الجمعة، 16 مارس 2012

محمود درويش




محمود درويش   لميسون عوني  في 1-2-2012

غمر الإحساس المرهف  روح البنوة  ، ونبضت قريحة الشاعر فياضة ،وهو يرى السجان الإسرائيلي ،يدلق إبريق القهوة  ، الذي أحضرته
الأم الملهوفة
 معها ،لكي يستدفئ ، بنكهتها ، ويتنفس عبقها ،ولكن المجرم  الذي  سرق الأرض وإستباح الوطن ، لم يسستطع أن يرى هذا الصمود
الأمومي الساطع ، وأن يشعر ،بخفقة قلبها ، حاملة الطعام وإبريق القهوة الى إبنها الموهوب السجين ،ففاض الحقد الأسود في دمه الأسود
فدلق  القهوة على الأرض، لإن  هذا الجبان يعرف بإن هذا  الإناء يمثل ،لمحة من  حياة ، وذكرى بلاد ،وإن هذه الأم التي أقبلت
تحمله لإبنها لتسقيه مهجة الوطن ، وتيممه بقطرات ترابه ،وتغسله بدمع حنينه ، بطقس روحاني ،لايستطيع  أن يفهمه ويصل الى
 إلهامه، وماذا يعرف الصهيوني عن رمز القهوة، وبماذا يشير فوح الخبز
وإي لؤلؤ شفيف هطل من عصارة السماء ،لينبت الخير، الذي أعمى عيون الإحتلال ، شرها وطمعا ،فأخذوا الوطن عنوة و حسدا
لهذه الأم التي أنجبت
الشاعر الموهوب ،الفتى الذي أيقضوه في يوم الكارثة ، ووعينا على هذه الدنيا يسمونه يوم النكبة ، أيقضوا الفتى ،ليغادروا أرضهم وفي
 أثرهم،رصاص الحقد والإنتقام ،الى أن وصلوا الى لبنان التي سمع بإسمها لأول مرة
  ليبث ترانيم وطنه عطرا في الآفاق ، وليسمم أسماع العدو، بشعر ، أجج نيران قلوبهم اللئيمة ونفوسهم الخسيسة
وأرى المشهد نابضا
السجان الإسرائيلي
ماذا تحملين؟
قهوة وفواكه وخبز
لمن؟
لأبني السجين البرئ
برئ وكيف ذلك ؟
أنت تعرف أكثر من غيرك كيف ذلك
ممنوع
2
أيها الأحمق ، تأخذون أرضنا وتسكنون بيوتنا ، تشربون عصير الزيتون ،وتتمايل أشجار اللوز تحيي القلب وتنعش النفوس ، وتزخ
أمطارالنقاء ،ليعم الرخاء
كل
 هذا أصبح لكم ، وتقول لي ممنوع
 سرقتوا الأرض وتردد ببلاهة  ، ممنوع
نحن لم نسرق أرضكم إنها أرضنا وبلادنا
إصمت يا جبان ، فإذا كانت أرضكم ، قل من أي الأصقاع  جئت ، وأي بلاد  لفظتك
لم تلفضني ، أنا إخترت المجئ
ولماذا لم تبقى ؟
رجعت الى أرض الميعاد
الميعاد بعون الله يوم أن تحفروا قبوركم بإيديكم ، وأن تفروا على غير هدى ، وبدون ملجأ يأويكم
انت تحلمين
الحلم الشريف ، أكبر وأعظم ،من دناءة  واقعكم ،و حلم الوطن  الحر ،سيبقى خنجرامغروسا في صدوركم  ،ليقض مضاجعكم ،وسندفع
ضريبة  الدم  سفكا ، لنلوذ بعشنا  مهدا،وننهل من غديرنا أمنا، وها أمامك أيها المغرور ، سرب الشباب الغض ، يخفق لينال العلا  ، ويحلق
 عاليا ليوم المنى
أنتِ لاقلب لك ، تشجعين إبنك ،على العصيان بدل أن تنصحيه
لا سأنصحه توا عندما أراه ، سأقول له سأتبرا منك إذا صمت شعرك ، وهادنت عدوك ، وسلوت يوما أن تكلل بالعزة هامة وطنك
الى الآن  لم  تقولي لي من هو إبنك ؟
أرى الغباء واضحا فيك ، كل هذا ولم تعرف من هو إبني؟
وهتفت من شغاف قلبها ، وأعماق عذابها، إبني هو
  محمود درويش
وهنا تقدم الجندي مهتاجا وأخذ إبريق القهوة من يدها ،تلبسه الجنون ، وتهته بالعته ،محمود درويش ، تقولين محمود درويش
نعم أقولها بكل الفخر ، من قلب الأم التي أخذ إبنها حشاشة قلبها معه ، لتحدب عليه في سجنه  ،وتربت على آلامه ، وتداوي جروحه
تواعده ليوم الفرح ، ليوم اللقى  ، حاضرة معه حتى لاينسى
ونظرت الى القهوة التي سفحها اللئيم على الأرض وطفرت دموعها النقية  ،لؤلؤا كأمطارالربيع ، تسقي  الجريح ،وتطفئ ظمأ المحروم
أراك تبكين ؟
هل تعرف بأن قطرات القهوة ، التي إنتثرت ستسقي شقوق الأرض ، وتحنو على جفافها ، هي ،أثمن ،منك ومن دولتك
ونكهتها لاأبدلها بكنوز الدنيا
وسيمزج محمود عطرها مع ثنايا شعره
لتدفئ  قلبه، ولتسري في ذرات ترابه
ساخرا منها
هذه حمى الخيال
فتطلق في وجهه وجيعة بلادها

أنت سليل المرابي ، لاتعرف غير رنين النقود ، ومضاربات السوق
عشت وأجدادك في عزلة الحارات ،وكآبة الصفقات ،ولؤم المؤامرات
منبوذا في كل مكان ، لايُعرف لك  بيتا  ولا موطنا
تعيش وتموت مع أضغاث حائط المبكى
ونحن سنموت حتى ، تدق أجراس القيامة ،و نذرا لصخرة المعراج ، وفداءا لروح الإسراء
 و بلادنا  نثرا من رحيق السماء ،وعصارة الأديان
فمن اين لك ، أن تفهم
 وكيف ؟يا مرابي الأزقة  ، تشعر بريح سنابل القمح ، وشمس الزيتون ، ورواء عصير البرتقال
أنت تأكله وتشربه ، ونحن نستنشق ريحقه،ونذوب عشقا، لهفهفة نسيمه
وإذا أردت أن تفهم فإرجع ، الى الكتب والمجلدات ، تدلك الى ماضيك في الضلمات
إي كتب وإية مجلدات
دعني أترك الكتب السماوية التي لعنتكم ، وفضحت  لؤمكم
ونستشهد بعبقرية نادرة من البلاد ، التي صنعت  دولتكم
شكسبير ، ألم تسمع بشكسبير ، سيخبرك عن جدك شايلوك ،وغدره بتاجر البندقية
إنه شبيه سفالتكم ، ويمثل جشعكم  ،  فأنتم لاتشبعون
مغتاضا
انت الشاعرة أم إبنك
محمود   كزهر اللوز** مضمخا عطره في أبيات قصيده ، يحمل تيجانه، ليواسي عذاب الأهل ولوعة الوطن ، متشربا في حنايا قلبه
وسجنكم لأبداعه  تألقا ، ويضيف الى شعره رياحينا
فسجل إنه عربي**
و قد كان ،
4
تدفقت قريحة الشاعر الفذ عندما رأى أمه حزينة ، وصُفت حروف القلب شلالا ، ليواسي جرح الألم ،وعزف محمود درويش الحانا شجية
ونقش
  في الضمير  وشما  لايمحى ، رددها العالم العربي كله وترجمت الى كثير من لغات العالم
أحن الى خبز أمي ... وقهوة أمي ولمسة أمي ... وتكبر في الطفولة ... يوما على صدر أمي ... وأعشق عمري إذا مت .. أخجل من دمع
أمي
خذيني إذا عدت يوما  وشاحا لهدبك   ..... وغطي عضامي بعشب تعمد من طهر كعبك .. وشدي وثاقي بخصلة شعر ... بخيط يلوح في
ذيل ثوبك .. إذا ما لمست قرارة قلبك ...ضعيني إذا ما رجعت وقودا لتنور نارك ، وحبل غسيل على سطح دارك ، لإنني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك ...هرمت فردي نجوم الطفولة ، حتى أشارك صغار العصافير ، درب الرجوع لعش إنتضارك(محمود درويش)
لو  إجتمع شعراء الصهاينة ،ومن لف لفهم ، ودقت آلة إعلامهم ، وعلى طنين أفكهم ، لا يستطيعوا أن يكتبوا حرفا واحدا من فيض إبداعك
 وحلاوة
إنتماءك ، وروح البنو ة متغلغلة في أعماقك
وهل يوجد بعد ذلك كلام يضاف ،وشعر يقال ، بعد أن ماتت العصافير في الجليل** ،ودخلنا في دائرة النسيان ، جالسين على سرير
الغريبة، نحدق في مرآتها
ننعى غربتنا ، ونَحِنُ الى بلادنا ، بعد أن  أطفئنا هالة الوطن ،ونزعنا عزته، ونتلفت الآن حيارى نتطلع من بعيد الى أرضه


*ولد محمود درويش في قرية البروة عام 1941 وتوفي في 9أغسطس 2008 بعد إجراء عملية جراحية في تكساس بالولايات

المتحدة
قصائد محمود درويش **

زهراللوز
العصافير تموت في الجليل
سجل أنا عربي
ذاكرة النسيان
سرير الغريبة







الخميس، 15 مارس 2012

محمد عبد الوهاب

                                                             
محمد عبد الوهاب لميسون عوني
 
في 15-3-2012

تموج الماس لحنا يأخذ دفق القلوب والألباب ، تموج الماس حبات ومضت في جيد الزمن وزينت لهفة الشوق وفي قيثارة عزفت اِشجى

الألحان وبصوت أبدعه الرحمن اضاء الماس مع أصداف لحن وخمائل ينفذ الى الروح قبل ان يشدو في الأسماع ويتشرب في الإعماق

 عابقا في أثير العش والإيكات مبدعا عالما من الشجن ورقي الروح تاذي يأخذ النفس الى ملكوت الخالق العظيم مسبحا معظما مبجلا

 لخلقه الرحيم للمواهب الفذة التي لونت حياتنا وأبهجت أيامنا وحملناها معا في وجداننا ، لحنا إنهمر من نبع المبدعين الى ينبوع النهر

الخالد ملامسا أحلام جندوله مرافقا لإجلال الدهر وروعة الزمن شاخصا لهيبة الكرنك معاصرا لروح الوطن عندما جاوز الظالمون

 المدى مؤتلقا مع جلق محييا شراع دجلة هاتفا بليالي الشرق ممتزجا شهده مع الوطن الأكبر ذائقا طعم وجده في صوت الجماهير ثم

شاهدا لدموعه وآلامه منشدا لحن الحب والأمل

الخميس، 1 مارس 2012

الإنتماء لميسون عوني




الإنتماء:- لميسون عوني في 1-12-2011
إلإنتماء سواء كان حباأو كرها ينبت مع مجرى الدم،ويتغلغل في النفس البشرية مع نبضة القلوب ، وطفرة العروق ،معبرا ببراءة
 الطفولة  بالإنتماء الى الوالدين والعائلة ،ثم يتفرع مرويا في ميعة الصبا كالإغصان ليتشرب ويرتوي من قيم المجتمعات والمبادئ
 والأفكار،والثورات ،وفي بواكير الشباب يكون تأثير الصداقة تأثيرا قويا لانستطيع التغافل عنه ، وتتنفس كل هذه
التوليفة عصيراخالصا متأججا تارة وهادءا مرة أخرى  وتحتار النفس الإنسانية في مواقف ،وتندهش وتتيقن في  أخرى،  ويبقى قسم
 من الناس متمسكين بإنتمائهم ، ويتغير بعضهم ، وينقلب البعض الآخر إنقلابا
كاملا ، وهنا سأحاول على قدر ما أعرف
بتحليل بسيط لموقع ثورة يوليو في التاريخ المصري والعربي وماذا مثل  جمال عبد الناصر للفرقاء المعنين

1-الذين وقفوا ضده وأصابهم الأذى من ثورته ،تأميما ، وتحديدا للملكية وهذا حقهم المشروع، فالأنسان مهما تجرد من منافعه الذاتية  لايستطيع أن
 يتنازل عنها .فهو منتمي لجذوره وعاداته ومصالحه ، ولكن الحياة فيها من الغرائب والمفارقات ، ولا تعدم من  بشر لهم ضمير حي
 يعلنون بما ينافي مصالحهم
 (ولقد إلتقيت يوما  بأصدقاء  لعائلة ويصا
 المعروفة بثرائها الفاحش وإقطاعياتها الكبيرة
 أشاروا في معرض حديث عن أحوال مصر ، بأن أهاليهم اصحاب هذه الثروات الهائلة قد ذكروا لهم بإن عبد الناصر محق بتحديد
 الثروات،لأن توزيع هذه الثروات كان مجحفا وغير عادل ،كما ولا ننسى عائلة الجيارالمعروفة ، وصداقة عبد الناصر معهم ،رغم
 تطبيق قانون الإصلاح الزراعي عليهم ولقد بقي  محمود الجيار الى آخر يوم من حياة عبد الناصر معه ويذود عنه
2-اليهود وإنتمائهم لمصالحهم حبا وعكسها كرها ، أصحاب الشركات الضخمة التي تم
تمصيرها بأعنف ضربة قطعت ، شريانهم الأبهر وإمتلك الشعب بكل فخر ،الشركات العملاقة
 شيكوريل ، هانو ، اوروزدي باك، وغيرها من المؤسسات والشركات ليتوقف النهب المنظم ،وليتدفق في شرايين الشعب المصري ،وكانت القاضية لهم هو تأميم قناة السويس لكونهم،كانوا يسيطرون على أهم موقع يحتاجه العالم كله ، وكل الموارد وسير البواخر وإختيار المرشدين بل إمتلكوا بكل ألإرتياح ،مدن قناة    السويس الثلاثة ،السويس ،بورسعيد
بورفؤاد
  

 ، أما حكاية  البنوك الأجنبية التي
إستغلت الإقتصاد المصري بأبشع طرق الإستغلال فلها حكاية تطول وأحاديث لاتنتهي وقد
اشبعها المختصون تفسيرا وتحليلا .
3- الأجانب أصحاب المصاح الإقتصادية والثروات الخرافية التي أثار جنونهم تمصير البنوك والشركات الإحتكارية التي تضخ ثرواتهم
 الطائلة الى حساباتهم في بنوك بلادهم ،  وقد وصف الإقتصادي المصري  المعروف عبد الجليل العمري ، (بأن الإقتصاد  المصري كالبقرة
ترعى  داخل الوطن ولكن لها  ضروعا تحلب في الخارج )

4- الإقطاع الذي أصر أن يمشي الفلاح المصري حافيا ، وهم يلتحفون بالوسيات والثروات والإقطاعيات،ولقد ذكر الكاتب الكبير يوسف
القعيد في كتابه حدث في بر مصر ، واصفا حال الفلاح المصري بإنه لوكان راكبا حماره ووصل الى مكان جلس فيه أحد الكبراء فيجب أن ينزل من الحمار ويمشي
 على رجليه ، حافي القدمين يمرض ليموت وليس ليعالج ، وفي معرض ما ذكره  الأديب المرموق بهاء طاهر اوكما يسمى في مصر (بهائنا الطاهر)عن مرض والدته ،تحدث عن إنشاء المراكز الصحية في القرى والأرياف التي أنشأتها  ثورة يوليو، بإنها المنقذ للفلاح وأبناء الريف  ، وهنا نرى بكل وضوح إنتماء
سكان القرى والأرياف لهذه الثورة . وكيف جردوا بعد ذلك من مكاسبهم ،ولقد ذكر الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة في عهد مبارك بإنه يتمنى أن تعاد الحياة لهذه المراكز
 الصحية لإنها أعظم إنجاز صحي شهدته مصر ، ولا أدري لماذا لم يعيدها وزير الصحة  وهو وزيرا للصحة ، أم إن وقته لم يتسع
لإنشغاله بإرسال المرضى الى مستشفاه في دار الفؤاد
5- الفسدة -الذين ساءهم أن يحكم مصر شريفا يحارب الفساد (وفي مذكرات مايلزلامبسون )( اللورد كليرن1935-1945 ) عن السنوات التي قضاها كمعتمد لبريطانيا العظمى في مصر بإنه بأشد الإستغراب كيف يتصرف هؤلاء المسؤلين
 بإستغلالهم لثروات بلادهم وإفقارهم المريع لشعوبهم ، متوجسا من ثورة ممكن أن تقوم .
 6-الأنقياء والأبرياء  الذين وقعوا فريسة لدعايات صرف عليهامن الخارج سيلا  من الأموال  ، وذيولهم من المصرين ،الذين إنتفعوا
 من هذه الثروات ، وأقسموا بحياة مكاسبهم  الحرام  أن يقلبواالدنيا رأسا على عقب وأن يشوهوا بكل جشعهم إسم الثورة وعبد الناصر
 وقد وصف السياسي المصري الأشهر محمود فوزي وهو من أشهر الشخصيات المصرية ،في التاريخ الحديث  ما يجري في مصر بإننا نشهد فنا جديدا  



لأول مرة في التاريخ وهو فن المسرحة دون مسرحية ، فالمشاهد مرسومة خلف المسرح  ولكن بدون نص )( محمد حسنين هيكل في كتابيه  الغليان والإنفجار) ومن المعروف
 أن كثير من الشباب المصري لايعرفون عن عبد الناصر ، إلا ما سمعوا عنه من مرتزقة الإنفتاح .
7- المنتفعون الذين ربطوا مصيرهم مع مصير الأجانب مكاسبا في الأراضي وأموالا في البنوك ومن ثم ليشتروا الألقاب والأوسمة لرفع
شأنهم في المجتمع ، مسلمين وأقباط( ولقد رمى المحتل الفتات لهم)، ولقد إستمر مسلسل إهداء الأراضي في عهد مبارك الى المريدين
والأتباع  ، ليكونوا ثروات خيالية بدون تعب ولا مجهود إذ في حال تسلمهم الأراضي يهرولون الى البنوك للحصول على قروض للبناءثم
 تباع بأسعار خيالية   ،والناس تنظر بحسرة، وسكان العشوائيات أضناهم اليأس ، فنسوا أساسا إن هناك بيوت صحية للسكنى
 وهنا  يتبادر الى الذهن سؤال؟؟سؤال محير عن  جذور الإنتماء للآتي:-
  لمن ينتمي حسني مبارك ؟ كيف تنكر لإصله في كفر المصيلحة ومدرسة المساعي المشكورة ، ونسي أبناء شعبه  ،وإنتمى الى طبقة
الأثرياء والمستغلين واللصوص وكدس الثروات وإشترى العقارات ، وليذكرنا هذا على الفور بإنقلاب السادات على جذوره وأصوله
 وكان لا يهنأ له المقام إلا في إنسبروك وسالزبورج ، جالسا  يدخن غليونه في ربوع المروج الربانية يحلم وينتظر ، وفي إحدى رحلاته
في أول الثورة وكان البلد يموج بأحداث جسام ، ذكر لأستاذ أحمد بهاء الدين في كتابه محاورات مع السادات وكان يرافقه في هذه
الرحلة ،بأنه سيذهب الى النمسا لإنه
يريد أن يتنفس الهدوء والراحة ، وبعد حرب إكتوبر وفي لقاءاته الشهيرة مع كيسنجر ، بإنه يريد أن ينتهي من كل هذه المواضيع
وبدون أن يرف له جفن لإنهاء ميراث عبد الناصر وكان كيسنجركما جاء في
كتابه (سنوات القلاقل )(كما ذكر هيكل في كتابه الإنفجار )، في غاية الدهشة وهو يرى السادات المنتصر وهو يقدم كل هذه التنازلات ،متسائلا لماذا ؟ولماذا هذه ؟ واضحة
وجلية يريد أن ينتهي من كل هذا حتى يحلو له العيش الرغيد
،وكانت صداقة السادات لكمال آدهم الذي فُتحت له مصر على مصراعيها ،بعد رحيل عبد الناصر ، تنفيسا للأبهة والعظمة التي يتمناها
 ،ومن المعروف إن كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية وممثلها عند المخابرات الأمريكيةهو صهر الملك فيصل (الملك فيصل متزوج من إخته عفت
،هو  اصدق أصدقاء السادات وكان السادات شاهدا على عقد زواجه ، وهو الذي فتح له أبواب الطموح
للثراءوكانت السعودية من أكبر المهللين له بعد أن تخلصت من كابوس العدالة الإجتماعية  ، ،وإذا قلبنا صفحات الأحداث نرى كيف أن
 صاحب المقام الرفيع  مصطفى النحاس باشا ، إنقلب على نفسه وإنتماءه  وهادن الملك فاروق ،وسكت على إستغلال زوجته
 لنفوذه لتجمع الثروات بمساعدة أخيها أحمد الوكيل ، مما اساء إساءة بالغة  لزعيم الأمة ، الذي هو من رحم الشعب.فهل الثلاثة ينطبق
 عليهم نفس التفسير، وإذا اردنا إلإنصاف فلا يقارن النحاس باشا بهما، إذ بتأثير السن وزواجه من زينب الوكيل الذي وقع تحت تأثيرها
يسمح للطبائع البشرية بأن تتساهل وللمراقب أن يعذر .




8-تجار الدين الذي سائهم إيمانه الديني  الإصيل  بدون مزايدات  وإدعاءات كاذبة ،  فوقفوا له بالمرصاد  .وهنا لابد أن أبرئ الشباب
المغرر به من المتدينين الأنقياء الذي جرحتهم نكسة 67 وإستغل قادتهم هذا الأمر أحسن إستغلال ،وإسنادا بثروات خيالية من وراء
الحدود ، متضامنين متكاتفين لآخر رمق من سعيهم ،لتشويه النموذج الذي كان أملا ، ولقد أعلن الداعية متولي شعراوي ندمه وإعتذاره على
ذلك متوجها
 الى ضريح عبد الناصر قائلا لقد جائني في المنام من يعاتبني على كرهي له ، فسألوه من الذي عاتبه ؟؟ قال الطبيب والمهندس الأزهري الذي فتح
 لهم جمال عبد الناصر صروح العلم في الأزهر عندما اضاف الى الدرروس الدينية إختصاصات العلوم .ولقد نشرت جريدة الأهرام
صورة الداعية الشعراوي ، وهو واقف يصلي في الضريح  ،ولم أستغرب وأنا أطالع الجريدة كيف إن الداعية المتبحر في الدين ، أضفى
صفة القداسة على السادات قائلا ( وربي إنك لاتسأل عما تفعل)وبهذا يكون قد أساء الى الدين العظيم الذي يتكلم فيه ليل نهارداعيا
 ومفسرا لإنه من المعروف بأبسط قواعد الدين إن الله جلت قدرته هو الوحيد الذي لايسأل عما يفعل ،ويُسأل حتى الأنبياء ، ورأينا كيف
 عاتب سبحانه نبيه الأمين عتابا واضحا جليا (بسم الله الرحمن الرحيم عبس وتولى أن جاؤه الأعمى وما يدريك لعله يزكى )(سورة
عبس الآيات 1-2-3) فكيف يسأل النبي الكريم ولايسأل بقية الناس ،ولعل المنصب الوزاري الذي أتاحه السادات للشعراوي ، والتقرب
 للسعودية التي عاش فيها فترة من الزمن ، أنساه  مبادئ دينه التي ملأ شاشات التلفزيون كلاما وشروحا  وتفسيرا ،أما كان الأكرم
 للشعراوي وهو من  أعظم من فسروا القرآن الكريم أن يكتفي بهذه النعمة الجليلة ، وأن يبتعد عن السياسة ودروبها ،وأن يحاول بكل
سماحة الدين أن يلم الأمة ولا يسعى الى تفريقها ، ويقول العلامة علي ألأمين في كتابه الشيعة والسنة أمة واحدة (ولعل من الأخطاء
الشائعة إعتقاد بعضهم إن الفقهاء هم مصدر التحليل والتحريم ، هو إعتقاد فاسد ، لاتشهد له من كتاب الله آية ولا من سنة نبيه رواية
هذا في مسائل الدين فكيف بمسائل السياسة ،الذي أفتوا فيها ، بتطرف لايليق بالعلماء ،         ويذكرني ذلك بما
ورد في كتب التاريخ عن إستقبال المشايخ  لنابليون وكيف ألبسوه العمة  الإسلامية ، وإنقلبوا عليه عندما قلت العطايا والهدايا
 وتعجبني كلمة يرددها المبدع صلاح جاهين في مثل هذه المواقف الغريبة (عجبي )ولو اردنا فعلا أن نفتح صفحة العجب
 فستكون صفحة طويلة من إنجازات عبد الناصر التي هدمها ، الجهلة والمستفيدون والفاسدون ومرتزقة العدو وحلفائه
9- الحكام العرب الذي أرعبهم أن يظهر بينهم من لايسير على خطاهم ولهذا حديث طويل لاتكفيه مئات الصفحات
10 – مرتزقة كامب ديفيد إن المجال لايتسع لسرد هذه الحكاية الأليمة التي حولت نصر إكتوبر الى كابوس ،أقض مضجع الشرفاء
وأباح مصر للجواسيس واللصوص  ،ومن الملاحظ إنه بعد فك الإشتباك الأول سلمت مصر الى إسرائيل كل المحكوم عليهم في السجون





المصرية ففقدت مصر ورقة رابحة عند التفاوض، ورجع كل هؤلاء على هيئة وفود مع القيادة الإسرائيلية ، وبقية المسرحية معروفة
ولاتحتاج لكلام . وسأكتفي هنا بأ ن أورد ما جاء في كتاب محمد إبراهيم كامل في كتابه الشهير (السلام الضائع) تلخيصا لما حدث ( إلا أن معدن الرجال
يختلف فلم يكن كارتر في صلابة إيزنهاور كما لم يكن السادات في صلابة عبد الناصر ، كان كلاهما كارتر والسادات ، يرتدي قناعا رقيقا
من الصلب يغطي ظاهره ولكن لاينفذ الى باطنه ) ومن المعروف إن السفير محمد إبراهيم كامل هو الذي أسند إليه السادات وزارة
 الخارجية بعد إستقالة الوزير إسماعيل فهمي ومن ثم الوزير محمد رياض أثر تصميم السادات السفر الى إسرائيل وقد أسند السادات
 وزارة الخارجية مؤقتا الى بطرس غالي ، ووقف السادات ليلقي خطابه في 20-نوفمبر-1977 وتم تعين محمد إبراهيم كامل يوم 24- ديسمبر 1977 ، ولقد روى الوزير محمد إبراهيم كامل فصول مأساة كامب ديفيد يوما بيوم ،من 5 – سبتمبر 1978 الى إلى أن قدم أستقالته في 16 سبتمبر 1978  ، بعد أن حاول بكل الطرق إثناء السادات على التوقيع ،موضحا له خطر هذه  المعاهدة ، ولكن السادات لم يستطع التراجع ، ومشى الشوط الى الآخر .ومن الملاحظ إن مقعد وزير خارجية مصر عند الإحتفال بتوقيع المعاهدة كان خاليا .  
-وعلى القمة من كل هؤلاء إسرائيل ،ومعها كل الحقد اليهودي ، الذي سيبقى ما بقيت البشرية ، و التي تيقنت  إنها أمام زعيم
 شريف  يملك الإرادة والهيبة ولن يسكت عليهم وعلى فجورهم وإحتلالهم
 فتربعت على عرش العداء والكراهية ، فكان لايزال عدوهم اللدود ، الذي لم يكرهوا على إمتداد تاريخهم الطويل (في الجيتو اليهودي)كما كرهوه ، وللجيتو اليهودي أساس نفسي مخيف في الشخصية اليهودية
كما شرحها وحللها في بحوث ودراسات الدكتور عبد الوهاب المسيري، صاحب الموسوعة الشهيرة عن اليهود واليهودية ، والمجلدات والدراسات شرحا وتحليلا لكل جوانب حياتهم .
والسؤال الآن لمن ينتمي عبد الناصر؟