الجمعة، 8 فبراير 2013

المحبرة




القلم والمحبرة لميسون عوني في28-1-2013

في عروقي يمتزج مداد المحبرة

القلم الجاف جاهز ، تستطيع مباشرةً الكتابة فيه ، مملوء حبراً، ولكنه جافاً، بدون روح ،يتعب اليد ،ويجرح
الأصابع ولا يزين الورقة وقلم الحبر اوكما نسميه في العراق الباندان   تجهزه بلهفةً ، تملئه بفرحة ،من أجمل قارورة
 صنعها الإنسان فهي المحبرة ،يترجرج المداد،يسيل فيها كماء الحياة، يتدفق في عروق الإنسان ويزهوبأجمل الألوان
 فأسود حبره عميقاً كزرقته  وأخضر عوده شفافاً ، ويشع أحمره ،ليأخذ الأبصار
 وهنا اللغزالمحير كيف يفوح عبق المداد ليملأ اليراع ، وفي جو الغرفةينشر بشراً ليصوغ الأفكار ، ونستعد للكتابة
لتُملأ نصاعة الورقة نمنمة،كإنه نقش الوله على قلب العاشق نغمة ،وينتشر الحبر، من سن القلم ،حرف يصوغ كلمة، وسطور تخط قصص الحب وخلدت في سجل العاشقين درةً  
وأحداث الحياة بكل وجوهها وهلةً،ويجري ساعي البريد حاملاً ،مخطوط أجمل الأواصر وأعمق الروابط محبة
ويجلس الكاتب بطقوس واضعاً أدواته أمامه ، ينظر إليها عازماً أن يحيلها الى شخوص وأحداث ، وتتصدر المحبرة والقلم إبداع ،وتتربع على عرش الأوراق ليهبها الحياة
ترنوالمحبرة تسألني
فهمست لها ، أناجيها



2


أنظر إليك بلهفةٍ ، بشغف ، بحنين
لتصبي عبقك فوق سطور أوراقي
أود أن أغمر يراعي في مدادك، لإنمنم حروفاً أطرز فيها جبين بلادي
وأزين بك أجنحة (نعيج المي ) لتخطفني لإرسو على شاطئ ملاذي
ويغمرني موج الشاطئ حنية ، واشعر بدفئ رمالك وسادة لآمالي
وأمد بصري لإحتضن قارب الأحلام يتهادى فوق الأديم وثمرةشباكه خيرا لما مضى وآت
وتسلل نغم العراقة يأخذ القلب وقد تنفس من تربة تضج حزناً وتشدوفرحاً لتسري هينة فوق الروابي
ولكن مدادك لا يكفيني لا يشبع عشقي لضفاف الشاطئ ولا يداوي جروحي
كنتي ذخيرة لإجدادي فلماذا تخليتي عنا وشح فيضك فوق صفحة أوراقي
إسكبي عطرك ليدون قلمي باقة أحلامي
وأحتضنك شوقا يضم كل أشواقي
ولكن تبقين الملاذ عسى أن تُخفف الألام وتفسر أحزاني، و أن يغيث  مداد القلوب
وإختلاجة من عذاب الروح  ، فألتقت كل هذه المعاني في باقة حب كتبها القلم وإحتضنها الحبربجمال عز وصفه
وأجمل من كل هذا وذاك عندما نستلم بطاقة الأفراح وقد تصدرها القلب ودونتها لهفة الأزهار وقد وضع فيها مكان و تاريخ اللقاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق