فارس الثورة وفارس الفن
في 15-11-2011 لميسون عوني
في جنح الليل ، وبهدأت الكرى ، وبسر الكتمان ، والكون من حولهم سكون ، ، توجه
إثنان من شباب الجيش بالملابس المدنية
حاملين المؤن والذخيرة
الى الجنرال أبو الثوار وهو في طريقه الى العراق
لمساندة ثورة قامت هناك
وأستقل الثائر الأسطورة**
، الطائرة بعد أن تم تهيئتها للسفر وطارت متوجهة الى هدفها ، ورجع الضابطان بعد
إدائهما المهمة بكل نجاح ،
ولكن شاءت الأقدار أن يتعطل محرك الطائرة ، وأن يتم القبض على المجاهد عزيز المصري
ويودع في
السجن ، وحكم على
المحاولة بالفشل ، ولكن المسعى والهدف للضابطين لم يتوقف ، فأنضم أحدهما ، الى تنظيم الضباط الأحرار ، وبقي
الى آخر يوم من أيام حياته وفيا لرفاقه ، مخلصا ، نقي السيرة ، عفيف القلب والضمير ، إنه
الفارس النبيل في
سلاح
الفرسان ،دُفعة عبد الناصر والسادات ، إبن ثورة يوليو
، النقيب أحمد مظهر الذي أصبح فيما بعد
الفنان أحمد مظهر***
الذي خلع
زيه العسكري، ليدخل في غمار الفن ، ولكنه لم يترجل عن فرسه ،ممتشقا سيفه ،متسلحا
بمبادئه ، خاض أدواره
بكل وجوهها
وشخوصها وأحداثها ، بعجرفة الأمير في رد قلبي#، و غَمَر
الشاشة ، عنفوانا في صلاح الدين ، وفاض بروح
الكروان
في رائعة طه حسين ، دعاء الكروان محاولا في قمة البساطة والأبداع أن يقنع حبيبته كما كلمات
العميد (فلنضم أحزاننا
سوية حتى نستطيع مواجهة عذابنا )
، مرتديا
قفاز الأرستقراطية ،ليقطف الزهرة
في الأيدي الناعمة ، لم
شرفه العسكري
شامخا
بتواضع ، بسيطا في كبرياء ، وليخوض
معترك الشاشة
لينيرها ، وليشع سمو أخلاقه ، بعيدا عن معاركها ، نائيا بنفسه عن لغطها ، محتفظا
بمسافة صانت هيبته وكرامته
وبقيت
سيرته عطرة ووفاؤه نادرا
، لزميل سلاحه ، وصديق دُفعته ،وشريك مبادئه ، قاوم كل محاولات الطعن به ، بأدوار
أحس فيها
غرضا يراد بها المساس
بسيرة عطرة ، وتاريخ مشرف ، فرفضها بكل
إباء ، محافظا على كلمة الشرف ، التي
أقسموا عليها
وصونا للمبادئ التي آمنوا بها ،
وبكى بدموع الوفاء والحب وهو يروي سيرته
،وذكرياته مع عبد الناصر ، في عز هجمة
الحقد عليه ، ومحاولة
تشويه صورته ، مدركا كل الإدراك من هم الذين ورائها ، ومن الذي خطط لها ،بحس شفاف
،لم يخدعه
بريق الوعود
ولم تنطلي عليه أكاذيب مدعي الفن ، ومهنسي السيناريو ، ومفبركي الأحداث ، الذين جرحوا قلب
الوطن بصلح ،رخيص
لمصلحة إسرائيل ، مقاوماً التطبيع ، بكل سمو
البساطة التي إشتهر بها ، لم تَخدش نصاعة بياضه ، ونقاء جوهره ، فنيا
ووطنيا
في زمن هجمة شرسة على كل معاني الكرامة ،ومنعت فيه حتى مجرد كلمة تثير غضب ،
أسرائيل ، وسط
مسرح يموج بالأحداث والقصص والروايات ، وبقي الى آخر العمر محترما ، شامخا ،بسيطا
، ودع الحياة
بكل
عزة وشرف إنه
أحمد
مظهر ، فارس الفن بعد
أن كان فارس الجيش الثورة .
كان الجنرال عزيز
المصري يريد أن يتوجه الى العراق لمساندة ثورة رشيد عالي الكيلاني في 16 مايو 1941،وتعطل
المحرك وهبطت الطائرة في مزرعة بقليوب ، ثم
تم إعتقاله إلى أن أفرجت عنه حكومة النحاس باشا ، ثم أعيد إعتقاله وإتهامه
بالإتصال بالألمان ،
وقام بدور مهم في تنظيم
كتائب المتطوعين في حرب فلسطين ،1948
إتصل به الضباط الأحرار
ليكون واجهتهم في الثورة ، ولكنه رفض ذلك
وإكتفى بتوجيه النصح لهم وسمي بالأب الروحي للثوار،
بعد ثورة يوليو عين سفيرا لمصر في الإتحاد السوفياتي ،ليشرف
على تسليح الجيش المصري
*** ولد أحمد مظهر في
عام 1917 وتوفي في ، 2002
إنضم الى حركة الضباط
الأحرار ولكنه لم يشترك بالثورة ،لوجوده
في هلسنكي ممثلا مصر بدورة للفروسية هناك
#ومن المصادفات إن مخرج
فيلم رد قلبي هو عز الدين ذو الفقار وكان أيضا ضابطا في الجيش وترك الجيش الى
السينما