول النظام الخاص بما يلي:-

السلطة مخدومة والإسلام خادماً لها

1.     الخطأ الإستراتيجي للإخوان فيما يخص النظام الخاص وأثره حتى وصول الإخوان الى الحكم

 (لو استقدمت من الأمر ما استدبرت لعدت بالإخوان إلى المأثورات) هذه مقولة شهيرة للشيخ حسن البنا أطلقها بعد أن تورط النظام الخاص فى أعمال قتل وتخريب، كانت تمثل ذروة انخراط الإخوان فى لعبة الصراع على السلطة، والذى أدى إلى حل (الجماعة) وقتل (البنا) وسُجن الآلاف من أعضائها.
كان (البنا) يبدى ندماً على السير فى هذا الطريق، لكنه رحل، وأكمل الإخوان السير فيه، وأصبحت الدعوة أو الدين مجرد أداة للتجنيد والتعبئة من أجل خدمة الوصول إلى سُدة الحكم،( وتمت التضحية بتراتب الفكرة) الحساب القفز إلى السلطة، إذ إن ) وكان البنا يرمى إلى بناء الفرد المسلم، ثم الأسرة المسلمة، فالمجتمع المسلم، الذى يمثل الإخوان قلبه الصلب، حيث يحبهم الناس* ويثقون فيهم ويعولون عليهم، فيحملونهم حملاً إلى الحكم. فما جرى فى الواقع أن الإخوان تعجلوا، وها هو مشروعهم فى مرمى تهكم الناس، وليس أقسى من أن يطلق عليهم (الخرفان) لأن قواعدهم تتصرف بلا تفكير ولا تدبير وفق مبدأ (السمع والطاعة) بينما باتت السلطة مخدومة والإسلام خادماً لها، وهو ما يتناقض حتى مع جوهر رسالة الإسلام. وإذا كانت السياسة جزءاً من مشروع الإسلام، بحضه على العدل والكفاية وفهم الناس للأحوال العامة والانشغال بها، فإن هذا لا يتطلب بالضرورة تحصيل السلطة وممارستها باستبداد وفساد وخداع وكذب

*حيث يحبهم الناس هذه المقولة تحتاج الى توضيح ودراسة، فالإخوان إستغلوا جهل الناس بما جرى وتاجروا بالمظلومية التي وقعت عليهم وقد إستثمروا التدين الفطري عند الناس أحسن إستغلال وأنكروا كل تحركاتهم وتحالفاتهم الخفية ورموا كل من يخالفهم بكل نقيصة، ولقد ساعدتهم حكومات الفساد بأن يأخذوا دور الدولة وينوبوا عنها في محيط الفقر والجهل والمرض

الجهاز السرى كانت بدايته طيبة ويعمل وفق النسق العام لحركة ومنهاج الإخوان ـ وهو مقاومة الاحتلال الإنجليزى ومقاومة التآمر اليهودى ـ الإنجليزى فى فلسطين ولكن هذاالجهاز انحرف عن طريقه وأصاب رئيس الجهاز عبد الرحمن السندى الغرور فظن أنه ينافس أو يضع نفسه فى مرتبة مع الامام الشهيد حسن البنا ثم مع الأستاذ حسن الهضيبى كما وقعت بعض أخطاء من الشباب المتحمس الذى انطلق من تلقاء نفسه فى ارتكاب هذه الأخطاء مثل حوادث نسف المحلات اليهودية أثناء حرب فلسطين ومقتل المستشار الخازندار ونسف شركة الاعلانات الشرقية وغيرها وكان ذلك تفكيرا لا تقره الجماعة مما أوجد خلافات حادة لم تنته إلا بفصل عبد الرحمن السندى وتشكيل الجهاز بأسلوب جديد بعيد عن كل مظاهر العنف والخروج من طاعة  الجماعة ولكن 
أحدا لا ينكر أدوار هذا الجهاز فى محاربة الإنجليز والاحتلال الصهيونى لفلسطين .

ولا ينسى المرشد التلمساني عبد الناصر،الجرح الذي طعن قلب الإخوان
فيضيف
ولقد نجح عبد الناصر فى التأثير على عبد الرحمن السندى واجتذبه الى جانبه هو ومن معه
وقد وضحت نوايا عبد الرحمن السندى حين عينه عبد الناصر فى شركة " شل " فى قناة  السويس وأفرد له فيلا  وسيارة وأثث له منزلا وأطلعه عبد الرحمن السندى ـ مع بالغ الأسف ـ على الكثير من أحوال النظام الخاص وأسماء أعضائه مما مكن لجمال عبد الناصر من أن يسىء لهذا النظام إساءة بالغة كما ثبت من التحقيقات والقضايا التى صدر فيها أحكام ضد المخابرات التى عذبت الاخوان المسلمين فى حكم جمال عبد الناصر*
*دعى هيكل تأليف لجنة علمية محايدة تبحث هذا الموضوع الشائك وتعيده الى إصوله وأسبابه وضروفه وما مدى مسؤولية الإخوان حوله



مجمل لتحركات الإخوان المسلمين في العهد الملكي

فرق الرحلات

قام المرشد البنا بتسجيل “فرق الرحلات” فى جمعية “الكشافة الدولية” حتى يستفيد من المزايا التى تقدمها المنظمة الدولية ومن ثم تحولت “فرق الرحلات” الى فرق الجوالة، كان وجودفرق الكشافة او فرق الجوالة او الفرق العسكرية او ميليشيات الجماعة ضد القانون لأن قانون الكشافة الدولى يحرم انتمائهم لأى جماعه سياسية او دينية وكذلك يحظر القانون المصرى تكوين الجمعيات ،التى لها صورة التشكيلات العسكرية وقد طبق القانون على جماعه مصر الفتاة وعلى حزب الوفد ولكن افلتت منه الجماعه بالتحايل على القانون.


ظهور الجوالة الكشفية
-التنصيب على العرش
-حادث القصاصين الذي تعرض له الملك فاروق
-زيارة الملك سعود
 وكان أول ظهور لها عند التنصيب على العرش  1937،وبعدها عند تعرض الملك فاروق لحادث القصاصين ورجوعه الى القاهرة وقفت كل فرق الجوالة على المحطات التي يقف فيها القطارمحيية ومرحبة بالفاروق
وبانت قوة الجوالة عند زيارة الملك عبد العزيز آل سعود الى مصر والترحيب والتبجيل الذي قوبل به وكان وجود فرق الكشافة او الجوالة بالشكل الذي أسسه الإخوان ضد القانون لإن قانون الكشافة الدولي يحرم إنتمائهم لإي جماعة سياسية اودينية وكذلك يحرمه القانون المصري والتحايل على القانون والمناورات جعلتهم يحتفظون بهذا التنظيم

وهنانوضح تنظيم الرحلات الذي أسسه البنا
تذكر المدونة رانيا أحمد(مصر) حول هذا الموضوع ما يلي
في عام 1934 اجتمع مجلس شورى الاخوان واقر ان عضوية الجماعه تكون على ثلاثة مراتب:
المرتبة الاولى: الانضمام العام.     المرتبة الثانية: مرتبة الانتساب    المرتبة الثالثة:الانضمام العملي ويسمى العضو اخًا عاملا ويحق له فى هذه الحالة الانضمام لفرق الرحلات، ثم ادخلت المرتبة الرابعه: ويسمى فيها العضو اخا مجاهدًا.


فرق الرحلات


من سنة 1934 وحتى سنة 1937 نمت “فرق الرحلات” نموا كبيرا فى مصر كلها وانتهز (البنا) فرصة قدوم الملك فاروق للقاهرة وحشد “فرق الرحلات” فيما وصفت مجلة الاخوان المسلمين هذا الحشد بانه (حشد لم يسبق له مثيل فى تاريخ مصر الحديث) واطلقت على الفرق لاول مرة اسم الفرق العسكرية.


عام 1939 خصص يوم في الاسبوع يسمى “يوم المعسكر” ويخصص لتقديم عرضا عسكريًا وذكر منشور من مكتب الارشاد الى جميع الشعب ان الجندية والتدريب والاستعداد للجهاد المقدس هو ما يُعنى به الاخوان المسلمون فبه يتكون الجيش الاسلامى وبه نسطيع ان نحقق الامل

المرشد والعهد الملكي

أراء المرشد حسن البنا بالملك فؤاد وبعده الملك فاروق

الملك فؤاد الملك الرشيد

إستخدم الملك فؤاد الإخوان للوصول الى حكم الخلافة الإسلامية والمرشد بدوره أراد إستخدام الملك فؤاد لنفس الغرض

في 1933: المرشد العام يصف الملك "فؤاد" في خطاب يناشده فيه منع البعثات التبشيرية واصفاً الملك بالملك الرشيد ويختم خطابه بقوله "لا زلتم للإسلام ذخرا وللمسلمين حصنا". كما وصفه المرشد في مقال لاحق بأنه كان مثلا يحتذى في التمسك بعقيدته الإسلامية ( لله درك يا مرشد ،كيف خطر لك أن تصل الى هذه الدرجة من الإشادة بالملك فؤاد)

الملك فاروق
خليفة المسلمين

 ثم اخذ المرشد حسن البنا يبشر بإن الملك فاروق هو خليفة المسلمين بل وأدخلوا في روعه ذلك واخذت جريدة الإخوان تنادي لفاروق بالخلافة وذلك مما بدا لهم من إتجاهه الذهاب الى الجوامع والصلاة فيها وغذوا فيه مطلب الملك فؤاد الذي كان قد طالب بالخلافة بعد إنهيار الخلافة العثمانية
وعند وفاة الملك فؤاد رثته الجماعة بمات الملك عاش الملك
وذلك لجذب عطف الملك فاروق الذي كان يتولى رعايته الشيخ المراغي شيخ الأزهر، وأخذت جريدة الإخوان المسلمين بإضفاء الصفات الشرعية على الملك فاروق وإنه قد قوم الشباب وأرجعهم الى المساجد وإتخذوا من فاروق القدوة الحسنة وكتب حسن البنا عن الملك فاروق بإنه حامي المصحف  ووصل التأييد للملك من قبل الإخوان الى أبعد مدى في الوقت الذي وصل فيه الملك فاروق الى قمة مباذله وإنتهاء رصيده عند الشعب

إلله إختار الفاروق للهداية

في عام 1937 يكتب البنا

مقالا عن الملك فيصفه بأنه "ضم القرآن إلى قلبه ومزج به روحه وأن صلاح المسلمين في كل الأرض سيكون على يديه "وأكبر الظن أن الأمنية الفاضلة ستصير حقيقة ماثلة، وأن الله قد اختار لهذه الهداية العامة الفاروق، فعلى بركة الله يا جلالة الملك ومن ورائك أخلص جنودك لاحظ تسميته بالفاروق تشبيها بالفاروق عمر رضي الله عنه.

الوفد يطلب الحد من نفوذ الملك

 في نفس العام طالب مصطفى النحاس بالحد من نفوذ الملك الغير دستوري على مؤسسات الدولة وخرجت جموع المصريين تهتف "الشعب مع النحاس"، فخرجت مظاهرات إخوانية تهتف "الله مع الملك، وياله من هتاف يصنع طاغوتا بذاته

 

في 1938: الشيخ "حسن البنا" يصف فاروق بأمير المؤمنين مباشرة في مقال بعنوان "الفاروق يحيي سنة الخلفاء الراشدين مكررا التشبيه بالفاروق عمر ضمنيا

وأذكر في الكناب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً

في 1946 جاء إسماعيل صدقي صديق بريطانيا للوزارة رغم أنف الحركة الوطنية فهو الرجل الذي قتل الطلاب بالرصاص في مظاهرات 1930 وأشتهر بصداقته للصهاينة وعلاقته ببفلورشخصياً فوقف القيادي الإخواني مصطفى مؤمن في جامعة القاهرة في مؤتمر تأييد لصدقي يقول(وأذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً )وكذب من وضع الآية بغير موضعها كما وصفها خالد محمد خالد

وهكذا وضع الإخوان قوتهم وتنظيمهم في خدمة حكومة إسماعيل صدقي التي قاومها الشعب بكل قوته ، وحثت الإشتباكات بينهم وبين حزب الأغلبية(الوفد) فأستخدموا العصي والخناجر وكافة الأسلحة في الهجوم على خصومهم السياسين من الوفديين وكان الرد الشعبي إحراق دار الإخوان في بور سعيد

ويذكر الإخوان إن إسماعيل صدقي عرض على حسن البنا وزارة الأوقاف فرفضها ، لإن أصحابه ذكروا له بأن وزارة الماليه تليق به وليس الأوقاف ،ولكنه ذكرهم بإن في المساجد 10000 خطيب وهذا مغنم بحد ذاته ،سبحان الله خريج دار العلوم يطمح الإخوان له بوزارة المالية وماذا سيفيد في وزارة المالية؟

وفي سره ضحك المرشد على عقول جماعته لإن منصب الخلافة هو الذي يليق به


إدعاء فاروق بالتدين
تحليلاً لإدعاء الملك فاروق بالتدين وتردده على المساجد للصلاة وتهليل البعض من محترفي السياسة بتشجيع هذا التدين الشكلي يذكر فرج فودة في كتابه
 الحقيقة الغائبة ما يلي
قد يتداعى الى ذهنك ما قرئته عن الملك فاروق حين قدمه محترفو السياسة في صورة الملك الصالح وظهر في الصورة بلحيته ومسبحته ونصف إغفاءة من عينيه وتسارع رجال الدين الطموحيين الى المناداة به ملكاً
وإماما للمسلمين وأجتهد الأذكياء منهم في إثبات نسبه الى الرسول (ص) وتبارى الإعلام في الإعلان عن هذا النسب وتأكيده تحقيقاً لشرط من شروط الإمامة من الإنتساب لقريش ومن المعروف بأن جد الملك فاروق هو ألباني وجده لوالدته هو سليمان باشا الفرنساوي فمن أين جاءه يا مدعي الدين نسبه الى النبي الكريم وهل لإلبانيا صلة بقريش ونحن لا نعرف*
ملاحظة
من هو سليمان الفرنساوي جد الملك فاروق من والدته الملكة نازلي
*سليمان الفرنساوي وهوجوزيف ستيف ولد في مدينة ليون الفرنسية في 1788 وقام محمد علي بتعينه قائداً للجيش وذلك لإعداد الجيش تدريبه وتجهيزه وتحول إسمه ستيف بقدرة قادر الى سيف ليؤسس النواة الأولى من الضباط الذي سوف يساعدوه على تدريب الجنود المصريين وأسند له 500 من خاصة مماليكه ليبدأ بهم وأختار له أسوان لتكون معسكراً لهذه المهمة بعيداً عن مؤامرات الجيش المختلط ومقاومتهم لإي جديد وهؤلاء هم أخلاط من الأرناؤط والشركس وأقربائه من ألبانيا
ولقد تزوجت إبنته من شريف باشا رئيس النظارة المصرية الذي أنجب بنتاً تزوجت عبد الرحيم صبري باشا ناظر الزراعة وأبنتهم الملكة نازلي أم الملك فاروق

إتصالات الإخوان بالسفارات الأجنبية وعلاقتهم مع حلفاء الإحتلال
التبرع الأول
مما يذكرإن أول تبرع إستلمه المرشد حسن البنا كان من البارون دي بنوا مدير شركة قناة السويس على أثر مشاهدتهم لبناء مسجد للإخوان وكان المبلغ خمسمائة جنيه وعلق المرشد بإن هذا المبلغ بسيط ولا يفي بالغرض والشركة ساهمت بنصف مليون جنيه لتشييد كنيسة نموذجية ورجى البارون المرشد قبول المبلغ وإذا إستطاع تدبير مبلغ آخر فلن يتردد وثارت ثائرة الإخوان على قبول التبرع ولكن المرشدأقنعهم بإن هذه نقودنا والقناة قناتنا والبحربحرنا

الإخوان والأمريكان
يذكر محمود عساف مسؤول المعلومات (المخابرات )وسكرتير حسن البنافي كتابه مع الإمام الشهيد ص 13
المقابلة في بيت أيرلند حيث إن المركز العام للإخوان مراقب
أرسل فيليب أيرلاند السكرتير الأول للسفارة الأمريكية مبعوثاً من قبله للأستاذ الإمام كي يحدد له موعداً لمقابلته بدار الإخوان ، وافق الأستاذ على المقابلة ، ولكنه فضل أن تكون في بيت أيرلاند حيث أن المركز العام مراقب من القلم السياسي وسوف يؤولون تلك المقابلة ويفسرونها تفسيراً مغلوطاً ليس في صالح الإخوان . اصطحبني الأستاذ معه ... وذهبنا إلى دار أيرلاند في شقة عليا بعمارة في الزمالك ... قال إيرلاند : لقد طلبت مقابلتكم حيث خطرت لي فكرة وهي لماذا لا يتم التعاون بيننا وبينكم في محاربة هذا العدو المشترك وهو الشيوعية ؟ ... قال الإمام : فكرة التعاون جيدة ... نستطيع أن نعيركم بعض رجالنا المتخصصين في هذا الأمر على أن يكون ذلك بعيداً عنا بصفة رسمية ولكم أن تعاملوا هؤلاء الرجال بما ترونه ملائماً دون تدخل من جانبنا غير التصريح لهم بالعمل معكم ولك أن تتصل بمحمود عساف فهو المختص بهذا الأمر إذا وافقتم على هذه الفكرة!
قلت ،هل نحن أمام دعوة إسلامية فعلاً أم أمام فرقة سرية سياسية وصولية لها مطامع وأهداف أخرى والتاريخ يعيد نفسه ، حسن البنا نفسه هو الذي قبل هذا العرض من السفير الأمريكي وسعى بنفسه أن يكون اللقاء سرياً وفي بيت السفير بعيداً عن أعين ولاة الأمر ، فلا مانع عند حسن البنا أن يتعاون مع دولة أجنبية خلف ظهر الحكومة إن كان ذلك في مصلحة جماعته*
* فإذا كان الإمام الملهم الشهيد عند الإخوان قد اتصل بالأمريكان وزارهم في بيتهم ووافق على التعاون معهم ضد الشيوعية على أن يكون ذلك في السرّ بعيداً عن الحكومة ، فما الذي يمنع الإخوان الآن بالاتصال بجهات أجنبية أياً كانت بعيداً عن أعين الحكومة المصرية لزعزعة الأمن الداخلي على أمل الوصول إلى السلطة بتأييد هذه الجهات الأجنبية ، سبحان الله أعداء الإسلام هم حماته الآن وهم سعاته لتمكين الإخوان هل مثل هذا فكر شرعي يستند لمفاهيم شرعية أم أن القوم يدّعوا حقاً يريدون به باطلاً ؟  فاعتبروا يا أولي الأبصار

الإخوان والسفارة البريطانية

يذكر محمدحسنين هيكل في كتابه سقوط نظام ما يلي:-

ولفت النظربشدة إن الإخوان يصرفون بسعة وأصدروا جريدة يومية إسمها الإخوان المسلمون فكانت غير قادرة على تغطية خسائرها ولكن ذلك لم يسبب أرقا لإحد إذ إنه من الواضح هناك مصادر تمويل سخية بعضها لايخطر على البال، ومن ذلك ما تسجله وثيقة بريطانية في تقريرمن السير والترسمارت المستشار الشرقي في السفارة يظهر فيها الإمير محمد علي ولي العهد بإنه قد قدم مساعدات ماليةللإخوان حتى يضعوا القيود على جموح الملك الذي فقد صوابه ومن المثير إن الملك فاروق نفسه كان يساعد الإخوان كما أن ملفات وزارة الداخلية تشير إلى مبلغ مائة ألف جنيه سلمها صدقي باشا بنفسه إليه
يذكر فؤاد علام في كتابه أنا والإخوان
 أن علاقه الأخوان بالاستعمار البريطاني بدأت عام 1928 بصفقه تمت بين الطرفين بعدم تعرض اي منهما للأخر فلم يقدم الأخوان علي أي عمل سري ضد الانجليز مقابل غض الانجليز الطرف عن نشاطهم تلك الحقيقه التي كشفها أحمد حسين زعيم مصر الفتاه حيث أكدأن البنا رفض التعاون معه في خطته ضد الانجليز
موقف الاخوان تجاه الانجليز ثابت ولم يتغير، حتي بعد تولي مرشدهم الثاني حسن الهضيبي الذي كتب مقال بجريده الجمهور المصري يوم15 اكتوبر عام 1951 طالب اخوانه بعد استخدام العنف ضد الانجليز لأن العنف لن يخرج الانجليز من مصر، وإهتموا بقراءة القرآن
هذا الموقف استفز
 العالم الجليل خالد محمد خالد فرد عليه بمقال نشرته روزا ليوسف
 إبشر بطول البقاء يا جورج ،مؤكدا أن الرسول قدم فريضه الجهادعلي غيرها من الفرائض يذكر انه في الوقت الذي تخاذل الاخوان ضد الانجليز استباحوا قتل المسلمين من أبناء الوطن كأحمد ماهر والخازندار ومحمودفهمي النقراشي وقيامهم بنسف وتفجير بعض المنشأت العامه ودور السينما راح ضحيتها العشرات من المسلمين
علاقه الأخوان بالاستعمار البريطاني بدأت عام 1941 بالتحديد في اكتوبروهو تاريخ اعتقال البنا والسكري الذي لم يدم سوي 26يوم وتم الافراج عنهم وارسل البنا علي لسان صديقه مستر هيوارث دان صاحب كتاب الاتجاهات الدينيه والسياسيه في مصر الحديثه للسفاره البريطانيه استعداده للتعاون معهم بعد ان وعي الدرس بل وطالب علي لسان السكري ب40الف دولار وسياره مقابل التعاون معهم وهو ما اكده علام في كتابه السابق ذكره
 ومن الانجليز  ارتمت جماعة الإخوان في أحضان الملك وهو ما كشفه حسن الهضيبي عقب لقاؤه بالملك واعلانه ان الجماعه تدخر كل قوتها لتأييده

رأي حزب التجمع في طبيعةالعلاقة بين الإخوان والقوى الأجنبية
ألمانيا
وعن طبيعة العلاقة بين الإخوان والقوى الأجنبيةيذكر عضو حزب التجمع د. رفعت السعيد أنها علاقة من نوع خاص لأنها مخلوطة بالعملة الصعبة حيث أثبتت وثائق ألمانية صادرة عن مكتب الملحق الصحفى بالقاهرة عام 1936 ومودعة فى الأرشيف العام بالأمالمتحدة fo3- 5 أن الرمز «ح.أ» تلقى مبلغاً كبيراً من السفارةالأمريكية كذلك أن تخصص مبلغاً لمكافحة الشيوعية  ويطلب المزيد.وعلى..
وفى عام 1946 اقترح «البنا» أن يتعاون مع المستشار السياسى - فى السفارة
الأمريكية  وفى نهاية اللقاءذكر- كما ثبت فى الوثيقة على لسان د. غسان المترجم الخاص بالجلسات السرية- أنا أعلم أن البنا يخدعنى ويستدرجنى لمكافحة الشيوعية. ولكنه لن يفعل شيئا
وسنأتي الى موضوع التعاون مع السفارة الأمريكية بعد ثورة يوليو

ومن جانبه يذكر الكاتب الصحفى جلال دويدار
 إن الإخوان يؤمنون بمذهب ميكافللى وهو أن الغاية تبرر الوسيلة.. وقد اعتنقوا هذا المذهب استمراراً لسياسة مرشدهم الأول حسن البنا والذى كان ينحنى للملك فاروق لتحقيق أهداف الجماعة، كما أنه كان يقبل دعم القوى الخارجية للوصول إلى غاياته ومصالحه.
وفى المقابل لم يتورع الإخوان يوما كما يقول دويدار - فى فعل المستحيل لبسط سيطرة الجماعة على مقاليد الحكم فى البلاد لدرجة أنهم شكلوا التنظيم السرى في الأربعينيات لتحقيق هذا الغرض وتصفية كل من يقف فى طريقهم، حيث اغتالوا النقراشى رئيس وزراء مصر، وحاولوا اغتيال عبد الناصر عام 1954 فى حادث المنشية الشهير وأثناء حكم السادات خرجت من أرحام
هم الجماعات الإسلامية التى أودت بحياة الرجل الذى أعطاهم الحرية المطلقة فى عهده على حساب اليساريين والشيوعيين وفى عهد مبارك حاولوا قتله أثناء هبوطه فى أحد المطارات على الحدود المصرية
نأتي على الفصل الأول من حكاية الإخوان وتنتهي بمقتل البنا وإختيار الهضيبي لمنصب المرشد، ويشاء القدر أن يسطر أخطرأحداثه ،وهي قيام ثورة يوليو،1952وسيدخل بعدها الإخوان، في مرحلة جديدة من مسيرتهم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق