الى كل من رأى صورة دجلة وقد أغرق بالسواد لميسون عوني في 16 -4-2014
هل تعرفون كيف يرتجف القلب ألماً ، وترفرف الروح عذاباً،ويتشتت العقل
إربأ
بمنظر مس إحساس كل قلب يشعر وعقل يفكر وروح تتدبر
ورد دجلة أغرق بالسواد
نبعه الفياض تعتم بالظلام
طيوره غرقت في اللجاج
وخطفت منها سمبلة الحنطة
ورميت بمقتل تبكي حضنها الدافئ وشرفات أهلها الغامر وقارب صيدهم
العامر
كيف أغروقك بالسواد يا درة الأنهار ، هل قدرك يا نبع الخير أن ترمى
بالسواد ، ماذا فرق أهلك عن مغول الشر الذي رموا عصارة الفكر ومخطوطات الثقافة في
تبرك الفياض
هل مسك عصب الجهل وعكرك غفلة أبنائك وماذا سيكتب فيك الجواهري لو كان
حياً، ماذا سيحيي في سفحك ؟هل يتمم بالدماء ويتهجد بالأشلاء ويتلو سورة الرحمن على
قتلاك وتسميم مياهك
أم ستثور قريحته الشعرية ليصفك كما لم يصفوك
يا دجلة الخيريا أم البساتين
فليسمح لي أبا فرات
أن أخفف عن نفسي بعضاً من ألمي
هل تسمحين بأشواق تعصف بالقلب وحب ملك الفؤادوحنين اذاب الضلوع أن
أسألك عن سكان شواطئك أين هم ، هل هاجروا، أم قتلوا ، ام دفنوا أحياء
ومن الذي رماهم أهم مغول هولاكو أم مغول عصرنا الذي رصدوا خيرك وملأ
قلبهم الحسد من هذا الجمال المذهل فأرادوا تحطيمه، وتجفيف خيره الذي ذهب مثلا،
فأنت تسقي أرض السواد
تسقي أرض العراق ، تسقي الجزر الصيفية التي ينبع معها الخير وتفوح من
شتولها عبق الجنة
وأنت يا حبة القلب ثوري ، إرمي فيضك لتغرق فساد من أساء إليك،ورماك في
مقتل إغرقي من عكر صفوك الحالم وجفف وردك ، وجفف منابعك
وأختم بشعر الجواهري
حييت سفحك يا دجلة فحيينا يا دجلة الخير يا أم البساتينا