خرج الأميركان من العراق
، مسّودي الوجوه ، منكسي الهامة ،مكسوري الكرامة ، وقد مزق
لفح العراق جنودهم ،وأحرق هجيره
قتلاهم
وأذاقهم ماؤه
الزلال سما زعافا ،وأعمى خيره بصيرتهم ، خرج الأميركان
مدحورين ، مهزومين ،
يلمون رفاتهم، ويرتقون شتاتهم ، لم ينفعهم جبروتهم وقوتهم وغطرستهم ، إندحروا كما حالهم في كل بقاع
الدنيا ولكنهم لايتعلمون
، ولا يعتبرون ، ظنوا إنهم في رحلة ، سيتنزهون في قوارب دجلة ويشربون من مزاج
الفرات ،ويتهادى بهم
المشحوف الهوينا ،
طمعوا بحلاوة التمور
وظلال السعوف ، ومجرى الساقية والزرع ،جاؤا من غياهب السجون ، وأوكار المخدرات وبؤس
الفقر
وقد زينوا لهم بأن الأموال ستجري ، ليغترفوها ،وهي
مجرد إطلالة سيعودا ، ليتمتعوا بها
ذهبوا الى غير رجعة ،وقد نكلوا بأبناء العراق ، وعذبوهم في السجون والمعتقلات ،ونهبوا
كنوزهم الثمينة ، ومزقوا مخطوطاتهم
وباعوا آثار بلادهم
العريقة ، ليطمروها غيرة وحسدا ، لإنهم لايملكون ولو جزءا بسيطا منها ،جاؤا من شتات
الولايات المتحدة وداسوا
تمثال الحرية بأقدامهم ، ومزقوا دستور الآباء المؤسسين
،ورفعوا راية التفرقة العنصرية التي إقتتلوا أزمانا في أتونها، حنطوا
مكتبة الجونجرس ، ومزقوا أعلام الأمم المتحدة ، دخلوا بجهلهم وحمقهم ، ليشعلوا أتون العراق ويوقدوا غضبه
وتركوه ممزقا ، محطما أشلاءا ،شيعا وأحزابا ،
طوائف وقبائل
خططوا للإققتال ، وحبكوا الفرقة ، وتفرجوا على
الدم الواحد كيف يراق ، والبلد الواحد كيف يتحطم ، وهم الآن يركبون الطائرات
بهلوسة
الكوابيس التي طاردتهم
،فارين ، مذعورين ،ليستلمهم أطباء النفس في بلادهم ، وليحقدوا على رؤسائهم .
أما أنتم ايها الإخوة
الأعداء ، في العراق ،بارك الله فيكم ،وسعيكم
مشكور ،لقد دفنتم جثة بلادكم واقفين
تنتظرون العزاء ، إستمروا في
عدائكم ، ولتكملوا
تدمير بلادكم
،وإمحوا ما تبقى من عزكم
وأشلاء من أطلال آثار بلادكم
بالشكر والإمتنان ،الى
عالم الآثار الفرنسي مورجان وبعثته الأثرية
لأكتشافهم مسلة العراقي الإسطورة حمورابي ،ثم عميق فخرنا بهم
لنقلهم المسلة الى متحف
اللوفر في باريس لإنهم يستحقونها ، ونحن لانستحقها،كما ونتوجه بالشكر للمتحف
البريطاني
الذي حفظ للحضارة
البشرية ألواح مكتبة آشور بانيبال ،التي خُلدت كأول مكتبة بالتاريخ،
وقد إستقرت فيها ملحمة جلجامش ، وعربة
سميراميس، ولقد دمرنا حدائق نبوخذ نصر
لإنها بقيت في أرضنا ولم تنقل الى متاحف العالم
وسنتوارى خجلا عندما
تنزل عشتار لتفتح بابها فإذا هي قد خُلعت ، أشلاء وحطام .
فهنيئا لبلادنا بإبنائها
البررة وزعمائها الأفذاد ،الذي إستطاعوا بذكاء فريد ، ومواهب متميزة ، أن يكملوا
تهديم البنيان، ويحطموا ما بقي من
مجد البلاد
غافلين ، فالغفلة إبداع ،والإستهانة موهبة ، داعين أن يديمها الله عليكم ، ولنتركهم
في غفلتهم سادرون ، عسى يوما أن يستيقظون وإنا لله
وإنا
إليه راجعون
— Maysoon Awni (@Maysoon32) December 29, 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق