الجمعة، 31 أكتوبر 2014

الفصل الثاني من تتبع الدولة العراقية



نتتبع دولة العراق  


الفصل الثاني



نبوخذ نصر604 -562 قبل الميلاد
نتابع الدولة البابلية


يعتبر نبوخذ نصر قائداً عالمياً عبر التاريخ ، كان يستفيد كثيراً باستخدام الشعوب التي يحتلها مستخدماً ذكاءه ، كان يستنفذ كل الإمكانيات البشرية والمادية للشعوب التي يستولي عليها لحد التحكم بحياتهم ،إلا أنه امتاز بالديمقراطية وحرية الفكر وكان يسمح للشعوب المحتلة أن تعبد أصنامها (ألهتها) وكان يشارك الشعوب طقوسهم
ويحترم آلهتهم

أعظم ملوك بابل
نبوخذنصر مقيم المدن 
 يعتبر أعظم ملوك بابل وقد اشتهر بلقب مقيم المدن فقد كان فاتحاً للمدن لا غازياً، وقد ساهم في نشر ديانة التوحيد ولكن من نقاط ضعفه إنه ظن نفسه شبه إله وقد دعى حاشيته لعمل تمثال من الذهب ليسجد له الجميع فأغتر حتى وصل إلى نوبة من الجنون أبعدته عن العرش سبعة سنوات وقد امتاز بأنه يعتمد على مشورة مستشاريه وقد أعترف بمقولته المشهورة "الكبرياء الزائدة مدمرة للنفس" ولكنه عاد إلى عقله وإلى توحيد الله فكانت الآية التوراتية بحقه "فالآن أنا نبوخذ نصر، أسبح وأمجد وأحمد ملك السماء الذي جميع أعماله حق، وطرقه عادلة، وقادر على إذلال كل من يسلك بالكبرياء "(دانيال 4:37)
حكم نبوخذ نصر ثلاثة وأربعون سنة وقد حلم حلماً إن الله سوف يعاقبه بسبب كبرياءه وبالفعل أصيب الملك بما يشبه الجنون فابتعد عن العرش سبع سنوات وعاش في الغابة ولكنه تاب فعاد الى الله وإلى الحكم  وتوفي عام 562ق.م 
السبي البابلي
نبوخذ نصر المحارب
قام الملك نبوخذ نصر بالهجوم على مملكة يهوذا بما عرف بالسبي البابلي حيث قام بإجلاءاليهود من فلسطين مرتين مرة في 597 قبل الميلاد و586 ق.موقد تمت عودة اليهود الى فلسطين على يد قورش الكبيرحاكم فارس وكان وعدهم بالعودة الى فلسطين وذلك بعد سقوط الدولة الكلدانية

 


الجنائن المعلقة
الحب المذهل لحبيبته وكيف حفظها التاريخ
إسمعي يا أرجاء الدنيا مديح الربة أنانا
سبحي المقدسة
سبحي الممجدة
وتقربي من السيدة العظمى (ترنيمة بابلية القرن الخامس عشر ق-م)
ونلتفت لنرى نبوخذ نصر،يتصفح ألواح مكتبة أشور بانيبال ،ويتبحر في كنوزها ، ويغوص في معانيها عسى أن يرى فيها تفسيراً لحبه العميق لإميديا،وأن يداوي حنينها الى أهلها وأرضها ،طفر وجده من جنين قلبه ، ودار في الصحراء ليخلق منها جنائن لجنة حبه لها،وتضرع الى الألهة مردوك وذبح لها القرابين ليبارك حبه
وشيد الحب الجنائن
دخل  من باب الإله (توجد ثمانية أبواب للجنائن)
ضم روح الروح وهما يتنزهان في الجنائن التي أصبحت جنة للناضرين تشرب من شهد الحب ولا ترتوي ومن خلجات القلب ولا تنتهي ،وأطلت على حضارة بلادها فخراً لا يذوي
دارا في روض الجنائن
العاشق يحتضن معشوقته
قطف الزهرة الحمراء ورشقهافي شعر إميديا، هذه الزهرة تشتعل كقلبي، تطلب قلبك ،وحبك ورضاكي
كل هذه الحروب التي أخوض غمارها، لتتسع مملكتي وتزدهر هي من أجلك ، أهديها لتعبر عن حبي وشوقي إليك
أميديا
سيدتي مولاتي نجمتي في الأعالي
تاجي وعرشي ، أبذله لإذوب في دمك
لأتنفس شذى هدبك
وأنغمر في شغاف قلبك
لا أريد من هذه الدنيا غيرك

تشبث بها في ظل ظليل ، بعيداً عن أبهة الملك ، وبهرجة السلطة ،هذه لحظات لهما ،لحبه ،لعشقه يداوي فيها وحشية الحروب ،وسفك الدماء ، ومرارة الإقتتال
مولاتي إني طوع أمرك وملك يمينك فتصرفي بي كما تشائين،وكيفما تؤمرين
في خدمتك وأسير حبك وخلاصي وعظمة مملكتي بين يديك
أميديا
تنظر لهذا العاشق الذي أبهرها حبه وأذهلها فيض شعوره ،هذا المحارب كيف يذوب في دمها وجدا
ويتنفسها هياماً ،وينبض بها عروقه عشقاً
وأذا كان مراد حبيبها أن يذوب في دمها ، فكيف ستكون له وبه
أيكفيها أن تنغمر في شغاف قلبه، وتحتضن عروق وجده، وتختبئ في حنايا ضلوعه ،وتتنفس أريج شوقه
وتذوب في خلايا هذا الفذ ، الذي دانت له الدنيا وخضعت له الجيوش ولكنه خضع للحب ولبى نداء القلب
وزرع في قلبه قبل أرضه جنائن الحب والأمل والوفاء
الملك يودع أميديا وينزل من الجنائن ليقف مع جيشه وأميديا من أعالي الجنائن تنظر إليه
مهيباً ، كبيرا، قائداً
عاشقاً
وحوله أركان دولته العفية ، اساس قوتها وعظمتها
وجيشه ينظر الى هذا الرجل الإسطورة ، ينتظر إشارة البدء بالحروب لتكبر الدولة وتزدهر وتقوى لتكون عصية على الهزيمة
أميديا تنظر وتكلم نفسها
ترى
لماذا يتشكك بحبي له
هل يعرف كم تحبه ، هل من الممكن إنها لم تستطع أن تفسر حبها ، وهيامها به ، هل عجزت أن تتواصل معه وهي تشتاق للحظة تجمعها به
تحلم بتلك اللحظة المذهلة ،التي تنبثق من شوقها، ولهفتها وعذابها
هذه اللحظة بعد الفراق ، تنتظرها ، تتمناها، ملهوفة عليها
إذا كان مليكها يعشقها ،فهو في عروقها في دمها في شوقها
كانت تحن لإهلها ، لإرضها ، لجبالها ، للورودبكل ألوانها ،وقد غطاها الربيع وشقشقت تفوح بعبيره
وكان حنينها لهم عذاباً ،ولكن عاشقها ملك كل الحنين، ، وكل الوجد
هل يعرف ،أكيداً إنه يعرف ، ولكن ليطلب المزيد فالحبيب دائماً يطلب المزيد
وتموجت الجنائن شذى ليغمرهما، و العراق يحتضنهما  ،والمجد دان لهما ،وليفوح عبير الحب في ربوعه ولتدخل جنائن العشق في عجائب الدنيا السبع ذخراً للمجد العريق ، والعزالتليد
نبذة تاريخية عن حدائق بابل المعلقة
من عجائب الدنيا السبعة بالعراق وتعرف كذلك بحدائق بابل بنيت في 600 قبل الميلاد وبابل تعني (باب الإله) وكان للحدائق 8 بوابات وأفخمها بوابة الحديقة بر وعتها الخلابة ويقال إن الملك إستخدم الأسرى الذين جلبهم من بلاد الشام وجعلهم يعملون ليل نهار ، وهناك تمثال كبير كان في المتحف يمثل
ما حدث ،ويقال إنه بعد الحرب الإخيرة تم سرقة هذا التمثال وهو ضخم جدا وهو أول ما سرق من  المتحف العراقي
ولقد بنى الملك قصرا كبيرا وزرع على سطحه كمية كبير من ذات الألوان الجذابة بحيث غطى شكل القصر
كأنه جبل مزروع بالنباتات والأزهار فوق اقواس حجرية إرتفاعها 23 م فوق سطوح الأراضي المجاورة للقصر ،بنظام ميكانيكي معقد لتسقي المزروعات من الفراتعلى بعد 50 كم جنوب بغداد في الضفة الشرقية من نهر الفرات
المصدر التاريخي ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ، حدائق بابل 
المعلقة
مصدرآخر
من بلاد الرافدين مؤلفه الحسين الطاهر
وغدا من الضروري إيجاد بساتين بجوار القصور الملكية لكي يشعر الملك بالطراوى وظن علماء التنقيب بأنهم عثروا في بابل على أسس الجنائن المعلقة وذلك في مجموعة من الغرف الضيقة جداأ، وأعتبرت التقاليد اليونانية هذه الجنائن المعلقة إحى عجائب الدنيا السبع ويقال إن الملك نبوخذ نصر أعدها إرضاءا لزوجته الت إعتادت على الجنائن الملكية وهي الفراديسفي بلاد ميداي حيث كانت قد ترعرعت    ة - 
المصدرتاريخ الحضارات العام الشرق واليونان القديمة- جامعة السوربون

وسؤال لمن خربوها
وفي ظنهم بأنهم جددوها
ألم يتململ ضميرهم ولو قليلاً بعد أن تركوها،مسخاً ،وأخرجوها من روح التاريخ والحضارة،ووضعوا بدلها شواهد لا تحكي عنها ولا تدل عليها ، وكأنها من حكايات ألف ليلة وليلة ولم ينقصها إلا الملك جالساً مع جواريه ،وحوله الحجاب والقيان ،مختبئين خلف باب عشتار، فحزن القاصي والداني لمن نسوا أو تناسوا إنها من روح الأزل وكانت ستبقى الى الأبد،  فكان قرار اليونسكو بإخراجها من عجائب الدنيا السبع
والمؤلم بإنها لم تخرج وحدها ولكن خرج معها  العراق كله
عذراً عبقري الحروب وإيقونة الحب فإننا لم نقدر تراثك
عذراً أميديا فلم نكن بمثل تألقك ، ولم نحافظ على سكنك

إستكمالاً للتدرج التاريخي لما جاءبعدحقبة البابليين
الأخمينيون
دخل كورش مدينة بابل سنة 539 ق الميلاد وكان بداية لفترة إحتلال طويلة تعددت فيهاالأطراف التي مارست إحتلال العراق وأستمرت حتى دخول العرب المحررين بقيادة سعد بن أبي وقاص المدائن وإنهاء الإحتلال الفارسي سنة 635 ميلادية
الإسكندرالمقدوني
إنتهى الإحتلال الفارسي على يد الإسكندر المقدوني (331 -323 قبل الميلاد)تقدم على رأس جيش مقدوني ليهزم دارا الثالث ويدخل بابل ويستولي على أملاك الإخمينين في العراق وعيلام وفارس
وبعد وفاته قسمت إمبراطوريته بين قادته وكان العراق من نصيب سلوقي عام (311 قبل الميلاد)موؤسس الدولة السلوقية
وقد إتسم العهد بالإضطرابات والنزاعات بين الطامعين
لجأ اليونانيون الى إلغاء الدور المحلي للمجتمعات المحتلة وتخطيط عالم جديد فشيدوا مدناً جديدة خصصت لهم ولم تفلح سياستهم مما إضطرهم الى إعطاء المجتمع البابلي دوراً كبيراًفعادت المدن البابلية الكبيرة الى دورها السابق ولكن بطابع جديد سلبوا منه أسماء المبدعين العراقيين وإعطائهم أسماء إغريقية لإسدال الستار على كل ما هو عراقيونسبته الى أنفسهم


الفرثيون 140  ق الميلاد – 226 ق الميلاد
إشتد الصراع بين القادة اليونانيين فظهر الفرثيون في شمال إيران وأستطاعوا الإنقضاض على العراق
فدخل الفرثيون سنة 140 قبل الميلاد وأتخذوا معسكراً عرف بإسم طيفسون في حين ظهرت إمارات عربيةعلى طول نهر الفرات ومنها إمارة بيت عديني الكلدية وإمارة كرخ ميسانفي جنوب العراق وإمارة الحضر في شمالي العراق وإقتصر حكمهم على شمال العراق الذي تعرض في زمنهم لهجمات الروما

الإحتلال الساساني224 -635
إستطاع الفرس الساسانيون دخول طيسفون ( المدائن)وقتل الملك الفرثي ،وإحتلال العراق إستولوا على بابل وكانت لهم حروب مع الرومان وكثرة الحروب بين الفرس والعرب
وإزداد تدفق الفرس بإتجاه جنوب العراق ووسطه والى منطقة الجزيرة فتقدمت قبيلة قضاعة الى الحيرة وبادية السماوة وتقدم قسم منها الى الحضر وبعدها تلته قنص بن معد وأياد وعبد القيس وربيعة وبكر بن وائل وبعضمضر وبشارالى خليط قبلي من الأزد وكلب وحنظلة وتميم في الأحواز
وفي حين عبرت حملة سابور ذي الأكتاف على القبائل العربية في العراق وفي شبه الجزيرة العربية عن إصرار الفرس على إقصاء العرب من العراق وتذويب سكانها القدماء بمنع تواصلهم مع عرب الجزيرة
وخاضوا معارك طويلة مع الفرس ويكشف توزيع العرب قبا الإسلام عن إنتشارهم في معظم أنحائه ويعد ظهور إمارة الحيرة في أوائل القرن الثالث الميلادي إحدى ثمار هذا التحرك الذي مارسوه وأخذ بعده في زمن النعمان بن المنذر أمير الحيرة بعده الثقافي
الحضر
ظهرت الحضر أبان فترة التسلط الفرثي على العراق  وقد أسستها جماعة من الأزد من قضاعة وقد عرف أحد ملوكها (سنطرق) بكتاباته الشهيرة (سنطرق ملك عربو)اي ملك العرب
تعتبر الحضر من المدن الصحراوية مثل  البتراء وتدمر فقد قاوم طموح سكانها السلطتين الرومانية والفارسية ودمروها الواحدة تلو الأخرى
وذكر المؤرخون الرومان فشل محاولات إحتلال الحضر،وإن سكانها دافعوا عنها دفاعاً مستميتاً ،وعندما حقق الرومان فتح ثغرة فرحوا طمعاً بالمغانم ،ولكنهم فوجئوا بأهل الحضر يسدون الثغرة في اليوم نفسه وأضطروا الى العودة الى سوريا بعد عشرين يوم من حصارهم للحضر
وكما يبدو بأن مدينتي بابل والحضر بقيتا عامل جذب لجيوش الغرب التي غزت الرافدين فقد طمع الرومان بكنوز معبد الشمس في الحضر،


موت الإسكندر في بابل

موت الإسكندر في بابل وأحلامه بجعلها عاصمة له تثير لديهم الرغبة في دخولها ،حتى إنهم قدموا القرابين في نفس الغرفة التي مات فيها الإسكندر ، عندما كان في بابل ربيع 116 ميلادية اي بعد مرور 400 سنة على موت الإسكندر

وأسهم الساسانيون في تدمير بابل تدميراً نهائياً وجعلوها مهجورة الى الأبد قبل أن ينتهي القرن الخامس الميلادي
دولة الحيرة
الربع الأول من القرن الثالث الميلادي
 إستمرت الممالك العربية بالظهور في منطقة الفرات الأوسط والجنوبية منذ العصر السلوقي وكان آخرها مملكة الحيرة على الضفة الغربية للفرات وبالتحديد في منطقة الكوفة الآن، وإمتدت من بابل على الفرات الى الخليج العربي
ويعتقد المؤرخون إنها ظهرت في الربع الأول من القرن الثالث الميلادي وإن سكانها هم خليط من
اللخميون - (آل نصر بن ربيعة) من الجزيرة
العباد -السكان الأصليين (قبائل كلدة التي تسكن المنطقة نفسها)
الأحلاف - وهم عرب مهاجرون نزلوا المنطقة وتحالفوا مع تنوخ والعباد
والملك الأول الذي حكم في الحيرة هو أمرؤ القيس بن عمر بن عدي وذلك في حدود 288-328 ميلادية
وآخر ملوك آل لخم  هو النعمان بن المنذر (580 -602 )ميلادية ولقد عاصر حكم الملك الفارسي أبرويز
وكان عهده يمتاز بجو من السلام الذي ساد علاقة الحيرة بالغساسنة في الشام وعلاقته الوثيقة بجزيرة العرب التي إتضحت ب

اولا- لقائاته المستمرة مع قادة العرب من الحكماء والشعراء والخطباءورؤساء القبائل
ثانيا-علاقته بشعراء عصره
ثالثا-علاقته بمكة عن طريق تعدد رجالاتها الى الحيرة
ولقد أسهمت هذه العلاقات في تكوين مناخ ثقافي في بلاط النعمان وأسهم في تكوين رأي عام عربي مشترك في قضايا تجاوزت المكاسب والمفاخر الوطنية

الفصل الأول هذا هو العراقي فنتتبع فجر دولته

الفصل الأول من دولة العراق 


الشمس في بلادي أجمل والظلام حتى الظلام هناك أجمل لإنه يحتضن العراق
الشاعر بدر شاكر السياب

من هو العراقي فلنبدأ من فجر دولته في 16-1-2014

شموخ العراق المغلف بالحنية ، ،المعطر من طيب ،التربة الندية، المحلى  بتمرته البرحية ، المستظل بسعوفه الهفهافة،يغفو على ضفاف شواطئه الرحيبة ،ويتدفئ من طيب مياهه العذبة ،وتبث مسكاً وكافورا وتحتضن قلوب أهله التي تبدو بشدة وهي أرق من النسيم
يغلف العراقي  رهافة قلبه ورقة شعوره بقشرة رقيقة ولكنها صلبة ،يضن بأنها تحميه من ضعف أوإستغلال، و تنفجر كالقذيفة دفاعاً عن كرامته وحياته،فلا يرى منه إلا اللهب والشررالتي تصيب وتؤذي،ويتبخر معها مخزون الطيبة والحنية ، فهو كسمك أنهاره مأكولاً ولا أقول مذموماً
الشدة التي تفسر بإنها خشونة هي خطوط دفاع ، عن كيانه وإستقلالية معتقداته ولكنها تذوب واحدة بعد الإخرى عند  ،هفة حنية ، تعاطف اومواساة او حب
مخلصاً لحد الفناء ، وينقلب عند إشارة خذلان
يحمل جينات عبقرية أجداده ومعها الإنكسار
يحتضن نبتتة شموخ حضارته ويشوبها النكوص
 وتنبثق غرسة الكرم من لباب قلبه لينجد محتاجاً او يطعم فقيراً أويواسي متألما
ويغرس الحزن في قلبه نبتة تمتدجذورها عفية وغصونها عالية
مثقل بألام الفتنة الكبرى ، التي ساحت دماءا على أرضه
حمل موروث الندم والخذلان ،حرمه من الفرحة على مدى حياته
وتراه معذباً ، حزيناً ، يحاول أن يداوي جروحه
يتحدى ألام المقتل ، ليثبت برائته
وفي أديم الفقد،ومحون الحياة، يقف ساتراً ، حامياً ،وناجداً
هذا هو العراقي فلنتتبع فجر دولته




حضارة العراق

شموخ العراق بماضي حضارته التي إمتدت منذ الأزل والى الأبد صنفت في مفاهيمها ودساتيرها وتشريعاتها ،بأن الحضارة الإغريقة إقتبست ، من روحها ومن مسلتها ومكتبتها وجنائن فردوسها

أصل تسمية العراق


كلمة أورووك مشتق من لفظة تعني المستوطن (مكان للإستقرار والإستيطان)ويعد من أقدم أماكن الإستيطان
في العالم لوجود نهري دجلة والفرات ومن الأرجح تكون مشتقة من الجذر الذي أشتق منه إسم
(Uruk)
من المدينة السومرية الوركاء في الناصرية جنوب العراق (اور)وسمي عراقا لدنوه من شاطيء النهر(ويسمي أهل الحجاز ما يقرب من البحر عراق)
أو مطلق الشاطئ، وأنه إنما سمي "عراقا" لدنوه من البحر (أي الخليج)، ولأنه كذلك على شاطئ دجلة والفرات .،وموجز القول أن معنى اسم عراق هو الساحل أو الجرف،  ومن هذا الرأي ان معنى عراق، جرف الجبل أو سفوح الجبال التي هي أول ما يقابل المسافر من السهل

الرسوبي بإتجاه الجبال الشرقية والشمالية جنوب العراق  


يقول المؤرخ (اومستد) ان اول استعمال لكلمة العراق قد ورد ذكرها في العهد الكيشي في وثيقه يرجع تاريخها الى حدود القرن (12 ق.م) وجاء فيها اسم إقليم

على هيئة (أريقا) الذي تحول حسب رأي أومستد الى (عراق 

أطلق العرب اسم بلاد بابل او ارض بابل على القسم الجنوبي من السهل الرسوبي اما القسم الشمالي فأطلقوا عليه مصطلح (الجـزيرة) او الجزيرة الفراتية وهذه المنطقة تقابل مصطلح ميزوبوتاميا جغرافياً 

أما اكثر استعمال لمصطلح (العراق) فقد شاع في بدء الأدوار الأخيرة من العهد الساساني بين القرنين ( 5-6 الميلادي) حيث بدأ إستعماله يظهر في الشعر العربي الجاهلي للدلالة على الجزء الجنوبي والوسط من السهل الرسوبي في بادئ الامر أي مقابل مصطلح (ارض او بلاد بابل) أما القسم الشمالي فيعرف بمنطقة الجزيرة كما مر ذكره في العهد السلجوقي في القرنين( 11-12 م) امتد مدلول المصطلح ليصبح العراق ضاما ً اقسامه الجنوبية والوسطى والشمالية وكذلك امتد ليشمل ما جاور العراق من المناطق الجبلية في إيران وحتى همدان 

 
أطلق العرب على السهل الرسوبي (ارض السواد لكثرة غابات النخيل فيه ) وهذا الاسم كثيرا ً مارافق اسم العراق فقد إقترن اسم العراق في الشعر الجاهلي بالرخاء والخيرات


تبلورت حدود العراق الحالية في العهد العثماني القرن( 19 م) وفي فترة الأحتلال البريطاني 1917 م و ما ترتب على إتفاقـية سايكس- بيكو 1916 م
اعدها
حسين الجراح
المصادر:
1-
مركز ميتزوبوتاميـا للفن الرافديني، المهندس حامد عبد الرزاق، مدير المركز
2-
المعجم الوسيط: الجزء الاول والثاني،
3-
دار الرواد-إسطنبول- ترك


مقالة نادرة للعلامة طه باقر
نشرت في مجلة العاملون بالنفط عام 1954
لعل أكثر ما يثير حب التطلع عند الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية تساؤلهم عن أصول أسماء البلدان والأماكن الجغرافية المألوفة في بيئتهم، بحيث تكاد تكون هذه الظاهرة العقلية في صعيد الغرائز الهوايات المفضلة المتأصلة في النفوس، وهي ظاهرة سجلها كاتب هذا المقال بين عامة الطلاب في الكليات وفي غيرهم من خلال تجاربه في حقل التدريس، والى الجانب العاطفي الرومانطيقي الذي يصاحب معرفتنا بأصول الأماكن ومعاني أسمائها، فان الباحثين في أصول الأقوام والحضارات والجغرافية التاريخية يولون فان معرفتنا باشتقاق اسم جغرافي واحد قد توقفنا على فصل كامل في أصول المستوطنين الأوائل في تاريخ قطر ما، خذ على سبيل المثال اسم مدينة شهيرة في الشرق العربي هي بيروت فان اشتقاق اسمها يد لنا على أصل الاستيطان الآرامي في تلك المنطقة، لأن بيروت جمع آرامي يعني (الآبار)، ومثل هذا يقال في أصول كثير من الأماكن في وادي الرافدين وسائر أجزاء الوطن العربي الكبير.
والذي لاحظه كاتب المقال ان أكثر ما يستفسر عنه المتسائلون يدور على أصل اسم هذا القطر، أي كلمة (العراق) فقد تشعبت آراء الباحثين في أصل كلمة (العراق) ومعناها على انه من الممكن تلخيص هذه الآراءاهتماماً بالغاً في هذا الموضوع بالنظر الى صلة ذلك بجلاء الحقائق عن 
لآراء بحصرها في ثلاثة احتمالات
1-
ان اسم (العراق) عربي في أصله.
2-
انه معرب من أصل فارسي.
3-
ان لفظ (العراق) على ما نحتمله.
يرجع أصله الى تراث لغوي عراقي من العصور القديمة، وفي وسعنا إيجاز آراء من يرجع (العراق) الى اصل عربي بأن معنى كلمة (عراق) شاطئ البحر أو الشاطئ والساحل على وجه الإطلاق وانه انما سمي عراقاً لدنوه من البحر ولانه أيضاً على شاطئ دجلة والفرات، وان أهل الحجاز يسمون البلاد القريبة من البحر عراقاً، ومن قبيل هذا الرأي ان معنى (عراق) حرف الجبل أي ان المصطلح مأخوذ من حروف الجبال وسفوحها التي هي أول ما يواجه المسافر من إقليم السهل في الجنوب باتجاه الشمال والشمال الشرقي، فأطلق هذا الاسم على القطر كله على باب إطلاق الجزء على الكل.
اما الذين يقولون بأصله الفارسي فقد اختلفوا أيضاً في معناه فمنهم من ذهب الى انه مأخوذ من كلمة (إيران شهر) التي تشير الى النخل والشجر الكثير، فعربت هذ الكلمة الى (عراق)، ومنهم من يشتقه من كلمة (ايراه) التي تعني الساحل في الفارسية فعربوه الى (أيراق) ثم الى (عراق) أو انه تعريب الكلمة الفارسية (ايراق) بالفاء التي تعني مفيض الماء وحدوره، وفي مفاتيح العلوم للخوارزمي وتاريخ حمزة الأصفهاني، ان تسمية (ايران) بالكاف الفارسية أي ان (ايران) أصل لفظ (إيران) و(العراق)، وفي الافستا (الابستاق) ان ايراكستان وهي المورة بين فيروز أباد وخليج العرب أي العراق يجب ان تلفظ (ايراكستان) بالكاف الفارسية، وشبيهة بهذا ما ذهب اليه الآثاري الشهير هوتسفيلد من ان كلمة عراق معربة من (ايراك) الفارسية التي تعني البلاد السفلى والجنوب.
العراق (سومري أو قبل العهد السومري)هو أوروك وهي نفس الكلمة التي سميت بها المدينة السومرية أوروك

اما الرأي الثالث أي بارجاع أصل كلمة (عراق) الى تراث لغوي قديم، فمع انه لا يمكن الجزم به أو ترجيحه على أحد الرأيين السالفين الا انه حري بان يورد كأحد الاحتمالات، وخلاصة هذا الرأي ان لفظ العراق سومري أو لعله ما قبل العهد السومري وانه مشتق من كلمة تعني المستوطن ولفظها (أوروك) وهي نفس الكلمة التي سميت بها المدينة السومرية الشهيرة (الوركاء) التي تكتب بالعلامة المسمارية التي تعني المستوطن، فكلمة (أوروك) بالسومرية تدخل في تركيب أسماء جملة مدن سومرية شهيرة مثل (أور) أبو شهرين الآن قرب الناصرية و(لارسا) السنكرة الآن القريبة من أور.
على ان سكان العراق الأقدمين لم يسموا هذا القطر بالكلمة المذكورة على الرغم مما ارتآه المؤرخ المشهور أومستد من ان أول استعمال للعراق في العهد الكاشي في وثيقة يرقى تاريخها الى حدود القرن الثاني عشر ق.م حيث جاء فيها اسم قطر بهيئة (اريقا) وان هذا المصطلح صار على ما يرى المؤرخ 

الاسم العربي لبلاد بابل
.
أسماء أخرى تاريخية للقطر
فاذا كان العراقيون القدامى، كما ذكرنا لم يطلقوا مصطلح (أوروك) على القطر كله فماذا كانوا يسمون القطر العراقي يا ترى قبل ان يشيع استعمال كلمة العراق في أواخر العهد الساساني 226-637م؟، وللإجابة على هذا السؤال نقول بوجه الإيجاز ان أقدم أشكال أنواع الحكم في العراق في مطلع الألف الثالث ق.م كان بهيئة دويلات مدن على غرار ما كان عند اليونان منذ القرن السادس ق.م وفي بعض الأقطار الأوروبية في العصور الوسطى، وكان الحكام والأمراء السومريون الذين حكموا في دويلات المدن يلقب كل منهم نفسه بحاكم أو أمير المدينة التي كانت مركز دويلته، هذا مع وجود مصطلح جغرافي للقسم الجنوبي من العراق هو (بلاد سومر) وللقسم الوسطي مصطلح (بلاد أكد) وحدث في أواخر عصر دويلات المدن السالف الذكر ان ابتدع أحد حكام ذلك العهد المسمى (لوكال زاكيزي) في حدود 2400 ق.م لقباً سياسياً جديداً بان أطلق على نفسه لقب (ملك الإقليم) مستعملاً اللفظة السومرية (كلام) التي تعني الإقليم، وبوجه خاص قطر الشخص المتكلم أي وطنه،وصارت (كلام) تعني البلاد أو الوطن.
والجدير بالذكر بهذه المناسبة احتمال ان لفظ (كلام) السومري ه أصل الكلمة العربية (إقليم) التي أرجع بعضهم أصلها الى الإغريقية.
وفي العهد الأكدي السامي الذي أعقب عصر دويلات المدن السومرية في العراق احتفظ مؤسس السلالة الآكدية سرجون الشهير بلقب (ملك الإقليم) ولكنه استحدث الى جانبه لقباً سياسياً جديداً هو (ملك الجهات الأربع) أي ملك العالم، ثم أضيف لقب سياسي جغرافي جديد في عهد سلالة أور الثالثة السومرية 2115-1998 ق.م ذلك هو ان ملوكها لقبوا أنفسهم بملك سومر وآكد وهو مصطلح ظل في الاستعمال والى آخر العهود التاريخية 





حضارة العراق

العصر السومري
عصر فجر السلالات

أي سومر البلد العظيم والإقليم المتناهي ، المغلف بالنورالذي لا ينطفئ ،يا من توزع السلطات على الشعوب كلها شرقاً وغرباً،سامية وعصية هي سلطاتك

وصف سومر على لسان الإله أنكي بداية الألف الثاني قبل الميلاد

هل إنتهى عهد الأمل وأنزوينا بعيدا عن عز أكدو سومر،وقد حفظت ذخراً في جيد الزمن نقياً كالمطر شفافاً كالقمر(من مدونتي)
حضارة سومر 4000 سنة قبل الميلاد،وبرزت فيه جماعتان السومريون ومن أطلق عليهم الأكديون ،وتركزت الحضارة السومرية في المدن الجنوبية مثل أريدو وأور ،في محافظة ذي قاروالوركاء في محافظة المثنى ،وتركز الأكديون في مدينة في كيش محافظة بابل ،وبعض المواقع في مدينة الأنبار وامتزجت كلتا الجماعتين وتبادلوا القيادة السياسية فيما بينهما
الكتابة
إجعلني وحدي كخاتم على قلبك لإن المحبة قوية كالموت(كتابة مسمارية ،ترنيمة عشتارية مندثرة)


 كاتب لا يتقن السومرية أي كاتب هو-   مثل سومري
لقد حدد السومريون معالم الكتابة المسمارية ولم تندثرلغتهم وبقيت وقتاطويلاً تستعمل خاصة في النصوص الدينية ،
ثم سيطرت اللغة الأكدية التي إمتازت بليونتها وبوضوحها على تأدية مختلف أنواع الفكر مهما كانت دقيقة ومن الملاحظ إن الكتاب الأكديون تبنوا جموع علامات الكتابة السومرية وعدلوا قيمتها كصوت حتى يعطوها القيمة الصوتية للمقطع الذي يعبر عن 
الفكرةفأصبح يلفظ بصورة مختلفة في اللغة الأكدية ويدل على معنى مختلف جداً
و 


تعد اللغة السومرية أقدم لغة تصلنا من بلاد الرافدين بفضل إختراع الكتابة  من قبل السومريين وبما أن حضارة العبيد أقدم من
 الحضارة السومرية  ولكنهم لم يعرفوا الكتابةووصلت آثار منها كالجرار وكسر الفخر والخزف الملون

ضياع أغلب المعلومات 

الفراتيين الأوائل

وعدم معرفتهم بالكتابة ادى الى ضياع المعلومات التي كنا سنعرفها عنهم والعبيدين أو الفراتيين الأوائل مختلف أصلهم عن السومريين وما وصلنا من لغتهم هي كلمات متناثرة وأسماء للحرف والمهن الأساسية في الحضارة مثل ملاح ونجار وفخار وفلاح وكذلك نخل ونحاسوأيضا أسماء لمدن في جنوب العراق كاريدو وأور وأوروكبالإضافة الى اسماء النهرين دجلة والفرات

تطوير السومريين لهذه الكلمات
أخذ السومريون هذه الكلمات وتبنوها في لغتهم التي إستمرت بصفتها اللغة الرسمية للعراق القديم قروناً طويلة وحين حل الأكديون محل السومريين في زعامة وادي الرافدين أبقوا على اللغة السومرية لغة رسمية كما إستعملوا كثير من الكلمات في لغتهم الأكدية كما فعل الأشوريين والبابليين في مختلف أدوار حياتهم في العراق القديم 

إنتقال اللغة السومرية الى حياة العراقيين
وهنا نرى إن من الكلمات التي نستعملها في العربية تعود جذورها الى الفراتيين الأوائل وتبناها الأكديون والبابليون والأشوريون ومنها إنتقلت الى الشعوب السامية الأخرىومنها  الى العربية  ا

إ





إختراع السومريين للكتابة


يذكر إن تعقيد كتابة وادي الرافدين يفوق تعقيد الكتابة المصرية ولا نستطيع الجزم في أسبقية الزمن لهذه الكتابة أو تلك ، وتشير بعض الآثار بأن البدء بإستعمال هذه الكتابة يعود الى النصف الثاني من الألف الرابع وأنطلقت الكتابتان من نقاط متشابهة –رسم-شكل يمثله الشئ او الكائن الحي –الفكرة وإستعمل الخزف في الكتابة ، والكتابة الأشورية هي شكل من أشكال اللغة الأكدية وهي بدورها تطوير للسومرية(راجع تاريخ الحضارات العام-الشرق واليونان القديمة-جامعة السوربون)


وبعد إختراع السومريين للكتابة في حدود 3000 قبل الميلاد ،ورافق هذا ظهور السلطة في شكل سلالات ظهرت كل منها في مدينة ،وإن السلطة الملوكية نزلت من السماء الى الأرض لأول مرة في كيش قرب بابل
ثم إندثرت في عهد الطوفان
ثم عادت للظهور على يد ملوك هذه السلالة تحققت الوحدة الداخلية في العراق في عصر مبكر 2800 قبل الميلادبحدوده الحالية تقريباً
وأشهر السلالات السومرية سلالة الوركاء الأولى وملكها الخامس كلكامش (2700 قبل الميلاد)وقد خلدت هذه السلالة بالملحمة  المشهورة - ملحمة جلجامش ومن السلالات السومرية الأخرى سلالة أور الأولى ( 2650 ق الميلاد)

وتكشف آثار هذه المدينة عن تقدم الفنون والثقافة ومنها وصلت الينا القيثارة المشهورة

وتطور إستخدام العربة في الأغراض العسكرية إضافة الى الزراعة والنقل
الملك اوروامكينا

صاحب أول إصلاح إجتماعي ،قانوني في العالم وهو الذي وضع أسس التشريعات 
القانونية التي ظهرت بعد هذا التاريخ
الملك اوما لوكال زاكيري
ترجع اليه الجهود الأولى لتوحيد دويلات سومر وربما الأرض الواقعة بين الخليج العربي والبحر المتوسط ويذكر إنه وصل (من البحر السفلي الى البحر العلوي)وتلقب 
بملك سومر

سرجون الأكدي

2371 -2316 ق الميلاد

2145لقد عمرت الإمبراطورية الأكدية لقرن ونصف من الزمن تقريباً وذلك 2334الى 
وشملت بالإضافة الى العراق عيلام وهي جنوب غرب إيران وبلاد الشام وجنوب شرق تركيا كما إمتد أثرها الى قبرص وكريت حيث وجدت أختام إسطوانية أكدية في قبرص  
وهنا نأتي على سيرة سرجون الأكديوعظمة سلالة السرجونيين التي إمتدسلطانهم  ا الى مصر العليا ومن كليكلة الى بلاد ، الميديين
(تاريخ الحضارات العام الشرق واليونان القديمة)  


إنتزع السلطة من السومريين ووحد المدن السومرية ،وشملت دولته الخليج العربي والأراضي العربية حتى البحر المتوسط وشمال العراق حيث كانت مدينة أشور تحتل أحد المراكز الأدارية الكدية المهمة وشمالي سوريا وبلاد عيلام في الشرق وحارب الأقوام التي هددت حدودها ومصالحها في آسيا الصغرى وظهرت بذلك أول دولة مركزية تضم أراضي واسعة من الوطن العربي وهي المحاولة الأولى للوحدة بقيادة العراق
الكوتيون (عقارب الجبل)
إستولوا على الدولة وإحتلوها قرابة مائة عام وكانت من أحلك فترات التاريخ لما أصاب البلاد من خراب
ولكن بقت كثير من المدن السومرية خارج سلطتهم وخاصة مدينةلكش والوركاء
أوتو حيكال زعيم الوركاء السومري (2120 ق الميلاد
محرر العراق من الإحتلال الكوتي ولحق الهزيمة بملك الكوتيين (تريكان)وتحقيق الإستقلال وتأسيس سلالة وطنية في أورواشهر  ملوكها اورنمو(2113 -2096 ق المميلاد)وظهرت الزقورة في معبد الإله (نتا) في أورو أشتهر بتشريعاته القانونية ويعد قانونه المدون بالسومرية أقدم نص قانوني وصل إلينا  حتى الآن




نموذجان من العهد السومري 
شعباد وجلجامش
1
الملكة شعباد ملكة سومر
في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد

وهي أحدى الملوك التي حكمت وادي الرافدين العظيم في سومر ( الناصرية ) جنوب العراق زمن الحضارة السومرية
وهو اسم لملكة سومرية تربعت على عرش سلالات سومر الحديثة 
في النصف الاول من الالف الثالث قبل الميلاد التي سكنت جنوب العراق قبل اكثر من خمسة الاف سنة ، زوجة للملك اباركي ملك اور .
اقترن إسمها بالقيثارة الذهبية السومرية والمقبرة الملكية 
والحلي والاختام اللازوردية والقصور والمعابد التي وجدت في ارض مدينة اور التاريخية



الملكة بو - ابي شعباد سيدة الحلى والزينة
في النصف الأول للألف الثالث قبل الميلاد
ترجع  الحلى التي عثر عليها في المقبرة الملكية الى عصر فجر السلالات الثالث وهو عصر السلالة السومريةالثانية ونهاية العصر السومري الحديث ومن الملفت للنظر إن هذه الوفرة الفنية من النفائس التي إختارتها الملكة شعباد بنفسها تكون ملفتة للنظرفي النصف الأول للإلف الثالث قبل الميلاد والتي وجدت في المقبرة وهيخليط من أرقى المعادن وهو الذهب والفضة والأحجار الكريمة وبمختلف الأشكال والألوان
لقد إهتمت هذه الملكة بجمالها وزنتها والتي لم تسبقها إمراة في كل العهود ولتمنحا أبهة ملكية مقدسة
وهي التي أشارت للصناع المهرة أن يصنعوا لها إكليل الرأس النادروالذي لم يشاهد في العهود السومرية السابقة على النساء التي سبقت شعباد وهذا الإكليل هو من الذهب الخالص الذي شكل أوراق الصفصاف أو أوراق شجر الزان المزخرفة بالذهب وقد إرتفعت فوقه ثلاث زهور تبدأ بمؤخرة الإكليل الخلفية وتنحني حركة الخطوط الثلاثة برقة مشكلة نصف أقواس تتطاول فيها الأدوار الثلاثة ويضفي مهابة وإجلال للملكة شعباد
إكتشاف المقبرة
اكتشفت المقبرة من قبل عالم الأثار وولي بين عام 1922 -1933 وأكتشف قبر زوجها الملك أباركي ملاصقا لقبرها لحبها له وأوصت أن تدفن بقربه ولهذا يشاهد القبرين متلاصقين
توفيت الملكة شعباد بالإربعين من عمرها ووجدت ممدة على سرير من الخشب ومعها وصيفتان


كما وجد في قبرها ثلاث أختام إسطوانية من اللازورد تحمل أحدها إسمها ولقبها ودفن معها تسعة وخمسين شخصا وكميات من الحاجيات الثمينة والأدوات وفسر العالم مورتكات ظاهرة الدفن الجماعي بإن الملك يدفن مع حاشيته ولكنه كان يخرج من القبربعد فترة معينة تشبها بقيام الإله تموز من الأموات في فصل الربيع واعتبرت عادات نذور كما فعل جلجامش عندما دفنت زوجته وإبنه وجواريه الى جانبه ومعها كميات كبيرة من الهديا والنذور كما في القبور الجماعية  


الأحد، 2 نوفمبر، 201


2
جلجامش
1800 قبل الميلاد
أكتشفت عام 1853 ميلادية

من أشهر السلالات السومرية سلالة الوركاء الأولى وملكها الخامس كلكامش (2700 قبل الميلاد) وقد خلدت هذه السلالة بالملحمة المشهورة (ملحمة جلجامش)
ومكتوبة بالخط المسماري على 12 لوحاً طينيا أكتشفت عام 1853 وفي موقع أثري عرف بالمكتبة الشخصية لإشور بانيبال في نينوى بالعراق ويحتفظ بها في المتحف البريطاني ومكتوبة باللغة الأكدية وتحمل توقيعا لشخص يدعى( شين 

لونيني)ويتصور البعض بإنه كاتب الملحمة التي تعتبر أقدم قصة كتبها الإنسان



إتخاذ القرار المصيري في ذلك الزمن



وتعكس لنا أحدى أساطير العراق القديم التي تتحدث عن جلجامش الملك السومري شكل النظام السياسي في عصر دويلات المدن السومرية حيث تذكر عزم جلجامش على الحربومحاولة مجلس شيوخ المدينة ثنيه عن هذا ولم يستطع جلجامش أن يعلن الحرب للدفاع عن مدينته أوروك إلا بعد إعطاء مجلس رجال المدينة الإذن والمساندة ، مما يدل تقيد الحاكم برغبات مجلس المدينة في إتخاذ القرارات المصيرية



معنى الخلود
ذاب أنكيدو في قلب جلجامش ، أحبه تفانى فيه ، لا يرى الوجود بدونه ، لا يهنأ إلا بقربه ولكن إرادة الحياة قُُهرت ، هُزمت، قهرها الموت الذي لايعرف عدواً ولا حبيباً ، تأتي لحظة الوداع شهقة تحرق القلب، تشتت الروح ،وتميت جذور الحياة ، يذوي العقل صدمة  رجفةًًثم
حيرةً ، وهنا يسري الألم حارقاً العروق ، محاولاً أن يتذوق المرارة قطرات حتى لا يختنق بحنظلها ويحترق بلظاها،
لم يستطع الطبيب، أن ينجد أنكيدو، هزأ الموت  من دواؤه، ، قهر الموت ما خطه الطب في صفحاته ،وأخذه الى مقتدر عزيز لرحابه ورحمته وعدله ، بدون أهواء البشر و ميولهم وأحكامهم وقوانينه

ولكن القلب المخلص لا يكل ولا ينسى
ودار جلجامش يبحث عن سر الخلود ويتأمل في الحياة والموت ومعنى الوجود قاسى الألام وصبر على المحن دار ولف بحث ونقب ، كافح  ولكن كان بحثه هباء وكفاحه دخان
فيا أيها العراقي الإسطورة
 فيا أيها العاشق المذهل
هل تعرف كيف سخر الدهر من خيبتنا ووقف يتفرج على غفلتنا وينظر اين وضعت ملحمتك
سوف أخبرك أين وضعت ملحمتك
لقد نقلت من أرضك
زينت المتحف البريطاني وزادته رونقا وتاريخا وحضارة
وحسناً فعل من نقلها من مكمن الحضارة وروح التاريخ الى بهاء التحضر وشموخ المتاحف لإن بلادك لاتستحق أن تحتفظ بها ، غير جديرة بها، هذا التراث العظيم أكبر منها،نحن أسسنا بدل ملحمتك  ملاحم  في القتل والإنتقام وتفجير المفخخات
عذراً سيدي إنك لا تعرف ما هي المفخخات
ولا تدري إن بلادك قد غرقت في بحور الدم والجثث المحروقة والجمامجم المتطايرة ،وتفتت القلوب البريئة المعذبة فداءا للسلطة والغدروالسرقة  ،وعلى شواهدهم يقف الخطباء والمتنطعين والجهلة  يصدرون الفتاوي ويضحكون، وتستمر حياتهم بلا أدنى خجل ، فقدوا الشرف والكرامةعلى مذبح جثث القتلى والأرامل والأيتام
بل قل على أشلاء أوطانهم وعزتها وهيبتها
سلموا وطنك للغرباء يتحكمون في مقاديره وهم لايعرفون قدره،ويتغافلوا بإن هذاالغريب لا يحترمهم ولا ينظر إليهم إلا كخدم ينفذ ما يؤمروا به
حطموا تراثه وحرقوا مخطوطاته
داسوا على أرض السواد وإقتلعوا فسائل النخيل وسمموا الجمار
إنظر ماذا فعلت وماذا فعلنا
أنت بيدك دفنت أنكيدو، ووضعته في أعلى منزلة ،وعلى مدى دهور ترنمت الدنيا بكما درساً وعبرة ومجداً وتاريخاً
جعلت انكيدو ينام في فراش وثير ونحن رمينا موتانا في جحيم السعير،إقتلعنا الغرور، من أرضنا ورمانا في غدر الزمان ،حرمنا من وشاح العدالة ،وصدر الحكم سجناً وتقتيلاً ،ولم يترافع محامي الدفاع، وبحد السكين تجز الرقبة وتنتهي معها الحياة
وعزائنا إنهم في قدس الرحاب
لم ينفعنا إكسير ملحمتك لإننا في عصور الهمجية
لم نفهم روح ملحمتك لإننا في زمن الإنتقام الوحشية
ذبحنا أبنائنا وضجت من عنفنا روح البشرية
تشرد شبابنا في الأصقاع وثمرة إبداعهم لغيرموطنهم
بقيت جثث موتانا عارية
  لم تدفن في الثرى
ولم نقرأ عليهم آيات الرحمن والفاتحة
بكت طيور الماء وتعكرت التربة الندية
كنا في خطوب وسرنا معصوبي العين لخطوب أخرى وأية خطوب نهارها محن وعذاب ولياليها طويلة تخنق الروح وتكتم الأنفاس
(من مدونتي)

وتمر الأيام

عذراسيدي لقد أتعبتك معي ، وأقف في محرابك 


الأشوريين



ينتسبون الى آشور الإبن الثاني لسام بن نوح وهم من القبائل السامية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية الى شمال بلاد ما بين النهرين عاصمتها الأولى مدينة آشور ثم صارت نينوى فأزدهرت ع يدملوكها الى أن سقطت بإيدي الميديين الفرس



إستوطنوا القسم الشمالي من العراق الذي عرف في النصوص المسمارية ببلاد أشور وهوكبقية أقسام العراق شهد حياة إنسان العصر الحجري القديم في وقت مبكر قبل قسمه الجنوبي
واجهت بلاد أشور الأخطار التي واجهت السومريين والأكديون   وأسهم عنف التحديات المحيطة ببلاد أشور من الشمال والشرق في خلق مجتمع يعلق أهمية على الروح الحربية التي منحت المجتمع قادة عسكريين عظاماً في فترة بروز الأشوريين (1521 -911 قبل الميلاد) إحدى القوى الرئيسيةفي المنطقة الى جانب الكشيين والمصريين بعد سقوط بابل دون ان ينسوا توحيد بلاد وادي الرافدين والدفاع عنها من القوى 

المحتلة او التي تسعى الى إحتلالها
نموذج من العمليات الحربية التي قام بها الأشوريين
الهجوم على طيبة عاصمة مصر 
وطيبة آهلة بالملوك - وطيبة مقفرة في الصعيد
هكذا قال أمير الشعراء أحمدشوقي وطيبة هي مدينة آمون وكانت عاصمة مصر حتى دهمها الأشوريين في القرن السابع قبل الميلاد فخربوهاومن المعروف إن طيبة تزعمت ثورة الصعيد على البطالسة فخربوها ثم ثارت على الرومان فخربوها


توسعت دولة آشور في الألف الثانية قبل الميلاد وأمتدت لشمال نينوى ونمرود وخرسباد وحكم الملك شمشي آشور 1813 قبل الميلاد وأستولى حمورابي ملك بابل على آشور عام 1760قبل الميلاد وأستمرت الحروب فأستولى شلمنصر الآشوري ع على بابل ثم إستولى الأشوريين مرة آخرى ع بابل عام1240وفي 1000قبل الميلاج إستولى الآرامييون على آشور وأستولى الأشوريين على فينيقيا عام 774 قبل م
وصور في 734 قبل الميلاد والسامرة 721 قبل الميلاد 
سرجون الثاني يأسراليهود
في عام701 قام سرجون الثاني بالإستيلاء على اأورشليم
وفي 686 دمر الآشوريينمدينة بابل بمياعدة ميدياوهنا ثار البابلييون 
على حكم الآشوريين بمساعدة ميديا عام611
شن الآشوريين حملاتهم على باقي مناطق سوريا وتركيا وإيران


وفي الحقبة (911 – 612 )
إزدهر تاريخ الأشوريين السياسي والثقافي والإقتصادي وظهرت أول إمبراطورية عندما نجح الأشوريين في ضم معظم أقاليم الشرق الأدنى القديم وإشتهرت بإبداعها الحضاري بقصورها وزقورتها وأسوارها وما حوت من قطع فنية إضافة الى الأعمال العسكريةوالثقافية والتي حوتها
مكتبة أشور بانيبال 
وكانت سجلاً للحياة العراقية القديمة (نقلت الى المتحف البريطاني)
تأسست مكتبة آشور بانيبال في القرن السابع قبل الميلاد ونسبت الى الملك آشور بانيبال أخر ملوك الإمبراطورية الآشورية وأحتوت على مجموعة من آلاف الأواح الطين وبقايا نصوص نسبة كبيرة منها باللغة الأكدية 

تدمير المكتبة
بعد تدمير نينوى في 612 قبل الميلاد نتيجة تحالف البابليين والميديون وهم شعب إيراني قديم يعتقد إنه أثناء إضرام النار في القصرإندلع حريق هائل ادى الى تسخينها 
والمحافظة عليها ومن أشهر المكتبات في بلاد وادي النهرين ومن الثابت إن الملك بانيبال قد جمع فيهاكل ما وجده في القصور الملكية لإجداده من الملوك السابقين

آشور بانيبال

حوالي 669-640 ق.م
لقب بملك العلم 
وهو آخر الملوك الأشوريين وحفيد سنحاريب ورفع آشور الى ذروةالعظمة التي لم تعهدها في تاريخا الذي بني على الحروب والغزو وأشتهر بإهتماماته بالمنحوتات النافرة والتماثيل الجميلة 
وأظهر جهدا ومهارة ويفخر بأن الألهة وهبته كل علم الكتابة وكان يأمرموضفيه كي يتحروا عن الوثائق والكتابات ويرسلوها الى القصر وإرسلوا لي كل اللوحات والكتب والمخطوطات وأستطاع العلماء الإنكليزأن يكتشفوا في خرائب نينوى ألوفاً من اللوحات التي تعد اليوم من أغنى ثروات المتحف البريطاني
ويثبت جمعها الإحترام العميق الذي كانوا يبدونه لكل عمل حققه العقل البشري في الأجيال التي تركت أثرا مكتوباً

غزو المكتبات

أصبح موضوع غزو المكتبات كالخيرات المادية معرضة للغزو فهي تغني دينياوعلميا
المصدر تاريخ الحضارات العام الشرق واليونان القديمة جامعة السوربون

لقد نجح الأشوريين في قيادة العراق في عصر القوى الخارجيةمثل الكشيين والحثيين والميتانيينالى جانب الدولة المصرية
تكشف وثائق العصر الأشوري الحديث،عن نشاط عسكري واسع كان غرضه تأمينح حدود الدولة والقضاء على معارضيها كما تكشف عن نشاط حضاري ثقافي وإداري وسياسي وإقتصادي قاده ملوك عظام        نرى إلتفاته الى الفن بلوحة مذهلة تبين عازف الناي من جدارية في قصر الملك الأشوري سنحاريب 705 681 قبل الميلاد نينوى الموصل /
متحف برغامون –برلين /تغريدة للباحث في اللآثار العراقية سرمد علوان )غيرإن الفترة المتأخرة بعد حكم آشور بانيبال بدة غامضة في المصادر الأشورية والراجح بأنها شهدت ملوكاً ضعفاء الفترة المتأخرة بعد حكم آشور بانيبال تبدة غامضة فيالمصادر الأشورية ة
وهنا ظهر زعيم كلدي قوي هو نبة بولاصر الذي نصب نفسه ملكاً على بابل سنة626  
ق الميلادوبسط نفوذه على العراق وبضمنها الدولة الأشورية
ونستطيع القول إن إنتهاء الدولة الأشورية وسقوط نينو ى
في 612 قبل الميلاد كان بالتعاون بين البابليين والميديين والفرس وكان نبوخذ نصر في 
ذلك الوقت ولياً لعهد الملك نبوبلاصروكان له دور في ذك
*المصدر الباحث في الآثار العراقية الأستاذ سرمد علوان



أول ذكر للعرب في الآثار المسمارية

وأقدم ذكر لسكان الصحراء في الآثار المسمارية ورد منذ عهد شلمناصر الثالث ملك آشور وسمّي فيه أولئك الصحراويون بالعرب , وذلك في اواسط القرن التاسع قبل الميلاد . وتردد ذكر " العرب " في المآثر المسمارية بعد هذا التاريخ في مناسبات كثيرة بصيغ مختلفة منحدرة من مادة واحدة هي البادية أو الصحراء

ووردت كلمة " العرب " في نصب داريوس على حجر " بهستون " وذلك بصيغة arabaya الموافقة للفظ الآرامي المختص بالعرب أو العربي كما وردت هذه التسمية "العرب" في مواضع كثيرة من التوراة , وسميت أحياناً أخرى في التوراة " بجبل المشرق " و " أرض المشرق " , " أرض بني المشرق " ومع هذا لا يعلم العهد الذي استعملت فيه كلمة " العرب " دلالة على القومية او العنصرية اللغوية . والذي عول عليه كثيرون من المؤرخين ان ذلك عرف منذ الجاهلية حيث سميت الجزيرة باسم جزيرة العرب
وأما الآراميون , فعرفهم التاريخ في جهات الفرات الاوسط منذ منتصف الالف الثاني قبل الميلاد , حيث هبت ريحهم ونمت لغتهم وثقافتهم وقوميتهم , وكذلك لغتهم الآرامية أخذت بالانتشار مستقلة منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد وشاع اسمهم في المصادر المسمارية منذ عهد تغلا ثفلاصر الاول ملك آشور سنة ( 100 ق م ) على ما نعلم حتى الان 

, لأن انعزالهم في تلك البيداء البعيدة أدى الى تأخر ذكرهم في المصادر المسمارية وغيرها , لأننا ( طبقاً لما ورد في التوراة على عهد ابراهيم الخليل وكان معاصراً لحمورابي ملك بابل المعروف , وهو في نحو القرن العشرين ق. م ) نجد قبائل كثيرة ذات ابل وغنم وخيل تنتقل في المراعي الخصبة وتعود الى الصحراء , وتسكن الخيم وتعيش عيشة البدو الذين عرفوا بـ " العرب " . وهذا ما يؤيد وجود العرب موازياً للآراميين على وجه التقريب 
ملاحظة
بالإشارة الى ما ورد أعلاه بأن حمورابي كان معاصرا عهد إبراهيم الخليل يورد الأستاذ سامي الدروبي رئيس قسم الأديان المقارن في المعهد الإسلامي -بريطانيا مايلي:-
إن حمورابي جاء بعد إبراهيم الخليل ب300 عام وليس قبله وشريعة حمورابي هي نسخة متصرف بها من من صحف إبراهيم
وهنا نرى إن إبراهيم يعقبه حمورابي ثم النبي موسى 
ملاحظة 
من المفارقات التي نراها في بحوث المجتهدين الأفذاد بإن عميد الأدب العربي طه حسين ذكر في كتابه الشعر الجاهلي حول النبي إبراهيم ما يلي:-
للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا ولكن ورود هذين الإسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا بهجرة إسماعيل الى مكة ونشأة العرب المستعربة ونحن مضطرون أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهود والقرآن من جهة أخرى 
هذا ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي وعندما قامت القيامة لتكفيره حذف هذا الجزء منه وغير إسم الكتاب من الشعر الجاهلي الى في الأدب الجاهلي ووضع ملاحظة بإنه قد حذف منه فصل وأثبت مكانه فصل وأضيفت فصول أخرى وغير عنوانه بعض التغيير
 ووردت الى عقلي هذه المعلومة حول وجود النبي إبراهيم بما إستدعاه البحث في أعلاه
,
نشوء اللغتين العربية والآرامية

لم يستطع العلماء الى الآن تعيين الوقت الذي استقل فيه هذان الشعبان العظيمان عن الأرومة السامية القديمة  ولذلك عسر عليهم أيضاً تعيين الزمن الذي نشأت فيه لغاتهم بصورة مضبوطة , ومهما يكن الأمر فنحن نرى أنهما نشأتا في عهد واحد على وجه التقريب , وأهم البراهين على ذلك ما يأتي :

أولاً - تقارب الزمن الذي نشأ فيه الشعبان الشقيقان , وذلك في نحو القرن العشرين قبل الميلاد , فنحن نسلم بأن  لابان " الحرّاني الذي سمي في التوراة " آرامياً " انحدر من عشيرة ابرهيم الخليل الذي جلا عن أور الكلدانيين  في جنوب العراق ) وابراهيم نفسه كان يتكلم الآرامية بحكم موطنه الاول الذي كان يتكلم هذه اللغة , وقد رافق ابراهيم 
أقواماً في شمالي الجزيرة

الدولة البابلية
لعصر البابلي القديم

نقصد بالعصر البابلي القديم تلك الحقبة الواقعة بين نهاية سلالة بابل الأولى في حدود 1595 قبل الميلاد ومن أهم احداثها
دخول موجة بشرية جديدة تتكلم لغة جزرية الى وسط وجنوب العراق وهي الموجة الأمورية من القسم الشمالي الغربي(الجزيرة الفراتية)وسيطرت هذه الفئة سياسياً على غالبية البلاد وتأثرت بحضارتها وشكلت سلالات وممالك في عدة مدن منها،ثم وحدت العراق إحدى السلالات التي كونتها فئة من هذه الموجة عرفت بسلالة بابل الأولى علماًبأن إشارات لهؤلاء الأموريين موجودة منذ العصر السومريالقديم ثم أخذوا يتزايدون بالتدريج
تعاقبت سلالات الأموريين الى أن جاء سادس ملوكها


 حمورابيالعربي الأموريالعصر البابلي القديما ونقصد به الحقبة الواقعة بين نهاية عسلالة بابل الأولى في حدود 1595 ق.م ومن أهم أحداثه دخول موجة بشرية تتكلم لغة جزرية  الى وسط وجنوب العراق هي الموجة الأمورية من القسم الشمالي الغربي (الجزيرة الفراتية) وسيطرت على البلاد ثم وحدت العراق إحدى هذه السلالات  بإسم سلالة بابل الأولى وتوجد إشارات لهؤلاء الأموريين منذ العصر السومري 

حمورابي
1792 -1750 ق-م
وهو الإله حمو عظيم ومكثر الذي حكم 42 سنة وكانت مملكته على مساحة ضئيلة ولم تزد عن خمسين ميل ولم تكن محكمة ومعرضة للهجمات
ولكن حمورابي تمكن في فترة حكمه من تثبيت دعائم ملكه والقضاءعلى جميع الروؤس الحاكمة ووحد العراق وضمن حدوده الآمنة بالإضافة الى إستكمال كافة النواحي الإدارية والثقافية والإجتماعية والقانونية
المحارب الفذ  ينظر الى دولته العملاقة

الأموري العربي يغرف من فيض دجلة
مد بصره مشتاقاً ليملأ ناضريه  بحقول الحنطة والشعير وقد طرزت الأرض ،وشعت مع تبرالله ،وتمايلت تتغنى وتشدو مزهزة  بنضارتها ،وقد بللتها زخات المطر وعبئتها نضارة و رياً
رقب عود القداح عناقيداً ، ليثمر شعاع النارنج إكسيراً
عصيراً سائغاً يبل ريق العطشان ،يقاوم عطش النهار ونكهة لطعام الخير والنعم
عجباً وإعجاباً
كيف
 ضاعف الله العلي القدير خيرهم قطرات من السماء وأنهارا من الأرض
إنتشى
غرف ،بكفه ليتذوق قطرات من دجلة، وأكسيراً من الفرات،ملهوفاً ، مشتاقاً لفيض الرافدين،وأمامه مراكب الخير تمخروقد إمتلئت بما أنتجته الأيدي المعطاءة لبلادها
 إستظل بسموق النخيل ، وقد قطف من عثكها وأرتوى من دبسها ،وأفترش حصيرها ، وتدثر بسعوفها
هذه المملكة هي لإبنائه وأحفاده
عن ماذا تتكلم يا تاج العراق المرصع بالعز والفخار ،أعذرني لاأريد أن أصدمك فالعراق الذي تعرفه لم يحافظ عليه أبنائك،وحطمه أحفادك
عذرا
لإبو التشريع الأول في التاريخ ، وقد أدار رأسه ،مصدوماً معذباً وهو يرى وطنه قد داس على كل الشرائع بقدميه وتركها هباءا منثورا
وتحطمت مسلته على قربان الفتاوي والدجل والمتاجرة بالدين ،وقبل أن يصل مغول الحضارات الى بلادك متسلحين بطائراتهم وقنابلهم وحرقوا بلادك العظيمة ، إستحفل غرور أبنائك وعنجهيتهم وظلمهم  وإستهانتهم بالأرض الطيبة ،وأصبح وطنهم في مأزق ، فساعدوا الأجانب والغرباءليتكدر أديم التربة الأصيلة حقداً وكرهاً ، ولم يبقى أمام  الإله شمش إلا أن ينكس رأسه يأساً، لإنه فقد من يباركهم ويحنو عليهم،ويذروا البخور إبتهاجاً بهم
حمورابي
يمكن لنا إستعارة شعر المتنبي لنتوج به هامة حمورابي
أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملاء جفوني عن شواردها ويسهر المرء جراها ويختصم
أنا الذي نظر الكون الى مسلتي ، وأسمعت تشريعاتي حتى من به غفل
سهرت الليالي أجاهد لإدق أوتادها لإتركها منارا لمن له فطن
المسلة
أول شريعة مكتوبة في التاريخ البشري وتعود الى عام 1780 قبل الميلاد ويرى الباحث سامي البدري رئيس قسم الأديان المقارن – المعهد الإسلامي في بريطانيا يرى إن حمورابي جاء بعد إبراهيم الخليل ب200 عام وليس قبله ويمكن أن نرجع الى الأساس
آدم
 بين آدم ونوح 10 قرون
بين نوح وإبراهيم 10 قرون (يكون حمورابي بعد إبراهيم ب200 عام)
بين إبراهيم وموسى 700 سنة
 بين موسى وعيسى 1500 سنة
 بين عيسى ومحمد 600 سنة
تحتوى مسلة حمورابي على 282 مادة تعالج مختلف شؤون الحياة وفيها تنظيم لكل مجالات الحياة وعلى
جانب كبير من الدقة لواجبات الأفراد وحقوقهم كل حسب وظيفته ومسؤوليته،
ومنحوتة من حجر الديوريت الأسودوالمحفوظة الان في متحف اللوفر بباريس
والتي تحمل أقدم وأشهرالقوانين في العراق والعالم

دستور الإنسانية الأ ول
شمخ الدستور الأول في العالم ببنوده وأحكامه بجوائزه وعقابه ،بأمنه وأحكامه وظل حمورابي لمدة ثلاثون عاماً يغير ويضيف ، ويعدل الى أن أنار البشرية عدلاً وسلاماَ ،
إذا وسوف
قررعالم اللغات شايل عند ترجمة المسلة ،ان يضعها كمواد دستورية لإن جلها تبدأ بإذا حيث تقرأ الحالة وتنتهي بسوف حيث القرار القانوني
وبعد دهر طويل ،وكانت هذه المسلة من فجر العدالة البشرية ، وفي عام 1215 م تأسست الماجنا كارتا وأعتبر الميثاق العظيم الذي حددت فيه صلاحيات الملك فيليب الدستورية، وهي التي ألهمت دستور الولايات المتحدة الأمريكية
وقبلك كان العراق تحكمه الأعراف ،والنزاعات والفتن ،ولكنك وضعت إصبعك على الجرح
،وكتبت
(إستأصلت شأفة العدو شمالاًوجنوباً، ووضعت حدأ للحروب، وطورت إزدهار البلاد ، وجعلت الناس يهنأون بعلاقات حميمة ولم أدع أحداً يرهبهم)
أنا الملك المتكامل حمورابي وهبني الإله إنليل للبشرية ولم أعتكف واضعاً يدي في مخبأي
الدولة البابلية الكبرى
الوقاية بالطلاسم تعويذة أجدادنا عباقرة العراق درءاً للإلم وبحثاً عن الخلاص منه يسنفرون الهمم من
أعماقهم ليواجهونه(من مدونتي)
أسست مدائن العطاءوكسرت قيود الإضطهاد ،ووهبت للشعب الضوء والحياة،ووهبني الإله زبابا والألهة عشتارواله الهمة أيا و الإله مردوخ
قضيت على مقاومة الأعداء شمالاً وجنوباً، كل ذلك فعلته حباً بالوطن
أسكنت رعيتي بيوتا آمنة، وكل من حاول التصدي لهم وقفت في وجهه
إحتضنت شعب سومروأكد وقد خبأتهم داخل نفسي، لا يأخذ القوي حق الضعيف


وضعت القانون في مدينة بابل وعلى رأسها الألهة الذي رفعاها الى أعلى وقاعدتها خالدة في الأرض والسماء لتقدم الحق للحق وتعطي القرارلصاحبه وتنصف المظلوم
كتبت كلماتي وثبتها الى مسلتي وأمامي أنا ملك العدالة، الملك المميز بين كل الملوك هو أنا

حب ووحدة العراقيين

أنت الذي إنتشل مردوخ من مرتبته السفلية ، وجعلته بقوتك وهيبتك، رئيساعلى الألهة ، وجندت الكهنة لإعادة ترتيب أنساب ألآلهة وبذلك ضمنت حب ووحدة العراقيين
سيرة حمورابي من الجهد والعرق والدم ، تنطبق عليه وعلينا
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً
الدولة العلمانية
حدد صلاحيات الكهنة وأزال محاكمهم ويكون بذلك قدإجتهد في جعل دولته علمانية بما يتفق وضروف عصره وصار منصب الأنسي الذي كان يجمع بين السلطة الدينية والمدنية في حكم المنطقة التي تعهد اليه وصار موظفا يستمد أوامره من موظف آخر بعد الملك
إختفت تقريباً كل الأعراف القبلية من مواد التشريع. انها دولة- قانون، اختفت فيها المساعدة الذاتية، واستبعد الثأر الدموى، والزواج القسرى بالأسر؛ رغم أن التعاون الأسرى، والمسئولية الإقليمية، والضغينة كانت سمات بدائية حافظت على الوجود. الملك هو ارستقراطى فاضل، يتيسر الوصول اليه من قبل أفراد رعيته، وقادر على حماية الضعيف ضد المُضطهد المتمتع بوضع متميز، وراغب فى تقديم تلك الخدمة. السلطة الملكية، يمكن أن تعفو فقط عندما يتم إسترضاء الإستياء الشخصى. يتم الإشراف الحازم على القضاة وتتوفر فرصة الإستئناف. تغطى الأرض كلها بالأملاك الإقطاعية، وجامعى الضرائب، والشرطة الخ. هناك نظام مرتب وفاعل للبريد. الأمن البابلى منضبط للدرجة التى تسمح للأفراد بعدم التردد فى ركوب مركباتهم من بابل الى ساحل الأبيض المتوسط
لا شك فى أن حمورابى كان الملك الذى أسس عظمة بابل، الدولة العاصمة المتروبول الأولى فى التاريخ. العديد من آثار عهد حمورابى (1795-1750 ق.م.) تم الإحتفاظ بها، ويمكننا اليوم دراسة سيرة هذا الملك العظيم.. مشرعاً حكيماً كما يتجلى ذلك فى تشريعه المشهور، النموذج الأول المعروف لحاكم قدم لشعبه جسماً متكاملاً من القوانين المرتبة فى مجموعات منتظمة بحيث يقرأها كافة الناس ويعرفون ما هو مطلوب منهم. يمثل تشريع جمورابى المصدر الأكثر أهمية لدراسة الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمملكة البابلية. نقش التشريع على حجر تذكارى أسود، وكرس بكامل الوضوح ليكون مقروءاً للجماهير. فى الجزء الأعلى للحجر التذكارى صور الملك متربعاً على كرسى العرش بينما غطيت الأجزاء المتبقية كلها بنص بالكتابة المسمارية العتيقة يتكون من 247 مادة قانونية. مسحت خمسة أعمدة، إحتمالاً، من قبل أحد الغزاة العيلاميين الذى حمل هذا الحجر التذكارى المشهور غنيمة الى سوزى حيث تم العثور عليه فى عام 1901. إلا أن النقص فى النص والناجم عن عملية المسح قد أصبحت إعادة تركيبه ممكنة بفضل نسخ التشريع التى تم الكشف عنها والتى كانت مخصصة للكتبة والقضاة لإستخدامها مراجع للدراسة أو دليلاً للإجراءات القضائية.


مع ذلك فإنه مع هذه السلسلة من القوانين المبكرة، كما هو الحال مع معظم الأشياء فى بابل، نجد أنفسنا نتعامل مع نهايات الأشياء أكثر من التعامل مع بداياتها. لم يكن تشريع حمورابى هو الأقدم. يشكل تشريع حمورابى تطويراً لاحقاً للقوانين السومرية القديمة وتشريعاً لها، وهى التى أثرت تأثيراً قوياً على سن القوانين البابلية. كانت إجراءات حمورابى القانونية أكثر ترتيباً مقارنة بمجموعة الإجراءات القانونية السومرية حيث تتجلى فيها نزعة المشرع الى توحيد مجموعة القوانين ذات الصلة من حيث محتواها. إلا أنه لا يجوز مع ذلك عده تشريعاً بالمعنى المحدد للمصطلح بقدر ما هو مجموعة قرارات قانونية متفرقة (قانون عرفى). اختفت سلاسل القوانين السابقة، لكن وجدنا العديد من آثارها، ويدلل تشريع حمورابى على وجودها. بالتالى فإنه يعيد ترتيب نظام قانونى تم تأسيسه منذ أزمان سابقة له.
عذراً تاج العراق فنحن لانستحق الإنتساب إليك


إنتهى الفصل الأول