الثلاثاء، 26 يونيو 2012

نبذة عن الكنيسة الارذوكسية


نبذة عن الكنيسة الارثوذكسية في مصر لميسون عوني

و العلاقة بين المسلمين و الاقباط

-         مصر ولاية رومانية من 30 سنة قبل الميلاد الى الفتح العربي الاسلامي عام 639-640 م.
-         كلمة )قبطية( مشتقة من كلمة   Egypt  - (Egyptous )(كلمة يونانية) و هو أحد أسماء ممفيس أول عاصمة لمصر القديمة- و تستعمل لوصف العمارة و الفن القبطى. و نرى ذلك فى إعلانات السياحة للغرب كلمة  Egypt .
-         تعود إصول الأقباط الى الفراعنة.
-         المسيحية جاءت الى مصر مبكرا و لقد نشرها القديس مرقص و هو أحد حوارى المسيح و الأرجح أنه مصريا أو ليبيا.1*
-         القديس ما ر مرقص حمل تعاليم السيد المسيح الى مصر بعد سنوات قليلة من صلب السيد المسيح و كتب الإنجيل بصحبة القديس بطرس.
-         الكنيسة المصرية إحتضنت فكرة الوطنية المصرية المتميزة و أسهمت في حفظ الفكر المسيحي كله.
-         مصر كانت الملجأ التي هاجرت إليه العائلة المقدسة تحاشيا لإضطهاد هيرود.
-         أنشأت نظام الرهبنة (الصلوات في عزلة الصحراءإبتعادا عن الإضطهاد و تقربا من الله.)2*
-         أول راهب مصري إستجاب لقول السيد المسيح :" إذهب و بع ما تملك و أعطه للفقراء." هو القديس أنطونيوس و هو إبن أسرة مسيحية غنية فأنشأ نظام الرهبنة في صحراء النطرون و لم تمضي سنوات حتى شهد الوادي بناء ما يقرب من خمسين دير جمعت خمسة آلاف راهب وهبوا حياتهم للمسيح.
-         الدور الوطني الذي قامت به الكنيسة و ميزتها عن غيرها من الكنائس – برفضها للعقائد الأجنبية و ذلك بفصل الدين عن السياسة.

          1 *و يقال إنه تلميذ لبطرس الرسول الذي هو أحد أهم المبشرين الذين إختارهم السيد المسيح لنشر تعاليمه و كان    إسمه سمعان و قبل التبشير كان صيادا و بطرس معناها الصخرة
    2* ولقد أصبحت العزلة في الصحراء او في الدير وسيلة إحتجاج يلجأ إليها البابا او كبار القساوسة لبيان رفضهم لما لايناسبهم.
-         مقاومة الأجنبي حتى و لو تعرضوا للموت و لقد تم مطاردة البطريرك "الأنبا أثناسيوس1*و وضع جائزة لمن يأتي برأسه و كان "أثناسيوس" ينتقل من ملجأ الى آخر هاربا و كان الرهبان و الفلاحون يتسترون على تحركاته و لم تحدث خيانة واحدة رغم أن كثيرين تعرضوا للموت بسبب حمايتهم لهم و أصبح رمزا لمقاومة المصريين لغير المصريين. و تقول مصادر التاريخ الكنسي أن "أثناسيوس" كتب الى إمبراطور الرومان يقول:" لا تقحم نفسك في المسائل الكنسية و لا تصدر إلينا أمرا فلقد أعطاك الله المملكة و عهد إلينا بأمور الكنيسة و ليس مسموحا لنا أن نمارس حكما أرضيا و ليس لك سلطان على عمل الكنيسة." طبقا لقول السيد المسيح:" ما لله لله و ما لقيصر لقيصر."

-         قانون الإيمان (نؤمن برب واحد –يسوع المسيح ضابط الكل- أتى و تجسد من سيدتنا و ملكتنا مريم و نؤمن بأن لآهوته لم يفارق ناسوته لحظه واحده أو طرفة عين.)2*
-ويصلي الأقباط يوميا في الكنائس من أجل وحدة كل الكنائس المسيحية وهم يصلون لمصر ونيلها ومحصولها وجمهوريتها وجيشها ورئيسها وفوق الكل شعبها





1* أنبا في اللغة القبطية وصف للقديس.
2* قانون الإيمان الذي يعتبر من أقدس عقيدة الكنيسة القبطية

الإحتلال الذى تعرض له الأقباط
1-   الإحتلال الروماني: مصر ولاية رومانية من 30 سنة قبل الميلاد, و الى الفتح العربي الإسلامي  سنة 639-640.
2-   الإحتلال الفارسي :هزيمة الرومان على يدي الفرس: حكم الفرس لمدة عشرة سنوات و لم يتعرضوا كثيرا للعقيدة القبطية و كان الأقباط سعداء بهزيمة الرومان.
3-   الأحتلال الروماني الثاني :عودة الإحتلال الروماني و كان هرقل هو الذى يجلس على عرش الإمبراطورية الرومانية . حاول هرقل بالقوة توحيد الكنيستين المصرية و البيزنطية و برغم سنين من الإضطهاد الدموي البشع فإن المحاولة لم تفلح و أصبح إصرار الأقباط على إستقلالهم الديني جزا من ضميرهم و نوعا من عودة الروح الى الإستقلال السياسي و لهذا نرى إن الإصرار على إستقلال القلب هو من مفاتيح فهم التاريخ المصري.
-         لقد واجه الأقباط في مصر أعنف أنواع الإضطهاد تحت حكم أباطرة الرومان في القرن الثالث و بداية القرن الرابع الميلادي حين أصدر الإمبراطور قسطنطين مرسوم التسامح الديني سنة 313م, و كان هذا المرسوم إعتراف كامل بالمسيحية و أصبحت دينا رسميا للإمبراطورية سنة 381م.
-         إعتقاد كنيسة بيزنطه بطبيعتين لسيدنا المسيح- رجل و إله. أما الكنيسة المصرية فتقول 
بطبيعة واحده للمسيح حلول الإله في ا لرجل.1*

البطريرك بنيامين
-         عندما أقر مجمع كلدونيا سنة 451م حرمان البطريرك المصري" ديوسكورس" بسبب تمسك الكنيسة القبطية بفكرها المصري الأصيل إستنادا للتقاليد التي أرساها فإن خليفته بعد قرن من الزمان وجد نفسه محروما بسبب نفس الخلاف- و كان عنيدا في دفاعه عن معتقدات الكنيسة المصرية و عندما وصل القرار بحرمانه الى مصر كان غضب الشعب بدون حدود و لم يكن الإمبراطور على إستعداد لقبول تحدي سلطته فإنه بعث لهم يقول:" إذا لم يوافق البطريرك المصري على قرارات مجمع كلدونيا فليخرج من المدينة." فخرج البطريرك بنيامين ماشيا حافيا. و على أثر ذلك رفض الشعب المصري قرارات الإمبراطور و منع البطريرك الذي عينه الإمبراطور من دخول الكنيسة و وسط إضطهاد عنيف أصدرت الكنيسة المصرية ما سمي بقانون الإيمان الذي أشرنا إليه سابقا.
1* إندماج الناسوت واللاهوت في طبيعة السيد المسيح  كما يعتقد اللأقباط (والناسوت هو الطبيعة الجسدية للسيد المسيح .ويعتبر من صميم العقيدة القبطية).
-وسوف نذكر الفروق بين الكنيستين لاحقا
الفتح العربي الإسلامي
639-640م

-         أجمع كل المؤرخين على أن أقباط مصر إستقبلوا الفاتحين العرب بإعتبارهم مخلصين من طغيان الرومان الذي كانوا يريدون التحرر منه, و لقد سمع الأقباط بإرتياح بأن الخليفة عمر بن الخطاب قد صلى خارج كنيسة القيامة احتراما للدين المسيحي وحتى لاتكون سابقة يستغلها قسم من المسلمين للأساءة للكنيسة و زادت طمأنينة الشعب المصري عند أول خطاب ألقاه عمر بن العاص سنة 644م  "إحفظوا عهد جيرانكم الأقباط فإن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قال:" سيفتح مصر بعدي فأحفضوا عهد أقباطها, فهم أهلكم.1*

-         شعور الأقباط بأن لهم وضعهم الخاص لأجل ماريه القبطيه زوجة الرسول (صلى الله عليه و سلم) و أم ولده إبراهيم 2* كما لهاجر المصرية أم إسماعيل التي تزوجها نبي الله إبراهيم منزله خاصه.3*
-         تم تعريب مصر تعريبا كاملا وفي زمن قصير.
-         و في القرن الثامن أصبحت اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة.
-         أصبحت اللغة العربية لغة المعرفة و العلوم و حلت محل اليونانية.
-         في القرن الحادي عشر أصبحت اللغة العربية لغة عامة سكان مصر و تراجعت اللغة القبطية الى الأديرة.
-         صلاوات الكنائس لا تزال تتلى باللسان القبطي القديم أما المواعظ فتتلى بالعربية.
-         حصلت حوادث صدام بين الأقباط والمسلمين بسبب تجاوز الولاة بطلب الغنائم.
-         كما إن دفع الجزية بأعتبارهم من أهل الذامة سببت شعورا للأقباط بأنهم مواطنين من الدرجة الثانية.


____________________________________________________
1* تتحدث بعض المصادر القبطية عن الإضطهاد الذي تعرض له الأقباط على يد العرب الفاتحين و يمكن الرجوع الى الأحاديث المنشورة على الإنترنت.
2* ماريه القبطية هي الجارية التى أهداها المقوقس الى النبي ( صلى الله عليه و سلم) و هي أم ولده إبراهيم.                 3* هاجر المصرية هي الجارية التي دخل بها إبراهيم الخليل لتنجب له و ذلك لعقم زوجته ساره.





الأحداث التي مرت على الأقباط
والتي ساهمت في إضهار الشخصية المصرية

1-الحملة الصليبية سنة 1140 م  اي بعد 500 سنة من حكم  العرب والتعريب الكامل.
       - لم يضهر أقباط مصر أي تعاطف مع الغزاة .
-         عين الأمبراطور الفرنسي لويس التاسع عشر قسيسا كاثوليكيا للكنيسة القبطية مما أثار شعور الأقباط وبغضهم للمحتلين .
-         عمليات السرقة والنهب التي قام بها المحتلين .
-         منع المسلمين والأقباط من زيارة القدس مم أوجد شعورا بالعداء للصليبين.
2-حملة نابليون على مصرفي يوليو1798 إلى 1801 وذلك بعد 400 سنة من الحملة الصليبية
-         استعان نابليون بللأقباط لرعاية المصالح الأدارية وكانوا المستودع الأداري لكل مصر ولقد تم تعيين جرجس الجوهري وهو أكبر موظف قبطي مفتشا إداريا وحاز رضا بطريرك ألأقباط في حين عندما إستعان نابليون بقبطي آخر للشأن العسكري أعلن بطريريك الأقباط معارضته لهذا الدور العسكري بل إن الخلاف بين البطريرك القبطي والجنرال القبطي تطور الى درجة حاول فيها الجنرال يعقوب ان يقتحم مقر البطريكية راكبا صهوة جواده ولكن جنوده لم يتبعوه فأنسحب ثم بعد ذلك إنسحب من مصر كلها.كما إنسحبت الجيوش  الفرنسية من مصر عام 1801.
3-الإحتلال البريطاني لمصر عام 1884 إلى 1954 الذي وقعت فيه معاهدة الجلاء وتم إنسحابهم من مصر كلها في عام1956 وذلك بعد العدوان الثلاثي على مصر.
-         أدى الأحتلال البريطاني لمصر الى تغيرات في أحوال أقباطها وذلك نتيجة  لتزايد النفوذ الآوربي في عهد الخديوي إسماعيل.
-         ظهور طبقة جديدة من المسلمين وألأقباط إمتلكت الأراضي الزراعية الشاسعة وكان حظ الأقباط أكثر, فلقد أتيحت لهم ولأول مرة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.
-         إتاحة الوظائف لهم كوزارة المالية والبريد والجمارك ومن المعروف إن إتاحة الأمور المالية لهم قد أصبح تقليدا في الحياة المصرية وحتى الأن , كما ونرى إن هذا التقليد شمل حتى القرى والنجوع فنرى العمدة مسلم والصراف قبطي.
-         تعقدت الأمور عندما ترأس بطرس غالي باشا محكمة دنشواى في يونيو 1906وكانت محاكمة أدت الى شنق عدد من المصريين الأابرياء وكان ر د الفعل شديدا عندما أقدم شابا وطنيا مصريا وهو إبراهيم الورداني بإغتيال بطرس باشا عقابا له.
-         أسند الإنكليز رئاسة الوزارة الى يوسف سليمان باشا , وكانت نصيحة البطريرك له بعدم قبول الوزارة ولكن الضغوط كانت عليه أكبر من نصيحة البطريرك وفي هذه المرة قام مصري وطني آخر بمحاولة قتله وكان هذا الشاب قبطيا ولكن رئيس الوزراء نجا بأعجوبة .وأقتنع بعدها بأن رئاسته للوزارة لا تخدم إلا هؤلاء الذين يحاولون إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحين.
-         كما وتجدر الإشارة الى أن عصر محمد علي باشا 1855 شهد بأن الأقباط نالوا حقوقا كثيرةومنها رفع الجزية والدخول في الخدمة العسكرية بأعتبارهم مواطنين وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية.

تداعيات الآحتلال البريطاني لمصر
ثورة عام 1919 برئاسة سعد زغلول

-         ضد الإحتلال البريطاني ورفع شعار وحدة الهلال والصليب,ولقد أدرك الأقباط إن الإحتلال البريطاني لمصر هو عارض طارء في تاريخها ولقد تساوت أقدارهم مع المسلمين ولقد ساعدت المصالح المشتركة على توحيد المواقف بأكثر مما إستطاعت إختلافات الدين أن تفرق بينهم.وكتعبير عن هذا التضامن راح الأقباط يحرضون ضد الإحتلال من منابر الجوامع كما راح  مشايخ المسلمين ينادون بالثورة من قبب الكنائس

-         كان سعد زغلول شديد الوعي بالمشكلة الطائفية وبفضل المبادى التي أرساها في حزب الوفد تراجعت   بوادر الأزمة بين عنصري الأمة وتشير محاضر دستور 1923 وبالذات لجنة الآقليات على صفحات تشهد للفريقين ببعد النظر والتعبير عن الحقائق الوطنية ورفضت اللجنة مبدأ التمثيل النسبي للأقليات في البرلمان على أساس إن ذلك سوف يؤدي إلى التفرقة بين مواطني الأمة الواحدة.

-         كان عدد من أقطاب الوفد من الأقباط وفي مقدمتهم سكرتير الوفد العتيد مكرم عبيد باشا الذي تولى وزارات المالية حتى عام 1942 وكان من ألمع الشخصيات في الحياة السياسية المصرية .وكان لخطبه المشهورة أكبر الأثر على تقارب المسلمين والأقباط
-         أصبح الأقباط عنصرا مندمجا في الحياة السياسية المصرية .
ثورة 23 يوليو 1952

-         لقد إستقبل الشعب المصرى بمن فيهم المسلمين وألأقباط ثورة يوليو بكل التأييد , مع إنه كان عدد من كبار ملاك الأراضي والأثرياء الأقباط في صفوف النظام القديم إلا إنهم كانو أقلية ضئيلة .
-         التيار الشعبي لعنصري الأمة كان صلبا في تأييد الثورة.
-         ونتيجة لحضر نشاط الأحزاب السياسة القديمة وخصوصا حزب الوفد الذي كان الأقباط عنصرا بارزا فيه أدى إلى إختفاء عدد كبير من القيادات القبطية من ساحة الحياة العامة المصرية , وبدا للأقباط إن شيئا منهم قد ضاع.
-         حاول النظام المصري الجديد مواجهة بعض الحساسيات فركز إهتمامه على عدد من الوزراء الأقباط الذي إشتركوا مع الثورة في الحكم ولم يكن ذلك كافيا لأن النفوذ الإداري يختلف عن النفوذ السيلسي.
-         كما إن التكنو قراط الجدد كان يتم إختيارهم لتخصصهم المهني.مما لم يترك أثر سياسي بينهم.
-         ثم جاءت قوانين يوليو ألأشتراكية بما فيها التأميم وإعادة تحديد الملكية وكانت هذه القوانين ضربة شديدة للملكية الغير عادلة وكانت الضربة محسوسة بين الأقباط أكثر.
-         ثم كان التوجه العربي لثورة يوليو يتأكد بما لايقبل مجالا للشك , مبعث قلق للأقباط لأن العروبة سيلحق بها الإسلام حتما.
-         ومع تأميم قناة السويس في عام 1956 , وتأميم عدد من البنوك الكبرى بدأت الهجرة الواسعة لعدد من الشباب القبطي الذي ذهبوا الى الغرب ليعيشوا نفس نمط الحياة التي كانوا يعيشونها في مصر, ثم جاءت القوانين الإشتراكية وكانت الهجرة الثانية للأقباط.
-         ونتيجة لهذا أصبح للكنيسة القبطية فروع عبر البحار وأصبح هؤلاء يشكلون جماعة ضغط في مواجهة السلطات المصرية


الأنبا كيرلس السادس وعلاقته بجمال عبد الناصر

-         كان البطريرك القبطى في تلك الأوقات هو الأنبا كيرلس السادس الذي أنتخب في عام 1959 .
-         كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وبين البطريرك الجديد علاقات ممتازة وكان بينهما إعجاب متبادل وكان معروفا إن البطريرك يستطيع مقابلة جمال عبد الناصر في إي وقت يشاء وكان كيرلس حريصا على تجنب المشاكل, وقد إستفاد من علاقته المتميزة  بعبد الناصر في حل مشاكل عديدة.1*
-         كان بناء الكنائس في مصر محصورا بالخط الهمايوني الصادر من الباب العالي بتحديد إنشاء دور العبادة لأهل الذمة في مصر وكان المسموح بين به بين " عشرين وثلاثين كنيسة " وسمح لهم بخمسة وعشرين كنيسة.
-         وكان بناء كاتدرائية جديدة تليق بمكانة الكنيسة القبطية من أعز أماني كيرلس ,ولم يرى مناسبا أن يفاتح جمال عبد الناصر مباشرة فطلب من محمد حسنين هيكل مفاتحة الرئيس في هذا الموضوع , فكان تفهم الرئيس  كاملا لأنه كان يدرك أهمية وحقوق أقباط مصر في التركيب الإنساني والإجتماعي لشعبها الواحد.ومنعا لمحاولات الإستقطاب من قبل مجلس الكنائس العالمي.الذي كان سيكون سباقا لبناء الكادرائية فإنه قرر أن تساهم الدولة ببناء الكادرائية وطلب الرئيس من هيكل أن يبلغ البطريرك بقراره.
-         وكان   البطريرك بغاية السعادة عندما أبلغ بالقرار وأفتتح قداس بركات الرب يشمل الإسلام والمسيحين.
-         تم بناء الكادرائية وحضر جمال عبد الناصير حفلة إفتتاحها وذلك سنة 1969. 2*

البابا كيرلس السادس
-         وبذلك أصبح الطريرك كيرلس السادس هو البابا كيرلس السادس ووقف على قدم المساوة مع بابا روما.
-         وبهذ تحقق نوع من  وحدة الأقباط والمسلمين
______________________________________________
1* وفي أغلب الحروب ألتي خاضتها مصر ضد إسرائيل كان عبد الناصر يكلم البطريرك كيرلس قائلا: إدعي لنا يا أبونا" وهي جملة معروفة يستعملها المصريين مسلمين وأقباط.
2*ويقال إنه بعد بناء الكادرائية ظهرت السيدة العذراء على قبابها , وفسرها البعض بإن هذه بوادر البشارة لإنتصار مصر على إسرائيل وحدث ذلك في اكتوبر1973

اليوم الحزين
-          وكان يوم 28/سبتمبر/1970 يوما حزينا في حياة البابا كيرلس السادس كما كان يوما حزينا لمصر وللأمة العربية كلها, وذلك عندما ودعت إبنها البار الرئيس جمال عبد الناصر , وأمر البابا كيرلس السادس بأن تقرع أجراس الكنائس في طول مصر وعرضها وعلا صوت المؤذنين بالتكبير في الأزهر الشريف وفي جميع مساجد مصر  وبكت الأمة كلها وهي تودع إبنها الغالي وبذلك تكون  قد ودعت أعظم أيامها وأعز أمانيها.
-         وفي ذلك اليوم الحزين تجلت الوحدة الوطنية بين المسلمين وألأقباط في أوضح صورة.
-         كما توفي البابا كيرلس السادس في عام 1971 وكماذكرت الأوساط الغربية تنيح صديق عبد الناصر الوفي وبذلك فأن العلاقات بين المسلمين والأقباط ستشهد صفحة جديدة وعاصفة من تاريخها.

عصر السادات وعلاقته بالبابا الجديد البابا شنودة

- كان النجم الأكثر لمعانا في جيل الأساقفة هو " نظير جيد" الذي جرى رسمه تحت إسم                          البابا الإنبا شنودة الثالث بابا الإسكندرية , وبطريرك  الكنيسة القبطية والكرازة المرقصية  ، على الكرسي البابوي.
- وبهذا فإن كليات اللاهوت ومدارس الأحد دخلت في إختصاسه.
- وكما ذكرنا فإن الكنيسة لها موارد مالية هائلة.وتربع البابا شنودة على الكرسى البابوي بعناصر قوة لم تكن متوفرة للذين سبقوه.
- وكانت العلاقة بين البابا الجديد والرئيس الجديد في بدايتها طيبة.
-  برز موضوع بناء الكنائس مرة أخرى وأمر الرئيس السادات بأن يزاد العدد الى خمسين كنيسة.
- وفي خضم الأحداث المصرية الأسرائيلية أراد كارتر والسادات كسب تأييد البابا شنودة لأقناعه بالمساعدة بتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل بعودة الحجاج الأقباط لزيارة القدس ولكن البابا الحكيم كان أرفع منهم شأنا ووطنية وصارت مقولته  التي لن تنساها الأجيال " لن يكون أقباط مصر خونة الأمة العربية."
 - وبهذا وصلت المشاكل الى مداها وإنتهت بحجز البابا شنودة ومنعه من مغادرة الدير.
- وإنتهت هذه الدراما العنيفة بمقتل الرئيس السادات وإطلاق حرية البابا شنودة ومعه كل  القيادات ورموز المجتمع المصري الذين سجنوا في في ذلك الوقت. 
 
                     وسوف أوجز بعض من سيرة البابا شنودة

- البابا شنودة هو خريج كلية الآداب قسم التاريخ ودرس التاريخ الآسلامي والفرعوني والتاريخ الحديث كما كان تلميذا في مدرسة اللاهوت ثم أستاذا فيها.
- شاعرويكتب القصائد الشعرية بالغة العربية الفصحى.
- ضابط برتبة ملازم في الجيش المصري
  - ثم جرى ترسيمه راهبا وقال إنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء.
-أمضى البابا شنودة عشرة سنوات في الدير دون أن يغادره عاكفا على الدراسة والبحث.
-عمل سكرتيرا لقداسة البابا كيرلس السادس وعندما تنيح(مات)  ( 1 )قداسة البابا جاء حفل تتويجه على كرسي البابوية.وكان ذلك في 1971


(1)- تنيح بالغة القبطية تعني توفي


عصر الرئيس مبارك والأقباط

-         بدأت العلاقات تتحسن بعهد الرئيس مبارك ولكن أقباط المهجرالذين إكتسبوا كل أسباب القوة وأصبحوا صوتا عاليا يطالب ما يسئ الى وحدة المصريين وأصبح الأمر الذي تخوف منه جمال عبد الناصر بأن يسيطر  مجلس الكنائس العالمي على مسيرة الأقباط أمرا واضحا .
-         كما أن مواضيع زواج المسلم بالمسيحية وزواج المسيحي بالمسلمة قد أحدث شرخا كبيرا بين الطرفين كادت معه أن تحدث فتنة تزعزع وحدة المسلمين وألأقباط .
-         وأخيرا وليس آخرا موضوع مصادقة المحكمة الأدارية للسماح بالطلاق الذي تعتبره الكنيسة مقدسا ولا يجوز المساس به.
-         ويعتبر تدخلا في صميم عقيدتهم ودينهم الذي يحرم الطلاق .
-         ويستطيع الذي يريد تفاصيلا أكثر , الرجوع الى موقع الكنيسة القبطية على الإنترنت كما وتتكلم كثير من القنوات الفضائية لبحث هذا الموضوع الشائك .



وسأحاول أن أذكر أهم الفروق بين الكاثوليك واللأرثوذكس
-         الروح القدس عند الكاثوليك منبثق من الأب والإبن في حين إن الروح القدس عند اللأرثوذكس من الأب فقط.
-         حبل السيدة مريم بدون دنس عند الكاثوليك في حين إن ذلك عند االأرثوذكس مثل ألأنبياء والقديسين.
-         المطهر عند الكاثوليك بأن يقضي الإنسان بعد موته فترة من العذاب ثم ينتقل الى النعيم الآبدي في حين إن الأرثوذكس " لا توجد مغفرة إلا بدم السيد المسيح" .
-         الغفران  نراه عند الكاثوليك هو إعطاء البابا للغفران والبابا معصوم من الخطأ في حين إن الأرثوذكس لايؤمنون بعصمة البابا.


البطريرك نسطوروتعاليمه التي خالفت المعتقدات اللأرثوذكسية التي تكفر كل من ىفصل الناسوت عن اللاهوت في طبيعة السيد المسيح ولقد وصم نسطوربالهرطقة.
والبطريرك نسطورهو بطريرك القسطنطينية 428  - 430 والذي حرمه المجمع المسكوني وإليه ينسب النساطرة أو الأشوريين ومنهم إنتشرت التعاليم الى فارس والهند والصين.
تعاليم البطريرك نسطور هو إن المسيح مولود من بشر والبشر.لا يلد إلها.
-         المسيح معجزة ربانية وهو إنسان ظهر لنا من خلال الله ليجعله بشارة الخلاص وعلامة العهد الجديد والنسطورية غير معترفة بإلوهية السيد المسيح


تفسير لمعاني المصطلحات الدينية

-         الإنجيل – كلمة يونانية معناها البشرى
-         الكرازة- الوعظ والمناداة ببشارة اللإنجيل
-         أباء الكنيسة- هم كتبة الكنيسة الذين عاشوا في القرون الثمانية االلأولى فأصبحوا شهودا على إيمان الكنيسة.
-         حواري السيد المسيح أو الرسل وعددهم 12 وعلى رأسهم بطرس الرسول الذي دعاهم السيد المسيح على العشاء الأخير وأخبرهم بحتمية صلبه.
-         الكاثوليك وتعني العالمبة
-         اللأرثوذكس وتعني الطريق المستقيم
-         البروتستانت وتعني اللإحتجاج
-         السيد المسيح كان يتكلم الآرامية

المراجع التي إستعنت بها لعمل هذه الورقة
-الكنيسة المسيحية القبطية الأرثوذكسية في مصر(أللأنترنت)
-أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة (اللإنترنت)
- كتاب خريف الغضب لمحمد حسنين هيكل
-المنجد في اللغة واللأدب والعلوم للأب لويس معلوف
-موقع قداسة البابا شنودة الثالث على الإنترنت