الخميس، 1 مارس 2012

الإنتماء لميسون عوني




الإنتماء:- لميسون عوني في 1-12-2011
إلإنتماء سواء كان حباأو كرها ينبت مع مجرى الدم،ويتغلغل في النفس البشرية مع نبضة القلوب ، وطفرة العروق ،معبرا ببراءة
 الطفولة  بالإنتماء الى الوالدين والعائلة ،ثم يتفرع مرويا في ميعة الصبا كالإغصان ليتشرب ويرتوي من قيم المجتمعات والمبادئ
 والأفكار،والثورات ،وفي بواكير الشباب يكون تأثير الصداقة تأثيرا قويا لانستطيع التغافل عنه ، وتتنفس كل هذه
التوليفة عصيراخالصا متأججا تارة وهادءا مرة أخرى  وتحتار النفس الإنسانية في مواقف ،وتندهش وتتيقن في  أخرى،  ويبقى قسم
 من الناس متمسكين بإنتمائهم ، ويتغير بعضهم ، وينقلب البعض الآخر إنقلابا
كاملا ، وهنا سأحاول على قدر ما أعرف
بتحليل بسيط لموقع ثورة يوليو في التاريخ المصري والعربي وماذا مثل  جمال عبد الناصر للفرقاء المعنين

1-الذين وقفوا ضده وأصابهم الأذى من ثورته ،تأميما ، وتحديدا للملكية وهذا حقهم المشروع، فالأنسان مهما تجرد من منافعه الذاتية  لايستطيع أن
 يتنازل عنها .فهو منتمي لجذوره وعاداته ومصالحه ، ولكن الحياة فيها من الغرائب والمفارقات ، ولا تعدم من  بشر لهم ضمير حي
 يعلنون بما ينافي مصالحهم
 (ولقد إلتقيت يوما  بأصدقاء  لعائلة ويصا
 المعروفة بثرائها الفاحش وإقطاعياتها الكبيرة
 أشاروا في معرض حديث عن أحوال مصر ، بأن أهاليهم اصحاب هذه الثروات الهائلة قد ذكروا لهم بإن عبد الناصر محق بتحديد
 الثروات،لأن توزيع هذه الثروات كان مجحفا وغير عادل ،كما ولا ننسى عائلة الجيارالمعروفة ، وصداقة عبد الناصر معهم ،رغم
 تطبيق قانون الإصلاح الزراعي عليهم ولقد بقي  محمود الجيار الى آخر يوم من حياة عبد الناصر معه ويذود عنه
2-اليهود وإنتمائهم لمصالحهم حبا وعكسها كرها ، أصحاب الشركات الضخمة التي تم
تمصيرها بأعنف ضربة قطعت ، شريانهم الأبهر وإمتلك الشعب بكل فخر ،الشركات العملاقة
 شيكوريل ، هانو ، اوروزدي باك، وغيرها من المؤسسات والشركات ليتوقف النهب المنظم ،وليتدفق في شرايين الشعب المصري ،وكانت القاضية لهم هو تأميم قناة السويس لكونهم،كانوا يسيطرون على أهم موقع يحتاجه العالم كله ، وكل الموارد وسير البواخر وإختيار المرشدين بل إمتلكوا بكل ألإرتياح ،مدن قناة    السويس الثلاثة ،السويس ،بورسعيد
بورفؤاد
  

 ، أما حكاية  البنوك الأجنبية التي
إستغلت الإقتصاد المصري بأبشع طرق الإستغلال فلها حكاية تطول وأحاديث لاتنتهي وقد
اشبعها المختصون تفسيرا وتحليلا .
3- الأجانب أصحاب المصاح الإقتصادية والثروات الخرافية التي أثار جنونهم تمصير البنوك والشركات الإحتكارية التي تضخ ثرواتهم
 الطائلة الى حساباتهم في بنوك بلادهم ،  وقد وصف الإقتصادي المصري  المعروف عبد الجليل العمري ، (بأن الإقتصاد  المصري كالبقرة
ترعى  داخل الوطن ولكن لها  ضروعا تحلب في الخارج )

4- الإقطاع الذي أصر أن يمشي الفلاح المصري حافيا ، وهم يلتحفون بالوسيات والثروات والإقطاعيات،ولقد ذكر الكاتب الكبير يوسف
القعيد في كتابه حدث في بر مصر ، واصفا حال الفلاح المصري بإنه لوكان راكبا حماره ووصل الى مكان جلس فيه أحد الكبراء فيجب أن ينزل من الحمار ويمشي
 على رجليه ، حافي القدمين يمرض ليموت وليس ليعالج ، وفي معرض ما ذكره  الأديب المرموق بهاء طاهر اوكما يسمى في مصر (بهائنا الطاهر)عن مرض والدته ،تحدث عن إنشاء المراكز الصحية في القرى والأرياف التي أنشأتها  ثورة يوليو، بإنها المنقذ للفلاح وأبناء الريف  ، وهنا نرى بكل وضوح إنتماء
سكان القرى والأرياف لهذه الثورة . وكيف جردوا بعد ذلك من مكاسبهم ،ولقد ذكر الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة في عهد مبارك بإنه يتمنى أن تعاد الحياة لهذه المراكز
 الصحية لإنها أعظم إنجاز صحي شهدته مصر ، ولا أدري لماذا لم يعيدها وزير الصحة  وهو وزيرا للصحة ، أم إن وقته لم يتسع
لإنشغاله بإرسال المرضى الى مستشفاه في دار الفؤاد
5- الفسدة -الذين ساءهم أن يحكم مصر شريفا يحارب الفساد (وفي مذكرات مايلزلامبسون )( اللورد كليرن1935-1945 ) عن السنوات التي قضاها كمعتمد لبريطانيا العظمى في مصر بإنه بأشد الإستغراب كيف يتصرف هؤلاء المسؤلين
 بإستغلالهم لثروات بلادهم وإفقارهم المريع لشعوبهم ، متوجسا من ثورة ممكن أن تقوم .
 6-الأنقياء والأبرياء  الذين وقعوا فريسة لدعايات صرف عليهامن الخارج سيلا  من الأموال  ، وذيولهم من المصرين ،الذين إنتفعوا
 من هذه الثروات ، وأقسموا بحياة مكاسبهم  الحرام  أن يقلبواالدنيا رأسا على عقب وأن يشوهوا بكل جشعهم إسم الثورة وعبد الناصر
 وقد وصف السياسي المصري الأشهر محمود فوزي وهو من أشهر الشخصيات المصرية ،في التاريخ الحديث  ما يجري في مصر بإننا نشهد فنا جديدا  



لأول مرة في التاريخ وهو فن المسرحة دون مسرحية ، فالمشاهد مرسومة خلف المسرح  ولكن بدون نص )( محمد حسنين هيكل في كتابيه  الغليان والإنفجار) ومن المعروف
 أن كثير من الشباب المصري لايعرفون عن عبد الناصر ، إلا ما سمعوا عنه من مرتزقة الإنفتاح .
7- المنتفعون الذين ربطوا مصيرهم مع مصير الأجانب مكاسبا في الأراضي وأموالا في البنوك ومن ثم ليشتروا الألقاب والأوسمة لرفع
شأنهم في المجتمع ، مسلمين وأقباط( ولقد رمى المحتل الفتات لهم)، ولقد إستمر مسلسل إهداء الأراضي في عهد مبارك الى المريدين
والأتباع  ، ليكونوا ثروات خيالية بدون تعب ولا مجهود إذ في حال تسلمهم الأراضي يهرولون الى البنوك للحصول على قروض للبناءثم
 تباع بأسعار خيالية   ،والناس تنظر بحسرة، وسكان العشوائيات أضناهم اليأس ، فنسوا أساسا إن هناك بيوت صحية للسكنى
 وهنا  يتبادر الى الذهن سؤال؟؟سؤال محير عن  جذور الإنتماء للآتي:-
  لمن ينتمي حسني مبارك ؟ كيف تنكر لإصله في كفر المصيلحة ومدرسة المساعي المشكورة ، ونسي أبناء شعبه  ،وإنتمى الى طبقة
الأثرياء والمستغلين واللصوص وكدس الثروات وإشترى العقارات ، وليذكرنا هذا على الفور بإنقلاب السادات على جذوره وأصوله
 وكان لا يهنأ له المقام إلا في إنسبروك وسالزبورج ، جالسا  يدخن غليونه في ربوع المروج الربانية يحلم وينتظر ، وفي إحدى رحلاته
في أول الثورة وكان البلد يموج بأحداث جسام ، ذكر لأستاذ أحمد بهاء الدين في كتابه محاورات مع السادات وكان يرافقه في هذه
الرحلة ،بأنه سيذهب الى النمسا لإنه
يريد أن يتنفس الهدوء والراحة ، وبعد حرب إكتوبر وفي لقاءاته الشهيرة مع كيسنجر ، بإنه يريد أن ينتهي من كل هذه المواضيع
وبدون أن يرف له جفن لإنهاء ميراث عبد الناصر وكان كيسنجركما جاء في
كتابه (سنوات القلاقل )(كما ذكر هيكل في كتابه الإنفجار )، في غاية الدهشة وهو يرى السادات المنتصر وهو يقدم كل هذه التنازلات ،متسائلا لماذا ؟ولماذا هذه ؟ واضحة
وجلية يريد أن ينتهي من كل هذا حتى يحلو له العيش الرغيد
،وكانت صداقة السادات لكمال آدهم الذي فُتحت له مصر على مصراعيها ،بعد رحيل عبد الناصر ، تنفيسا للأبهة والعظمة التي يتمناها
 ،ومن المعروف إن كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية وممثلها عند المخابرات الأمريكيةهو صهر الملك فيصل (الملك فيصل متزوج من إخته عفت
،هو  اصدق أصدقاء السادات وكان السادات شاهدا على عقد زواجه ، وهو الذي فتح له أبواب الطموح
للثراءوكانت السعودية من أكبر المهللين له بعد أن تخلصت من كابوس العدالة الإجتماعية  ، ،وإذا قلبنا صفحات الأحداث نرى كيف أن
 صاحب المقام الرفيع  مصطفى النحاس باشا ، إنقلب على نفسه وإنتماءه  وهادن الملك فاروق ،وسكت على إستغلال زوجته
 لنفوذه لتجمع الثروات بمساعدة أخيها أحمد الوكيل ، مما اساء إساءة بالغة  لزعيم الأمة ، الذي هو من رحم الشعب.فهل الثلاثة ينطبق
 عليهم نفس التفسير، وإذا اردنا إلإنصاف فلا يقارن النحاس باشا بهما، إذ بتأثير السن وزواجه من زينب الوكيل الذي وقع تحت تأثيرها
يسمح للطبائع البشرية بأن تتساهل وللمراقب أن يعذر .




8-تجار الدين الذي سائهم إيمانه الديني  الإصيل  بدون مزايدات  وإدعاءات كاذبة ،  فوقفوا له بالمرصاد  .وهنا لابد أن أبرئ الشباب
المغرر به من المتدينين الأنقياء الذي جرحتهم نكسة 67 وإستغل قادتهم هذا الأمر أحسن إستغلال ،وإسنادا بثروات خيالية من وراء
الحدود ، متضامنين متكاتفين لآخر رمق من سعيهم ،لتشويه النموذج الذي كان أملا ، ولقد أعلن الداعية متولي شعراوي ندمه وإعتذاره على
ذلك متوجها
 الى ضريح عبد الناصر قائلا لقد جائني في المنام من يعاتبني على كرهي له ، فسألوه من الذي عاتبه ؟؟ قال الطبيب والمهندس الأزهري الذي فتح
 لهم جمال عبد الناصر صروح العلم في الأزهر عندما اضاف الى الدرروس الدينية إختصاصات العلوم .ولقد نشرت جريدة الأهرام
صورة الداعية الشعراوي ، وهو واقف يصلي في الضريح  ،ولم أستغرب وأنا أطالع الجريدة كيف إن الداعية المتبحر في الدين ، أضفى
صفة القداسة على السادات قائلا ( وربي إنك لاتسأل عما تفعل)وبهذا يكون قد أساء الى الدين العظيم الذي يتكلم فيه ليل نهارداعيا
 ومفسرا لإنه من المعروف بأبسط قواعد الدين إن الله جلت قدرته هو الوحيد الذي لايسأل عما يفعل ،ويُسأل حتى الأنبياء ، ورأينا كيف
 عاتب سبحانه نبيه الأمين عتابا واضحا جليا (بسم الله الرحمن الرحيم عبس وتولى أن جاؤه الأعمى وما يدريك لعله يزكى )(سورة
عبس الآيات 1-2-3) فكيف يسأل النبي الكريم ولايسأل بقية الناس ،ولعل المنصب الوزاري الذي أتاحه السادات للشعراوي ، والتقرب
 للسعودية التي عاش فيها فترة من الزمن ، أنساه  مبادئ دينه التي ملأ شاشات التلفزيون كلاما وشروحا  وتفسيرا ،أما كان الأكرم
 للشعراوي وهو من  أعظم من فسروا القرآن الكريم أن يكتفي بهذه النعمة الجليلة ، وأن يبتعد عن السياسة ودروبها ،وأن يحاول بكل
سماحة الدين أن يلم الأمة ولا يسعى الى تفريقها ، ويقول العلامة علي ألأمين في كتابه الشيعة والسنة أمة واحدة (ولعل من الأخطاء
الشائعة إعتقاد بعضهم إن الفقهاء هم مصدر التحليل والتحريم ، هو إعتقاد فاسد ، لاتشهد له من كتاب الله آية ولا من سنة نبيه رواية
هذا في مسائل الدين فكيف بمسائل السياسة ،الذي أفتوا فيها ، بتطرف لايليق بالعلماء ،         ويذكرني ذلك بما
ورد في كتب التاريخ عن إستقبال المشايخ  لنابليون وكيف ألبسوه العمة  الإسلامية ، وإنقلبوا عليه عندما قلت العطايا والهدايا
 وتعجبني كلمة يرددها المبدع صلاح جاهين في مثل هذه المواقف الغريبة (عجبي )ولو اردنا فعلا أن نفتح صفحة العجب
 فستكون صفحة طويلة من إنجازات عبد الناصر التي هدمها ، الجهلة والمستفيدون والفاسدون ومرتزقة العدو وحلفائه
9- الحكام العرب الذي أرعبهم أن يظهر بينهم من لايسير على خطاهم ولهذا حديث طويل لاتكفيه مئات الصفحات
10 – مرتزقة كامب ديفيد إن المجال لايتسع لسرد هذه الحكاية الأليمة التي حولت نصر إكتوبر الى كابوس ،أقض مضجع الشرفاء
وأباح مصر للجواسيس واللصوص  ،ومن الملاحظ إنه بعد فك الإشتباك الأول سلمت مصر الى إسرائيل كل المحكوم عليهم في السجون





المصرية ففقدت مصر ورقة رابحة عند التفاوض، ورجع كل هؤلاء على هيئة وفود مع القيادة الإسرائيلية ، وبقية المسرحية معروفة
ولاتحتاج لكلام . وسأكتفي هنا بأ ن أورد ما جاء في كتاب محمد إبراهيم كامل في كتابه الشهير (السلام الضائع) تلخيصا لما حدث ( إلا أن معدن الرجال
يختلف فلم يكن كارتر في صلابة إيزنهاور كما لم يكن السادات في صلابة عبد الناصر ، كان كلاهما كارتر والسادات ، يرتدي قناعا رقيقا
من الصلب يغطي ظاهره ولكن لاينفذ الى باطنه ) ومن المعروف إن السفير محمد إبراهيم كامل هو الذي أسند إليه السادات وزارة
 الخارجية بعد إستقالة الوزير إسماعيل فهمي ومن ثم الوزير محمد رياض أثر تصميم السادات السفر الى إسرائيل وقد أسند السادات
 وزارة الخارجية مؤقتا الى بطرس غالي ، ووقف السادات ليلقي خطابه في 20-نوفمبر-1977 وتم تعين محمد إبراهيم كامل يوم 24- ديسمبر 1977 ، ولقد روى الوزير محمد إبراهيم كامل فصول مأساة كامب ديفيد يوما بيوم ،من 5 – سبتمبر 1978 الى إلى أن قدم أستقالته في 16 سبتمبر 1978  ، بعد أن حاول بكل الطرق إثناء السادات على التوقيع ،موضحا له خطر هذه  المعاهدة ، ولكن السادات لم يستطع التراجع ، ومشى الشوط الى الآخر .ومن الملاحظ إن مقعد وزير خارجية مصر عند الإحتفال بتوقيع المعاهدة كان خاليا .  
-وعلى القمة من كل هؤلاء إسرائيل ،ومعها كل الحقد اليهودي ، الذي سيبقى ما بقيت البشرية ، و التي تيقنت  إنها أمام زعيم
 شريف  يملك الإرادة والهيبة ولن يسكت عليهم وعلى فجورهم وإحتلالهم
 فتربعت على عرش العداء والكراهية ، فكان لايزال عدوهم اللدود ، الذي لم يكرهوا على إمتداد تاريخهم الطويل (في الجيتو اليهودي)كما كرهوه ، وللجيتو اليهودي أساس نفسي مخيف في الشخصية اليهودية
كما شرحها وحللها في بحوث ودراسات الدكتور عبد الوهاب المسيري، صاحب الموسوعة الشهيرة عن اليهود واليهودية ، والمجلدات والدراسات شرحا وتحليلا لكل جوانب حياتهم .
والسؤال الآن لمن ينتمي عبد الناصر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق