الاثنين، 17 ديسمبر 2012

مدينتي




مدينتي لميسون عوني في 17-12-2012
تعثرت الدروب في مدينتي ذبل غصنها الأخضر ومالت تيجانها الزهر وأهتزت جذورها النُجب ومادت تبرية التُرب وحزنت خفوق النخل وجف شاطئ النهر
هاجر أهل مدينتي تركوا الديار الخصب والبيت الرحب وعش الدفئ ، فاجئهم جراد الطمع وباعهم بأبخس ثمن سحقهم الحمقى بعد أن ظنوا البقاء وغشيهم الغرور وباغتهم الضياع
مدينتي مدينة الخلد والعز والعراقة يتغلغل في قلبها دجلة ويحتضنها الفرات ،وكيف هو ؟أهولقيا أم عناق ؟ فهل في هذه الدنيا ما يشبه ذلكم اللقاء ؟
تحيطها البساتين وتحتضنها الرياحين وتشم رحيقها السواقي
يخفق الخير في عناقيدها ويقطف الشهد من حلاوتها
يتلألأ القمر شفافا في عطر سمائها ويسطع التبر عفياً في شروقها
اين هم الآن أبناء مدينتي ؟
تفرقوا في المدن و الأصقاع ؟ لم يقدروا على الإحتمال ؟ أم لبثوا في أرضهم يتشبثون البقاء
أين هاجروا ؟ أفي بقعة آمنة ؟ أم في ديار نائية  ؟هل ضمهم الآمان أم بعثرهم الفراق؟
وشبابها الغض اين تربة برعمه وزهرة تاجه وأمل حياته ؟
هل حمل إبداعه ليقُطف خيرها بعيداٍ عن جنته ؟
وبلاده محرومة من إبداعه ومواهبه ؟
وأطفال مدينتي الغرباء في مدينة غيرها ماذا يعرفون عن بلادهم  وفخر حضارتهم التي هي مهد التشريع والكتابة وعدالة القوانين
ولكنهم ياللحسرة لم يشموا عطرها ويتنفسوا مسكها ويتمموا من كافورها ويلوذوا بحماها ،يُسكب مائها الزلال في عروقهم ،تزهو آمالهم في بساطها ويفتدوا عزها بإرواحهم ولكن الأمل لايذبل ينبض مع نبض الشباب ويحيا في نفوسهم ويزدهر مع أحلامهم