الأرادة عندما تقهر
الصعاب في 8-2-2012 لميسون عوني
إستلمت على بريدي
الألكتروني رسالة تحكي عن جبال الفلبين
الفلبين تقهر الجبال الوعرة ، وتحولها الى إبداع ،لايعرف النكوص والأرتداد ، تحولت الجبال الخشنة
الى
مزارع غناء يحار البصر
الى مداه ،وتدرجت سفوح الجبال بعزيمة ،
لاتعرف الملل ،وليس لها غير الصبر
لتضيف الى بلادها أمجاد
،ولخير بلادها ، ترسله الى كل العالم غذاء
،سواعد أبناء الفلبين خرقت المحال
ووضعت جبالها في سمو
الخيال ولكنه واقع
يعاش ويفتخر به وأضيف
الى التراث الإنساني بكل فخر وإعتزاز
بما يذكرنا هذا ؟
سؤال ؟
يذكرنا بحدائق بابل
المعلقة ، كيف كانت وأين أصبحت؟
قال الحب كلمته ، والحس
الإنساني الرفيع عمرانه ،والحب البشري بأروع صوره ، ليبدد الوحشة عن قلب
حبيبته ، وليشيد لها عالما يقربها
من عالمها،مشابهاً
لطبيعة موطنها،فقامت الجنائن المعلقة صرحا فريدا إحتار في بنيانه ،فرائد العمران
ومهندسي المعمار ، ووقف
أمامه رواد الحضارة دهشة وعجبا ، فكيف صيغت هذه التماثيل
وفي ذلك الزمان علقت الجنائن ،وحلقت الزروع ،وعَرشَّتْ
خمائل الأعناب ،إشرأب النخيل فيها سموقا
ونبتت الزروع تيها، ومدّت
البلاد كلها فواكه وغذاء، مثمرة على مدى الأيام، وهفهفت الورود فوحا صيفا
وشتاءا
ودارت حولها ينابيع
المياه تغرف من فرات الخير مدرارا
فأصبحت
جنة للناضرين ، تشرب من شهد الحب زلالاً
ومن خلجات القلب طيبا ،وأطلت على حضارة بلادها
فخرا
وصنفت من عجائب الدنيا
السبعة
2
إحتضن نبوخذنصر أميديا
وهما ينظران الى الإبداع البشري وقد حفر الصخر ومهد الصحراء وحول وحشة
كثبان التراب الى جنة غناء ، وتحفة الجنائن تخطف
الأبصار ، وغرقت أميديا في تفكير عميق ، ماهذا
العملاق الواقف بجانبها
، أي روح سحرية إختبأت في أعماقه ،هل تلبسه سحر هاروت وماروت ، أو نفثت
العرافة ، ألغازها في صدره ليحبها كل هذا الحب ،
أم هو الأله مردوك الذي أودع في حنايا قلبه ،قبسا من
عبادته ووهبها كلها لي
،لأمتلكه وأرتع في غديره ،وفكرت لحظة ، الألهة مجتمعة ، هي التي
أذابتني في دمه
لإنبض فيه ومعه
وإنتبه
الملك العاشق الى أميديا وهي غارقة في
لجةأفكارها ،
أميديا لم تقولي لي هل
أعجبك ؟
ياللرجل هل أعجبني ، كل هذا الهيام وهذا البذل والسخاء
ولا يعجبني ،
لم تستطع الكلام ،
أميديا هلا فسرت لي صمتك
؟
وفي حدس المرأة المعشوقة
التي وضعه الله سرا في صميمها ، فكرت بسرعة هل أبادر لهفة عليه أم أرتد
خطوة ليكون دائما قلقا ،غير واثقا ،لأجج حبه وأستمتع بحيرته ،
أميديا لاتدعي هواجسك
تحرمك من فيض هذا الحب وأستمتعي بكل هذا فهو لك ، إحتضنته ، لتنغمر في
في زهر الحياة ، ولتذوق حنين المشتاق ، ،زادا لكل العمر،وكنزا
للزمن
وأرتجفت أوتار العشق
وباح بكل أسرار الحب البشري
وصدحت طيور الجنائن ،
تهفوا للقاء
وتمايلت الورود فرحا ،
تأمل اللقاء
أميديا ، ساريك شيئا
3
حمل العاشق حبيبته الى
ضل لاتلحظه العيون ،وأدخلها الى كوخ في قلب الجنائن وسبحان العلي القدير الذي
خلق بشرا بهذا التميز ،
وقد نسجت أناملهم مرتع الحب ، ونمنم خيالهم
جنة الوجد ، وبرقت الشموع حرقة
لتبهر
خيال العاشق الملتاع
شهقت أميديا ما هذا لم
أره من قبل ؟
هذا هو سر الحب ، وتميمة
الجنائن ،لأقيك من عيون الحساد ، لنركن اليه وحدنا ،نلوذ به لانسمع إلا خفقات
قلوبنا
لينير أعماقنا ، ويضئ
عقولنا
أميديا هل تعرفين بدون
كل هذا لا أستطيع أن أدير مملكتي، يتعتم عقلي
،تنكص عزيمتي ويضيع ملكي
حبك ملأ قلبي ، وفاض كأس الهوى ليروي ظمأ
الدنيا ، بلهفة كشلال الجنان
ياللعاشق إنصهر فيه هيام الأرض وإلهام
السماء ، شفت روحه الى عرق العشق بصيصا
،ونشر نوره سكونا
تغلغل في الثرى رحيقا
صافيا ، وليسقيني شهده من عرق شمعه ،من جنى ، نحله ،نقيا
فهمست في نهر الوله غمرا
ياللمحارب
رق قلبه غريرا بريئا
وأشرقت روحه كميعة الصبا غافلا ، عن الحروب لاهيا
ميديا أتكلمينني
الكلمات لاتكفيك ،
تذروها الرياح ،
حنين في الضلوع ، لاتمحيه التعاويذ وإفك السحر وشر الحساد
حبنا ، عميقا لايحتمل
التفسير وفك الأحاجي والألغاز
ماذا أنشد في هذه الدنيا
غير أن ألوذ بك ،وأسكن في حماك ، لاتتركني للدس وأحابيل النفاق
إحتضنها ، المتدله وسارا
الهوينا ينظران كيف
تلون الأصيل بثوب الذهب
وتماوج ليعانق ياقوت الشفق ،و الغروب ملهوفا ليغطس رائقا في جلال
السحر،كمونا لنسوك الغسق ، مترقبا شق الشمس لدياجيرالشرى*
لبلج الفجرمتشوقا
4
وهفت نسائم الجنائن ممتزجة مع عبق الزهور،وعروق التمورتتدلى من
قامة السموق
أميديا اي أزهار تعجبك أكثر وأية أشجار يأسرك منظرها
الراسقي متنفسا تاج
القرنفل ، وورد الجوري يحف ببرعم الزهرة ،مستنشقا رحيق القداح
وشجرة النخيل ألا تراها
تزهو شامخة ، إنها تشبهك ، قلبها يُطعم ، وتمرها يُشبع ، وعصيرها يروي وسعفها
يحمي ،
أليست هذه عطور الجنة؟
وعباب النعيم
الملك مبهورا بالإحساس
الإنساني الرفيع ، الذي أسبغ عليها هالة من التعفف والزهد ، ومشيا يستقبلان غبش
الفجر
نظرت إميديا إلى ما
حولها ، ودارت خارج كوخها والملك العاشق متشبثا بها لايقوى على فراقها، أطلا من
علياء ، فرأت جموع العمال يكدون ويكدحون لإكمال
البنيان
فندت من قلبها حسرة
أذابت قلب عاشقها ،
إميديا ما بك
أريد قلبك الرحيم أن يفك
قيد الأجير ،
ويرمم روح الكسير
من هو الكسير؟
الأجير هو الكسير
ألا ترى دمعة الحرقة في أحداقهم
والنحيب الصامت في غور أعماقهم
وذبول العروق في أرواحهم
لاأحتمل أن أرى التعب في
عيون
شيدت لنا هذا البنيان ،
وسورتنا بسور الآمان
5
ولكنها سنة الحياة
كلا إنها صوت القوة
والإستبداد ،
ولكنني لا أسمع شيئا ،
ألا تعرف لماذا لاتسمع ،
لأنك تنصت بالأسماع ،وأنا أنصت بالقلوب
وأنطلق لحن عميق يترنم بالربة المقدسة ويقرنها شبها بإميديا
إسمعي، يا أرجاء الدنيا،
مديح الربّة إنانا
سبحي المقَدَّسَةَ
سَبِّحي الممجَّدةَ،
وتقَّربي من السيَّدَةِ
العُظمَى
(ترنيمة بابلية ،القرن
15-ق.م)**
نداء مغلف بدعاء
يناجي
العدل، ويشكو الضنى،
سرى الشجن المعذب في أرجاء الحدائق زاده الحزن
رقة ،والألم حرقة ،
الملك وهو ينظر الى
أميديا بإفتتان
كل يوم يمضي معك أكشف
كنزا ، وحكمة ورحمة ، أنت الألهة أنانا ،وها أنا طوع أمرك ،بكل ما تشائين
مضى الزمن بدنياهم
الجميلة ، وقال الدهر كلمته ، وبقيت الحدائق رمزا للحب والوفاء
وتوارثتها الأجيال وكتبت
في كتب التاريخ وأضيفت الى التراث الإنساني العريق ، وخلدت كإحدى عجائب
الدنيا السبعة
وفي رحلة لمدرسة من
مدارس العراق إنتبه التلميذ ،حفيد
نبوخذنصر بإن ما يراه جميل جداولكنه جديد
ترى هل فسروا له ؟
بأن يد الإعمار العشوائي ، والتباهي الأجوف ، والغرور الأحمق ،إمتدت لتقضي على عراقة الجنائن
6
وتحولها الى بنيان حديث أضاع كيانها
،وهد رونقها المعماري الأصيل ،
ونزعها من عجائب الدنيا
السبعة،
وأصبحت الحدائق أثرا بعد عين ،كما عزالعراق كيف
أصبح أثرا بعد عين
*الشرى منطقة قرب نهر
الفرات
*من كتاب ظل الأفعى
ليوسف زيدان
*** من عجائب الدنيا
السبعة بالعراق وتعرف كذلك بحدائق بابل بنيت في 600 قبل الميلاد وبابل تعني (باب
الإله) وكان للحدائق 8 بوابات وأفخمها بوابة الحديقة بر وعتها الخلابة ويقال إن
الملك إستخدم الأسرى الذين جلبهم من بلاد الشام وجعلهم يعملون ليل نهار ، وهناك
تمثال كبير كان في المتحف يمثل
ما حدث ،ويقال إنه بعد
الحرب الإخيرة تم سرقة هذا التمثال وهو ضخم جدا وهو أول ما سرق من المتحف العراقي
ولقد بنى الملك قصرا
كبيرا وزرع على سطحه كمية كبير من ذات الألوان الجذابة بحيث غطى شكل القصر
كأنه جبل مزروع
بالنباتات والأزهار فوق اقواس حجرية إرتفاعها 23 م فوق سطوح الأراضي المجاورة
للقصر ،بنظام ميكانيكي معقد لتسقي المزروعات من الفراتعلى بعد 50 كم جنوب بغداد في
الضفة الشرقية من نهر الفرات
المصدر التاريخي
ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ، حدائق بابل المعلقة